نداء ..نداء.. من النادي العربي في بيت صفافا... الارض بتتكلم عربي
بيت لحم- ضمن اللقاء الذي قم به الاستاذ عمر الجعفري مع رئيس النادي العربي بيت صفافا وليد عليان - في العام 1965 جاء الرئيس التونسي المرحوم الحبيب بو رقيبة وزار فلسطين ومن جملة ما زاره الرئيس التونسي قرية بيت صفافا الواقعة بين مدينتي بيت لحم والقدس، وقد ابدى الرئيس التونسي حينها استغرابه من الاوضاع التي تعيشها القرية، حيث ان خط الهدنة قسم القرية العربية الصغيرة الى قسمين، قسم احتلته اسرائيل والقسم الثاني خضع للحكم الاردني باعتبار ان الضفة الغربية الحقت بالمملكة الاردنية الهاشمية فإفترق الاخ عن اخيه والام عن ابنتها والاب عن اولاده.
وبيت صفافا التي احاطتها المستوطنات الاسرائيلية من كل جانب حتى ان بيوت المستوطنين تتداخل مع بيوتها، تعرف من خلال ناديها العربي الذي بقي صامدا كمداميك بنياتها القديمة التي بقيت شاهدة على عروبة ارضها وسكانها . وبالعودة سنوات قليلة الى الوراء وتحديدا عشية الانتفاضة الاولى كانت بيت صفافا وملعبها المعشب يعج بالرياضيين في ليالي رمضان الكريم، عندما كانت سنويا تتصدى للبطولة الرمضانية التي كانت تشارك فيها مختلف فرق الضفة وتجري المباريات تحت الاضواء الكاشفة في اجواء رياضية انعشت الرياضة الفلسطينية زمن رابطة الاندية الفلسطينية التي اخذت على عاتقها قيادة النشاط الرياضية في ظل الاحتلال الاسرائيلي.وقد كانت البطولة الرمضانية من القوة والتجمع الجماهيري تشكل حالة فلسطينية للرياضيين الذين يعشقون الرياضة والوطن حتى ان المستوطنين وخاصة في مستوطنتي تل بيوت وجيلو المجاورتين، طالبوا بمنع اقامة هذه البطولة لانها كما قالوا تشكل ازعاجا لهم كما انها تشكل خطرا على حياتهم، لان الالاف من الرياضيين كانوا يتابعون المباريات وهذا طبعا لا يروق لهم... وقد كان فريق بيت صفافا في ذلك الوقت يزدحم بالنجوم ومنهم يوسف عبد ربه ويونس سلمان وموسى عليان وغسان سلمان وعارف عزت وصلاح عليان والقائمة تطول...وقد احتضن هؤلاء النجوم النادي العربي الذي تأسس بمسمى النادي العربي عام 1969 كما قال وليد عليان رئيس النادي، وقد قام بتأسيسه مجموعة من الشخصيات الوطنية، وكان الهدف من ذلك هو احتضان انشطة الشباب خاصة الانشطة الرياضية وتحديدا كرة القدم، وأضاف عليان اذا عدنا الى الجذور القديمة للنادي فقد وجد النادي قبل عام 1969 وكان بمسمى نادي "شباب بيت صفافا" و"النادي القروي" حتى انه في فترة من الفترات كان تابعا للجانب الاسرائيلي. ومن ثم جاء الشباب الوطنيين وشكلوا الهيئة التأسيسية للنادي العربي حتى يصوبوا الاوضاع، وتطور النادي وبدأ بنسج علاقات مع جميع الاندية الفلسطينية وخاصة المناطق المجاورة كبيت لحم والخليل ورام الله، وعندما تأسست رابطة الاندية الفلسطينية كنا اعضاء مؤسسين في هذه الرابطة التي اخذت على عاتقها تحمل النشاط الرياضي قبل قدوم السلطة الوطنية ويبلغ عدد اعضاء النادي 656 عضوا . ولعل ابرز النشاطات التي كان يقوم بها النادي العربي هي بطولته الرمضانية التي كانت تشارك فيها فرق الصفوة الفلسطينية وكانت بيت صفافا محجا لعشاق كرة القدم طيلة ايام الشهر الفضيل، وقد نظمت هذه البطولة لاكثر من عام الى أن اندلعت الانتفاضة الاولى ومن ثم توقف النشاط الرياضي.وقد لعب ملعب بيت صفافا المعشب بالرغم من صغر مساحته دورا هاما في تطوير الحركة الرياضية الفلسطينية وعليه تطورت العديد من الاندية المقدسية واخذت بالصعود الى دوري الاضواء.
