انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة يطغى على زيارة وفد بريطاني رياضي إلى "القدس المفتوحة"

رام الله- أيهم ابو غوش/ فرضت السياسة نفسها ضيفا ثقيلاً على زيارة وفد جامعة لندن "لنتخطى الحدود" إلى جامعة "القدس المفتوحة" ، قبيل إجراء مباراة كروية، على هامش زيارة الوفد البريطاني للأراضي الفلسطنيني، في إطار مساعيه للترويج لكرة القدم باعتبارها وسيلة لتعميق التواصل وتقريب المسافات بين الشعوب.
فما كاد أ.د. يونس عمرو رئيس الجامعة، أن يدخل قاعة النشاطات في البالوع خلال لقاء طلابي بين جامعتي "القدس المفتوحة" ولندن، حتى انهالت الأسئلة عليه من أعضاء الوفد البريطانيحول جدوى ذهاب القيادة الفلسطينية إلى الأمم المتحدة.
وأكد أ.د. عمرو في مداخلته على أن انضمام فلسطين إلى عضوية الأمم المتحدة يأتي لتكريس القرارات الصادرة عن المنظمة الدولية نفسها، وفي مقدمتها القرار رقم 181 والذي ينص على إقامة دولة يهودية، والتي اقيمت بالفعل وترعرعت ونمت تحت مظلة الغرب، ودولة فلسطينية بقي شعبها يعيش تحت الاحتلال لغاية اليوم.
واستغرب أ.د. عمرو الموقف الاميركي الأكثر تزمتاً من اسرائيل نفسها، من خلال تهديدها باستخدام حق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن، ضد الطلب الفلسطيني بالإنضام إلى الأمم المتحدة.، وذكرّ بدستور الولايات المتحدة الذي وضعه الرئيس الأميركي الأسبق جيفرسون الداعي إلى الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيراً إلى موقف الرئيس ابراهام لنكونبتحرير العبيد وترسيخه لمبادئ حقوق الإنسان.
وتساءل أ. عمرو" كيف للولايات المتحدة أن تقف اليوم وهي يحكمها رئيس أسود أمام رغبة شعبنا في التخلص من أبغض وأطول احتلال في التاريخ الإنساني؟".
ودعا أعضاء الوفد الضيف إلى نقل رسالة شعبنا إلى الغرب لدعم حقه في تقرير مصيره.
وقال إن الدعاية الصهيونية الكاذبة هي التي ترسم صورة ذهنية نمطية عن الفلسطينيين والعرب"، ذاكرا ًبعض الأمثلة الحية في أدب الأطفال العبري.
وأكد أن الادعاءات الكاذبة للكتاب الاسرائيليين بحق الفلسطينيين والعرب إنما هي جرائم إنسانية يجب أن يُحاكموا عليها، مشيراً إلى استدعائه شخصياً للمحاكمة على خلفية اصداره كتاب بعنوان" صورة العربي في الكتاب العبري".
وقال لأعضاء الوفد الضيف إن الشعب الفلسطيني ليس ارهابياً ولا عدوانياً وإنما هو شعب حضاري حافظ على أهم مواقع الحضارة الإنسانية في التاريخ وهي القدس.
ومضى أ.د. عمرو في حديثه" نحن لا نكره اليهود، لكننا نكره الاحتلال ولا نريد هذا الاحتلال على أرضنا، وسوف نقيم دولتنا على أرضنا، وسنبقى نطالب بحقوقنا وعلى رأسها عودة اللاجئين".
وأكد أن الميزان الديمغرافي على الأرض يميل لصالح الفلسطينيين، داعياً المستوطنين إلى الرحيل عن أرضنا قائلاً" على المستوطنين ان يرحلوا فالأرض تقاتل مع أصحابها".
وسلط أ.د. عمرو الضوء على تاريخ إنشاء القدس المفتوحة، مبيناً أنها جامعة منظمة التحرير الفلسطينية واقيمت بغرض التصدي لاجراءات الاحتلال الهادفة للتجهيل من خلال إغلاق الجامعات خلال الانتفاضة الأولى. ونوه إلى الدور الوطني الذي تلعبه الجامعة إلى جانب الدور الأكاديمي.
