غزة - محمد العمصي/ أصدرت دائرة الإعلام باللجنة الاولمبية الفلسطينية كتيبا خاصا باللغتين العربية والانجليزية عن مشاركة فلسطين في دورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة بالصين.
واحتوى الكتيب في صفحاته الـ44 على رصيد مهم لكافة مشاركات فلسطين في الدورات الآسيوية، واستعدادات فلسطين لآسياد الصين وكشف بأسماء وصور 67 رياضياً هم قوام بعثة فلسطين في آسياد الصين.
وخط اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية افتتاحية الكتيب بكلمات مؤثرة ومعبرة، رصد فيها طبيعة ودلالات مشاركة فلسطين في الدورة الآسيوية، فيما تحدث فتحي جودة أمين عام اللجنة في كلمته عن الصعوبات والتحديات التي تعترض تحقيق الانجازات ومواجهتها بمزيد من الإصرار والعزيمة، في الوقت الذي تمنى الدكتور اسعد المجدلاوي رئيس بعثة فلسطين لآسياد الصين تحقيق نتائج ايجابية ومشاركة عظيمة.
وتطرق الكتيب إلى شرف رفع العداء نادر المصري للعلم الفلسطيني وإيقاد الشعلة الاولمبية، وأضاء مساحة واسعة على الميدالية البرونزية الوحيدة التي حققها الملاكم منير أبو كشك لفلسطين في دورة أسياد بوسان 2002، ورصد بالصورة والقلم جميع المشاركين في الدورة الآسيوية بالصين.
وستحمل البعثة الفلسطينية الكتيب إلى الصين لتوزيعه على الدول المشاركة واللجنة المنظمة، حيث سيتسنى للجميع قراءته كونه مترجما إلى اللغة الانجليزية.

الرجوب: مشاركة فلسطين محطة مهمة
وصف اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية مشاركة فلسطين في الدورة الآسيوية السادسة عشرة بالصين بالمحطة المهمة من محطات ترسيخ التواجد الفلسطيني الرياضي في أكبر التظاهرات الآسيوية والعالمية بعد الاولمبياد، خاصة أنها تأتي بعد زيارة تاريخية ناجحة قام بها جاك روغ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية إلى فلسطين على رأس وفد رفيع المستوى.
وقال الرجوب: إن قيادتنا للبعثات والتظاهرات الرياضية كسفراء للوطن على المستويين الآسيوي والدولي لتوجه الأنظار إلى فلسطين والرياضيين الفلسطينيين، وأصبحت الأسرة الاولمبية الدولية على قناعة تامة بواجب ضرورة دعم برامج اللجنة الاولمبية الفلسطينية لإحداث نهضة حقيقية في فلسطين من باب رياضي حضاري انساني يركز على احترام حقوق الإنسان، بدءاً من تغذية البنى التحتية الرياضية بملاعب وصالات ومجمعات رياضية، وصولاً لتقديم المساعدات للرياضيين ودعم برامج دورات التأهيل والتدريب والمحاضرين الدوليين وانتهاء بضمان حرية الحركة للرياضيين والإداريين ولاعبي المنتخبات الوطنية داخل الوطن وخارجه، الذي يلعب الدور الأكبر الآن في شل تطور الرياضة الفلسطينية، كما هو مرسوم لها.
وأضاف: ورغم ذلك فإنني على يقين بأن الفترة القادمة ستشهد زحفاً دولياً إلى فلسطين، حيث الرياضة تشهد ثورة حقيقية لها اعتباراتها في مصاف الأمم، رغم كل المحاولات الإسرائيلية الواضحة والمقصودة لمحوها من الوجود العالمي.
وحيا رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية بفخر واعتزاز اللاعب الفلسطيني الذي يمثل فلسطين بكل طاقاته وإمكانياته المتواضعة، بالرغم من الظروف القاسية والعراقيل الكبيرة التي تواجه مشاركاته الخارجية، وأتطلع لكم وانتم ترفعون العلم الفلسطيني في كافة المحافل العربية والآسيوية والدولية، وأشد على أياديكم وانتم تخترقون بانجازاتكم العظيمة كافة المجالات الرياضية بالنسخة الجديدة للرياضة العالمية ونهضتها.
وشكر الرجوب اللجنة المنظمة العليا للدورة الآسيوية واللجنة الاولمبية الصينية على تنظيم هذه الدورة وتوفير أجواء الدعم والمساندة إلى البعثة الفلسطينية والى المجلس الاولمبي الآسيوي برئاسة الشيخ احمد الفهد الصباح، وأكد وقوفه إلى جانبهم في هذه الدورة لتحقيق النجاح المتكامل والباهر.

جودة: رسالة فلسطين عظيمة
من جانبه، قال فتحي جودة أمين عام اللجنة الاولمبية الفلسطينية أن مشاركة فلسطين في الدورة الآسيوية السادسة عشرة في الصين تأتي، في ظل تحديات جمة وصعوبات كبيرة تتمثل في إمعان الاحتلال بإجراءاته القمعية بحق الرياضيين والاتحادات والأندية واللاعبين من خلال سياسات الإغلاق والحصار وتقطيع الأوصال وإغلاق المنافذ، لتكون رسالة المشاركة ذات مغزى وطني رياضي كبير يسوده التحدي والإرادة على تحقيق المستحيل.
وتمنى جودة أن تشكل مشاركة فلسطين في الدورة الآسيوية رسالة عظيمة ترسخ حالة المعاناة والصمود والإرادة والتحدي وعودة لاعبينا إلى ارض الوطن وهم يحملون الانجاز بشرف التمثيل والأداء والمنافسة.

