قيادات رياضية ودينية مقدسية تحذر من تجاهل المارثون الاسرائيلي الدولي في المدينة..
القدس – وكالة بال سبورت/ حذرت قيادات رياضية ودينية واجتماعية من خطورة اجراء الماراثون الاسرائيلي الدولي للمرة الثانية في القدس واعتبرته احدى خطوات وحلقات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق المدينة المقدسة من طرف واحد .
وأوضح سماحة مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين في صالون الاحد الرياضي في مقهى الكتاب الثقافي " المكتبة العلمية" بادارة الاعلامي محمد زحايكة رئيس نادي الصحافة المقدسي وبالتعاون مع تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية ان هذه الخطوة " اي الماراثون" غير مستغربة من جانب الاحتلال مثل مثيلاتها تندرج في سياق سياساتها في محاولة تكريس امر واقع معاش في القدس بحيث يصبح شيئا طبيعيا وعاديا ، وضرب امثلة على هذه السياسة التهويدية من خلال تسيير القطار الخفيف رغم كل الاحتجاجات الفلسطينية العربية والدولية وهو مثال حي وواضح لربط المدينة بشقيها لتبدو وكأنها موحدة انسجاما مع قرار ضمها في العام 1967 .
وأشار سماحة المفتي الى مظهر اخر من مظاهر هذه السياسة الاحادية التهويدية وهي المسيرات التوحيدية التي ينظمها الاحتلال من جميع ارجاء فلسطين المحتلة وعمل سلاسل بشرية حول القدس بهدف تكريس واقع الضم والتوحيد حتى يعتاده الفلسطينيون وكل العالم وهو تصرف احتلالي واضح يقصد منه تهويد المدينة وجعل الامر عاديا تماما، كما تنطلق مسيرة شهرية لما يسمى بجماعات وبناة وخدام الهيكل المزعوم وفق الحساب العبري القمري حول البلدة القديمة وفي شوارعها اضافة الى محاولات تهويد منطقة باب العامود وساحة عمر بن الخطاب في باب الخليل وكذلك مسيرة حراس الهيكل السنوية او الشهرية تأتي جميعها في سياق التهويد والعبث في تاريخ المدينة العربي الاسلامي. ولا ننسى تسارع وتيرة الاستيطان واحاطة القدس بسوار من المستوطنات لحجز القدس العربية عن محيطها الفلسطيني وما يفعله الجدار العنصري والحواجز العسكرية من تقطيع لاوصال الارض الفلسطينية وعزل القدس لتحويلها الى عاصمة ابدية موحدة لهم ، وكذلك الانفاق تحت الارض حيث اشار سماحة المفتي الى محاولة خلق مدينة يهودية كاملة تحت الارض تضم العديد من المتاحف الاثرية والمحلات السياحية والكنس التي ناف عددها على 60 كنيسا في البلدة القديمة والمخطط اليهودي لتغيير معالم البراق وعرض مجسم للهيكل مكان الصخرة المشرفة والحرم الشريف.
وأكد المفتي ان حملة التهويد تطال الحجر والطريق والبناية والارض ومسح والغاء كامل لتاريخ المدينة الحقيقي ، مذكرا بمقولات بن غوريون بانه لا قيمة لاسرائيل بدون القدس ولا قيمة للقدس بدون الهيكل ، ونبه الى عملية تقسيم الاقصى زمنيا ليتبع ذلك تقسيمه مكانيا لا سمح الله وصولا الى هدف بناء هيكلهم المزعوم . ورغم هذا الواقع المآساوي اعلن سماحة المفتي ان القدس هي المنتصرة دائما مهما فعلوا لانها تمثل وجه الحق وان المحنة التي نمر بها سوف نتجاوزها بالعمل وبالوحدة الصادقة بين جميع عناصر ومكونات الشعب الفلسطيني وامته العربية والاسلامية واحرار العام .
