إعلاميان رياضيين فلسطينيان مغتربان من سلوان يزوران القدس
القدس- ناصر العباسي / طيور إعلامية فلسطينية مهاجرة ، نجحت بدرجة كبيرة في اثبات ذاتها وقدراتها المهنية في الميادين المختلفة ، استطاعت أن تتألق من خلال مهنة "المتاعب" ، وشغلت العديد من المواقع التي تميزت من خلالها كتجارب إعلامية ناجحة ، التقيت الاعلاميان الفلسطينيان خالد الغول ومأمون بيضون وكلاهما من قرية سلوان المقدسية وذلك على هامش ملتقى الاعلامي الرياضي العربي الاول والذي أقيم مؤخراً في مدينة رام الله وأجرينا معهما هذا اللقاء :-
بيضون : عشقت الإعلام الرياضي ...
يقول الإعلامي الرياضي مأمون بيضون من خلال التعرف على بطاقته الشخصية أنه من مواليد 1962م وعائلته من قرية سلوان المقدسية ، وهو خريج جامعة اليرموك "تخصص صحافة وإعلام" وحاصل على ماجستير بالعلوم السياسية من الجامعة الاردنية ، وقد شغل بيضون عدة مناصب أهمها مديراً لمكتب وزير الاعلام الاردني السابق الدكتور هاني الخصاونة ما بين العام 87 و89 م ، وانتقل بعدها الى وكالة الانباء الاردنية وعمل هناك وكان مكلفاً بتغطية أخبار الديوان الملكي ورئاسة الوزراء .
وأضاف في عام 1993م حصلت على شهادة الدبلوم العالي من عاصمة ويلز ببريطانيا ، وفي عام 1995م غادرت الى دولة قطر حيث كنت من الكادر التأسيسي لصحيفة الوطن القطرية وعملت نائباً لرئيس القسم الرياضي بالصحيفة ، وخلال عملي في قطر كنت مراسلاً لصحيفة الرأي الأردنية .
وأضاف فرصة العمل في قطر منحتني المشاركة في تغطية العديد من البطولات العربية والآسيوية والعالمية وكنت مرافقاً اعلاميا للعديد من المنتخبات والفرق القطرية ولمحتلف الألعاب الرياضية .
وتابع يقول : في عام 2001م عدت الى الاردن وتحديداً الى وكالة الأنباء الأردنية وعملت هناك لفترة وجيزة وتم اعارتي الى المجلس الأعلى للشباب والرياضة وعملت هناك مستشاراً اعلامياً حتى هذه اللحظة ، اضافة الى عملي كمحرراً رياضياً في صحيفة الرأي الأردنية .
زيارة سلوان حلم بعيد المنال...
وحول سؤاله عن بلدته سلوان قال بيضون : كنت دائم السؤال عن قريتي سلوان من خلال الأجداد والوالد والأقارب وللأسف لم يسبق لي أن زرت قرية سلوان كون معظم العائلة قد رحلت الى عمان قبل حرب 1967م .
وعن فرصة زيارته الى مدينة القدس ومسقط رأسه سلوان أوضح بيضون بأنه حلم بعيد المنال وأتمنى في يوم من الأيام أن ازور قريتي الحبية سلوان وما زلت اردد خلال جلساتي الاجتماعية والرياضية عن بعض المناطق والأحياء بالقرية مثل راس العامود وعين اللوزه ووادي حلوه والشياح وغيرها من الأسماء التي كانت تتردد على مسامعي لكن دون ان أشاهدها .
متابع للرياضة الفلسطينية
وعن متابعتة للرياضة الفلسطينية قال بيضون : نتابع دائما النشاطات الرياضية الفلسطينية وخاصة كرة القدم ، فمثلاً كنت اتابع أخبار نادي سلوان في الثمانينيات خاصة مباريات الفريق ونشاطاته من خلال بعض الرياضيين إضافة الى الصحافة الفلسطينية والضيوف الذين كانوا يزورون الاردن ، والتجمعات التي تستضيفها جمعية سلوان الخيرية بالأردن خاصة بالمناسبات الاجتماعية وأعتبر تلك الجمعية أنها جزء من القرية ، واستذكر بيضون انتقال اللاعب السابق في نادي سلوان سامر بركات الى نادي عمان الاردني حيث قاد فريقه لتتويج ببطولة الدوري ، وحتى هذه اللحظة ما زلت أتابع اخبار النادي لكنه وللأسف تراجع كثيرا خلال الفترة الماضية ونأمل أن يكون هناك حشد كبير من داخل القرية وخارجها ولن يبخل أحد في دعم تلك المؤسسة العريقة ونتمنى عودة الفرق الى وضعه الطبيعي ونراه يلعب في مصاف المحترفين .
