شريط الأخبار

نادي الموظفين المقدسي اسم عريق من خمسينيات القرن الماضي

نادي الموظفين المقدسي اسم عريق من خمسينيات القرن الماضي
بال سبورت :  

القدس – وكالة بال سبورت – منتصر ادكيدك / كما الأسماعيلي المصري الذي يتفاخر بلقب "الدراويش" فكذلك يفتخر ابناء نادي الموظفين المقدسي بان يطلق على فريقهم الاول بكرة القدم بكل تواضع، وهو الاسم الذي يرفعون به الشعارات ويتبعونه في العمل داخل ناديهم، فهم جميعهم من ابناء القدس والبلدة القديمة، وهم احباء القدس الذين ارتبطوا بالقدس وبالمسجد الاقصى كارتباط السوار باليد والروح بالجسد، بل ان لاعبي الفريق الاول للنادي وبدون اي استثناء قد لعبوا في صفوف النادي لاكثر من 15 عاما، فهم البراعم كانوا في عمرهم والاشبال ايضا والناشئين، واليوم هم الفريق الاول الذي يفتخر به، ويرفع على الاكتاف عاليا لما قدموه من انجاز.

فريق بجميع اعضائه ينتمي لاسم واحد ولمعلم واحد ولناد واحد، فريق احب الكرة واحب ممارستها، فسخر امكانياته المتواضعة للاستمرار والدفاع عن التأهل للدرجة الاولى " أ "، فأي انجاز لفريق يصد بثلاثة سنوات من العام 2008 من درجة المناطق إلى الدرجة الثانية، ومن بعدها من الدرجة الثانية بالعام 2009 إلى درجة الاولى " ب "، وفي العام 2010 ينتقل من الاولى " ب " إلى درجة الاولى " أ "، فمن الطبيعي ان الفريق المميز لنادي الموظفين العريق قد تمكن من تحقيق هذا الانجاز الاول والاجمل في مسيرة الكرة المقدسية والفلسطينية.

بل الاجمل في هذه التحفة الرياضية الاخلاقية العريقة، ان المدرب المبدع نهاد الزغير قد درب الفرق نفسة لخمسة عشر عاما قضاها متطوعا وبدون اجر، وكذلك دون ان يضم لصفوف فريقه لاعب واحد يتقاضى راتب شهري او تم شراءه بمبلغ معين، والغريب المميز في النادي المقدسي العريق ان لاعبي الفريق يدفعون كل شهر 50 شيكل بدل انتساب للفريق، والجميع يدفع بدون اي محسوبيات او احترافيات، وكذلك يدفعون من جيوبهم لشراء الزي الموحد ولشراء ادوات الفريق.

وبعد سنوات طويلة من ابتعاد الفريق عن مصافي الدرجات العليا التصنيفية الفلسطينية، ليتمكن اليوم من العبور إلى الدرجة الاولى "أ"، ليرفع موازينه منتشيا بالانجاز الذي حققه، وليذكرنا جميعا بأنه النادي الاول الذي لعب مباراة تأسيس نادي ثقافي طولكرم، ولعب ايضا مباراة تأسيس نادي اهلي الخليل، ولعب العديد من المباريات التاريخية واهمها المباراة العريقة لنادي الموظفين ومنتخب جيش التحرير الجزائري على ملعبي المطران والشيخ جراح بالقدس نصرة للشعب الجزائري الشقيق في عهد انطلاق الثورة الجزائرية ( في العام 1955)، ولهذا كان لنا وقفة مع ادارة النادي والمشرف الرياضي وافضل لاعبي الفريق الذين جميعا عبروا بكل الكلمات عن هذه التجربة المميزة.

كلمة المدير الفني للفريق

قال المدرب الشاب نهاد الزغير "عندما كنت في مقتبل العمر بحثت عن افضل شيئ استطيع ان تسخر به الشباب او الصغار، او ان اجذبهم من خلاله لايصال اليهم فكرة او الهدف المرجو، فوجدت ان الغالبيه العظمى من الجيل الصاعد يحبون ويعشقون كرة القدم التي كانت هي وجهتي".

