شريط الأخبار

الصباح: تعزيز الداخل ارهق خزائن الأندية

الصباح: تعزيز الداخل ارهق خزائن الأندية
بال سبورت :  

حوار محمد العمصي/ عاش الاستقرار والضغوط معاً .. يرى أن الدوري الحالي هو أقوى الدوريات التي نظمها اتحاد الكرة منذ فترة طويلة، وهو مقتنع بأن ما حققه ثقافي طولكرم من خلال احتلاله للمركز الخامس كان مرضياً قياساً بصعوبة الدوري واعتبارات تتعلق بالموضوع المالي وعقود اللاعبين والتعزيز والإعارة وإمكانيات واستعدادات الفرق الأخرى.
محمد الصباح الذي تحمل عبء المرحلة مع الثقافي الذي انتمى وأحب يتحدث بعد أن تحرر من الضغوط الهائلة، فيروي تجربة موسم كامل سواء من الناحية الفنية أو الإدارية والمكاسب الفنية التي خرج منها الثقافي وفحوى تقريره الخاص لمرحلة تقييم ستأخذ وقتها في التمحيص والتنقيب عن مواطن القوة والضعف، ويخط رأيه في موسم الاحتراف الجزئي القادم ليتدارك أهم ايجابياته وسلبياته والصعوبات التي تعترض طريقه، معرجاً في الوقت ذاته على فعالية التعزيز من داخل قطاع غزة وداخل أراضي الـ 48 والخارج، ومدى أهمية اكتساب المنتخب الوطني لعناصر جديدة من خلال الدوري، حوار لم تنقصه الصراحة للمدرب محمد الصباح، فتابعوا معنا:

دوري قوي .. وهذه أسبابه
يقول محمد الصباح إن الموسم الحالي من أقوى الدوريات التي نظمها اتحاد الكرة ومن أصعبها على الفرق لاعتبارات كثيرة، أهمها الضغط المالي الكبير سواء من حيث المصروفات وعقود اللاعبين والتعزيز والإعارة، حيث فرض هذا الأمر على إدارة ثقافي طولكرم التعامل معه من خلال الانتقال من الهواية إلى الاحتراف، وشكل ضغطاً على إدارات الأندية وخاصة ثقافي طولكرم الذي يعرف عن لاعبيه ومحبيه بالانتماء بعيداً عن الاستقطاب والمال.
وأكد الصباح ان تفاوت إمكانيات الأندية مادياً أثر في أداء ونجومية بعض الفرق، وان أندية عديدة استفادت من التعزيز بالشكل الصحيح مثل المكبر وهلال القدس والامعري والظاهرية وشباب الخليل، حيث وجدنا أنفسنا مضطرين للتعامل مع الأمر الواقع لكن بعدد اقل ومساواة لاعب النادي المحلي مع لاعب التعزيز، خاصة وان السمعة الطيبة للفريق سابقاً لم تجعل خيارات الثقافي متعددة بل كان الهدف هو تبوّء المراكز المتقدمة.
وأشار الصباح إلى أن كافة العوامل شكلت ضغطاً على الجهاز الفني واللاعبين في الدوري، وللأسف كنا نفقد النقاط من وسط ميدان طولكرم لكن التاريخ والتجربة لثقافي طولكرم أهلته لاحتلال المركز الخامس.

توقعت الترتيب العام ..
بالعودة إلى الوراء قليلاً، فقد توقع الكابتن محمد الصباح مند دخول الدوري محطاته الحاسمة الترتيب النهائي لفرق المقدمة والقاع، وأشار إلى انه توقع فرق المقدمة والقاع، لكنه أوضح أن ما تغير هو دخول هلال القدس للمركز الثاني على حساب الامعري، إضافة إلى هبوط البيرة الذي لم يتوقع أن يهبط مع إمكانياته العالية وامتلاكه لفريق جيد منافس.
الصباح الذي توقع أن يكون ثقافي طولكرم في المرتبة الرابعة وحتى السادسة صدقت توقعاته باحتلاله المركز الخامس على لائحة الترتيب النهائي من خلال 11 فوزاً وتعادلين وتسع هزائم، مشيراً إلى أن انتظام الدوري ومستوى التحكيم الجيد الذي ارتفع في الموسم الحالي نسبياً سيشكل رافعة حقيقية لمستويات أفضل ودوريات اقوى خلال المرحلة المقبلة.

مكاسب الثقافي فنياً
وفند الصباح مكاسب ثقافي طولكرم في الدوري بالقول إن فريقه كسب عناصر شابة كثيراً خصوصاً في مرحلة الإياب وهو أمر سنجني ثماره في حال تم الإصرار على إلغاء التعزيز، وفوق كل ذلك الاستقرار الفني والاداري الذي عاشه الفريق خلال بطولة الدوري منذ نقطة البداية وحتى النهاية، وهو أمر يحسب لإدارة الثقافي التي جمعت الشمل ووفرت أجواء الاستقرار.
وأضاف الصباح: إن التجربة الكاملة لمسيرة ثقافي طولكرم محل تقييم وسنستفيد من التجربة في ظل المعطيات الجديدة المتمثلة بالاحتراف الذي لا اعرف تبعاته على الفرق التي لا تمتلك إمكانيات مادية، وسنعمل على معالجة الأخطاء وتنمية القدرات بما يضمن موسما قويا قادما للثقافي.