وطرح بيضون فكرة اتاحة الفرصة لمشاهدة فريق سلوان خارجياً خاصة بالاردن عن طريق اقامة المباريات او المعسكرات التدريبية بدعم من رجال اعمال والتنسيق للعب مع فرق أردنية عريقة .
الملتقى الاعلامي قرار صائب ...
وعن مشاركته في الملتقى الاعلامي قال بيضون قرار صائب من اللجنة الاولمبية باستضافة نخبة من الاعلاميين العرب في فلسطين ، واعتبر ذلك واجب وطني على كل اعلامي عربي لمساندة القضية الفلسطينية وتنظيم الملتقى بداية جيده من الجانب الفني ولكن يحتاج إلى أن يكون أفضل في السنوات القادمة ، مشيراً أن الملتقي يحمل رسالة وطنية سامية عنوانها لم الشمل العربي نظراً لما تعانيه الرياضة الفلسطينية من هموم كثيرة.
واضاف أن رؤساء تحرير الصحف الأردنية قرروا بالإجماع اعتبار الخبر الرياضي الفلسطيني ضمن أولوياتهم الرئيسية ، مشيراً أن بعض الصحف الأردنية ومن ضمنها صحيفة الرأي ستقوم بعمل ملحق خاص للرياضة الفلسطينية وهذه الخطوة تأتي في إطار النهوض والرقي بالرياضة الفلسطينية ، ونقل معاناتها إلى العالم العربي.
نقلة نوعية أحدثها جبريل
وثمن بيضون الدور الكبير والنقلة النوعية التي أحدثها اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية وإتحاد الكرة للرياضة الفلسطينية ، مؤكداً أن ما يجري الآن من نهضة رياضية ستنعكس على مستقبل الرياضة الفلسطينية بالكثير من الإنجازات ، كما ثمن حديث اللواء الرجوب بخصوص انعقاد أعمال الملتقي في كل عام .
الغول : معلق رياضي محترف ..!!
أما الإعلامي والمعلق الرياضي المعروف خالد الغول فقد تعرفنا عنه عن قرب فقال : انا من مواليد قرية سلوان 1962م حيث عشت في القرية لمدة 5 سنوات ثم غادرت مع عائلتي الى الاردن كنازحين في العام 1967 لكن انتمائي لفلسطين الوطن ولسلوان البلدة ظل معي .
وأضاف أنهيت المرحلة الثانوية بالأردن وبعدها حصلت على شهادة دبلوم باللغة الإنجليزية ، ومن ثم انخرطت بالخدمة العسكرية حتى عام 1982م ، ولعشقي بالصحافة الرياضية عملت في صحيفة الدستور الأردنية كمحرر رياضي ، وكنت حينها مختص في تغطية الاخبار العالمية والعربية حتى عام 1985م حيث انتقلت الى التلفزيون الأردني كمعد ومعلق للبرامج الرياضية ، وكانت تجربة تدريبية مفيدة ، وهناك بقيت بالعمل حتى عام 1994 وتعاقدت مع شبكة قنوات راديو وتلفزيون العربart وحينها احترفت التعليق وكنت متفرغاً للتعليق على كافة الأحداث والألعاب الرياضية خاصة بعد ان رحلت انا وعائلتي الى ايطاليا المقر السابق لقنوات الart .
وبقيت في ايطاليا حتى عام 2005م حيث حصلت على الجنسية الايطالية لأكمل عملي في راديو وتلفزيون العرب بعد نقل مقر القناة من ايطاليا الى الأردن ، وفي عام 2007 تعاقدت مع " قناة الشو تايم " حيث قمت بالتعليق على مباريات الدوري الإنجليزي وخلال مسيرتي قمت بالتعليق على ابرز بطولات كرة القدم العالمية ومنها بطولة كاس العالم في أعوام 86،90،94،98،2002،2006م وجميعها في قناة ال art .
إجازة خاصة لمباراة سلوان والوحدات الأردني
وحول حديثه عن نادي سلوان قال : من الامور التي أعتز بها ان نادي سلوان لعب مع نادي الوحدات في العام 1984م وفي ذلك اليوم تقدمت باجازة خاصة من الخدمة العسكرية من اجل تغطية زيارة النادي اعلامياً ، وقد عدت في نفس الليلة الى الخدمة العسكرية وللأسف لم يكن هناك فرصة للجلوس مع افراد الوفد .
والمرة الثانية التي ما زالت في ذاكرتي عندما لعب نادي سلوان مع الاهلي الاردني في عام 1979م وخسر الفريق السلواني 1/2 وجاء هدف الاهلي الاردني من موقع تسلل بعد ان قدم فريق سلوان مباراة ذات مستوى جيد اشادت به الصحافة الباردنية في حينها .
