الآولمبي: الحلم على مرمى حجر....

غزة- أشرف مطر/ عندما يواجه المنتخب الأولمبي نظيره البحريني، الساعة السابعة من مساء اليوم الاحد بتوقيت فلسطين على استاد البحرين الوطني، في تصفيات الدور الثاني من تصفيات أولمبياد لندن 2012، فإن آمالاً كثيرة ستكون معقودة على هذا الجيل الرائع من اللاعبين لدخول دوري المجموعات للمرة الأولى في تاريخه.
الجيل الحالي من لاعبي الأولمبي محظوظ للغاية، لأن القدر وحده منحهم الفرصة للدخول التاريخ من أوسع الأبواب والتأهل للدور الثاني، بعدما ودعوا التصفيات في الدور الأول، لكن الاتحاد الآسيوي أنصف المنتخب وجهازه الفني بعد العرض الكبير الذي قدموه أمام تايلاند في مباراة الإياب التاريخية في التاسع من آذار الماضي على استاد الشهيد فيصل الحسيني والفوز بهدف، وهي نفس نتيجة مباراة الذهاب ببانكوك، ثم الخسارة بركلات الترجيح (5/6)، لكن اكتشاف التزوير في اعمار لاعبي تايلاند أطاح بهم خارج البطولة وأعاد لنا الأمل من جديد بدخول دوري المجموعات.
المواجهة الرسمية الثانية
بالنسبة لمواجهة المنتخب الأولمبي البحريني، فإنها تعتبر الرسمية الثانية، وهو نفس الرقم الذي تحمله مواجهات المنتخب الأول، ففي جميع المسابقات الرسمية الآسيوية لم يسبق للكرة الفلسطينية أن التقت شقيقتها البحرينية سوى مرة واحدة على صعيد المنتخب الأولمبي في ألعاب بوسان العام 2002، بينما لم يلعبا أي لقاء رسمي على صعيد الكبار، وفقط التقيا في مواجهتين وديتين صبتا في صالح المنتخب الوطني الذي تغلب على المنتخب البحريني مرتين على أرضه وعلى ملعبه الوطني بنتيجة (1/0) في المباراة الأولى، و(2/0) في المباراة الثانية.
كما ذكرنا، التقى الأولمبي الفلسطيني مع نظيره الأولمبي البحريني في ألعاب بوسان الآسيوية بكوريا الجنوبية العام 2002، وتلقى المنتخب الأولمبي حينها خسارة قاسية قوامها خمسة أهداف دون مقابل، لكن في هذه البطولة تعرض المنتخب الأولمبي لمأزق كبير عندما رفض ناديا الفيصلي والوحدات السماح للنجمين فادي لافي وزياد الكرد الانضمام للمنتخب، فتأثر أداء الفريق على اعتبار أنه في النهائيات يسمح لكل فريق تعزيز صفوفه بثلاثة لاعبين فوق السن كما حدث مع جميع المنتخبات، إلا المنتخب الأولمبي كان الخاسر الأكبر، بتعرضه للخسارة في جميع لقاءاته أمام اليابان (0/2) وأوزبكستان (0/2) والبحرين (0/5)، لكن المؤكد أن الوضع الحالي مختلف تماماً وان حجم التحضير الذي سبق هذه المباراة من جانب المنتخب الأولمبي يبشر بالخير ويدعو إلى التفاؤل، فكما يعلم الجميع أن المنتخب الأولمبي التقى نظيره الأولمبي اللبناني في بيروت في ذكرى يوم النكبة في الرابع عشر من شهر أيار الماضي وانتهى اللقاء بالتعادل الايجابي (1/1)، كما التقى المنتخب الأولمبي الايطالي وهزمه بثلاثة أهداف نظيفة، وأقام معسكراً في الإمارات لعدة أيام والتقى في لقاء تدريبي فريق الجالية الفلسطينية، والفريق لا يعاني من أي غيابات، بل إنه تمكن من ضم الرباعي علاء عطية وانس الحلو ومحمد ابو دان ومحمد السدودي للمرة الأولى بعدما أنجز اتحاد الكرة خروجهم من القطاع عبر الأراضي المصرية، لتزداد خيارات الجهاز الفني الذي يقوده الكابتن مختار التليلي.
