الفلسطينيون يمارسون كرة القدم باحتراف وسط عقبات في التنقل والالتحاق بالمنتخب الوطني
البيرة –تقرير مترجملمراسل صحيفة لوموند الفرنسية/ عندما وجه اللواء جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الدعوة لاستضافة أشهر مراسلي صحافة رياضية في العالم : فرانس فوتبول وورلد سوكر وليموند ودير شبيغل لزيارة فلسطين بغرض التعرف على الحركة الرياضية والاجتماعية في المحافظات الشمالية لفلسطين ، كان يعي أهمية فتح النافذة الإعلامية الدولية أمام الرياضة الفلسطينية ونشر الحقائق عن قطاع الرياضة والشباب الفلسطيني والمعاناة التي يواجهها الرياضيون من تقييد حرية الحركة والتنقل لإقامة مباريات تنافسية بين الفرق الرياضية وكذلك التحاق اللاعبين بالمنتخبات الوطنية بغرض إقامة مباريات دولية على ارض فلسطين أو اللعب خارج الوطن وفق الخارطة الكروية الآسيوية الرسمية مع ضرورة زيادة المنشآت الرياضية القانونية في كل المدن .
جولات للمراسلين
وحين وصل المراسلون الى رام الله كانت لهم جولات ومقابلات في مدن الضفة والقدس ، وقابلوا رؤساء أندية ولاعبين وشاهدوا كرة القدم الفلسطينية كما شاهدوا الجدار ونقاط التفتيش العسكرية والمعابر أمام مداخل المدن ... لمسوا كيف يتدبر الشباب الفلسطيني حياتهم اليومية وكيف يقبلون على لعب كرة القدم والتشجيع لها في محاولة للتخفيف من الضغوطات الناتجة عن الاحتلال ولتغذية طموحهم في إنشاء الدولة المستقلة بعيدا عن تسلط وقهر سلطات الاحتلال الإسرائيلي البغيض .
مشهد الجدار لا مفر منه
ويقول مصطفى كيسوس مراسل جريدة ( فرانس فوتبول ) في أول تقرير له : - هذا الجدار الممتد إلى ما لانهاية والذي يسمى ( بالجدار الأمني ) الذي تم إنشاؤه من قبل الاحتلال الإسرائيلي يقع مقابل الطريق الوحيد المؤدي إلى ملعب فيصل الحسيني الذي يقع في الرام وهي إحدى ضواحي مدينة القدس . مشهد لا مفر منه ، أسلاك شائكة ، عبارات لنيلسون مانديلا المناهضة للتمييز العنصري على طول الجدار الذي يمتد عشرات الكيلومترات في أراضي الضفة .
وقبل الدخول إلى الملعب ، يقف الصبية الفلسطينيون لالتقاط صورة أمام الجدار . وآخرون يكتبون كلمات على الجدار الأمني وكذلك كلمات كانت مكتوبة سابقا . هذا المساء ستجري مباراة كرة قدم في هذا الملعب بين المنتخب الفلسطيني الاولمبي ونظيره الأردني . فادي (14 عام ) برفقة صديقة شهاب (15 عام ) بدا حديثة قائلا : " بالرغم من الاحتلال ، فمن اللازم الحضور إلى الملعب وحضور المباراة لنقول للإسرائيليين بان فلسطين موجودة وبأننا أحياء " .
مشجعو الاولمبي
الثلاثاء 5/10/2010 آلاف من الشباب والفتيات الفلسطينيين جاءوا من كل أنحاء الضفة الغربية ، وخصوصا من رام الله لتشجيع منتخبهم الاولمبي ، الذي خرج بنتيجة الفوز 2-0 من المباراة . وفضلا عن ذلك ، حضر ضيف مميز : جاك روغ ، رئيس اللجنة الاولمبية الدولية ، في أول زيارة له الى رام الله وبيت لحم لمناقشة وضع الرياضة الفلسطينية وما تعانيه من معيقات مفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية .
عمليا ، هناك 8 ملاعب كرة قدم لا اقل ولا أكثر لكل الضفة الغربية ، التي يصل عدد سكانها إلى 2،4 مليون نسمة ( 50 % منهم اقل من سن 18 ) ويوجد أيضا 4 أحواض سباحة لا تصل إلى المقاس الاولمبي ولكن لا يوجد مضمار للجري ، وبالرغم من ذلك نجح عداءون فلسطينيون بالتأهل لدورة الألعاب الاولمبية في بكين عام 2008 .
وقبل حوالي عامين ، أقيمت بطولة لكرة القدم بمشاركة 12 ناديا في الدوري الأول
أما بالنسبة للأمور المالية ، فاللاعبون المحترفون يتقاضون مبلغا يتراوح بين 1000 إلى 3000 دولار شهريا ( علما بان معدل الرواتب للموظف العادي هو 400 دولار ) حيث يستمرون بممارسة مهنتهم الأساسية مثلا : رجل إطفاء ، معلم ،....