واضاف الزغير بدأت بتدريب فرق البراعم والاشبال في نادي الموظفين وبعدها بثلاث سنوات استلمت جميع الفئات حتى الفريق الاول، وصعدت بنفس اللاعبين الذين دربتهم في فريق البراعم الى الفريق الاول مع بعض اللاعبين الخبره السابقين، ومن ثم بدأت اجني واحصد ما زرعت واصبح الفريق الاول ينافس الفرق بجميع درجاتها.

واستكمل الزغير حديثه "ففي ظل الصحوه الكرويه وبعد انتخاب اتحاد كرة القدم الجديد اصبح هناك دوري منتظم لجميع الدرجات، فبحمد الله في العام 2008 صنفنا في الدرجه الثانيه وفي العام 2009 صعدنا للدرجه الاولى "ب" وكانت تفصلنا عن الدرجة الاولى مباراه فاصله خسرناها بركلات الترجيح، وفي العام 2010 خسرنا جهود خمسه من افضل لاعبي النادي بسبب الاصابات، وهنا كان الاختبار الاصعب، فاضطررت إلى اشراك اللاعبين من الناشئين والشباب، والحمد لله صعدنا للدرجة الاولى "أ".

وهنا اكد الزغير الانجاز الاكبر ان لاعبي الفرق المساندة كانوا يشتركون بالفريق الاول وبنفس الوقت ولان ظروفنا صعبه ولا نملك الاموال فان النادي لا يعتمد الا على ابنائه، ولان نادي الموظفين يعتمد اعتماد كلي على لاعبيه فانه مضطر لان تكون الفئات المسانده عنده الافضل.

واضاف نحن نولي اهتمام كبير للفئات المساندة، حتى ان هذه الفئات قد حصدت 63 بطوله على مستوى القدس والضفه، وهو رقم قياسي خلال مسيرتي معهم والحمد لله رب العالمين، مشيرا ان اهم ما يميز الفريق هو الانتماء اللا محدود للاعبين، فاللاعب يقدم كل ما يملك من اجل ان يبقى هذا النادي وتبقى رايته عاليه، وفي النهايه المرحله القادمه الصعبه بحاجه الى تضافر الجهود واالالتفاف حول هذه المؤسسة الشامخه في القدس.

وفي نهاية حديثة قال الزغير "نحن ندين لجميع هذه الانجازات الى جمعية برج اللقلق والتي تربطنا بهم علاقه مميزه وتكامل في تحقيق الاهداف المرجوه لكلا المؤسستين في خدمة شباب القدس فهي التي احتضنت جميع نشاطتنا وتدريباتنا، فكل الشكر لهذه المؤسسه التي تعتبر توأم نادي الموظفين، ونسأل الله العلي العظيم ان يوفقنا لان نبقى في خدمة القدس والشباب المقدسي والفلسطيني.

كلمة للمشرف الرياضي

اما المشرف الرياضي موسى الخرس فقال "باسم الهيئه الاداريه نعتز ونفتخر بوجود هذه الفئه الخيره من الشباب المقدسي، والذي قدموا جل استطاعتهم منذ ان مارسو كرة القدم منذ جيل الطفولة، اللامر الذي يزيد من اصرارنا على ان نقدم ما نستطيع لرفع مستوى اللاعبين، واضاف الخرس ان التجربه التي اعددناها مسبقا تجني ثمارها وانها مستمره كون الفائده والهدف الذي خطط له يسير وفق تحقيق الطموح المنشود، وان هذه المرحله استطيع ان اقول انها العصر الذهبي الثاني لنادي الموظفين واولها كان عام 1955-1967.