وانتقد جهاد عويضة الامين العام للجنة الوطنية لمناهضة التطبيع الرياضي التقصير الرسمي الفلسطيني عن التصدي لهذا الماراثون الاسرائيلي اليهودي العالمي الذي يستفز مشاعر الفلسطينيين لانه يخترق العديد من الاماكن والاحياء الفلسطينية في القدس ، وقال انه تمت مناشدة الرئيس محمود عباس ومخاطبته للتحرك لمجابهة هذا المارثون كما تمت مخاطبة محافظ القدس الذي لم يستجب لندائات تجمع قدسنا منذ العام الماضي، وهاجم عويضة المرجعيات التي تعمل باسم القدس والتي لا تحرك ساكنا وتكتفي بالشجب والادانة والاستنكار في وسائل الاعلام من صحف وتلفزة وكفى الله المؤمنين شر القتال وتمارس شتى أساليب التسول بأسم المدينة المنكوبة، وأشار الى ان المارثون سوف ينطلق من العيسوية مرورا بواد الجوز والى البلدة القديمة ثم الى خارجها من باب الخليل . وأضاف انه تم توجيه رسائل بهذا الخصوص الى اللجنة الاولمبية ومؤتمر القدس الشعبي ولم نسمع شيئا، في حين اثنى على موقف الرئيس ابو مازن الذي طالب العرب والمسلمين بروح الحديث الشريف " اسرجوا الاقصى والقدس" واكد اننا لا نريد شعارات رنانة .. فكفانا شعارات ؟ واقول للذين اتهموا شباب القدس بالمخدرات من خلال شاشة تلفزيون فلسطين .. أن شباب القدس هم الذين يدافعون عن القدس والاقصى والقيامة باللحم الحي والصدر العاري .. وتساءل اين .. هم رجال الاعمال الفلسطينيين والمقدسيين وأين البنوك التي تدخر أموال المقدسيين ولا تصرف فلس واحد على أي نشاط في القدس، وأين شركات الاتصالات والموبايلات التي نسبة كبيرة من زبائنها مقدسيين وتعتذر عن أي مساهمة بأي نشاط رياضي في القدس، وهم ليل نهار يتباكون كذبا على القدس، وأين العرب لدعم القدس كما يفعل يهودي وا حد مثل موسكوفيتش ..!! واين العرب ليشتروا بيوتا لهم ويوقفوها.. وهكذا حتى نثبت ونحمي معالم القدس .. فلا احد يشعر بمعاناة الذين تهدم او تصادر بيوتهم أو يؤسر اطفالهم .. والحركة التجارية تدخل في سبات بعد الساعة السادسة مساء خصوصا في البلدة القديمة.. وصرخ عويضة .. لقد سئمنا .. ولكننا نوجه نداء اخيرا.. بأن القدس اقرب منطقة الى السماء ونقول لكل مرجعياتها " المدعية" انه من اراد السوء ببيت المقدس اهلكه الله.. ونحن باقون وصامدون على ارض القدس الطهور.. " واللي مش عاجبه يشرب من عين سلوان " ..!
وختم عويضة كلمته بأعادة ما قاله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطابه الأخير بالدوحة " واقفون هنا صامدون هنا ولنا هدف بأن نكون وسنكون"
وبين ّ عمر غرابلي رئيس تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية ان فكرة الماراثون هي من صنع رئيس بلدية الاحتلال الذي سّوقها للعالم ودعمته فيها حكومته وشركة اديداس للالبسة الرياضية العالمية وركز على شريحة الاكاديميين والمثقفين للمشاركة في المارثون في مسار ليس رياضيا ولا عشوائيا في القدس بل سياسيا بأمتياز والدليل مروره في مناطق ليس لها علاقة بالقدس او التراث والمعالم الدينية والاثرية مثل بسغات زئيف الاستيطانية. واوضح ان تجمع قدسنا بجهوده الذاتية وامكانياته البسيطة المتاحة اطلق حملة على الفيسبوك للعام الثاني لمقاطعة هذا المارثون والتصدي له و الذي ينطلق يوم الجمعة القادم ا في موعد صلاة الجمعة تقريبا، وأضاف يجب ان لا نغفل ان القدس كانت دائما منارة رياضية شامخة ويجب ان تعود الى سابق عهدها في هذا المجال ، وأاكد ان تجمع قدسنا الذي ينضوي تحت لوائه قرابة 30 اتحادا رياضيا خاطب الجهات الرسمية مثل الرئاسة ومحافظ القدس واللجنة الاولمبية ووزارة الرياضة عن طريق اقتراح تنفيذ مشروع مارثون فلسطيني مواز في القدس لأفهام الاسرائيليين والعالم ان الفلسطينيين موجودين في مدينتهم ومتمسكين بعروبتها وفلسطينيتها حتى النخاع .