معاناة الرياضيين الفلسطينيين
وأكد جبريل الرجوب ، رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية ، بأنه يكره أن يرى أي لاعب بما في ذلك اللاعبين الإسرائيليين يعانون كما يعاني اللاعبين الفلسطينيين .
هؤلاء الرياضيون يعانون من صعوبة التنقل سواء في فلسطين أو السفر إلى الخارج . بالإضافة إلى ذلك ، فان شحنات الأدوات الرياضية ( القميص والسروال ) المقدمة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أو من اللجنة الاولمبية الدولية يتم احتجازها أحيانا في الموانئ أو المطارات الإسرائيلية .
رياضتنا صوتنا للعالم
وكذلك مشاريع بناء العشب الاصطناعي في مناطق (أ) ، الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية ، مثل مشروع إستاد بورين القريبة من نابلس ، يتم منعها من قبل الجيش الإسرائيلي بالرغم من أن هذه المشاريع ممولة من الاتحاد الدولي لكرة القدم ( الفيفا )
لهذا ، فقد استغل جاك روغ زيارته لفلسطين وطالب الحكومة الإسرائيلية بان توقف ممارساتها التي تعيق تطور الرياضة الفلسطينية ، وقد شدد النائب الفلسطيني ورئيس مركز الأمعري ، جهاد طمليه ، احد أهم النوادي الفلسطينية في الضفة الغربية والذي يضم 1500 عضو : " بان الرياضة من شانها أن تعطي صورة جملية للبلد ولحرية شعبها " . وتابع حديثه قائلا : " فالرياضة أثبتت بان لنا صوت في العالم ولكن الإسرائيليين يمنعوننا من التعبير عنه لأنهم يريدون إظهارنا على أننا إرهابيين وشعب غير متحضر ."
خوف من الطرد الى غزة
وبالنسبة للاعبي الضفة الغربية ، فالاحتلال يؤثر كثيرا على حياتهم اليومية فمثلا ، حارس مرمى المنتخب الوطني يروي قائلا : " عندما تكون هناك مباراة في الساعة ال5 أغادر منزلي قبل 5 أو 6 ساعات من بداية المباراة " وذلك بسبب المرور على الحواجز مع إمكانية التعرض للتحقيق من قبل سلطات الاحتلال وندعو الله كي لا يتم تعرضي للتوقيف أو الطرد إلى غزة خاصة لهؤلاء الذين هم من سكان المناطق الخاضعة للحصار الإسرائيلي
ففي حزيران 2010 هذا الطالب البالغ من العمر 23 سنه والمولود في غزة ، أراد التوجه الى الخرطوم ( السودان ) مع المنتخب الوطني الفلسطيني , وعند العودة للضفة السلطات الإسرائيلية طلبت منه تصريح الخروج الذي بحوزته, وأثناء عودته تم منعة من دخول فلسطين وظل محتجزا في عمان الأردن لمدة 3 أشهر ، علما بان محمد شبير لم يكن يملك تصريح إقامة ساري المفعول في الضفة الغربية ،وقد عقب شبير قائلا : " لم يريدوني أن ادخل البلد " أما في شهر آب فقد ذهب المنتخب الفلسطيني إلى موريتانيا ولكن لم يتمكن 6 لاعبين من غزة من الذهاب وذلك لان السلطات الإسرائيلية رفضت تجديد تصاريحهم التي تمنحهم حق البقاء في الضفة الغربية .
اكثر من قائمة
وذكر موسى بزاز ، مدرب المنتخب الوطني أن لديه مشكلة كبرى وهي تحضير أكثر من قائمة اختيار للاعبين المنتخب حيث يكون الاختيار الأولى للاعب من الضفة الغربية بعد ذلك قائمة تشمل اللاعبين المولودين في غزة ولكنهم من سكان الضفة الغربية ، وقائمة أخرى تشمل أسماء اللاعبين الذين يعيشون في الخارج . فضلا عن اللاعبين من عرب 1948، ووفقا لمستشار السلطة الفلسطينية، فان اختيار احد لاعبين 1948 قد يعرضهم لعقوبات في حال انضمامهم إلى صفوف المنتخب الفلسطيني .
وباختصار ، ووفقا لموسى بزاز فالمسألة معقدة ولكنه يقول بالرغم من هذه الصعوبات ، لم اسمع من احد اللاعبين خاصة إذا كنا في الخارج بأنه يريد طلب اللجوء وعدم العودة إلى فلسطين بسبب هذه الصعوبات ، فذلك لم يحدث أبدا .