اللاعب المبدع نادي حجازي

هذا اللاعب الذي كان قمه في الانتماء والعطاء حتى انه قد اجرى عمليه في يده خطيرة بسبب اللعب والكرة ليقوم بتلبيسها الجبس، فكان في كل موعد مباراه يفك الجبس ويلعب اللقاء بدونه ومن بعدها يذهب الى المستشفى ليعيد الجبس الى يده، اللاعب نادي حجازي الذي يبلغ من العمر 29 عاما سالناه عن شعوره بصعود فريقه الى الدرجه الاولى "أ" فكان جوابه:

"لقد لعبت في براعم نادي الموظفين ومن ثم تدرجت بالفئات المسانده، واليوم انا العب للنادي منذ 13 عاما، طبعا الفرحه بالفوز لا توصف وذلك لاننا تربينا في بيت واحد وهمنا هم واحد واصبحنا اكثر من عائله، فكان لزاما علينا ان نقدم شيئ لهذا النادي الذي تكفل في تربيتنا منذ الصغر وخاصه مدربنا القدير نهاد الزغير الذي لم يكن يدع لا صغيره ولا كبيره في حياتنا الشخصيه الا وكان له بها علم، فاصبح هو الاخ والاب والصديق وكل شيئ في حياتنا، وفعلا لا يستطيع احد ان يوصف مدى هذه العلاقه التي تربطنا فتعاهدنا ان نقاتل من اجل ان نفعل شيئ من اجل هذا النادي ومن اجل هذا المدرب الذي افنى حياته في خدمتنا والحمد لله رب العالمين كان لنا ما اردنا ونسال الله ان تكون الاعوام القادمه سنوات خير وعز لهذا النادي.

المباريات التي مربها الفريق للتأهل

من باية عام 2010 بدا التحضير الجدي من قبل الطاقم اللفني التدريبي للفريق لخوض دوري الدرجه الاولى "ب"، وخاض الفريق بجميع لاعبينه الصغار اصحاب الخبرة المتواضعة مجريات هذه البطولة لتكون مجرياتها على الشكل التالي:

لعب الفريق12 مباراه وديه خلال الموسم الماضي استعداد للدوري التصنيفي فاز خلالها باحدى عشرة مباراة وخسر مباراة واحدة امام فريق مؤسسة البيره، وفي الدوري لعب الفريق خمس مباريات، الاولى كانت مع فريق بيت عور والتي انتهت بالتعادل السلبي، اما الثانية فكانت مع بيت اولا والتي انتهت ايضا بالتعادل السلبي ليخيم شبح التعادلات على الفريق في بداية الامر، ومن ثم كانت المباراه الثالثه التي فاز بها فريق الموظفين على فريق برطعه 3-2، ليفك الفريق عقدة النحس التي لازمته لمباريتان، وفي المباراه الرابعه التي كانت مع فريق رقم 1 والتي انتهت بالتعادل السلبي ليعود الفريق إلى سلسلة التعادلات، اما في المباراة الخامسة والتي تألق بها لاعبي الموظفين ليثبتوا جدارتهم بالتأهل بعد الفوز الكبير على فريق عد 8-0.

وبعد هذه المباراة احتل فريق الموظفين المركز الثالث في مجموعتة ليلعب من بعدها مباراة فاصلة مع فريق حوسان التي انتهت بفوز الموظفين 1-0، وبهذه النتيجه تأهل الموظفين للدرجه الاولى "أ".

ارقام وحقائق

اثبت فريق الموظفين بأن لاعبي دفاعة هم اقوى دفاع من بين 56 فريقا، حيث لم يدخل مرمى الفريق الا هدفين يتيمين، وسجل لاعبيه 14 هدف.

فريق الموظفين هو الوحيد الذي لم يخسر في الدوري اي لقاء، وهو ثاني اقوى هجوم في مجموعته بعد ان سجل لاعبي هجومة اربعة عشر هدفا بأقدام اللاعبيون المميزون زيد ابودلو، ايوب مراغة، احمد سنقرط وخالد ابودلو.

باقة ورد الموظفين:

في حراسة المرمى: احمد بدران واسعد قرش.


المدافعون: عامر ابو حمديه وابراهيم حمام ونادي حجازي وعلاء جمجوم وسفيان ابو رموز وغالب ابو اسنينه.

