بيت لحم- عنان شحادة/ خمسة أيام تفصلنا عن الحدث الرياضي الكبير الأول من نوعه في الأرض الفلسطينية المتمثل في بطولة 'النكبة' بكرة القدم،والاستعدادات والتحضيرات تجري على قدم وساق لانطلاقة تليق بالحدث.

حراك ونشاط كبير تشهده أروقة مقر اتحاد كرة القدم، ويوصل رئيسه اللواء جبريل الرجوب الليل بالنهار لوضع اللمسات الأخيرة للبطولة التي تتزامن مع ذكرى 'النكبة' الفلسطينية التي ستصادف الخامس عشر من الشهر الجاري.

وقال الرجوب إن البطولة 'حدث وطني غير مسبوق، يشكل تعبيرا مختلفا عن سلوكنا النضالي، ما يتوجب مشاركة من كافة أبناء شعبنا الفلسطيني وبشكل فاعل'، مشيرا إلى أنه سيشارك في البطولة 16 فريقا من دول: البرازيل، وهنغاريا، وموريتانيا، وجنوب إفريقيا، والجولان المحتلة، والأردن وفريق 'بالستينا' من التشيلي.

ورأى الرجوب أن الإعلام هو القوة المؤثرة الفاعلة في المجتمع، 'ما يستدعي أن يحصل على استقلالية كاملة واحترام من قبل المجتمع'، داعيا وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية في فلسطين، وكافة أرجاء العالم خاصة العربية منها، للحضور وتغطية الحدث 'المهم جدا' للقضية الفلسطينية.

وشدد على ضرورة تحديد أهداف وطنية لخدمة هذا الحدث 'من خلال نقل رسالة رياضية بامتياز وبكل المعاني الأخلاقية والفنية، ونقل رسالة سياسية عن معاناة شعبنا بما فيه معاناة اللاعب والرياضة الفلسطينية بسبب ممارسات وإجراءات الاحتلال، وأن نحدد آليات علمية واقعية قابلة لتحقيق الأهداف الوطنية، وتوفير أعلى درجات القدرة لتفعيل الحدث بالصورة المرجوة'.

الشارع الفلسطيني تفاعل كثيرا مع هذا الحدث الوطني وأعرب من استطلعت 'وفا' آراءهم عن سعادتهم لمزج الرياضة بالسياسة، ورأوا أن من شأن ذلك إيصال الرسالة بوضوح عن معاناة الشعب الفلسطيني جراء الاحتلال.

عضو المجلس الثوري لحركة فتح ورئيس كلية فلسطين الأهلية ذياب عيوش، قال في حديث خاص لــ'وفــا': هناك مجموعة من الأمور يمكن الحديث عنها في هذه المناسبة، أولها إجراء بطولة رياضية وربطها بذكرى عزيزة على نفوس الفلسطينيين، تذكرنا جميعا والعالم بأسره بالظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني حين احتلت أجزاء واسعة من أرضه.

وقال عيوش: أما الأمر الآخر فيتعلق بأن فلسطين على الرغم من المرور بكل سنين النكبة، فلا يزال فيها شباب يتحدون في كل المستويات، منها الرياضية، فلدينا كوادر رياضية استطاعت رغم الظروف الصعبة إبراز دور فلسطين وشعبها على المستوى الرياضي الذي يخلق علاقات عامة وتقرب المسافات بين الشعوب.

وأضاف أن إقامة مثل هذا الحدث الرياضي ومشاركة فرق من مختلف العالم في اللعب على أرض فلسطينية 'ذو دلالة واضحة على أن هناك الكثير من دول العالم والفرق الرياضية تحب فلسطين،وتحمل معها معاني سياسية وتضامنية عالية.

وأكد عيوش أن إجراء مباريات على أرض فلسطين يذكر أن الشعب الفلسطيني الذي نكب لا يزال حيا ومؤمنا بحقوقه الوطنية غير القابلة للتفرد وأنه مستمر في النضال على كل المستويات وفي مقدمتها المستوى الرياضي.

