فرق المحترفين: ما لها وما عليها
طولكرم- كتب محمد عراقي/ كعادتنا دائما في استحداث كل ما هو جديد ومفيد وشيق لقرائنا الأعزاء ولكي نبقي الجماهير الرياضية على تواصل دائم مع متعة وإثارة دوري المحترفين الذي يحظى باهتمام جماهيري واعلامي ورسمي وتخطى ذلك خارج حدود الوطن، وبعد انقضاء أربع مراحل من عمر المسابقة أفسح المجال الآن للمنتخب الوطني الذي بدأ يستعد لمشاركته الهامة في بطولة غرب آسيا، وستدوم فترة توقف الدوري ثلاثة أسابيع، وبالطبع فإننا سنبقى على تواصل مع توابع المراحل الأربع التي لعبت من خلال استحداث زوايا جديدة ونشر مادة شيقة دسمة في كافة المجالات الفنية والإحصائية والمقابلات المنوعة.
واليوم حلقتنا مخصصة للحديث عن فرق الدوري الـ 12، ما لها وما عليها وماذا قدمت خلال المباريات التي لعبتها من وجهة نظر تحليلية فنية بالنظر لنتائجها ولترتيبها الحالي وللشكل الفني والبدني والخططي الذي ظهرت عليه, وطبعا نبدأ حسب الترتيب العام لفرق الدوري الحالي الحلقة الأولى مخصصة لنادي هلال القدس المتصدر الحالي برصيد تسع نقاط.
بداية متعثرة وصدارة متوقعة
قد يستغرب البعض من هذا العنوان الفرعي لكنه يعبر بشكل كبير عن وضع هلال القدس، فهو المتصدر حاليا ولا شك أن تصدره ليس مفاجأة لأحد لأنه احد ابرز الفرق المرشحة لإحراز اللقب بالنظر لحجم المصروفات والتعاقدات التي أقدم عليها رئيسه عبد القادر الخطيب، وتشكيلة الفريق الزاخرة بالنجوم, كما ان هذا التصدر جاء بعد بداية متعثرة للفريق المقدسي بالخسارة أمام الامعري في الأسبوع الأول بصورة دراماتيكية 2-3.
الأفضل لم يأت بعد
ويصر الجميع داخل قلعة الهلال أن الأفضل لم يأت بعد للفريق على الصعيد الفني، لان المستوى الذي قدمه رفاق فادي لافي لم يقنع كثيرا خاصة امام الامعري وهلال اريحا وترجي واد النيص, فالانسجام بين الخطوط ليس كما يجب، وتظهر هناك ثغرات دفاعية بين الفينة والأخرى كما أن المستوى داخل المباراة الواحدة يتفاوت من فترة لأخرى ومن شوط لآخر كما حصل أمام هلال اريحا، وهذا أمر غير مقبول لفريق زاخر بالنجوم ومرتاح مادياً مثل هلال القدس.
ويمكن اعتبار مباراة الديربي المقدسي الأخيرة في الأسبوع الرابع هي الأفضل للهلال لان الأداء الجماعي كان جيداً على مدار الشوطين وكذلك ترابط الخطوط وظهور معظم اللاعبين بفورمة جيدة يبشر بمستقبل زاهر.
عليان ولافي رأس مال الفريق
ورغم أن الهلال فريق شبه متكامل بالنظر لأسماء تشكيلته من الحارس وحتى الهجوم، لكن بصراحة فان أقوى الخطوط هو خط الهجوم وهو الخط الحاسم دائما في عالم كرة القدم، فأي فريق يمتلك حارساً عملاقاً أو مهاجماً أو أكثر من الطراز الرفيع فهو سيعرف طعم النجاحات والانتصارات.
فخط هجوم الهلال يعتبر الأقوى ربما مقارنة بالفرق الأخرى لأنه يضم الثنائي فادي لافي ومراد عليان وكلاهما يملك من الإمكانيات الفردية والفنية والخبرة الطويلة الكثير, فعليان هو هداف الدوري برصيد ستة اهداف أحرزها في أربعة لقاءات ليثبت جودة معدنه كهداف لامع لا يهدأ إلا عند طرق الشباك، سواء برأسه الذهبي أو من خلال تسديداته القوية بالقدمين.
ويجب أن لا ننكر الدور والمجهود الكبير للنجم فادي لافي في جميع المباريات رغم انه يهدر فرصا سانحة لم يعتد الجمهور أن يشاهد لافي يهدرها كما حصل أمام المكبر، لكن خبرة لافي الكبيرة في الملاعب الأردنية ومستواه الفني والبدني وتحركاته المدروسة تضاف وتعزز من خطورة مراد عليان، وبات الاثنان يشكلان عبئا ثقيلا على أي خط دفاع.
غياب ابو جزر والسباخي
وأكثر ما يعانيه الفريق المقدسي هو عدم توفر البديل الجاهز في الكثير من المراكز حتى أن المدرب اضطر للدفع باللاعب الشاب محمد أبو سرحان في بعض المباريات، وهذا بحد ذاته أمر جيد، لكن ربما يعتبر غريبا على فريق يعتمد بصورة كلية على النجوم القادمين من خارج النادي, ولعل من أسباب قلة فاعلية دكة البدلاء هو غياب الثنائي إيهاب أبو جزر وسعيد السباخي لسفرهما إلى غزة قبل بدء الدوري وإذا كان غيابهما غير مؤثر على التشكيلة الاساسية الى حد ما بسبب قدرة المدرب على توظيف لاعبين اخرين قاموا بالمهمة لكن بالتأكيد فان غياب الاثنين قلل من فاعلية وخبرة دكة البدلاء التي تعاني حاليا بشكل كبير.
