رسالة الدوحة ـ أشرف مطر/ يخوض منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم مباراة تاريخية له عندما يواجه في الرابعة والنصف بتوقيت فلسطين "الخامسة والنصف بتوقيت الدوحة" شقيقه المنتخب البحريني على استاد الغرافة الدولي في أول لقاءات الدور قبل النهائي من فعاليات مسابقة كرة القدم التابعة لدورة الألعاب الرياضية الثانية عشرة والتي تستمر حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري.
ويلتقي في المباراة الثانية التي تقام في نفس الدور المنتخبان الأردني والكويتي، حيث سينتقل الفائز من المباراة الأولى مع الفائز من الثانية على النهائي يوم الجمعة على استاد السد في حفل ختام الدورة العربية على الميدالية الذهبية، بينما سيلعب الخاسرين يوم الخميس على الميدالية البرونزية.

النهائي الذهبي على مرمى حجر
مباراة اليوم إذا ما نجح فرسان الوطن في اجتيازها وعبورها فإنهم سيدخلون التاريخ الكروي من اوسع أبوابه، فالفدائي لم يسبق له ان بلغ المباراة النهائية من قبل، فقد اكتفى الفدائي بالحصول على الميدالية البرونزية في دورة الألعاب العربية التاسعة 1999 "دورة الحسين" وهو أهم وأبرز انجاز مسجل في سجلات اتحاد الكرة، ووصوله إلى النهائي سيعني أن الكرة الفلسطينية انتقلت إلى مرحلة اخرى وجديدة ، حيث ستكون المرة الأولى في تاريخ الكرة الفلسطينية القديم والحديث الذي ستلعب خلالها فلسطين على الذهب القطري النفيس.
هذا الحلم الجميل الذي بات على مرمى حجر أصبح يداعب مخيلة كل فلسطيني سواء في القرية الرياضية أو حتى أبناء الجالية الفلسطينية في قطر الذين أعدوا العدة لهذا اليوم، وأيضا في فلسطين والشتات الذين باتوا يترقبون وحتى الأشقاء في دوحة العرب باتوا يتحدثون صراحة عن رغبتهم وأمنيتهم أن يكون " الفدائي" حاضراً في النهائي لأن وجوده سيعني الكثير للحفل الختامي على الصعيد الجماهيري على اعتبار أنه سيلي المباراة الختامية لمسابقة كرة القدم.

استعدادات خاصة وجدية
وفي يتعلق بالتحضيرات الفلسطينية الخاصة بلقاء البحرين فقد اغلق الكابتن جمال محمود على نفسه وبدأ يحضر لاعبيه بهدوء للقاء البحرين، حيث طالب اللاعبين باغلاق ملف الدور الأول والحديث عن التأهل للمربع وطالبهم بمواصلة المشوار وبذل أقصى جهد ممكن من اجل تحقيق حلم الوصول إلى المباراة النهائية.
الكابتن جمال محمود الذي بات مادة دسمة لوسائل الاعلام العربية والأردنية وحديث الفضائيات مع الفدائي كانت تعليماته واضحة للاعبين بضرورة احترام المنافس ونسيان المباراة الودية التي جمعتهما قبل نحو ثلاثة أسابيع في المنامة وفاز بها الوطني بهدف مقابل لا شيء سجله صاحب الهدف الأجمل في البطولة حتى الآن علي الخطيب في ختام المعسكر التدريبي ، حيث اكد ان المباراة الودية شيء والرسمي شيء آخر وبالتالي لاجتياز البحرين لابد من بذل أقصى جهد ممكن مع الالتزام والانضباط التكتيكي بأعلى درجة خاصة أن المنتخب البحريني سجل حضوراً قوياً في الدور الأول للبطولة وتصدر وتأهل عن جدارة وسجل خمسة اهداف في لقاءين بواقع ثلاثة أهداف في المرمى العراقي وهدفان في مرمى قطر الدولة المنظمة وهو ما يعني اننا أمام منافس قوي نحتاج لاجتازه إلى التزام وانضباط على اعلى مستوى.

كتيبة الفدائي حاضرة
أما بالنسبة لكتيبة الفرسان فالأمور تسير بشكل جيد واكثر من رائع في القرية الرياضية، فاللاعبون على أتم الجاهزية والجميع يريد أن ينال رضا المدير الفني الذي لعب المباريات الثلاث السابقة في الدور الأول بتشكيلات مختلفة وطرق مختلفة حسب قراءته للمنافسين وبالتالي هذا الأمر جعل كل لاعب في المنتخب يشعر وكأنه سيلعب أساسياً وهذا زاد من روح المنافسة بين اللاعبين وأثرى أداء المنتخب الوطني الذي تطور بشكل واضح وسريع.
لكن المعضلة الوحيدة التي تواجه الجهاز الفني تكمن في غياب المهاجم مراد عليان عن المباراة لحصوله على بطاقتين صفراويتين، وبالتالي فالخيارات ستكون محدودة وعلى الأغلب يمكن أن يتم الدفع بالمهاجم خالد سالم، خاصة ان الأخير يعتبر من الخيارات الدائمة للمدير الفني، بينما من الممكن ان تتم الاستعانة بلاعب الوسط المدافع مراد اسماعيل في لقاء اليوم، خاصة أن الأخير لم يخض المباراة السابقة أمام السودان وتغيب عنها بسبب الاصابة وعليه فإنها تشكيلة المنتخب الوطني ستكون أغلب إلى الثبات بعد الاجادة والثناء الذي قدمه فرسان الوطن امام السودان.