بيت صفافا مفخرة اللاعبين:
يكثر في بلدة بيت صفافا لاعبو كرة القدم... وقد تستغرب اذا زرت البلدة فإنك تجد العديد من ابنائها يلعبون كرة القدم وبشكل ملفت وجميل ومن هنا استأثرت هذه اللعبة باهتمامات الهيئات الادارية المتعاقبة بالرغم من ممارستها لبعض الرياضات الاخرى، لكن الهيئة الادارية الحالية تحاول توسيع نشاطاتها لتضم الى جانب كرة القدم كرة السلة والطاولة والطائرة والكونغ فو كما انها ستفعل الرياضة النسوية ورياضة المسنين.
ثلاثون عاما والصراع مستمر على مقر النادي:
... منذ ثلاثين عاما يخوض اهالي بيت صفافا صراعا على مقر النادي الذي هو عبارة عن غرفتين في عمارة مكونة من عدة ادوار، والبلدية وأعني هنا بلدية القدس الاسرائيلية تدعي امتلاكها للمقر... والاهالي يقولون هذا المقر هو ملك لاهل بيت صفافا ولم يجرؤ احد على سلب المقر من الشباب بالرغم من طرح بعض الافكار التي تحاول استمالة اهل البلدة للاستيلاء على المقر مثل فتح روضة او صفوف مدرسية او غيرها.
الموسم الماضي كارثي لنا:
في الموسم الماضي وعند قدوم اتحاد كرة القدم الحالي كان فريق بيت صفافا مصنفا ضمن فرق الدرجة الممتازة وقد خاض الدوري وهبط الفريق الى الدرجة الاولى.
ويقول رئيس النادي... هبوطنا في الموسم الاول نعتبره كارثة حلت بالبلدة وبفريقها والنادي وذلك الى ما اخذنا بعين الاعتبار تاريخ النادي واسمه العريق الا اننا كنا نتوقع الهبوط.
وهناك اسباب كثيرة وراء هذا الهبوط من اهمها اننا لم نعد الفريق للدوري، ولم تتوفر الميزانيات اللازمة لاستقطاب اللاعبين حتى اننا عانينا ظروفا صعبة ومعقدة.
رغم اصرار الاتحاد على تهبيطنا درجتين " حيث استحدث حينها الاتحاد الدرجة الممتازة ا والدرجة الممتازة ب ونحن صنفنا في الدرجة الاولى اول هبطنا الى الدرجة الاولى" الا اننا اقنعنا انفسنا بتفهم القضية فنحن جزء من هذا الاتحاد ومعنيون بانجاح خططه فلا عنوان لنا كنادي عربي سوى عنوان اتحاد كرة القدم الفلسطيني.
عشية الهبوط بدأ التحرك:
عشية الهبوط بدأ التحرك... وكان في البداية تحركا جماهيريا وجاء وقت المحاسبة وبدأت الهيئة العامة تعد العدة لاجراء انتخابات جديدة، وكان من اولويات الهيئة الادارية الجديدة المنتخبة حسب طلب الجماهير هو طلب واحد ووحيد "العودة الى صفوف الممتازة واعادة امجاد العربي".
بدأنا بمحاولة تضميد الجراح ولملمة الصفوف وجمع الشمل وبدأ العربي يعود الى الواجهة، وبالرغم من ان الجميع اعتبر الدوري سهل الا اننا كنا ننظر اليه الى انه من اصعب التجارب وخاصة اننا كنا نطمح الى العودة الى الواجهة.
دعونا كافة لاعبي البلدة الذين كانوا متشتتين محبطين ومنهم من اعتزل، واستغرق العمل حوالي شهر، واستطعنا ان نضمد الجراح، بدأنا بخطة مدروسة وعملية مهنية من التدريب وذهبنا الى ملعب الخضر وكنا موجودين بمعدل ثلاث ايام في الاسبوع، واستطعنا ان نصل الى المركز الثاني في مجموعتنا بعد ان خضنا الدوري في الموسم الذي انقضى قبل اشهر قليلية.
حيث احتلت بيت لقيا المركز الاول ونحن احتلينا المركز الثاني ويفترض وفق لوائح الاتحاد الذي اعلن عنها في بداية انطلاق البطولة ان نصعد من الدرجة "الاولى أ" الى الدرجة "الممتازة ب" اي بمعدل درجة تحت دوري الاولى حيث لم يكن هناك دوري محترفين... وقد كلفتنا العودة مبلغ 350 الف شيقل.
فرق لعبنا معها وهبطت لكنها صنفت الان معنا:
نحن في الدوري السابق هبطنا درجتين وقد قبلنا ذلك، اما في التنظيم الجديد للاتحاد يفترض ان نكون في عداد فرق الدرجة الممتازة أ على اعتبار اننا صعدنا درجة من الدرجة التي هبطنا منها، اي اننا صعدنا من الاولى أ الى الممتازة ب، ومع استحداث درجة المحترفين إذن يجب ان نكون نحن في الدرجة الممتازة أ، ولكننا فوجئنا اننا بقينا في نفس المكان بالرغم من المصروفات والجهود والاحتفالات التي قمنا بها.
