حصاد الاسبوع السابع عشر من دوري المحترفين

طولكرم- محمد عراقي/ جاء الأسبوع السابع عشر لدوري المحترفين حافلاً بالنتائج المثيرة والملفتة، حيث احتدم الصراع على القمة والقاع، ذلك أن التنافس أصبح صعباً في جميع المباريات، فلا مباراة مضمونة لان جميع الفرق، وخاصة فرق القاع تقاتل بشراسة لانتزاع النقاط لتحسين مواقعها.
جدول مضغوط
وبلا شك فان ضغط جدول الدوري بهذه الطريقة يضع جميع الفرق في موقف صعب وتحت ضغوط نفسية وبدنية وفنية كبيرة فالفارق بين كل مباراة ثلاثة أو أربعة أيام مما لا يتيح للفرق التقاط الأنفاس والتحضير الجيد للمباراة المقبلة كما لا يتيح للمصابين فرصة العلاج والاستشفاء وهذا يؤثر على إصابات اللاعبين.
ومع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة إنهاء الدوري قبل العاشر من الشهر المقبل إلا أن الكثيرين لم يفهموا سر هذا الجدول المضغوط جدا الذي يجبر الفرق على لعب خمس مباريات في غضون أسبوعين فقط، الأمر الذي يضر ليس فقط بالأمور التي ذكرناها بل وبعنصر متعة المسابقة والمنافسة فيها عندما تكون الأمور واضحة ويلعب كل فريق مباراة كل أسبوع كما هو متبع في جميع الدول.
تغيير خارطة القمة
ولأول مرة منذ فترة طويلة يتنازل هلال القدس عن القمة بعد تعادله المثير أمام الثقافي الكرمي المكافح بهدف لمثله لينقض الامعري على الصدارة بفارق نقطة واحدة بعد فوزه الصعب والثمين على بلاطة بهدف نظيف.
والحق يقال إن هلال العاصمة لم يقنع كثيرا في مرحلة الإياب رغم كونه متخما بالنجوم، فاهتزت عروضه وبدت انتصاراته صعبة على الفرق المنافسة التي تطور مستواها من جهة في مقابل عدم فاعلية هجومية هلالية والدليل أن الفريق سجل ثلاثة أهداف في مبارياته الثلاث الماضية.
وأصبح الفريق المقدسي مطالبا بالفوز في جميع مبارياته وصولا للمواجهة الختامية الحاسمة أمام الامعري التي ستكشف عن هوية البطل.
في المقابل يمضي الامعري بثبات وعزيمة من مباراة لأخرى مواصلا انتصاراته ومتخطيا كل الصعوبات، ففي الأسبوع الماضي تخطى عقبة الظاهرية في الخليل، وهذا الأسبوع نجح في اجتياز مطب صعب هو بلاطة في نابلس رغم غياب عدد من لاعبيه الأساسيين وهم: هداف الدوري إياد أبو غرقود ومعالي كوارع واحمد حربي لكن البديل المخضرم إحسان صادق قام بالمهمة من خلال تسجيله هدف الفوز الثمين.
ويبدو أن صراع القمة سيستمر حتى مباراة الحسم بين الفريقين الكبيرين في الأسبوع الأخير وحتى ذلك فان التفريط بأية نقاط يعتبر من المحرمات.
بلاطة تعرض لثاني هزيمة على أرضه في الدوري ورغم محاولاته الجادة لادراك التعادل إلا ان خبرة لاعبي الامعري وعدم التركيز الهجومي لأبو حبيب وخويص وزملائهم حال دون ذلك، ليبتعد الفريق مؤقتا عن الصراع على المركز الثالث، لكن في نفس الوقت بدأت بعض الفرق تزحف من خلفه للحاق به في المركز الرابع، لذلك يجب العودة للتركيز ونسيان الخسارة وعدم التفريط في النقاط المقبلة لأنها حاسمة بالنسبة للترتيب النهائي الذي سيكون عليه الفريق النابلسي.
العنابي فرمل تقدم الهلال
ونجح الثقافي الكرمي من انتزاع نقطة غالية ستساعده في صراعه المرير على النجاة، حيث فرض التعادل على هلال القدس في مباراة قوية ومثيرة جرت على ملعب نابلس ليرفع العنابي رصيده إلى 16 نقطة في انتظار جمع مزيد من النقاط في المباريات المقبلة ليتقدم للمنطقة الدافئة.
