السباحة الاولمبية سابين حزبون من برشلونة: الفتاة الفلسطينية قادرة على مواجهة العالم وأثبات ذاتها
القدس – برشلونة- وكالة بال سبورت/ رغم حداثة سنها ونعومة اظفارها إلا انها تحدت الواقع الفلسطيني وتوجهت نحو العالم لتثبت بأن الفتاة الفلسطينية القادرة على مواجهة العالم وعلى اثبات ذاتها والابتعاد عن الاهل والاصدقاء للعمل الجاد لتشريف فلسطين ورفع العلم الفلسطيني والمثابرة لتحقيق الانجاز والحلم.
انها السباحة الفلسطينية سابين عيسى حزبون أبنة مدينة مهد السيد المسيح عليه السلام ، من مواليد 11/6/1994 في مدينة بيت لحم، قضت أكثر من نصفها تمارس رياضتها المفضلة السباحة، حيث بدأت تتدرب منذ العام 2003، معتبرة في حديثها ان السباحة هي هويتها وهوايتها.
وفي هذه المقابلة التي تعتبر واحدة من سلسة حلقات تعريف للجمهور الفلسطيني بالرياضيين الفلسطينيي المشاركين في اولمبياد لندن 2012، ننقل لكم جميع تفاصيل حياة السباحة حزبون كما روتها من برشلونة المقاطعة الاسبانية الاشهر.
شعورها عند الاختيار
وعند سؤالي عن شعورها عندما تم اختيارها لتمثيل فلسطين، لم تتردد سابين بالاجابة مستخدمة مشاعرها وروحها الكاملة بالاجابة لتقول "لقد عشت حياتي كلها في فلسطين وهذا شرف كبير لي ان احدث العالم عن الرياضة الفلسطينية وان أكون سفيرة لفلسطين من خلال مشاركاتي العالمية، ولكن من جانب اخر فان المشاركة والتأهل للاولمبياد العالمية ليس بالامر السهل، فانه يحتاج للتدريب المتواصل والتركيز الكبير على جميع تفاصيل الحياة لتحقيق الانجاز الفلسطيني".
وأضافت حزبون بأنها تشكر اللجنة الاولمبية الفلسطينية التي منحتها هذه الثقة وقدمت لها الدعم من خلال التضامن الاولمبي ومن خلال متابعتهم المستمرة لها.
مشاركاتها الدولية
شاركت ا حزبون بالعديد من المسابقات الدولية والعربية والمحلية خلال الفترة الماضية والتي تلخصت بالمشاركات التالية:
· بطولة العقبة لسباحة الزعانف في الاعوام 2005 و2009.
· بطولة العالم للسباحة، ثلاثة مشاركات: مانشستر – بريطانيا 2008 / روما - ايطاليا 2009 / وشنغهاي - الصين 2011.
· بطولة جمنسايد، الدوحة – قطر 2009.
· البطولة العربية للسباحة المدرسية – لبنان 2010.
· البطولة العربية للسباحة – عمان – الاردن 2009.
· دورة الالعاب الاسيوية، غوانزهو– الصين 2010.
· دورة الالعاب الاولمبية للشباب – سنغافورة 2010.
· دورة الالعاب العربية، الدوحة – قطر 2011.
وهنا قالت السباحة حزبون بأن اهم الانجازات التي حققتها كانت تتلخص بحصولها على المركز الاول في جميع المسابقات والبطولات الفلسطينية المحلية منذ العام 2007، وعلى الصعيد الدولي فلقد حققت ارقام جديدة لفلسطين في 50 متر سباحة حرة وفراشة.
تواصلها مع اللجة الاولمبية والاهل
وعن التواصل ما بين السباحة حزبون واللجنة الاولمبية والاهل في فلسطين تقول سابين: لقد حصلت على هذه المنحة لمعسكر تدريبي من قبل التضامن الاولمبي في برشلونة، وهناك اتصال بين مدربي اللجنة الأولمبية الدولية واللجنة الاولمبية الفلسطينية بشكل مستمر وهم دائما على اتصال بي حول اي خبر جديد او تنسيق جديد.
