كيف تنظر نخبة من الرياضيين والاعلاميين المقدسيين لمونديال جنوب افريقيا
القدس- وكالة بال سبورت / اجمعت فعاليات اعلامية ورياضية مقدسية على ضرورة الاهتمام الفلسطيني بالمونديال وان هذا الاهتمام الفلسطيني المتزايد والمتصاعد بهذا الحدث العالمي ليس امرا غريبا او مستهجنا ، وجاء تأكيد هذه الشخصيات خلال لقاء الصالون االرياضي والادبي الذي ينظمه مقهى الكتاب الثقافي التابع للمكتبة العلمية بالتعاون مع نادي الصحافة في القدس ويدير جلسات الصالون الاعلامي محمد زحايكة مدير نادي الصحافة في القدس، وأكدت الفعاليات الرياضية والاعلامية ان حمى بالمونديال التي قد تصل احيانا الى حد الهوس هي ظاهرة صحية ومبررة لان الشعب الفلسطيني جزء اصيل من هذه اللعبة ، لان فلسطين كانت من اوائل المشاركين في هذه الاحتفالية الكروية العالمية عامي 1934 و 1938، اي منذ بداياتها الاولى.
ووصف الاعلامي الرياضي منير الغول كأس العالم بانه الحدث الابرز في الحركة الرياضية العالمية مستعرضا تاريخ انطلاقة المونديال والمشاركة الفسطينية والعربية فيه من خلال الاجابة على سؤال ماذا يعني المونديال بالنسبة لنا، وأشار الى ان فكرة المونديال بدأت في عام 1904 مع تأسيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في حين كانت اول دورة اولمبية عام 1924 في الاورغواي والمونديال الاول عام 1930 في الاورغواي، حيث صادفت الذكرى المئوية للاستقلال لهذه الدولة اللاتينية الجنوب امريكية .
وقال ان سيدة العالم في كرة القدم هي البرازيل وتليها ايطاليا في حين ان انجلترا التي كان لها حضورا قويا في عالم كرة القدم قاطعت المونديال لسنوات ثم عادت اليه عام 1950، واشاد باهداء كأس العالم ابان الحرب الاسرائيلية- اللبنانية الفلسطينية عام 1982 للشعب الفلسطيني تقديرا لصموده ونضاله من اجل الحرية والاستقلال.
كما اشار الى القوة الالمانية والمجرية الصاعدة في عالم كرة القدم عام 1954 حينما ألحقت المجر هزيمة قاسية ببريطانيا مرورا الى منعطف هام في المونديال وعالم الكرة الذي تمثل بنقل المونديال ومباريات كرة القدم عبر التلفاز عام 1958، وثّمن الغول حيازة جنوب افريقيا تلك الدولة النامية لمونديال افريقيا السوداء مما يعطي الامل لدول في قارة آسيا ومنطقة الشرق الاوسط في ان تحظى بشرف عقد وتنظيم المونديالات على ارضها وملاعبها ومدنها الرياضية كما هو متوقع مع قطر في العام 2020، داعيا الى التفكير الجاد بامكانية استثمار كأس العالم والافادة منه على الصعيدين العربي والفلسطيني .
وعلق الاعلامي الرياضي احمد البخاري مدير شبكة ووكالة بال سبورت على المعطيات الرياضية التي قدمها الغول قائلا " ان منير الغول قاموس رياضي فلسطيني يفتخر به "، واضاف ان هناك ثلاث نقاط تتعلق بالشأن الفلسطيني حيال المونديال تتمثل بالاعلام الرياضي الفلسطيني الذي قام بتغطية مكثفة ومهنية عبر اصدار ملاحقه الغنية والثرية بالمعلومات القيمة اسابيع قبل بدء المونديال كما فعلت جريدة القدس ومشاركة فلسطين في تصفيات عامي 1934 و 1938 والخطوة التي قام بها اتحاد كرة القدم الفلسطينية من خلال كأس عالمي مصغر في محافظات الوطن " فلسطيني" حيث ارتدت الاندية الفلسطينية زي الفرق التي حملت اسمها في المونديال بجنوب افريقيا ، وأشار البخاري الى حالة من التفاعل والتجاوب والحراك مع كأس العالم اضافة الى التعاطف الكبير مع الفريق الجزائري سيما والجهد المميز الذي بذلته جمعية الصداقة الفلسطينية- الجزائرية في هذا الشأن.
واختتم البخاري حديثه بأننا كفلسطينيين بحاجة لمانديلا فلسطيني كي نحلم بأن تستضيف فلسطين المحررة مونديال على أراضيها، مثلما أستطاع القائد الافريقي نيلسون مانديلا ان يجلب المونديل لجنوب افريقيا.