ورغم سيطرة لاعبي الهلال الميدانية على فترات عديدة من اللقاء وتعدد فرصهم الخطرة بواسطة حسام زيادة وأبو جزر ومراد عليان، إلا أنه يحسب للثقافي الروح القتالية العالية التي لعب بها والتصميم والتركيز الدفاعي العالي حيث حد معاذ مصطفى بشكل كبير من خطورة مراد عليان، ورغم تقدم أبناء العاصمة بهدف للاعب الوسط المميز مراد إسماعيل، إلا أن ساحر الثقافي الجديد رضا الدعمة احد ابرز المواهب الشابة في الدوري عدل الكفة بمهارة وحرفنة حيث انتزع نجومية اللقاء للمرة الثانية على التوالي بعد مباراة هلال أريحا.
وقبل ذلك كان يمكن للثقافي التسجيل مرتين في الربع ساعة الأولى من فرصتين ولا أسهل لمحمد أبو كشك صاحب المجهود الوفير، وليث خروب غير الموفق تهديفيا، وصمد رفاق أبو عليا برجولة في الزفير الأخير تحت ضغط الهجمات المقدسية وأغلقوا منطقتهم بشكل جيد ليحصدوا المكافأة بالنقطة التي قد تشكل دفعة قوية في اللقاءات المقبلة التي لا تحتمل إهدار نقاط، بل يتطلع جمهور العنابي لتحقيق فوز قريب يريح الأعصاب المتوترة حاليا.
البيرة حقق المطلوب
وحققت مؤسسة البيرة ما هو مطلوب تماما بالفوز على مركز عسكر بغض النظر عن الأداء، لان الأهم في هذه المرحلة الحساسة من عمر الدوري هو حصد النقاط، وأمن كابتن المنتخب الاولمبي مصطفى أبو كويك النقاط كاملة للبيراويين بهدفه الثمين الذي استغل به خطأ حارس عسكر حبوش.
وبذلك رفع البيرة رصيده إلى 21 نقطة وتنفس الصعداء واحتل المركز السابع مبتعدا قليلا عن صراع القاع الساخن ويحتاج الفريق إلى فوز آخر ليؤمن نفسه بشكل كامل، ويبدو قادرا على تحقيقه في ظل ارتفاع روح الفريق وتركيزه بعد خسارة الظاهرية.
عسكر من جهته كان يمني النفس في الخروج بنقاط من هذه المواجهة بالذات نظرا للتقارب النقطي بين الفريقين قبلها، لكنه خيب آمال جماهيره وانساق لخسارة مؤلمة ستؤثر على مسيرته، ولم يقنع الفريق النابلسي هجوميا بالصورة المطلوبة رغم محاولاته المستمرة طوال الوقت وربما ساعد في ذلك إبقاء الثنائي عرفات أبو سرحان وخالد عزيز على دكة البدلاء والدفع بهما في الشوط الثاني.
وبات الوقت ينفد بالنسبة للفريق الذي أصبح مطالبا بنبذ لغة الهزائم وبدء جمع النقاط لتحسين موقعه وربما الذي يشفع له الان استمرار هزائم هلال أريحا.
الغزلان التهموا الرياحنة
وعاد الظاهرية للغة التألق والانتصارات بفوزه الساحق على ضيفه المترنح هلال أريحا بخماسية كان بطلها الغزال الأسمر عاطف أبو بلال الذي سجل "هاتريك" وتكفل يحيى السباخي بالهدفين الآخرين.
ويعني الفوز انفراد الغزلان بالمركز الثالث بفارق أربع نقاط عن بلاطة، كما أكد الفوز على الحالة الرائعة التي يعيشها هذا الفريق فنيا وبدنيا ونفسيا وإداريا، وهذا أتى ثماره بالنتائج الممتازة والعروض القوية لفريق يضم نخبة من اللاعبين المميزين والأمل هو بمواصلة الانتصارات لان جماهير الغزلان لن ترضى بغيرها.