المصري وشرف حمل الشعلة والعلم
ويحظى العداء نادر المصري لاعب المنتخب الوطني لألعاب القوى بشرف حمل الشعلة ورفع العلم الفلسطيني في آسياد الصين السادسة عشرة، حيث يعتبر المصري من أبرز العدائين الفلسطينيين الذين مثلوا فلسطين في الدورات الاولمبية والآسيوية، وهو متزوج وتجاوز عمره الرياضي اثني عشر عاماً، ويحمل رصيداً وافراً من المشاركات الخارجية، فشارك في بطولة العالم لاختراق الضاحية (ايرلندا 99)، وبطولة العالم لاختراق الضاحية (البرتغال 2000)، وبطولة ألعاب غرب آسيا (الكويت 2001)، والدورة الآسيوية (بوسان 2002)، والبطولة العربية (الأردن 2003)، وبطولة العالم لاختراق الضاحية (بلجيكا 2004)، ودورة التضامن الإسلامي (السعودية 2005)، والدورة الآسيوية (الدوحة 2006)، والدورة الاولمبية (بكين 2008).
ومن أبرز انجازات العداء نادر المصري حصوله على الميدالية الفضية في نصف ماراثون الأردن وثامن آسيا في آسياد الدوحة 2006 وتمثيل فلسطين في الدورة الاولمبية بكين 2008
وبطل فلسطين لثماني سنوات متتالية في سباق 5000 م، وشارك في ثلاث دورات آسيوية (بوسان، قطر، الصين).

تاريخ مشاركة فلسطين في الدورات الآسيوية
تعاظم التواجد الفلسطيني لأول مرة في تاريخ الدورات الآسيوية في العام 98، بعد أن كانت المشاركات السابقة تعتمد على لعبة واحدة، حيث شاركت فلسطين في ثلاث دورات آسيوية منذ عودة السلطة الوطنية الفلسطينية لأرض الوطن، لتصل اليوم إلى المشاركة الرابعة في الدورة الآسيوية في الصين.

* آسياد بانكوك 98: البداية كانت من تايلاند وبالتحديد في دورة بانكوك 98، ليسجل التاريخ أول مشاركة فلسطينية آسيوية تعددت فيها الألعاب وتنوعت المشاركة، حيث ضمت بعثة فلسطين 32 رياضياً لألعاب فردية هي الملاكمة والجودو والكاراتيه والتايكواندو.
* آسياد بوسان 2002: المشاركة الثانية في الدورات الآسيوية عاشت أحداثها فلسطين بالتواجد في دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة والثانية لفلسطين في بوسان الكورية العام 2002، حيث توهجت المشاركة الفلسطينية بتسع العاب هي العاب القوي والجودو والتايكواندو والملاكمة والكاراتيه وكرة القدم والمبارزة والسباحة والمصارعة، بوفد قوامه 52 رياضياً، وكان الانجاز الأول في الدورات الآسيوية بتحقيق الملاكم منير أبو كشك الميدالية البرونزية في الوزن الخفيف بالملاكمة.
* آسياد الدوحة 2006 : المشاركة الثانية كانت الأوسع من خلال وفد قوامه 131 رياضياً بالعاب تشمل كرة القدم والسلة والطائرة وطائرة الشواطئ والشطرنج والتايكواندو والجودو والعاب القوى والسباحة وكرة الطاولة ورفع الأثقال والمصارعة، حيث لم تحقق البعثة الفلسطينية المأمول منها في هذه الدورة باستثناء بعض الاتحادات الفردية التي حسنت من أرقام لاعبيها.
* آسياد الصين 2010: تعود فلسطين للمشاركة الرابعة في الدورة الآسيوية السادسة عشرة بالصين حيث حشدت فلسطين عشرة اتحادات للمشاركة في هذه الدورة، لعل أبرزها اللعبة الجماعية الأولى كرة القدم يمثله المنتخب الاولمبي، في حين ستتنافس تسعة اتحادات فردية في هذه الألعاب، حيث تضم بعثة فلسطين 68 لاعباً ما بين إدارة بعثة ومدربين ولاعبين، حيث تعول فلسطين على تحقيق انجازات ونتائج ايجابية جديدة في أول مشاركة آسيوية في عهد اللجنة الاولمبية الجديدة.

أبو كشك صاحب الميدالية الوحيدة
حملت مشاركة فلسطين في دورة الألعاب الآسيوية الرابعة عشرة التي استضافتها العاصمة الكورية بوسان البشرى للبعثة الفلسطينية، حين تحقق الانجاز الوحيد لفلسطين في هذه الدورة بالحصول على الميدالية البرونزية في منافسات الملاكمة، حيث احتل النجم واللاعب الفلسطيني منير أبو كشك المركز الثالث وتوشح بالميدالية البرونزية وعزف السلام الوطني الفلسطيني في ربوع بوسان لأول مرة على منصات التتويج.
وتعول فلسطين كثيراً في هذه المشاركة بالصين على عدة اتحادات رياضية فلسطينية لعل أهمها مشاركة كرة القدم بالمنتخب الاولمبي وهي اللعبة الجماعية الوحيدة في البعثة الفلسطينية، فيما تعقد الأماني والتطلعات على الألعاب الفردية كالتايكواندو والمصارعة والملاكمة والجودو والعاب القوى والكاراتيه ورفع الأثقال وكرة الطاولة والسباحة في تحقيق نتائج ايجابية في هذه المشاركة الآسيوية الرابعة.