ورأى عضو اللجنة الاولمبية الفلسطينية هاني الحلبي ان الشعب الفلسطيني تفاعل بشكل مختلف هذه السنة مع المونديال من خلال الاحتفال مع دولة جنوب افريقيا والافتتاح الرسمي بمشاركة الفرق الفلسطينية في تزامن جيد وابداء الفرحة رغم وجود الاحتلال ومحاولاته تعكير هذا الفرح الانساني في التعاطف والاندماج مع الشعوب الاخرى المناصرة للشعب الفلسطيني، ولكن يبقى الشعب الفلسطيني حي ويستطيع ان يكسر كل الحواجز والمرور من كل الازمات والمضي في خطوط متوازية وهنا تكمن عظمة هذا الشعب، ولفت الحلبي الى ضرورة الاهتمام الكافي والمناسب خاصة من وسائل الاعلام بالالعاب الرياضية الاخرى خاصة منها الفردية والتي استطاع فيها الشعب الفلسطيني ان يحقق انجازات لا بأس بها .
وطالبت المربية ايمان صري المهتمة بالشأن الرياضي النسوي التلفزة الفلسطينية والعربية بنقل المباريات الفلسطينية المحلية ومنها كأس العالم المصغر لمتابعة تطور الواقع الرياضي الكروي الفلسطيني مثلما هو الحال مع مباريات المونديال.
واعتبر مدرب فريق شباب الخليل ماهر مفارجة ان الاستقرار الرياضي الفلسطيني انعكس على مدى الاهتمام بالمونديال .. حيث كان الاهتمام في السابق عشوائيا ولم يكن هناك انتظاما ما ، بينما منذ سنتين نشهد حالة استقرار كروية اشتملت على دوريين مكتملين وبطولتي كأس مما شجع الكثيرين على التوجه للرياضة والاهتمام بها .. واصبح هناك توجها جديدا.. والرؤيا اختلفت قليلا .. والاهالي بدأوا في تشجيع المسيرة الرياضية وهذا شيء جيد ومطلوب .. وتمنى ان يكون هناك اهتماما بالرياضة الفلسطينية مثلما هو حاصل مع المونديال.. وتمنى ان يرى مستقبلا ، صورا رياضية ملونة للدوري الفلسطيني ولجميع الفئات الرياضية والفرق المصنفة وبالالوان .. وقال ان المونديال الفلسطيني المصغر قد همش اعلاميا سواء في الصحف او في وسائل الاعلام الاخرى كالتلفزة والاذاعات .. وختم ، رغم شح الامكانيات لدينا الا ان هذا لا يمنعنا في التفكير في المستحيل والوصول يوما ما الى مربعات المونديال الاولى..!
وأبدى الاسير المحرر السابق اسماعيل المسلماني استغرابه من حالة الهوس بالمونديال التي اصبحت تطرق ابواب المنازل الفلسطينية .. " ولا أدري اذا كانت هذه ظاهرة صحية ام لا..! وهل هي في اطار النظام العالمي الجديد ".. ! ولكنه دعا الى ان تكون رياضتنا الفلسطينية منظمة وممنهجة وموجهة حتى لا نفقد خصوصيتنا وهويتنا في نهاية المطاف.. وحث على مزيد من التوعية في هذا المجال .. واشار الى ان نجله يعرف اسماء معظم لاعبي المونديال المشهورين .. وتساءل .. هل هذا حسن ام لا..!
وتطرقت سامية شعبان رئيس فريق شابات العاصمة الى مونديال غزة الذي حقق نجاحا معينا .. والذي جاء تماهيا مع كأس العالم في جنوب افريقيا في اشارة الى تطلعات الشعب الفلسطيني نحو الشعوب الاخرى في ان يكون معها على قدم وساق ويشارك في الفعاليات العالمية والانسانية على مختلف مسمياتها لانه جزء حي وفاعل من الحضارة الانسانية رغم ظروفه الشاذة تحت الاحتلال ..!
ورد سمير غيث المعلق والكاتب الرياضي الاهتمام الفلسطيني بالمونديال الى تطور الامكانيات التي كانت بسيطة ومتواضعة في السابق.. مشيرا الى ان كرة القدم لعبة شعبية كاسحة بامتياز ولا يمكن تجاهل سحرها على الجماهير الشعبية.. وهي اصبحت تسري في عروقنا .. ولكنه انتقد من جهة اخرى غياب الزخم والتعبئة من جانب الجهات الرسمية الفلسطينية وما اسماه بقتل الروح المعنوية من جانب الاحتلال ..! ولكن الحياة لا بد ان تستمر.. ولذلك الرياضة وكرة القدم ستبقى متربعة على عرش القمة الى ما لا يعلمون..!