واضافت من الطبيعي بأن هنالك تواصل دائم، مع الاهل ايضا، فأنا أتكلم إلى والدي وعائلتي كل يوم تقريبا، وهم من شجعوني على السباحة والتطور منذ عام 2003، عندما بدأت المنافسة، وحتى هذه اللحظة هم مستمرون بمساعدتهم ورعايتهم، وقد اخترت للمشاركة في الاولمبياد والحمد لله.
بعيدا عن البيت
كفتاة فلسطينية ليس من السهل ان تتواجد في مجمتع غربي لفترة طويلة بعيدة عن الاهل والاصدقاء خاصة في هذا العمر، ولكني اثبتت بأني أبحث عن تحقيق الحلم والانجاز الفلسطيني فواجهت كل الظروف وتحملت الغربة والبعد معتبرته تحدي يجب علي تحمله لخوض الصعاب.
وهنا انتفضت مشاعرها في الحديث لتقول: "ليس من السهل على الإطلاق ان تعيش هنا بمفردك، بل انه لتحد كبير، وذلك لأن معظمهم الاشياء من حولي قد تغير، مثل اللغة وطريقة العيش والناس والعديد من الامور، ولكن لقد نشأت في بيت يعلم كيف يكون الشخص مسؤولا عن نفسه حتى يتمكن من التعامل مع الحياة".
الاسبوع الاول في اسبانيا
وعن الاسبوع الاول والذي يعتبر الاصعب قالت حزبون: "في الأسبوع الأول كنت متحمسة وسعيدة لأنه خلال السنوات الثمانية الماضية كنت اتدرب على مهارات السباحة لوحدي وبشكل مستمر لكي اطور مهاراتي، وهذه هي المرة الأولى التي أحصل فيها على فرصة في أن اعامل مثل الرياضي الحقيقي الذي يريد أن يحقق شيئا".
وهنا اكدت حزبون بأنها كانت على استعداد لمواجهة حياتها الجديدة، وتعلم اللغة الاسبانية، وحاولت بكل جهدها ان تكون إيجابية مع جميع الظروف وكانت على استعداد دائم للتدريب المتواصل.
البرنامج التدريبي
لديها برنامج تدريبي كامل بشكل اسبوعي وشهري، ويتم متابعتها من خلال مدربين متخصصين باللعبة ومهاراتها، وهنا أكدت السباحة حزبون بأن لديها خطة للتدريب، وتتدرب 6 أيام في الأسبوع، وتقوم أيضا بعدة تدريبات صعبة في الصالة الرياضية.
واوضحت بأنها بدأت ممارسة التدريبات الرياضية مع مدرب خاص منذ ايلول الماضي، وامضت معه 11 شهرا فقط من التدريب، مشيرة بأنه قد تم تغيير العديد من المدربين خلال مسيرتها في اسبانيا، حيث قالت "ان هذا الامر يؤثر على جدول تدريبي لأن كل مدرب لديه فكرة مختلفة أو تدريب مختلف وانا بحاجة الى أشهر حتى اعتاد على خطة المدرب الجديد، ومعظم السباحين في جميع أنحاء العالم الذين سيشاركون في بطولات كبيرة مثل الاولمبياد يتدربون لسنوات طويلة مع نفس المدرب، ولكن لا أستطيع أن أفعل أي شيء بهذا الخصوص، ولهذا السبب سأحاول الاستفادة من كل تدريب أقوم به وعلي الاستمرار بالتدريب".
مكان التدريب الحالي
تتدرب السباحة حزبون في مركز التا رنديمنت " Centre D’alt Rendiment (C.A.R)"، في مدينة سانت كوجات في مقاطعة برشلونة الاسبانية، ومدربها الحالي يدعى "جون فورتوني".