هلال أريحا بقي في المركز قبل الأخير برصيد 13 نقطة وهو خاض أول مباراة له تحت قيادة مدربه الجديد سلطان مرعي الذي استلم المهمة في ظروف صعبة جدا وفي توقيت حساس، ومرة جديدة لم يقنع الفريق الريحاوي وخاصة في الجانب الدفاعي فاستقبلت شباكه خمسة أهداف، وشهد الشوط الثاني انهياراً ملحوظا باستقبال الشباك الريحاوية ثلاثة أهداف، وربما أثر غياب الحارس المميز محمد بدر ولاعب الوسط المحوري عمر مسالمة على أداء الفريق الذي يبدو مطالباً بالكثير من العمل والتركيز لتحسين أداء الفريق وبالتالي بدء جمع النقاط المطلوبة قبل فوات الأوان.
الترجي يخمد ثورة السمران
وواصل ترجي واد النيص اندفاعاته الجيدة محققا فوزا هاما على ضيفه مركز طولكرم بهدفين نظيفين ليقفز للمركز الخامس برصيد 24 نقطة لتستمر النجاحات حتى الان في ظل المدرب الجديد فراس أبو رضوان.
واخمد الفوز ثورة مركز طولكرم التي بدأت بالتعادل أمام هلال القدس والفوز على المكبر لان هذه الخسارة جاءت في توقيت صعب وستؤثر حتما على مسيرة الفريق الكرمي وحظوظه في تفادي الهبوط لأنه في سباق مع الزمن لجمع اكبر عدد من النقاط في المباريات القليلة المتبقية حتى نهاية الدوري.
ولم يظهر المركز بنفس مستوى اللقائين السابقين ودانت الأفضلية للترجي في أوقات عديدة بفضل خبرة أبناء يوسف واشرف نعمان وحيوية امجد زيدان وجهاد صقر فسجل الفريق التلحمي هدفين على مدار الشوطين أمن بهما الغلة كاملة والنظر الآن لجمع مزيد من النقاط لاحتلال مركز متقدم على سلم الترتيب.
الفريق الكرمي حاول هجوميا لكن محاولات فادي سليم ومعن جمال لم تفلح وزاد الطين بلة طرد المهاجم خالد جمال وأثرت أخطاء دفاع الفريق على الأداء والثقة والتطلع الان بتركيز للمواجهات الخمس المتبقية لجميع اكبر عدد من النقاط وضرورة تفادي أي هزيمة إضافية لان الوضع الحالي دقيق وحرج.
العميد زاد محن المكبر
وزاد شباب الخليل من محن وأوجاع جبل المكبر بفوزه عليه بهدفين مقابل هدف ليحتل المركز السادس برصيد 24 نقطة ولتخرج جماهير العميد سعيدة بالانتصار الغالي الذي أثلج صدور الجميع .
ووضح أن الشباب قد وجد نفسه مع المدرب سمير عيسى الذي يحسن توظيف لاعبيه على ارض الميدان كما يعطي أهمية للجانب النفسي، وتبدو صفوف الفريق مترابطة أكثر من السابق، وهذا ظهر من خلال التقدم في النتيجة ومن ثم النجاح في الحفاظ على التقدم رغم هجوم المكبر المكثف في الشوط الثاني.
ويريد الشباب اختتام الدوري بأفضل صورة ممكنة قبل بدء الموسم المقبل بصورة مغايرة، في المقابل زادت الهزيمة من محن المكبر الذي واصل ترنحه بتعرضه للهزيمة الثانية على التوالي التي أربكت الحسابات وأدخلت الفريق المقدسي في صراع القاع رغما عنه.
ورغم الهجوم المكثف في الشوط الثاني لإدراك التعادل على الأقل إلا أن أخطاء الدفاع في الشوط الأول جعلت الفريق يدفع الثمن غاليا ويبدو أن بصمات المدرب غسان بلعاوي لم تظهر بعد كما أن الثقة والتركيز وجماعية الأداء كلها عناصر تبدو مفقودة الآن في أداء الفريق الذي يضم نجوما على أعلى مستوى وهم قادرين على العودة للانتصارات.
نجوم الأسبوع
- خضر يوسف، جهاد صقر (واد النيص).
- رضا الدعمة، معاذ مصطفى، محمد ابو كشك "الثقافي".
- مراد اسماعيل، محمد جمال "هلال القدس".
- عبيدة ابو كف، محمد شبير "شباب الخليل".
- ثائر قراعين، اسماعيل العمور "المكبر".
- عاطف ابو بلال، اسماعيل قاسم "الظاهرية".
- مصطفى ابو كويك، احمد عايدية "البيرة".
- سليمان العبيد، خالد مهدي "الامعري".
- سائد أبو سليم "بلاطة".