وشّدد الناشط المقدسي زياد الحموري مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية اننا جميعا مقصرون بشأن القدس ازاء ما يفعله الطرف الاخر الذي يعلن نواياه ويعمل ليل نهار في القدس لضمها قصرا رغما عن اراداتنا وارادة المجتمع الدولي وضربه عرض الحائط بجميع قرارات الامم المتحدة المتعلقة بالقدس لغياب القوى الدولية والعربية الرادعة لهم ، وحذر من وضع جميع البيض في السلة الامريكية لانها داعمة بقوة لسياسات اسرائيل في القدس خصوصا بعد عام 1995 بدعم جميع الخطوات الاسرائيلية فيما يتعلق بالقدس والاستيطان فيها، وغض الطرف عن تغلغل اسرائيل في جميع مفاصل حياتنا اليومية في القدس وتطبيبع الوضع على كافة الصعد والمناحي وان ذلك للاسف يتم احيانا بثوب وزركشة فلسطينية.
وقال اننا نعيش اليوم في جزيرة معزولة في القدس حتى ان مفترق كركشيان في حي شعفاط التي اعلن انه سوف يكون من ضمن احياء القدس الفلسطينية اصبح اليوم في قلب عملية التهويد، ووصف الحموري الوضع في القدس بأنه خطير جدا ورغم ان اسرائيل قد تجاهلت عشرات القرارات بشأن القدس الا انه لم يفت الاوان امام الدول العربية التي بأمكانها الاستثمار في القدس كما تفعل في العالم ولديها اوراق ضغط اقتصادية هائلة لحماية القدس من التهويد المتصاعد، ونبه لعمق وخطورة المشاكل في القدس من فقر وخلل في البنية الاجتماعية وهدم البيوت والعمل على الضغط على شركة اديداس للتراجع باشهار سلاح المقاطعة العربية في وجهها .
ودعا موسى العباسي رئيس برلمان فلسطين للشباب الى تنظيم مارثون فلسطيني خاص داخل الجدار في القدس كردعلى المارثون الاسرائيلي مشيرا الى مارثون الدراجات الهوائية الذي سبق عمله وحظي بنجاح باهر ورفع شعار "لا للجدار ونعم لازالة الحواجز العسكرية" ، وجرى تداول مجموعة اقتراحات مفيدة اخرى منها رؤيا للرياضي البارز عضو تجمع قدسنا يوسف فتيحة حول اشعال معركة كبيرة ضد المارثون الاسرائيلي من خلال تنظيم ماراثون فلسطيني ضخم تنخرط فيه كافة المؤسسات الرسمية والشعبية والاتحادات الرياضية لرفع سقف التحدي عن طريق تجنيد شركات داعمة منافسة مثل نايك وبوما وديادورا لايصال رسالتنا الى العالم .
فيما دعا سعيد مسك الى تبني مبادرات غير مسبوقة من خلال تجنيد الاعلام واطلاق فعاليات للرد على الماراثون الاسرائيلي في اسرع وقت ممكن . حيث ابدى سعيد مسك استعداده للمساهمة ماليا في انجاح مثل هذه الفعاليات ليعرف الاسرائيليين والعالم ان القدس هي ملك للشعب الفلسطيني .
ويشار الى ان عدد من الفعاليات الرياضية والاجتماعية المقدسية حضرت المؤتمر الصحفي منهم: منسق المؤتمر امين سر تجمع قدسنا احمد البخاري، الرياضي حسني ابو ميالة مدير ملتقي بلدنا الرياضي، وحيد شبانة، ايمن السعو، رجل الأعمال ايمن الحموري، عضو اتحاد السلة محمد زيادة، وصاحب المكتبة العلمية عماد منى، وعدد من الفعاليات الشبابية والمقدسية.