سياسيون وأكاديميون ورجال دين يلعبون كرة القدم في نابلس
نابلس- علي عبيدات/ رسمت كرة القدم الابتسامة على وجه مدنية نابلس، ونثرت الأمل في أزقتها وحواريها، وبعثت رسالة محبة وأخوة ووحدة منها، خلال مباراة 'الابتسامة والأمل' التي نظمتها شركة ديارنا، بالتعاون مع البلدية والمحافظة على ملعب بلدية نابلس.
سياسيون وأكاديميون وإعلاميون وأطباء ورجال دين، جمعتهم محبة مدينة جبل النار في المستطيل الأخضر، والتفوا حولها، وعانقوا جمهورها، وأرسلوا منها رسالة محبة وأخوة ووحدة، مدللين أن على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
وبعث المشاركون والمنظمون رسالة من قلب المدينة، مفادها أن الشعب الفلسطيني رغم الجراح، والمعاناة التي يعيشها جراء الاحتلال والانقسام، لا زال قادرا على ممارسة حقه في الحياة، وأن الرياضة يمكن أن تفعل ما لم تستطعه السياسة.
وفي الوقت الذي شنت فيه الشخصيات المشاركة في المباراة على مدار خمسة عشر دقيقة، هجمات مكثفة على الاحتلال والحصار والجدار والانقسام والفرقة، استبسلت في الدفاع عن الوحدة والقيم والمبادئ والثوابت الوطنية، وحق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة.
جرزيم وعيبال، اسمين حملهما الفريقين خلال المباراة، في إشارة إلى شموخ نابلس بجبليها، ودافعوا عن ألوانهما الأبيض والأحمر، وامتعا الجمهور بوجبة كروية طريفة، رسمت البسمة على وجوه المتابعين، قادها الحكم السابق حسني يونس، وأراد لها القدر أن تنتهي بالتعادل.
ودافع الدكتور حسين الأعرج، رئيس ديوان الموظفين، والقيادي الفتحاوي حسام خضر، والأب إبراهيم فيروز، واسحق السامري، والنائب جمال حويلة، والأسير سعيد العتبة ورفاقهم عن ألوان فريق جرزيم، وانبرى رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش وابنه أسامة، ومحافظها جبريل البكري، والإعلامي حافظ البرغوثي، ورئيس ديوان الرقابة محمود أبو الرب، وهلال أبو كشك، وغسان حمدان، ورفاقهم للدفاع عن ألوان عيبال.
وأشار المحافظ البكري إلى أن هذه المباراة جاءت لتنشيط الحالة الرياضية في الوطن، وممارسة الرياضة بعيدا عن التجاذبات السياسية، مشيرا إلى أن الجميع في مدينة نابلس يمارس دوره بعيدا عن الانقسام، ودون التفريق بين أبناء الشعب الواحد.
ولفت المحافظ الذي لعب في مركز الدفاع بفريق عيبال، إلى أن الهدف منها هو خلق واقع اجتماعي من التعاون بين كل مؤسسات المجتمع من أجل الرقي بالمدينة، وتنشيط الحركة فيها، والإشارة إلى جو الوحدة السائد فيها.
وهو ما أكده يعيش، الذي قال: 'رسالة الابتسامة والأمل، لنقول للعالم أن لدينا أمل بالحياة، ولنرسم البسمة على شفاه أبنائنا، ومدينتنا نابلس موحدة، ونرسل منها رسالة محبة وأخوة ووحدة إلى أبناء شعبنا'.
من جابنه أشار أبو الرب، والذي دافع عن ألوان فريق عيبال، إلى أن الرياضة ليست حكرا على أحد، ولا تفرق بين أحد، ولا فرق بين أبناء شعبنا مهما كانت انتماءاتهم السياسة، وقد تحقق الرياضة ما لا تحققه السياسة.
وذهب الإعلامي البرغوثي، رئيس تحرير الحياة الجديدة، إلى أبعد من ذلك، وقال: 'المباراة محاولة لكسر الجمود في الوضع الداخلي، خاصة أن الرياضة لها أثر إيجابي في الحياة العامة، والجمهور يتابعها بقوة لأنه ملَّ من السياسة والسياسيين'.
وهو ما أشار إليه القيادي خضر، قائلا: 'نمارس الرياضة من أجل الوحدة، مباراة للهواة، تقدم رسالة وطنية للقيادة السياسية، من أجل تكريس اجواء الوحدة والوئام، بعيدا عن الفرقة والإنقسام'، لافتاً إلى أنه دافع عنها خلال المباراة بلعبه في مركز الظهير الأيمن.
بدوره أشار د. الأعرج إلى أن الشعب الفلسطيني بالرغم من كل الصعوبات التي يعيشها، لا زال متسلحا بالأمل، قائلا: جميع أبناء شعبنا بشرائجه، جاؤوا لأرض ملعب بلدية نابلس، من أجل أن يعطوا رسالة للعالم، بأن شعبنا يحمل الأمل والابتسامة بالرغم من كل المعيقات'.
وفيما يتعلق باختصاصه، قال د. غسان حمدان، رئيس الإغاثة الطبية في مدينة نابلس، 'إن الرياضة من أهم المؤثرات الإيجابية على الإنسان، وهي أيضا غذاء الروح، ومن هنا كانت الرسالة للجميع من أجل الوحدة وإنهاء الإنقسام'.
من ناحيته، لفت مدير شركة ديارنا منظمة الحدث مهند الرابي، إلى أن هذه المباراة هي تتمة لأحداث ماضية من أجل تنشيط الحركة الإقتصادية والاجتماعية في مدينة نابلس، كتنظيم الماراثون، وفعالية أكبر سدر كنافة في العالم.
وحول رسالتها، والمغزى الذي تحمله، قال: 'المباراة تبعث رسالة وحدة وأمل، بالرغم من كل المعاناة، عبر مشاركة كل الأولوان السياسية والاقتصادية والاكاديمية والدينية، وتوحدها داخل الملعب، لترسم البسمة على شفاه شعبنا'.