عام 2011.. حرب النجوم بين ميسي ورونالدو
لخصت معركة الدوري الإسباني في الموسم الماضي، كما كانت الحال في سابقه، بالمواجهة بين الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرتغالي كريستيانو رونالدو، التي ستعرف خواتمها في التاسع من كانون الثاني المقبل، عندما يعلن اسم الفائز بلقب لاعب العام.
ومن المتوقع أن يتمكن ميسي (24 عاماً) من الظفر بلقب أفضل لاعب في العالم للعام الثالث على التوالي، إلا في حال نجح رونالدو، الذي نال هذه الجائزة المرموقة عام 2008، في مخالفة التوقعات باستقطاب أصوات المدربين والصحافيين.
ومن المؤكد أن حرب النجوم بين هذين اللاعبين الاستثنائيين تشكل المواد اللازمة لأي مخرج سينمائي، بسبب الاختلاف في شخصية كل من اللاعبين، فميسي يمثل البطل الهادئ الذي يتمتع بمواهب استثنائية يجيرها لمصلحة المجموعة، ورونالدو البطل المتعجرف الذي يميل إلى الأنانية في طريقة لعبه، سعياً لتحقيق مجد شخصي.
ويتمتع اللاعبان بقاسم مشترك يتمثل في كونهما هدافين من الطراز الرفيع جداً، وأرقامهما تتحدث عن نفسها، لكن ميسي خرج من الموسم بما هو أثمن بكثير من الإنجازات والأرقام الشخصية، إذ قاد برشلونة للقب الدوري المحلي ومسابقة دوري أبطال أوروبا، متنازلاً لرونالدو عن جائزة الترضية المتمثلة في الحذاء الذهبي لأفضل هداف في البطولات الأوروبية المحلية لموسم 2010-2011.
وأنهى رونالدو الدوري الإسباني برصيد 40 هدفاً، منفرداً بالرقم القياسي لعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد في تاريخ "الليغا" الذي كان يتقاسمه مع مهاجم أتلتيك بلباو تيلمو زارا، الذي حقق هذا الإنجاز عام 1951، والمكسيكي هوغو سانشيز الذي حققه مع ريال مدريد عام 1990.
وتقدم رونالد على ميسي بفارق تسعة أهداف، وتفوق في 2010-2011 على ما حققه مع مانشستر خلال موسم 2007-2008 عندما سجل حينها 31 هدفاً في الدوري الإنكليزي الممتاز، وهو سجل أهدافه الأربعين في 34 مباراة في الدوري، رافعاً رصيده إلى 66 هدفاً في 63 مباراة خاضها في الدوري الإسباني منذ انضمامه إلى النادي الملكي.
لكن النجاح الذي حققه "سي آر 7" على الصعيد الشخصي لم يكتمل على الصعيد الجماعي، بعدما خرج فريقه من الدوري المحلي خالي الوفاض، كما الحال في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي ودعها من نصف النهائي على يد ميسي وزملائه بالذات.
ولا يبدو أن الحرب بين اللاعبين متوجهة نحو الهدنة، إذ إن صراعهما متواصل هذا الموسم، حيث يتشاركان صدارة ترتيب هدافي الدوري المحلي برصيد 17 هدفاً لكل منهما، كما أن فريقيهما يتشاركان أيضاً صدارة ترتيب الدوري، مع أفضلية المواجهة المباشرة لبرشلونة التي نالها عن جدارة واستحقاق، بعد تغلبه السبت الماضي على غريمه الملكي في عقر داره 3-1.
لم يجد ميسي طريقه إلى شباك الحارس إيكر كاسياس في الـ"كلاسيكو" الأول لهذا الموسم، لكنه كان مهندس الهدفين الأول والثالث، فيما مر رونالدو بجوار هذه الموقعة من دون أن يترك أي انطباع، بل أهدر على فريقه فرصاً سهلة كانت كفيلة بإعادته إلى أجواء اللقاء.
ومن المؤكد أن ميسي يتفوق على رونالدو تماماً في ما يخص المواجهات المباشرة بينهما منذ انضم البرتغالي إلى ريال مدريد في صيف 2009، إذ سجل الأرجنتيني 5 من الأهداف الـ13 التي هز بها شباك النادي الملكي حتى الآن منذ قدوم "سي آر 7" إلى "سانتياغو برنابيو"، فيما اكتفى الأخير بهدفين فقط.
والأهم من الأهداف والأرقام الشخصية هو أن ميسي قاد برشلونة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا على حساب ريال مدريد بالذات، بتسجيله ثنائية الفوز في ذهاب نصف النهائي (2- صفر).
وكان الموسم الماضي موسم الـ"كلاسيكو" بامتياز، إذ تواجه الفريقان سبع مرات وخرج برشلونة فائزاً في ثلاث مرات، منها مرة بنتيجة ساحقة 5- صفر، فيما حقق الريال فوزاً وحيداً في نهائي الكأس بفضل هدف لرونالدو، وانتهت المباريات الثلاث الأخرى بالتعادل.
وتظهر الأرقام التفوق التام الذي حققه ميسي على رونالدو من ناحية الإنجازات الجماعية، وهو يأمل أن يتوج ذلك بإنجاز فردي من خلال الاحتفاظ بجائزة أفضل لاعب في العالم، على حساب رونالدو الذي يواجه أيضاً منافسة من لاعب آخر في برشلونة هو تشافي هرنانديز، بعدما انحصر السباق على جائزة كرة "فيفا" الذهبية بين هذا الثلاثي.
وكان ميسي تفوق العام الماضي على زميليه في برشلونة تشافي هرنانديز وأندريس أنييستا، في الاستفتاء الذي تشارك فيه لجنة مكونة من صحافيين ومدربي وقادة 208 منتخبات وطنية منضوية تحت لواء الاتحاد الدولي.
وحصل ميسي على 22.65 في المئة من الأصوات، في مقابل 17.36 في المئة لأنييستا و16.48 في المئة لتشافي.
وكان تتويج ميسي مفاجأة كبيرة بالنظر إلى فشله مع منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا، التي ودعها منتخب التانغو بخسارة مذلة أمام ألمانيا صفر-4 في الدور ربع النهائي، كما أنه هو نفسه رشّح زميليه أنييستا وتشافي للفوز بهذه الجائزة، معتبراً أن حظوظهما أكبر منه لأنهما فازا بكأس العالم.
لكن ميسي سيستحق هذه المرة وعن جدارة الجائزة المرموقة، التي سيكشف النقاب عن صاحبها في الحفل السنوي في زيوريخ، في ظل المستوى المذهل الذي قدمه الموسم الماضي، ويواصله في الموسم الجاري أيضاً.