لاعبي الوسط: راغب ابو اسنينه ومراد ابو شرخ وعلاء الرازم واحمد سنقرط وعيسى الخرس ومروان سليم وخالد ابو دلو.
المهاجمين: زيد ابوز دلو ومحمد مرار وايوب مراغه.
يذكر ان الفريق قد خسر افضل لاعبيه في هذا الدوري، وذلك بعد ان تغيب عن الفريق بسبب الاصابه كلا من فرج ابو رموز ومازن مسوده ورمزي خميس ورامي الحواش.

لمحة عن النادي

تأسس نادي الموظفين سنة 1955م وهو من أوائل المؤسسات بالقدس الشريف ويعتبر امتدادا لدمج الناديين النهضة والعربي آنذاك.
وفي البداية كانت العضوية في النادي مقتصرة على موظفي الحكومة برئاسة المحافظ وذلك حتى العام 1967م. وبعد ذلك توسعت قاعدة العضوية لتشمل جميع العاملين في المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.

وقد حددت أهداف النادي في نظامة الداخلي بما يلي:

المجال الرياضي: إن تاريخ النادي حافل بالعطاء الرياضي منذ عشرات السنين وخرج الجيل تلو الجيل وقد شهدت لة الملاعب منذ إقامة المباريات الخيرية لصالح الثورة الجزائرية وحتى اليوم ولقد شاركت فرق النادي المختلفة في معظم البطولات وكانت في المقدمة دوما، ولغاية الآن ما زالت فرقنا الرياضية تشارك في الفعاليات الرياضية وتنظم عددا من البطولات لمستوى الضفة بما فيها القدس قطعا. وكان للنادي الفضل في نشر عددا من الألعاب الرياضية مثل الكراتية والشطرنج إذ كان أول منظم لها وتبنى عددا من البطولات الفردية والجماعية، وكذلك ساهم في تأسيس رابطة الأندية الرياضية وكان الاجتماع التأسيسي لها في مقر النادي في العام1975 م.

المجال الثقافي: كان للنادي دورا مميزا في المجال الثقافي فقد كان من أوائل المؤسسات التي أقامت العديد من دورات التقوية في مختلف المباحث ومختلف المراحل التعليمية، وكانت لحانة الثقافية تشارك في جميع المناسبات الوطنية بإقامة الندوات والمحاضرات والمسابقات وإقامة المعارض للفن والتراث وطباعة التقويم السنوي ونشر الوعي الثقافي والوطني بين المواطنين وأعضاء النادي.


النشاط الاجتماعي: أما في مجال الأهداف الاجتماعية فقد كانت اللجنة الاجتماعية للنادي من أوائل المؤسسات التي قامت بفتح صفوف محو الأمية لتعليم الكبار الآباء والأمهات غير المتعلمات بين أبناء شعبنا, وكانت تقام اجتماعات مستمرة لأسر المعتقلين وتقديم المساعدة لهم.

النشاط التعاوني: منذ إقامة النادي أولى اهتماما كبيرا للمجال التعاوني بين اعضائة فأقام جمعية التوفير والتسليف، وجمعية الإسكان التعاونية.

إن نادي الموظفين من انشط المؤسسات التي قامت في المدينة المقدسة فقد ساهم في إنشاء معظم المؤسسات الوطنية من نقابات عمالية ولجان عمل طلابية ونسائية وتطوعية وفنية ومسرحية، وقد كان النادي بمثابة البيت لكل هذة المؤسسات ومن النادي انطلق نشاطها، ولم يترك النادي مناسبة وطنية إلا وكان سباقا في إحيائها أو المشاركة فيها وقد لاقى أعضاء اداراتة المختلفة المضايقات الكثيرة من سلطات الاحتلال.

بلا مقر أو مأوى:

لعل من باب المصادفة والغرابة ان تتراكم هذه الانجازات الكبيرة والمميزة والتي تواصلت ما يزيد عن النصف قرن من العطاء الرياضي والثقافي والاحتماعي في المدينة، وما زال النادي ومنذ عقد من الزمن بلا مقر ولا مأوى.

مواضيع قد تهمك