وقال: وجود شخصية رياضية تتمثل في اللواء جبريل الرجوب مفخرة ودلالة على وجود قيادات ساعدت على صمود الرياضيين وتفعيل الرياضة بشكل خاص والوصول بها إلى مستويات متقدمة.

من جانبه، قال رئيس اتحاد 'الجودو' رئيس نادي شباب الخليل معاوية القواسمة، إن الرياضة 'تأخذ حيزا كبيرا في حياة الفلسطينيين، وعليه فإن الأسرة الرياضية تشارك أبناء شعبها الفلسطيني في كافة المجالات خصوصا المجالات الوطنية'.

وأشار إلى أن هذه الفعالية الرياضية الأولى من نوعها التي يقودها اتحاد اللعبة تدل على مدى التزام الأسرة الرياضية بواجبها الوطني وحملها لرسالة وعي وطنية.

وقال القواسمة: نجاح اتحاد اللعبة بدعوة فرق عالمية وإقليمية للمشاركة تدل على أهمية الحدث الفلسطيني وعلى مدى قدرة الاتحاد وانتشاره وتأثيره في المحيط الرياضي الدولي والإقليمي.

وأكد أن نجاح البطولة يأتي من خلال التفاعل الجماهيري المطلوب والزخم الإعلامي، قائلا 'لدينا قدرات كبيرة في إيصال رسالتنا الرياضية والوطنية إلى كافة أنحاء العالم'.

وأضاف: أن هذه الفعالية هي إضافة نوعية لتثبيت حق العودة وتقرير المصير وعودة اللاجئين.

وأشار المدرب الوطني فراس أبو رضوان، إلى أن الحدث يمثل رسالة رياضية ووطنية هامة تمس جميع أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج.

وقال: يقع على عاتق كل فلسطيني مسؤولية إنجاح هذه البطولة لأنها ذات رسالة سامية، وتؤدي إلى استمرار الحركة الرياضية الوطنية وهي فرصة لإعداد الفرق المشاركة للمرحلة القادمة.

وأكد أبو رضوان أن وجود فرق خارجية يمثل إضافة نوعية للكرة الفلسطينية وحقيقة اعتراف خارجي للكرة الفلسطينية والنهضة التي أصبحت عليها والأهم الرسالة التضامنية مع شعبنا والاعتراف الضمني بحقوقه.

من جانبها، اعتبرت رئيسة الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني عضو المجلس الأعلى للشباب والرياضة في فلسطين علا عوض، هذا الحدث هاما ومميزا في تاريخ الشعب الفلسطيني، حيث أنه الأول من نوعه الذي يتم إحياء ذكرى 'النكبة' ضمن فعاليات رياضية.

وقالت عوض إن الفعالية لها دلالات عدة، منها تعبير عن اهتمام دولي وعربي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية العتيدة، ونقل رسالة للعالم عن حجم الصمود والتحدي للإرادة الفلسطينية الصلبة القادرة على العطاء رغم الظروف الإسرائيلية الصعبة.

وأضافت 'إقامة بطولة بهذا الحجم وبهذه المناسبة العزيزة مؤشر على ارتقاء الرياضة الفلسطينية رغم محدودية الموارد على أرض الواقع'، مؤكدة أن كل مشارك سيكون 'بمثابة رسول لشعبه بمعنى أنه سيقوم بنقل رسالة حقيقة عن واقع الشعب الفلسطيني، وهذا بحد ذاته من شأنه أن نفعل القضية أكثر وأكثر ونكسب دعما وتضامنا أكبر'.

وشددت عوض على المسؤولية الملقاة على كاهل المجتمع المحلي من خلال ضرورة التفاعل مع الحدث، وأهمية إعطاء الصورة الحضارية عن فلسطين وشعبها، والمساهمة في إنجاح البطولة من خلال الزخم الجماهيري في مختلف الملاعب التي ستقام عليها البطولة والظهور بأبهى صورنا.