ثلاثة مراكز مؤثرة
واذا استعرضنا خطوط ولاعبي فريق الهلال نجد ان هناك ثلاثة مراكز مؤثرة، اثنان منها لم يستقر اللاعب الأساسي فيها بعد، ومركز واحد تم تثبيته بنجاح, فمركز المساك أو قلب الدفاع يلعب فيه هيثم ذيب الذي تعرض لمجموعة من الإصابات مؤخرا أبعدته عن الملاعب فتولى محمد الزبيدي المهمة لفترة ولم يقنع إلى أن حجز عبد السلام السويركي الذي كان غائبا عن التشكيلة الهلالية منذ فترة مقعدا لنفسه ربما مؤقتا لكنه ظهر بشكل طيب أمام المكبر.
مركز لاعب الارتكاز الثاني بجانب مراد إسماعيل المتألق كان محجوزا للموهوب هشام الصالحي الذي اصبح المدرب يوظفه في الجهة اليمنى من الوسط بدلا من حسام أبو صالح الذي عاد لشغل موقع الظهير الأيمن الذي عانى منه الهلال طوال الموسم الماضي، ونجح أبو صالح بامتياز, وحاليا يلعب احمد ميعاري بجانب مراد إسماعيل لكنه يقدم اداء عاديا.
ولا ننسى أن اللاعب موسى أبو جزر يلعب حاليا في مركز شقيقه إيهاب كظهير أيسر رغم ان مركزه الاساسي كوسط مهاجم لكن غياب بعض اللاعبين وحاجة بعض المراكز دفعت بالمدرب لتوظيف لاعبيه حسب حاجة الفريق وقد نجح في ذلك ولان لاعبي الهلال يتمتعون بامكانيات كبيرة ايضا.
ثلاثة لاعبين فقط سجلوا
الملفت أن هلال القدس سجل في مبارياته الاربع "تسعة اهداف" وهي نسبة جيدة جدا لكن اللافت أن ثلاثة لاعبين فقط احرزوا الاهداف وهم: مراد عليان (ستة أهداف)، وفادي لافي (2)، وهشام الصالحي (1)، وقد اعرب المدرب جمال محمود عن سعادته لامتلاكه لاعبين قادرين على الحسم، لكن من وجهة نظر أخرى فإن توسيع قاعدة محرزي الأهداف يعتبر امراً ايجابياً لأي فريق، لان هذا مؤشر على الأداء الجماعي للفريق وعلى عدم التقيد بالمراكز وعلى ثقة وإمكانيات جيدة، وهذا الأمر لا ينطبق كثيرا على الهلال رغم إمكانيات لاعبيه الممتازة فيبدو للناقد أو للمتابع أنه عندما لا يسجل عليان ولافي فان الفريق يبدو غير قادر على التسجيل بدرجة كبيرة وهو سلاح ذو حدين وربما يختلف الهلاليون مع رأيي لكن تبقى نقطة فنية قابلة للنقاش.
وقد استقبلت شباك هلال القدس في المباريات الماضية أربعة أهداف بمعدل هدف لكل مباراة وهو معدل مقبول تماما وهو احد خمسة فرق استقبلت أربعة أهداف حتى الآن وهي إلى جانب الهلال: المكبر, بلاطة، ترجي واد النيص والظاهرية.
مؤشر الأداء متذبذب
وبصراحة يمكن القول إن مؤشر الأداء الهلالي في المباريات الأربع كان متذبذباً بدرجة كبيرة ففي مباراة الافتتاح الكبيرة أمام الامعري قدم الفريق المقدسي الشوط الأول جيداً أنهاه متقدماً بهدفين مقابل هدف قبل ان يتراجع الأداء في الشوط الثاني ويخرج خاسراً 2-3.
وفي المباراة الثانية ورغم الفوز الكبير على هلال أريحا برباعية، لكن الأخير تفوق بوضوح طيلة أربعين دقيقة ولو امتلك الثقة والهداف المميز لسجل اكثر من مرة قبل أن ينتفض الهلال في الدقائق الخمس الأخيرة للشوط الأول وفي الشوط الثاني.
وفي مباراة ترجي واد النيص التي كانت صعبة على الهلال رغم أن منافسه العنيد لعب بعشرة لاعبين أكثر من شوط كامل وكان الأداء المقدسي كافياً لحسم المباراة بهدف وحيد ولعب الصيداوي دورا حاسما في الحفاظ على الفوز.
ويعتبر الأداء الهلالي الأفضل هو الذي قدمه أمام المكبر على مدار الشوطين وهو ما سيحاول الفريق ومدربه العزف عليه في المباريات المقبلة خاصة وان التفريط في أية نقاط مرفوض لفريق يبدو هدفه واضحاً وهو الفوز بلقب الدوري والان بعد الانتهاء من مواجهتي الامعري والمكبر يبدو تحقيق الفوز في كافة مباريات الذهاب المقبلة الهدف المنشود رغم صعوبته.
نجوم الفريق
ظهر اكثر من لاعب بمستوى مميز في مباريات الفريق المقدسي السابقة ولعل ابرزهم الحارس عبد الله الصيداوي ومراد عليان وفادي لافي ومراد اسماعيل وهشام الصالحي وحسام ابو صالح ومحمد عبد الجواد.