ثبات التشكيل نقطة قوة
لو راقبنا أداء المنتخب الأولمبي جيداً على مدار الفترة السابقة وأجرينا مقارنة سريعة بين التشكيل الذي لعب لقاء تايلاند في شهر آذار الماضي، والتشكيل الأخير الذي لعب لقاء الأولمبي الايطالي الأخير في افتتاح استاد دورا الاثنين الماضي، نجد أن قوام الفريق هو نفسه والحديث يدور عن تغيير لاعب أو اثنين واستبدال مقاعد البدلاء وتحديداً الجبهة اليمنى، ففي لقاء تايلاند قاد الجبهة الهجومية اليمنى اللاعب هشام علي لاعب مالموا السويدي، وفي لقاء ايطاليا الأخير دفع الجهاز الفني باللاعب حازم الريخاوي لاعب نادي الظاهرية، وهذا يعني اقتناع الجهاز وثقته بالمجموعة الحالية، وأن التغيير سيكون محدودا وتحديداً في لقاء اليوم الذي سيلعبه المنتخب بطريقة تحقق للمنتخب الأولمبي الخروج بنتيجة طيبة تسهل من مهمته في لقاء الإياب المقرر يوم الخميس 23 الجاري، لكن الجديد هو وجود خيارات مهمة للأولمبي على مقاعد البدلاء إذا لم يبدأ بهم اللقاء، وأبرز هؤلاء من وجهة نظري المتواضعة نجم المستقبل علاء عطية أحد اكتشافات دوري الدرجة الممتازة في المحافظات الجنوبية والذي تألق بشكل غير عادي مع فريقي غزة الرياضي في مرحلة الذهاب، والشجاعية في الاياب وسجل 26 هدفاً، ومشاركة هذا اللاعب حتى لو في جزء من اللقاء ستكون مفيدة لأنه لاعب يملك ملكة التسجيل وقناص بدرجة امتياز، لكن تبقى الكلمة الفصل بالنسبة للتشكيل هي من اختصاص المدير الفني الذي يعرف أكثر منا ما هو المطلوب على اعتبار انه يلعب بالخطة التي تناسب الفريق المنافس وهو البحرين التي تعتبر من الدول المتقدمة في كرة القدم، ولها حضور جيد على صعيد المنتخبات الأولمبية والأول، وفقط نحن نحاول أن نجتهد ونضع تصورات غير مُلزمة.
بكل الأحوال لا يتوقع أن تخرج تشكيلة المنتخب الأولمبي عن: توفيق علي في حراسة المرمى، وأمامه رباعي الدفاع: فايز عسيلة في اليمين، ومصطفى أبو كويك ونديم البرغوثي في مركز قلبي الدفاع، واحمد عبد الله في اليسار، في الوسط الخماسي محمود الكوري أحمد معياري في مركز الوسط المدافع، وعلي الخطيب في اليسار وهشام علي أو "حازم الريخاوي"، في اليمين وأمامهم تحت رأس الحربة عبد ابو حبيب كصانع ألعاب وفي الهجوم خالد سالم والأخير تألق بشكل لافت للنظر أمام المنتخب الايطالي وسجل هدفين ونتمنى أن يفعلها اليوم أمام الأولمبي البحريني.
الظهور الثالث لفلسطين في الأولمبياد
فلسطين تشارك في التصفيات الاولمبية، للمرة الثالثة على التوالي بعد انضمامها بشكل رسمي كعضو كامل العضوية لأسرة الأولمبية في أولمبياد لندن 1996، أما بالنسبة للمشاركات الرسمية فإن المشاركة الأولى كانت العام 2004 خلال أولمبياد أثينا، وفي هذه التصفيات قاد المنتخب الأولمبي المدير الفني الفلسطيني الأصل التشيلي الجنسية نيقولا شهوان، وخلال هذه التصفيات بلغت فلسطين الدور الثاني وخرجت على يد الكويت.
وفي المرة الثانية شاركنا في تصفيات أولمبياد 2008 في الصين، وقاد المدير الفني الوطني غسان البلعاوي المنتخب الأولمبي، بينما يقود التونسي مختار التليلي فلسطين للمرة الثالثة وصعد بها للدور الثاني.