وتتدرب السباحة حزبون على سباحة المسافات القصيرة، وعن طبيعة تدريباتها اوضحت بالقول "لقد قمت بالعديد من التدريبات على السباحة الجديدة التي لم أكن اتدرب عليها سابقا، ففي البداية لم أستطع مواكبة الامر، ولكن مع التدريب والمثابرة والتقدم خطوة خطوة تمكنت من التعامل مع هذه التمارين الجديدة على نحو أفضل بكثير مما كنت عليه في بداية الامر".
واضافت ان التدرب على نفس المسافات في فلسطين يحتاج إلى وقت أكبر بكثير من الوقت الذي احتجته هنا لإنهاء مجموعة كاملة من تمارين 5 كيلو متر، فهنا احتاج فقط حوالي ساعة و20 دقيقة لإنهاء هذا التمرين ولكن مع مجموعات تدريبية مختلفة، فضلا عن تمارين الصالة الرياضية، وهنا اكتسب المزيد من القوة والتي هي ضرورية جدا لسباح المسافات القصيرة.
تحقيق الانجاز
وعن تحقيق الانجاز لفلسطين أكدت السباحة حزبون بأنها قد وعدت قبل ذلك بأن تحقق الانجاز وتعد حاليا بأنها ستبذل كل قصارى جهدها في كل تدريب، وكذلك في المنافسات، وسوف تبقى مستمرة بالتدريب وبالسباحة من اجل تشريف فلسطين في هذه المشاركة ومن اجل تحقيق الانجاز الفلسطيني الاول، وأضافت في نفحة ايمانية منها بأن اعتمادها سيكون دائما على الله قبل كل شئ.
رسالة للسباحين الفلسطينيين
أعرف أن هناك العديد من السباحين هناك في فلسطين الذين كانوا يحاولون ممارسة ومواكبة الدراسات والسباحة، كل ما أقوله هو ان يواظبوا بالتدريب وان يحاولوا دائما، وأنا واجهت العديد من العقبات التي كانت تدفعني إلى الوراء، وهذا ما يحدث احيانا هنا، لذلك العقبات لن تنتهي ونحن جميعا على حد سواء، ولكن إذا كنا نريد حقا أن ننجح فعلينا المثابرة والتحدي ودعونا نعمل على ذلك معا، كما أشجع السباحين الشباب هناك في فلسطين الذين لا يزالون غير مراهقين حتى الآن، فاعتقد بأن عليهم التركز على السباحة وعليهم ان يقضوا وقتا ممتعا فيها، وبهذه الطريقة سيكون هناك مستقبل كبير بالنسبة لهم.
عاشقة البرشا
من الصعب ن تعيش في برشلونة وان لا تشجع فريقه، فجميع الناس هنا يتابعون المباريات والفريق بشكل يومي، ومن الطبيعي ان أكون من أنصار برشلونة الفريق الكتلوني المفضل.
ان العيش في برشلونة هو تجربة فريدة من نوعها، كنت اعتقد بأنني اعرف الكثير عن الرياضة ولكن منذ جئت الى هنا فإن العديد من افكاري ووجهات النظر القديمة لدي قد تغيرت، لقد اكتسبت المزيد من المعلومات حول حقيقة الرياضة ، وتعلمت التصميم الحقيقي، وتعلمت ايضا ان الرياضة هي مهنة حقيقية، وحامل اللقب الاولمبي يحتاج للتدريب والتضحية والعيش بواقع حياة خاص لمجرد الفوز.
ان هذه الرحلة علمتني بأننا في فلسطين بحاجة لسنوات من العمل الجاد لتطوير الرياضة الفلسطينية لكي نصل للمستوى الاسباني او الدولي، ولكن لنقول بأن هذه هي الخطوة الاولى التي تدربنا للوصل للمستوى العالمي.