تشكيلة منتظرة
لذلك فإن تشكيلة الوطني في موقعة اليوم لن تخرج عن عبد الله الصيداوي في حراسة المرمى، وامامه رباعي الدفاع محمد المصري وهيثم ديب وكلاهما بثا الطمأنينة على هذا الخط بينما يناور الكابتن محمود باستمرار في الجانبين الأيمن والأيسر حسب ظروف المنافس، فقد لاحظنا يعتمد في الجانب الأيسر على رائد فارس ثم في المباراة الأخيرة استخدم موسى ابوجزر، بينما اليمين فيه صراع ثنائي جميل بين حسام ابو صالح واحمد حربي وكلاهما أو أحدهما قادر على الابداع والتألق، أما في خط الوسط فهنالك شبه تثبيت لهذا الخط بوجود خضر يوسف ومعالي كوارع في مركز الوسط المدافع وعلى يمينهما عماد زعرة دائم الابداع والتألق مع المنتخب وعلي الخطيب في الميسرة صاحب اللمسات والأهداف السحرية، وأمامهم اسماعيل العمور كرأس حربة حر يلعب أمام لاعبي الوسط وله الحرية في التحرك كيفما يريد وتحت رأس الحربة الذي سيكون على الأغلب خالد سالم.

البحرين استعدت في المنامة
على غير المتوقع غادر المنتخب الأولمبي البحريني القرية الرياضية والدوحة بعد ضمان تأهله قبل عدة أيام من اجل الاستعداد بهدوء بعيدا عن صخب القرية الرياضية واجواء الدورة في ظل وجود أكثر من 1500 اعلامي من مختلف دول العالم .
وقال الشيخ علي بن خليفة نائب رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم ، في تصريح صحافي ، أنه مندهش من الضجة التي أثيرت حول مغادرة المنتخب البحريني إلى المنامة للتدريب لعدة أيام بطريقة مركزة بعيدا عن التشويش والاجواء الخاصة بالبطولة والقرية الرياضية، خاصة أن العديد من منتخبات الكرة في المسابقة، لم ترتبط بالإقامة في القرية الاولمبية، وغادروا إلى بعض الفنادق الخاصة في الدوحة وأضاف أن المنتخب البحريني وصل بالفعل مساء اول من امس، إلى الدوحة، ونزل بأحد الفنادق الخاصة وتدرب لاستكمال استعداداته لمباراة الدور قبل النهائي التي ستقام مع منتخب فلسطين.
وعن مواجهة المنتخب الفلسطيني قال الشيخ علي بن خليفة ان المنتخب الفلسطيني منافس محترم، ونكن له الاحترام الذي نظهره لأي فريق نواجهه، ونعم لعبنا امامه مباراة ودية بالمنامة قبل الدورة وخسرناها صفر / ا، ولكنها كانت مجرد مباراة تجريبية، لم نهتم بنتيجتها، وجربنا خلالها اللعب بفريقين، بمعدل فريق في كل شوط، وكنا نركز على تجريب أمور معينة ولم نركز على إحراز الفوز، ولعل هذه المباراة بالذات وفرت لنا فرصة كافية للحكم على الفريق الفلسطيني ومعرفة أوراقه وخططه وأسلوب لعبه وطريقة تفكير مدربه، ما سيساعدنا في التعامل معه خلال مباراة بعد غد.
ويضم المنتخب البحريني مجموعة من اللاعبين المميزين أبرزهم الهداف اسماعيل عبد اللطيف وسامي الحسيني ومحمد حردان حيث سجل هذا الثلاثي اهداف البحرين الخمسة.
مشوار المنتخبين في الدورة
فلسطين: استهل المنتخب الوطني البطولة في المجموعة الثالثة بلقاء الأردن والخسارة (1/4) وتعادل في المباراة الثانية امام ليبيا (1/1) وفاز في الثالثة على السودان (2/0) وتأهل محتلاً المركز الثاني خلف الأردن.
البحرين: احتلت صدارة مجموعتها بعد التغلب على العراق (3/0) والتعادل امام قطر (2/2) وتصدر المجموعة الأولى التي صعد عنها فريق واحد.

ثلاث مواجهات سابقة
يعتبر هذا اللقاء الرسمي الأول الذي يجمع الكرة الفلسطينية مع نظيرتها البحرينية، لكن المنتخبين التقيا من قبل في 3 مواجهات في العاصمة المنامة فاز المنتخب الوطني في مبارتين (2/0) و (1/0) والخسارة (0/1).