الأمعري... على موعد مع التتويج

رام الله- احمد سلامة/ رحلة طويلة خاضها الفريق الأول لكرة القدم بنادي الأمعري قبل ثلاث سنوات للوصول إلى منصات التتويج بعد غياب طويل عن الألقاب والبطولات، خاصة بعد أن حلّ وصيفاً في الدوري العام قبل الماضي خلف وادي النيص البطل، وثالثاً في دوري العام الماضي خلف جبل المكبر وهلال القدس، ولكن يبدو أن عزيمة إدارة النادي ولاعبيه كانت حاضرة هذا الموسم بقوة فتم تسخير كافة الإمكانات أمام هذا الفريق العصري لتحقيق اللقب هذا الموسم في دوري المحترفين الذي يعتبر الأقوى من بين الدوريات السابقة، وقد باتت جميع المؤشرات تصب في صالح الأمعري المتصدر بفارق ثلاث نقاط عن هلال القدس العنيد، وبما أن ستائر الدوري على وشك إسدالها فإن الأمعري لابد وأن يجني ثمار ثلاث سنوات من الكد والتعب والجهد الذي لم يتوقف.
الفوز على أريحا يضمن اللقب..
ربما تعادل الفريق الأخير أمام وادي النيص جعل الفريق يدخل في حسابات مختلفة يقيناً أن هلال القدس سيحقق الفوز بسهولة أمام عسكر ما يعني أن المباراة النهائية بين الأمعري والهلال ستعتبر ملحمة كروية من الصعب التنبؤ فيها، ولكم العساكر قدموا هدية لا تُقدر بثمن للأمعري بتعادلهم أمام الهلال، الأمر الذي سيجعل الأمعري يستعد بهدوء للقاء هلال أريحا نهاية الأسبوع الجاري، وبالتالي فإن الأمعري سيلعب على أكثر من اتجاه فالفوز على هلال أريحا يضمن اللقب للأمعري بنسبة أكثر من 90%، لأن هلال القدس في حالة فوزه على البيرة فإنه مطالب بالفوز على الأمعري بخمسة أهداف نظيفة على الأقل للفوز بالدوري، وهذا صعب جداً إن لم يكن مستحيلاً أن يفوز الهلال على الأمعري بالخمسة، في حين أن الأمعري يكفيه التعادل أو الفوز بأية نتيجة على الهلال أو الخسارة بأقل من خمسة أهداف في أسوأ الأحوال إضافة إلى أن الأمعري سيلعب مباراتيه المقبلتين بمعنويات عالية جداً، والفريق مطالب بعدم الاستهتار بالفريق الريحاوي الذي استطاع أن يخطف نقطة من الأمعري في الدور الأول، إضافة إلى أن الفريق يتذيل الترتيب إلى جانب مركز عسكر ومركز طولكرم، وهذا سيجعل الفريق يلعب باستماتة أمام المارد الأخضر، لعل المدير الفني للأمعري هشام الزغبي يعي ذلك جيداً، وبالتالي فإنه سيعمل على إنهاء المباراة مبكراً في شوطها الأول وهو يعلم جيداً أن اللقب سيأتي من بوابة أريحا.
أيام قليلة على التتويج..
أيام قليلة تفصل الأمعري عن التتويج بأول دوري محترفين في فلسطين، فالفريق الذي لم يخسر هذا الموسم أية مباراة طوال عشرين جولة يستحق وبجدارة أن يكون البطل، والكرة الآن في ملعب الفريق المقبل على مباراة تعتبر سهلة نسبياً له أمام هلال أريحا هذا الأسبوع على ملعب فيصل الحسيني الذي يعتبر وجه السعد على الفريق الذي حقق الفوز في جميع مبارياته على هذا الملعب باستثناء ثلاث مباريات فقط انتهت بالتعادل اثنتان أمام جبل المكبر والثالثة أمام هلال أريحا، والأمعري قادر على تجاوز هلال أريحا ليصبح الفريق متوجاً رسمياً للدوري.
الأمعري بالأرقام..
لعب الهلال حتى الآن عشرين مباراة، حقق الفوز في 14 منها وتعادل في 6 مباريات وهو الفريق الوحيد الذي لم يخسر أية مباراة حتى قبيل آخر جولتين من البطولة، ويملك الفريق أفضل خط هجوم في الدوري، حيث سجل الفريق 43 هدفاً، في حين ولجت مرماه 15 هدفاً كثاني أفضل خط دفاع في الدوري خلف هلال القدس الذي دخل مرماه 13 هدفاً فقط، ويتصدر مهاجم الفريق المتميز "إياد أبو غرقود" قائمة هدافي الدوري مناصفة مع مهاجم هلال القدس برصيد 18 هدفا، وأربعة أهداف لكل من سليمان العبيد وعايد جمهور ومؤيد سليم، فيما سجل كل من مؤمن صندوقة وخالد مهدي وإحسان صادق ثلاثة أهداف، وأحمد عبد الله هدفين، وهدفا واحدا لكل من معالي كوارع وأيمن الهندي.
الزغبي مدرب بمواصفات خاصة..
هشام الزغبي هو أحد أهم أضلاع مثلث النجاح في فريق الأمعري، وهو الذي استطاع توظيف لاعبيه حسب الإمكانات المتاحة لديه والتي تلبي رغباته في الملعب، إضافة لقدرته الرهيبة في قراءة المباريات جيداً من خارج الملعب، واستطاع في عدد من المباريات تحويل تأخره إلى فوز، ناهيك على أنه يتعامل مع لاعبيه باحتراف يُحسد عليه، فهو يعمل بصمت شديد ونادراً ما يصرخ أو يرتفع صوته على اللاعبين داخل الملعب، إضافة إلى ثقته العالية بقدراته وقدرات لاعبيه، وهو الذي طالما صرّح بأن الدوري لابد أن يكون أمعراوياً رغم قلة ظهوره وحديثه الإعلامي.
إدارة ناجحة.. وإمكانات كبيرة..
إذا كان فريق الأمعري وصل إلى هذه المرحلة الكبيرة من التطور والنضج الكروي فإن الفريق بلا شك يدين لإدارة حكيمة وتملك من الوعي الكافي ما يجعلها قادرة على قيادة الفريق لمزيد من الألقاب في المواسم المقبلة، حيث استطاع الإدارة توفير كل احتياجات الفريق من لاعبين ومدرب جيد وأدوات رياضية ودعم نفسي ومعنوي وجماهيري، وهذا يحسب للإدارة خاصة وأن الفريق قد تصل مصروفاته لأكثر من 30 ألف دولار شهرياً، وربما عدد كثير من الأندية لا تستطيع توفير مثل هذا المبلغ في أكثر من شهر، ما يعني أن مجلس الإدارة لديه الإمكانات الكافية لضمان استمرارية الفريق بهذه المنظومة الرائعة.
لم يبق إلا القليل كي يقشع الأمعري الضباب ويتوج نفسه فارساً لأول بطولة دوري محترفين في فلسطين، فهل يحقق الفريق ما سعت إليه إدارة وجماهير النادي الوفية.. الأيام القليلة القادمة تحمل في طياتها الإجابة!!.