''الرقم 10''... هل يعـود لسحره..؟
بال سبورت :
عـبد الحكيم قزيز/ في كرة القدم هناك أدوات خاصة مطلوب ارتدائها قبل بداية كل مباراة من قمصان وسراويل وحذاء وواقي قصبات وقفازات لحارس المرمى، فبدونهم لا يمكن للعبة أن تشق طريقها لتصل إلى مبدأين رئيسيين.. هما السلامة والمتعة.. وإذا كانت هذه الأدوات ومازالت ضرورية لممارسة اللعبة لأنه بدونها لا يمكن للمباراة أن تبدأ وتستمر فإن قمصان اللاعبين تعتبر إحدى هذه الأساسيات الممتعة والمساعدة على تطبيق القانون من قبل الحكم. تبعا لذلك فقد شاهدنا هذه القمصان المرفقة بالأرقام وقد توزعت على خطوط الدفاع والوسط والهجوم ومع دخول النصف الثاني من حقبة الأربعينيات لاحظنا تألقا واضحا لقميص رقم على حساب آخر، وبتميزه وإبداعه وتألقه سطع نجم الرقم 9 الذي استمر في إبهاره حتى مطلع عام 1957 عندما شهد هذا العام منعطفا تاريخيا يقضي بتحول التألق للرقم 10عندما ارتداه أسطورة الكرة العالمية النجم البرازيلي الشهير بيليه ليصبح هذا الرقم الجديد رقما صعبا، وأكثر شهرة بل بات حلما يراود عشاق كرة القدم في شتى أنحاء المعمورة لأن الوصول لمستواه ليس مفروشا بالورود، وإنما يتطلب جهودا استثنائية خارقة ولأن أصحاب هذا الرقم قد امتلكوا من فنون اللعبة ما يجعلهم استثنائيين في كل شيء فتألقوا وبصموا في ملاعب كرة القدم المتفرقة وسحروا عشاق صاحبة الجلالة مالئة الدنيا و شاغلة الناس خلال أكثر من 50 عاما ماضية، فقد وجدنا في "موقع سوبر" أن إجراء هذه الدراسة عن هذا الرقم الصعب والممتع نتناول خلالها صفات حامليه أمرا شيقا يحمل في ثناياه المتعة والفائدة لنتحدث عن 6 لاعبين في العالم منحوه الإبهار والتألق والسحر والذكاء على أن نجيب في نهايتها عن السؤال المطروح: هل الرقم 10 بعد رحيل مارادونا وزيدان فقد سحره، أم أنه سيعود لهذا السحر مع ظهور وتألق الوافد الجديد على البساط الأخضر الفتى الذهبي الأرجنتيني ليونيل ميسي..؟
حكاية أرقام القمصان
إذا كانت مسيرة كرة القدم عبر مراحلها المختلفة قد شهدت جملة من التطورات المتلاحقة فإن ثمة رابطة قوية بدأت تظهر بين اللاعب والرقم والمواهب، فالرقم 1 مثلا، كان ومازال مخصصاً لحراسة المرمى في حين تخصصت الأرقام 2-3-4-5 على الأغلب بخط الدفاع، كما دخلت إليه أرقام جديدة، بينما كانت أرقام 6-7-8-9 تجد مكانها بخط الوسط في حين كانت أرقام 10-11-12-13-14-15إلى آخره من أرقام ظهرت حديثا مخصصة لخط الهجوم، وكما ذكرنا آنفا فإن قميص الرقم 9 كان الأبرز بين قمصان اللاعبين في النصف الثاني من الأربعينيات وعلى حامله أن يتصف بصفات مميزة تجعل منه لاعبا كرويا متمكنا وهدافا وقناصا موهوبا وسريعا وذكيا، تبعا لذلك فقد وجدنا لاعبين عالميين حملوا قميص هذاالرقم وتميزوا فيه أمثال دي ستيفانو وهيديكوتي، بينما تميز عربيا المصري صالح سليم والسوري جوزيف شهرستان ومع استمرارية تطور اللعبة المرفقة بالتغيير المستمر للخطط وطرق اللعب ظهر نجم الرقم 10 ساطعا ليزيح الرقم 9 جانبا ويتربع مكانه ومن أبرز صفات حامل هذا الرقم أنه كان مفتاحا للحظ والشهرة وصانعا متميزا للألعاب وعلى حامله أن يكون فنانا من الطراز النادر كما كان عليه أشهر من حمل هذا الرقم "بيليه"
الظهور والتألق مع بيليه
لأن البرازيل كانت ومازلت مصدر إشعاع حقيقي في كرة القدم العالمية فإن الفضل يعود في إشهار هذا الرقم يعود إليها من خلال نجمها المتألق بيليه الذي منحه اهتماما متميزا وجعل منه مصدر فخر ومحط أنظار الكثيرين في شتى أنحاء العالم من لاعبين ومتابعين، وبتصدره لائحة أفضل لاعبي القرن منح كرة القدم البرازيلية تميزا كبيرا، فبفضله مع زملائه جمعت البرازيل بين الأداء الراقي والممتع السلس والسحر حتى أن كرة السامبا ارتقت لمستوى الأساطير وبتخصصه بتنفيذ الكرات الثابتة وبتسجيله للأهداف بالرأس والقدمين ومن مختلف الأوضاع والزوايا أصبح بيليه استثناء وبموجبه بات قميص هذا الرقم متميزا عن بقية الأرقام بتألقه ورفعة مستواه وهذا ما عرض مشهره بيليه لمزيد من الضغوط النفسية والخشونة غير المبررة من قبل الخصوم .