وتساءل عماد منى صاحب الصالون الرياضي الثقافي .. عن عدم وصول الفرق العربية الى المونديال بصورة مؤثرة رغم الامكانات الهائلة لبعض الدول العربية .. وكيف يستفيد المدربون الفلسطينيون من مباريات المونديال لتقوية فرقهم وتأهيلهم لاداء افضل..؟
وارجع ياسين الرازم نائب رئيس رابطة الاندية المقدسية عدم وصول العرب الى كأس العالم بصورة حقيقية للنظرة الشرقية المتجسدة في اختلاف الثقافة العربية عن الاجنبية .. وغياب ثقافة اللاعب المحترف وعدم احترامه للمواعيد وللتمارين.. وغياب الاحتراف الحقيقي لان اللاعب العربي لا يعيش حياة الاحتراف.. اما بخصوص النظرة الى المونديال .. فان الاعلام الرياضي الفلسطيني المكتوب والالكتروني سبق الاعلام المرئي " التلفزيون " تحديدا في نقل وتحليل ظاهرة المونديال وكيفية التعاطي معها لمصلحة الرياضة الكروية الفلسطينية.. وانتقد التقصير على مستوى الاعلام.. وضرب مثلا مرة اخرى بالمونديال المصغر الذي افتقد زخما كبيرا نتيجة لغياب التغطية الاعلامية التي لم تكن على مستوى الحدث اطلاقا ..
وقال الكاتب نبيل الجولاني ان المونديال بعيون فلسطينية اكتسب هذه المرة زخما خاصا بسبب اعادة احياء الحركة الرياضية من خلال تشكيل الفرق الرياضية في مختلف مناطق فلسطين . من هنا زاد اهتمام الشعب الفلسطيني بالمونديال في حين انه كان سابقا اهتماما سطحيا وهامشيا ليس الا.. وهذا يتطلب منا ان نكون فاعلين بعد خلق حالة النهوض والتحفيز في صفوف الحركة الرياضية.. ودعا الى حالة من التواصل والتفاعل بين المونديال من جهة وظاهرة احياء واعادة الثقة بابعاد حقيقية لمجمل الحركة الرياضية مما يضع رياضتنا الفلسطينية في الخانة المناسبة .
وعقد خالد الغول المهتم بالشأن الرياضي مقارنة بين حجم الاهتمام السابق واللاحق بالمونديال.. مشيرا الى الدور الحاسم الذي لعبته الفضائيات في هذا السياق.. ووصف العولمة بانها ليست خيرا مطلقا او شرا مطلقا .. فهي تخضع الى مدى الاستفادة منها وتجييرها لخدمة اهدافنا وقضايانا المختلفة.. واوضح ان الفضائيات بامكانياتها الهائلة والبيوت والاعلام المونديالية التي ترفرف عليها خلقت حالة من الاهتمام المضاعف بالمونديال.. وانه رغم كل المعاناة والوضع الاستثنائي يجب ان ننهض بالرياضة لانها عصب الشباب وامل المستقبل.. كما ساهمت مباريات التصفية الاوروبية وخصوصا اندية اسبانيا وايطاليا في لعبة شد الاعصاب ومتابعة عالم كرة القدم .. واشار ان هذه الحالة المتكاملة من الحرية التي أوجدها مونديال جنوب افريقيا بوقوف رئيسها امام شعوب الكرة الارضية قاطبة مخاطبا العالم .. كأس العالم في بلدي الحر.. هذه لحظة عظيمة تستدعي قيادة حقيقية للشعب الفلسطيني تقوده الى الحرية السياسية التي تفرز بلا شك حرية وعظمة رياضية.. واضاف ان مفهوم الانتماء يشهد امتحانا حقيقيا في المونديال عندما يعود كل لاعب الى الانخراط في صفوف فريق وطنه الام.. كل هذا يتجسد في مباريات كأس العالم
وطالب رئيس تجمع قدسنا للاتحادات والالعاب الرياضية عمر غرابلي تدخل الجهات الرسمية الفلسطينية في توجيه ظاهرة الاهتمام الشعبي بالمونديال وتسخيرها لما يخدم مصالح شعبنا العليا .. ولفت الى برنامج موفق يبثه التلفزيون الاردني من خلال نصب خيام في مدن اردنية واستضافة خبراء ونخب واعية لادارة حوار بناء وتحليل يبث على الهواء مباشرة حول ظاهرة المونديال وكيف يمكن تحويلها الى تراكمات بناءة ومفيدة وليس مجرد تسلية فارغة فحسب..! في حين وصف البعض تلفزيون فلسطين .. بانه " بابا غايب" عن هذا المونديال .. وشرح مفارجة بصورة سريعة كيف يحاول كمدرب افادة لاعبيه من مباريات كاس العالم .. رغم ان المدرب المحلي يعاني من حالة تهميش كما قال .. !
واطلق منير الغول مسك ختام اللقاء عندما اعاد الفضل الى تكنولوجيا المعلومات في ادارة الملف الاعلامي الرياضي حول المونديال وغيره من الاحداث الرياضية العالمية والمحلية .. فالحدت حسب اهميته يفرض نفسه على الاعلام .. وقال انه وجد ان من الضروري العودة الى جذور المونديال في الملاحق الرياضية حتى تستفيد الاجيال المتعاقبة من تاريخ المونديال ويكون هناك تتابع لكرة القدم .. اللعبة الشعبية في كافة انحاء المعمورة بدون منازع.. ! وادار الحوار الصحفي محمد زحايكة رئيس نادي الصحفيين في القدس.