فقد احتفلت بيت صفافا بكل شبابها ورجالها وبناتها صغارا وكبارا وخرج جميع ابناء البلدة الى الشوارع احتفاء بالعودة ولكن قرار الاتحاد اعاد الامور الى المربع الاول... زاد الطين بلة وزاد من حنقنا اننا لم نبقى فقط في مكاننا بل تساوينا مع فرق خاضت معنا الدوري ومنها من هبط لكنها حاليا صنفت معنا... كما ان هناك بعض الفرق هبطت الى درجة اقل ولكن بقدرة قادر صنفت في مرتبتنا.
محاولات مستميتة لايجاد بديل لهذه المؤسسة الوطنية:
وتابع رئيس النادي العربي حديثه بالقول... نحن موجودين في بيئة تحاول ان تجذبنا بمجموعة كبيرة من الاغراءات الى الجانب الاخر، ولعل الهوية الفلسطينية والثبات بالنسبة لنا هو اكبر من كل هذه الاغراءات بالرغم من محاولاتهم تنويعها وتجميلها وتسهيلها الا ان النادي العربي هو الرقم الصعب دائما.
بالرغم من محاولاتهم المستميتة والدؤوبة لايجاد بديل لهذه المؤسسة الوطنية الا ان محاولاتهم قبرت في مهدها بالرغم من نجاح بعض هذه المحاولاتهم الا انها لم يكتب لها الاستمرارية، احدها خلال السنوات السابقة انشأ نادي تحت مسمى " فريق هبوعيل ابناء بيت صفافا" وقد تجمع بعض الشباب في صفوفه، كان ذلك في فترة ترهل وجمود في مسيرة النادي واستطعنا اقناع هؤلاء الشباب وما لبثوا ان عادوا الى حضن المؤسسة الام، كان ذلك في متنتصف الموسم الرياضي.
أقولها بأعلى صوتي لم نتلق ولو شيقل واحد:
بالرغم من وجود بعض المؤسسات التي يمكن ان تقدم الخدمة للشباب والجماهير الا ان ابناء بيت صفافا كانوا دائما يفضلون ان يكون النادي العربي هو مرجعيتهم وعنوانهم والمؤسسة التي يلتفون حولها.
ولعل ابرز المشكلات او المعضلات التي يواجهها النادي هي تلك الوعودات الكثيرة والكثيرة جدا من جانبنا الفلسطيني وخاصة موضوع التمويل والرعاية الا ان هذه الوعودات ذهبت ادراج الرياح واقول بأعلى صوتي كرئيس للنادي اننا لم نتلق ولو شيقل واحد.
استطعنا ان نجند الاموال للنادي من الخييرين من ابناء البلدة ومحبي وعشاق كرة القدم كما اننا بنينا استراتيجية يقصد منها ان يقوم النادي بتمويل نفسه لاننا قطعنا الامل في الجميع باختصار "ازهقنا" علما بان العناوين الخطابية في التجمعات نحن في المقدم والقدس كما يقولون خط احمر.
فالتحدي بالنسبة لنا يأتي تحت شعار "اكون او لا اكون" ونحن مقتنعون ان قضية النادي العربي في هذه الجغرافيا هي قضية وطنية بحتة.
فالنادي العربي هو المؤسسة التي تمثل الهوية الفلسطينية وسط هذا المكان الذي لا يخلو من المتربصين، وانتخابات النادي العربي فريدة في نوعها حيث يشارك فيها ابناء بيت صفافا جميعهم سواء من عام 1948 او بيت صفافا القرية التي احتلت عام 1967 فهي تمثل الوطن تاريخيا.
لن نقبل بالظلم وأناشد الاندية المقدسية الوقوف معنا:
وردا على سؤالنا ما هي الخطوات التي تفكرون فيها... قال وليد عليان رئيس النادي العربي بيت صفافا: "قدمنا اعتراضا وسننتظر رد الاتحاد على ذلك قدمناه وفق الاصول، نحن اصحاب حق نطالب بعودة حقنا وسنسلك كل السبل الشرعية المتاحة بما في ذلك "محكمة الاتحاد" وتظلم الى الاتحاد الاسيوي واذا اضطررنا ان نقدم ذلك الى الفيفا لكننا متفقين على عدم اضاعة حق بيت صفافا ولن نقبل بالظلم.
ونأمل ان يكون لنا اعتبار ضمن المقدمات الني تحدثنا عنها في البداية لكننا سنبقى نحمل الهوية الفلسطينية ضمن الخارطة والجغرافيا ولن نقبل ان نحيد عن ثوابتنا... كما انني اناشد الاندية المقدسية بالوقوف الى جانب العربي والذي يقف الى جانبهم دوما وهويتنا واحدة ومصيرنا واحد ولا يعقل ان يقع الظلم علينا وانتم اخوتنا تتفرجون.