وحقيقة اتابع نشاطات الرياضة الفلسطينية عامة ونشاطات فريق سلوان خاصة من خلال الصحف والانترنت لكن عملي في ايطالي لسنوات عديدة جعلني اكثر بعدا عن متابعة نشاطات النادي من قرب .
واشار انه يذكر العديد من اللاعبين في السبعينات والثمانينات أمثال علي العباسي وسامر بركات وعارف عوفه وعماد عكه وناجي عجور واسماعيل المصري وغيرهم من اللاعبين ، وآخر مره قمت بها زيارة سلوان كان في عام 1977م وكان عمري 15 عاماً وما زلت اذكر جيدا الاحياء التي زرتها في راس العامود وفندق بانوراما ومقر نادي سلوان .
تحققت أمنيتي بزيارة البلدة والصلاة بالاقصى ...
وأضاف خلال المشاركة الاخيرة بالملتقى الاعلامي في رام الله تحققت أمنيتي بزيارة بلدة سلوان مرة اخرى وأداء صلاة الجمعة بالمسجد الاقصى المبارك بمساعدة من الزميل الإعلامي منير الغول وهذا بالنسبة لي حدثاً تاريخياً بان أعود بعد تلك السنوات الى وطني فلسطيني وبلدتي الحبية سلوان التي أنتمي لها وزيارتي كانت في اجواء دافئة ولقاء ابناء العائلة والرياضيين واتمنى ان أعيد التجربة مرة اخرى في أقرب فرصة ممكنة .
تطور كمي ونوعي ...
وبخصوص التطور الذي حدث على صعيد كرة القدم الفلسطينية خلال الآونة الأخيرة قال الغول : هناك تطور كمي ونوعي خلال السنوات الأخيرة والنشاط الملحوظ للكرة الفلسطينية جعلها تتبوأ مراكز متقدمة وسمعة مرموقة في العديد من الدول خاصة العربية .
وأضاف التواجد الفلسطيني ملفت للنظر من خلال البطولات الفلسطينية والتي صارت تقام بانتظام ووفق اسس احترافية اضافة الى الرواتب التي تمنح للاعبين لا تقدم في دول اخرى وهذه النقلة النوعية وحسن الادارة والتخطيط وبوجود قيادة رياضية متميزة وعلى رأسها اللواء الرجوب فهو شعلة من النشاط الدؤوب .
الرياضة الفلسطينية استفادت من الرجوب
واوضح الغول ان الرياضة الفلسطينية استفادت من اللواء جبريل الرجوب بشكل كبير خاصة في مجال التطور الكيفي ونتمنى ان يعود ذلك بالفائدة على المنتخبات الفلسطينية لتحقيق نتائج أفضل كما حققه المنتخب الأول في عام 99 وحصل على برونزية البطولة العربية بكرة القدم عندما كان الراحل عزمي نصار مديراً فنياً للوطني .
في طريقي الى الجزيرة الرياضية
وحول وجهته القادمة في مجال التعليق الرياضي أكد الغول ان هناك شبه اتفاق مع الجزيرة الرياضية لكن بقيت التفاصيل النهائية ومن الممكن أن أعلق خلال الفترة القادمة على مباريات الدوري الإسباني لكنني وبصراحة أعشق الدوري الانجليزي ومن ثم الايطالي بحكم العملمع تلك البطولات كمعلق رياضي وبصراحة أنا معجب بفريق مانشستير يونايتد الإنجليزي وكذلك فريق إسي ميلان الايطالي .
إخفاقات عربية ولكن ...
وبخصوص تواضع مستوى المنتخبات العربية خاصة في بطولة آسيا الاخيرة بكرة القدم أكد الغول أم منتخبات شرق آسيا تعتبر أفضل من غرب آسيا وهذا سببه احتكاك واحتراف العديد من اللاعبين بالدول الاوروبية ووجود الامكانات العلمية والمادية وهذا ما ينطبق على منتخب استراليا الذي انضم حديثا الى البطولات الآسيوية ويعملوا بطريقة فيها نظام كروي احترافي .
ومن احد الاسباب للاخفاقات العربية هو عدم الاستقرار الفني بالاجهزة التدريبية فما ان تسمع عن مدرب جديد وخلال فترة وجيزة تسمع نفس الخبر باقالة المدرب او المدير الفني وهذا مرتبط بالتخطيط طويل الأجل ، والبطولة الآسيوية الاخيرة والتي أقيمت في قطر تعتبر جرس إنذار للمنتخبات العربية من اجل اعادة حساباتها في تأهيل وتطوير المنتخبات خلال الفترة القادمة ، فتاهل المنتخبات الاربعة الى الدور النصف نهائي يؤكد على عدم وجود أي من الفرق العربية أو من دول غرب آسيا .