ولفت إلى اطلاق الجامعة حملة "التحالف الأكاديمي الدولي من أجل انضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة"، داعياً الطلبة البريطانيين إلى الانضمام إلى هذه الحملة، مذكراً بالموقف المشرف للأكاديميين البريطانيين الذين أعلنوا مقاطعتهم لجامعة مستوطنة اريئيل والمستوطنات التي تتعامل معها.
وكان د. محمد شاهين عميد شؤون الطلبة قد رحب بالوفد الضيف، ورد على بعض أسئلة الوفد الرياضي البريطاني بخصوص الغاية من الذهاب إلى الأمم المتحدة، موضحاً ان الخطوة الفلسطينية المقبلة بالتوجه إلى الأمم المتحدة تعني رغبة فلسطينية بالإنضام إلى عضوية المؤسسة الأممية وليس اقامة الدولة الفلسطينية، لأن إعلان قيام الدولة الفلسطينية قد تم بالفعل خلال جلسة المجلس الوطني عام 1988.
وتحدث أن الرغبة الفلسطينية تتمثل في سعي شعبنا للانعتاق من الاحتلال وليست خطوة عدوانية تجاه اي كان. وأكد على ضرورة وضع تصور متكامل لبناء علاقة متبادلة بين طلبة جامعة القدس المفتوحة وجامعة لندن في مجال التبادل الطلابي وبناء علاقات أكاديمية تخدم مصالح الطرفي، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي استكمالاً لنشاطات سابقة مع كلية جولد سميث في جامعة لندن.
وسلط قائد فريق لنتخطى الحدود" جوزيف وطفة، وهو لبناني الأصل الضوء على فكرة إنشاء فريقلنتخطى الحدود" التابع لجامعة لندن والذي يضم لاعبين من جنسيات مختلفة.
وأشار إلىأن هذا الفريق مكون من مجموعة من الطلابمن كلية دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في الجامعة، وتعنى المجموعة بالقضايا الإنسانية والاجتماعية المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط. وأشار إلى أن زيارة فلسطين هذه تأتي في إطار زيارة شاملة من ضمنها مصر والأردن، وتهدف إلى دعم الفلسطينيين في قضيتهم العادلة.
وشكر جامعة القدس المفتوحة على حفاوة الاستقبال، مشيراً إلى أنهم لمسوا أن ما ينقل في وسائل الإعلام البريطانية لا يمثل الحقيقة عن الشعب الفلسطيني، فهو شعب محب للسلام باحث عن الحرية، وليس شعباً ارهابياً.
وتحدث د. جهاد البطش نائب رئيس الجامعة لشؤون قطاع غزة، عبر الفيديو كونفرس عن
الخطوات التي تتبعها إدارة الجامعة للمحافظة على تماسك الحركة الطلابية والحيلولة دون وقوع صدامات بين ألوان الطيف السياسي.
وتحدث أ. ماجد رضوان، نائب رئيس مجلس الطلبة القطري، ورؤساء مجالس الطلبة في مناطق غزة التعليمية، عن الواقع الصعب الذي يعيشه الرياضيون في قطاع غزة بسبب الحصار الاحتلال".
بدوره، تحدث أ. زياد الواوي رئيس مجلس الطلبة القطري عن دور مجلس الطلبة في البناء والتحرر، مبيناً أن جامعة القدس المفتوحة هي جامعة منظمة التحرير الفلسطينية وجدت للتغلب على اجراءات الاحتلال/ مرحباً باية مبادرات طلابية بين جامعة لندن وجامعة القدس المفتوحة.
وطالب الوفد البريطاني بنقل صورة للاتحادات الطلابية في العالم لدعم الموقف الفلسطيني الساعي إلى نيل عضوية كاملة من الأمم المتحدة. وقد قام الوفد البريطاني بجولة تعريفية على مرافق الجامعة المختلفة. وقدم أ.د. عمرو في نهاية اللقاء هدايا تذكارية لأعضاء الوفد الضيف.