ريال مدريد يدخل مرحلة إحباط وبرشلونة يتوج "نصف بطل"
يضحك برشلونة اليوم بقدر ما يبكي ريال مدريد. في أحيان قليلة يبدو فارق أربع نقاط كما لو كان هوة سحيقة ، لكن ذلك ما يحدث عندما يدمر متصدر الدوري الأسباني منافسيه ، في الوقت الذي يفشل فيه ملاحقه في الفوز على صاحب المركز الأخير.
وصل الدوري الأسباني لكرة القدم إلى منتصف مشواره ، في ظل أداء "إمبراطوري" لبرشلونة وأرقام قياسية: نال 52 نقطة من أصل 57 ممكنة ، أرقام لم يسبق لأحد أن حققها حتى الآن. وأحرز 61 هدفا وتلقت شباكه 11 فقط ، بينما حصد 17 انتصارا متتاليا ، وخرج من 28 مباراة دون خسارة. أرقام تبدو أقرب لعالم الخيال العلمي.
تبدو سيطرته على البطولة مطلقة ، وليس فقط بسبب الإحصائيات. فأداء الفريق لا يزال جذابا وعطشه للألقاب لم ينضب. يسجل أهدافا كثيرة في مرمى الصغار والكبار على السواء ، وليس أدل على ذلك من أنه فاز 5/ صفر على ريال بيتيس فريق الدرجة الثانية في بطولة الكأس وبنفس النتيجة على ريال مدريد.
وجاء عنوان صحيفة "سبورت" اليوم الاثنين "نصف دوري"، في إشارة إلى الفارق الذي بات يتفوق به برشلونة على ريال مدريد وكذلك إلى تصدر الفريق للبطولة مع ختام الدور الأول.
وتدب الحماسة في نفوس جماهير برشلونة ، لكن جوسيب جوارديولا المدير الفني للفريق لجأ إلى لغته البليغة ليحذر: "الفارق الذي نتفوق به لا يذكر". وعندما بلغ به التفاؤل مبلغه قال "لقد قدمنا دور أول رائعا. لعبنا بشكل جيد للغاية ونحن سعداء".
وأنهى ريال مدريد الدور الأول برصيد 48 نقطة ، وإذا ما واصل بنفس المعدل سينهي الموسم برصيد 96 نقطة ، أي نفس الرصيد الذي حققه الموسم الماضي ، تحت قيادة فنية للتشيلي مانويل بيليجريني.
لكن اليوم يدور الحديث عن قضايا خارج نطاق الكرة ، أكثر مما يتعلق بأرض الملعب ، وهو ما يحدث عادة في محيط الفريق الملكي عندما يلوح الإحباط.
على سبيل المثال ، خصصت الصحافة المدريدية مساحة كبيرة لتصريحات خورخي فالدانو ، المدير العام للنادي ، بعد التعادل غير المتوقع 1/1 أمام ألميريا. حيث قال الأرجنتيني باسما "رأس الحربة كان يجلس على مقاعد البدلاء"، في إشارة إلى عدم البدء بالفرنسي كريم بنزيمة.
وفهم كثيرون تلك الكلمات على أنها موجهة إلى البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني للفريق ، الذي انتقد قبل مدة إدارة النادي لعدم تقديم الدعم الكافي لمطالبه بضم رأس حربة جديد.
بيد أن فالدانو أكد اليوم لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أنه "لا يوجد أي خلاف" مع المدير الفني.
في هذه الأثناء ، لا تزال الصحف تملأ صفحاتها بمرشحين لخلافة الأرجنتيني المصاب جونزالو هيجوين ، الرجل الذي افتقده الفريق كثيرا مع نهاية الدور الأول.
أولا جاء التوجولي إيمانويل أديبايور ، بعد ذلك الهولندي رود فان نيستلروي ، والآن الأرجنتيني كارلوس تيفيز ، لكن المهاجم الذي يطلبه مورينيو لم يأت حتى الآن.
والحقيقة أن ريال مدريد أنهى الدور الأول بشعور بالهزيمة: عام وملايين اليوروهات بعد ذلك ، ولا يزال الفريق يبتعد أربع نقاط عن برشلونة. فارق "لا يذكر" بالنسبة لجوارديولا ، وهوة سحيقة في عيون جماهير النادي الملكي.