هذه رؤيتي في تعزيزات الدوري
لعل تجربة الدوري الحالي التي حفلت بالتعزيز الكبير سواء من قطاع غزة أو من داخل أراضي الـ 48 ومن الأجانب كانت محط أنظار كافة المدربين، حيث خط المدرب الصباح رؤيته فيما حصل وتأثيراته على الدوري سواء بالسلب أو الإيجاب بالقول إن من رفع مستوى الأداء من خلال التعزيز هم نجوم قطاع غزة حيث أحدثوا فارقاً ايجابياً في المنافسة، معتبراً في الوقت ذاته أن لاعبي الداخل الفلسطيني لم يضيفوا كثيراً إلى قوة الدوري باستثناء البعض الذين أسهموا في نجاح فرقهم بشكل كبير، لكنهم في الوقت ذاته حملوا إدارات الأندية أعباء مالية ثقيلة جداً ورفعوا حجم أسعار اللاعبين والتكاليف على الأندية دون مرود ملموس من الناحية الفنية.

حكاية 39 هدفاً للثقافي
بلغة الحسابات والأرقام فإن القوة الهجومية للدوري منحت ثقافي طولكرم المركز الرابع من حيث الأهداف خلف البطل المكبر والوصيف هلال القدس والامعري ثالث الدوري، حيث سجلت أقدام المهاجمين 39 هدفاً.
ويعلق محمد الصباح على الأمر بالقول انه والجهاز الفني ركز منذ بداية الدوري على المشاركة الهجومية والنزوع إليها بشكل متواصل معتبراً أن تسجيل 15 لاعباً من الفريق للأهداف الـ 39 يؤكد ما ذهب إليه، مشيراً الى انه كان يتوقع للمهاجم محمد أبو كشك (9 أهداف) موقعاً أفضل ومعدلا تهديفيا أكبر لكن نزعته لأداء مهام صانع الألعاب في وسط الملعب غلبت على أدائه، إضافة إلى اللاعب عبدالله الطبال (7 أهداف) الذي لعب في أكثر من مركز كظهير أيمن ووسط يمين، وكذلك اللاعب حسن برهوش (3 أهداف) وهو الذي لم يشارك مطلقاً في الدور الأول.

تحت أمر الثقافي
وبعد أن قطع الدوري محطته الأخيرة هل هناك وقت للراحة، وهل انعكاسات الدوري وضغوطه ستوفر جزءاً من الراحة للمدربين، سؤال طرحته على المدرب محمد الصباح فأجاب بالقول: انا ابن نادي ثقافي طولكرم، وخدمة النادي ليست منوطة بكوني على رأس الجهاز الفني فأنا مدرب للفريق منذ العام 83 وعضو مجلس إدارة للنادي، واعتبر الثقافي بيتي الثاني والشيء الجميل الذي أعيش بين جنباته واحرص على خدمته حتى لو لم أكن على رأس الجهاز الفني في المستقبل، ولن أتخلى عنه بالرغم من العروض الكثيرة التي قدمت لي للإشراف على فرق كبيرة في الدوري.
واعتبر الصباح أن نهاية الدوري لن تدخل الملل والسكينة إلى اللاعبين، فلدينا استحقاقات المشاركة في بطولات جنين وجبل المكبر واعتقد أنها ستكون مشاركة من أجل تحضير الفئات العمرية الرديفة وابرز لاعبيها للموسم القادم.

رؤيتي لموسم الاحتراف القادم
واعتبر الكابتن محمد الصباح أن الاحتراف الجزئي القادم على الدوري الفلسطيني هو محطة مهمة وفاصلة في تاريخ الكرة الفلسطينية، لكنه أشار إلى أن الاحتراف لو لم يكن مدروساً بالشكل الجيد ولم يحظ بدعم حكومي واتحادي كبير فسيكون مصيره في علم الغيب، خاصة وان الأندية تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة، بحيث يجب أن يكون الدعم على مستوى الحدث من خلال الحكومة واتحاد الكرة إضافة إلى جهود إدارات الأندية في تحصيل الدعم المادي.
ورأى الصباح أن خطوة ضرورية يجب على اتحاد الكرة اتخاذها وإعلانها للملأ تتمثل في إقرار النظام بشكل سريع حتى لا تفاجأ إدارات الأندية والفرق ببعض الصعوبات.
وأشار الصباح إلى أن موسم الاحتراف سيعود بالنفع الكبير على اللاعبين ومن ثم المنتخب الوطني بشكل كبير، خاصة وان الدوري الحالي الذي انتهى لم يكشف عن وجوه جديدة للمنتخب بشكل مرض من خلال عدم جرأة الأندية على إشراك الجيل الصاعد والمواهب وعدم المغامرة والمجازفة بهم، وان كان إلغاء التعزيز سيفرض واقعاً جديداً لعناصر الفئات العمرية في اخذ موقعها في خريطة وتركيبة الأندية الموسم القادم.

مواضيع قد تهمك