غزة- أشرف مطر/ "لكل مجتهد نصيب" هذه المقولة الدارجة تنطبق تماماً على الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم بقيادة المدير الفني الفرنسي موسى بزاز، فهذا المنتخب أعد العُدة قبل انطلاق تصفيات كأس التحدي من خلال معسكرات في كل من باكستان والكويت ونجح خلال هذه الفترة في وضع يده على التشكيل المثالي والطريقة المناسبة للعب أمام منتخبات بنغلاديش والفلبين ومينامار، وخرج بثمار وفيرة وبصدارة مستحقة ومكاسب كثيرة.
الكابتن عبد الناصر بركات مدرب المنتخب الأول يتحدث عن تجربة الجهاز الفني للمنتخب الوطني في تصفيات كأس التحدي، واللقاءات الثلاثة التي خاضها المنتخب أمام مدارس مختلفة ومدراء فنيين عالميين من جنسيات مختلفة من ألمانيا وكرواتيا ويوغسلافيا.

البداية مع بنغلاديش
وفي هذا الصدد أشاد بركات بالجهاز الفني وتحديداً المدير الفني موسى بزاز والجهاز الفني المعاون الذين نجحوا كفريق واحد في تخطي هذه العقبة بنجاح وسلام من خلال التعامل مع كل لقاء على حدة.
وتحدث بركات عن لقاء بنغلاديش الأول وقال: كما يعلم الجميع أن أول لقاء في التصفيات مهم جداً مهما كان الخصم فهو يصنف من اللقاءات الصعبة، لذا لعب المنتخب بطريقة 4/5/1، وهذه الطريقة اتبعت في كل اللقاءات وهو تعتمد على تواجد كثيف في منطقة المناورة سواء في حالة الدفاع أو الهجوم مع وجود رأس حربة صريح وهو اللاعب مراد عليان، وأعتقد أن الجهاز الفني نجح بامتياز في ادارة اللقاءات ولم نتعجل التسجيل لذلك كما رأيتم أن المنتخب سجل أربعة من أهدافه الخمسة في الشوط الثاني لأنها تُسمى في علم كرة القدم أشواط المدربين.

المعلومات القليلة والنادرة مشكلتنا
وفي هذا الصدد أوضح بركات أن المعلومات عن جميع المنتخبات واجهتها فلسطين قبل التصفيات كانت نادرة وقليلة لذلك كُنا حريصين على مشاهدة الشوط الأول من كل لقاء ومن ثم وضع الحلول في الشوط الثاني وهذا حدث في كل اللقاءات، لكن المهم أن الحلول التي كان يضعها الجهاز الفني كانت ناجعة ومؤثرة في مسار اللقاء كما حدث في لقاء مينامار الأخير، خاصة أن مينامار كانت محرجة جداً من جماهيرها على اعتبار انها تلعب على أرضها ووسط جماهيرها، وما لا يعرفه الجميع أن نظام التأهل في التصفيات لا يتعمد على فارق الأهداف كما كُنا نعلم حتى وقت متأخر من التصفيات بل يعتمد بالدرجة الأولى على النتيجة المباشرة ما بين المنتخبات لذلك تعاملنا بطريقة وأسلوب مختلف أمام مينامار وحتى عندما تقدموا علينا بهدف مبكر ضغطنا من اجل ادراك التعامل ولم نتوقف في الشوط الثاني كعادتنا ونجحنا في التقدم بهدف ثانٍ وجميل للاعب أحمد حربي وعززنا بثالث للاعب مراد عليان لنضمن التأهل والصدارة.

لقاء الفلبين الأصعب
وعن تقييمه للقاءات المنتخب الثلاثة التي خاضها بالتدرج أمام بنغلاديش والفلبين ومينامار أكد بركات أن لقاء الفلبين كان الأصعب على الاطلاق وهذا الأمر توقعه الجهاز الفني على ضوء متابعته للقاء مينامار الأول له الذي سبق لقاء فلسطين وبنغلاديش في الجولة الأولى ، فالمنتخب الفلبيني يضم في صفوفه خمسة لاعبين مجنسين وهو فريق منظم ويلعب بأسلوب تكتيكي ومع ذلك كانت لنا الغلبة ولاحت لنا ثلاث فرص محققة تكفلت العارضة بكرتين للاعبين مراد عليان وأشرف نعمان واهدر عليان انفراد كامل بوضع الكرة خارج المرمى وفي كل الأحوال كان المهم ألا تخسر عندما تواجه منتخب منظم.

خطة متكاملة قريباً
ولفت بركات إلى خطة متكاملة سيتم اعتمادها في الفترة القليلة القادمة بعد عودة المدير الفني موسى بزاز من الاجازة القصيرة التي حصل عليها في فرنسا، حيث ستتضمن الخطة برنامج اعداد المنتخب لتصفيات كأس العالم التي تبدأ في نهاية حزيران القادم بلقاء أفغانستان ذهاباً وإياباً، اضافة إلى تحضيرات المنتخب المتعلقة بنهائيات كأس التحدي وأعتقد أن قرعة كأس العالم خدمتنا إلى حد بعيد لأنها المنتخبات التي سنواجهها في تصفيات كأس العالم قريبة جداً في مستواها مع المنتخبات التي تأهلت إلى كأس التحدي.

الاهتمام بالشباب
وأضاف إن من بين الخطط التي ينوي الجهاز الفني التركيز عليها الاعتماد على العناصر الشابة القادرة على العطاء لفترات أطول، مع الاستفادة من أصحاب الخبرات واللاعبين المحترفين، لذلك سيتم منح الفرصة لنجوم المنتخب الأولمبي ممن أثبتوا جدارتهم خلال التصفيات الأولمبية وسيقوم الجهاز الفني باختيار بعضهم حسب حاجته في الفترة القادمة.
وقال في هذا الصدد إن الجهاز الفني في نيته الاعتماد على الشباب وتأهيلهم بالشكل المطلوب حتى يكونوا جاهزين لتحقيق الانجاز الذي نبحث عنه جميعاً.

شكراً دوري المحترفين
وكشف بركات أن الظهور الطيب لفرسان الوطن كان سببه الجاهزية الكبيرة التي وصل لها لاعبو المنتخب من جراء انتظام مسابقة الدوري وتطبيق الاحتراف، فالكل يعلم أن المنتخب لعب في البطولة باللاعبين المحليين فقط، باستثناء عبد اللطيف البهداري، وكُنا ننتظر مشاركة محمد سمارة وعمر جعرون وماجد ابو سيدو ورأفت عياد، لكن لظروف مختلفة لم يتمكن هؤلاء من الانضمام للمنتخب، إلا أن المجموعة الحالية التي راهن عليها الجهاز الفني أثبتت نجاعتها وقدرتها على الدفاع بكل قوة عن المنتخب وأكدت ان ما وصل له المنتخب هو نتاج دوري المحترفين في موسمه الأول.

قرار نتمناه
وتطرق بركات إلى رغبة اتحاد الكرة في التقدم رسمياً كما قرأنا لطلب استضافة نهائيات كأس التحدي على أرض فلسطين العام القادم، وقال: مثل هذه الخطوة مهمة جداً، فالوطن متشوق للعب على أرضه ووسط جماهيره ومثل هذه الخطوة ستجعله منافساً قوياً وحقيقياً على لقب هذه البطولة وكما يعلم الجميع نحن أحوج ما نكون إلى تحقيق الانجاز.