ولد سيمون دونا سمنتو عام 1940في البرازيل وسجل عبر مسيرته الكروية 1281 هدفا منها 12هدفا في 4 مونديالات، كما لعب 1321 مباراة منها 111 مباراة دولية مع المنتخب البرازيلي، ولقب بملك الكرة في العالم والجوهرة السوداء، كما لقب أفضل لاعب القرن العشرين مناصفة مع الأرجنتيني مارادونا وذلك حسب تصنيف الفيفا، مرت على اعتزاله 3 مراحل الأولى عام 1971عندما أعلن اعتزاله الدولي والثانية عام 1974 عندما أعلن اعتزاله المحلي مع سانتوس والثالثة عام 1977 عندما أعلن اعتزاله الخارجي مع كوزموس الأمريكي. الجدير بالذكر أن بيليه اعتزل في سن 37 عاماً بعد أن حقق أمجاداً لا تنسى بمساهمته بفوز منتخبه البرازيل 3 مرات بكأس العالم أعوام 1958و1962و1970
متابعة التألق مع زيكو
بعد اعتزال الجوهرة السوداء بيليه حمل مواطنه سيلفا قميص هذا الرقم، وكان من أبرز صفات حامله الهدوء بالتمرير والسيطرة المتميزة على الكرة لكن ظهور بيليه الأبيض زيكو أعاد لهذا القميص زهوته ورغم ارتدائه في بداياته مع الكرة لأرقام 7-8-11 إلا أنه التزم به رسميا مع بداية شهرته مع فلامنغو، يرى بيليه الأبيض "زيكو" أن الفضل بإشهار هذا الرقم وإكسابه لشهرته يعود لمعلمه بيليه الذي يحمل كل المميزات التي يجب على كل لاعب كفء أن يتحلى بها من مهارة ولياقة بدنية عالية وقوة جسدية وتسديدات رائعة من الزوايا الميتة وذكاء فائق ومع بيليه وكما يقول زيكو أصبح قميص هذا الرقم هدافا من أخطر اللاعبين وسط الملعب وعن خبرته مع قميص هذاالرقم مع ناديه فلامنغو البرازيلي وأودينزي الإيطالي وكاشيما أنتلرز الياباني، قال زيكو إن جماهير هذه الأندية ما أن تشاهده حتى يقولوا هذا هو بيليه الجديد وأضاف قائلا:زادت الضغوطات علي كثيرا مع وصولي للمنتخب البرازيلي عام 1976 ومطالبة الجمهور لي بحمل قميص هذا الرقم لأنني كنت برأيهم الأفضل، فمن ديدا اخترت لذة العمل لأنه كان يلعب كفنان، ومن سيلفا السيطرة على الكرة ومن بيليه ضربات الرأس ومن بلاتيني أسلوبه الرائع بالتمرير المميز والدقيق. جدير بالذكر أن بيليه الأبيض لعب للمنتخب البرازيلي من منتصف السبعينيات حتى لحظة اعتزاله حوالي 68 مباراة دولية سجل خلالها 48هدفا، كما مثل بلاده في مونديالين متتالين عام 1982و1986 سجل بنهايتهما 5أهداف، أما مجموع أهدافه فبلغ 650هدفا سجلت في جميع مبارياته الدولية والودية وعلى صعيد الأندية والمنتخبات وكان أبرز لقب يعتز به هو ملك الركلات الثابتة وركلات الجزاء
الإبهار مع بلاتيني
إذا كانت البرازيل قد منحت قميص هذا الرقم اهتماما كبيرا عندما قدمت صاحبه على أنه الأرفع مستوى والأخطر تهديفا فإن هذا الاهتمام قد تجاوزها ليصل إلى أوروبا وإلى فرنسا تحديدا من خلال نجمها المتألق بلاتيني الذي قدم نفسه بنفحات برازيلية وسحر فرنسي فكان صانعا مميزا للألعاب وهدافا من الطراز النادر بالرأس والقدم بدليل أنه واصل إبهاره وتوج بالكرة البرونزية عامي 1977 و1980 واحتكر الكرة الذهبية عامي 1983و1984 ، بلاتيني لعب أكثر من 50 مباراة دولية تجاوزت أهدافه خلالها 40هدفا، وخلال مسيرته الكروية المتميزة هذه لعب لنادي سان إتيان وفاز معه بلقب الدوري الفرنسي ثم شارك مع منتخبه في مونديالي 1982و1986 وسبق له أن بدأ مبارياته الدولية عام 1976 وواصل تألقه على صعيد الأندية فلعب لجوفنتوس الإيطالي وتوج معه بلقب كأس ودوري إيطاليا كما وصل معه لنهائي أندية أوروبا أبطال الكؤوس وتوج بكأسها ونال لقب هداف الدوري الإيطالي لموسمين متتاليين وقاد منتخب بلاده للتتويج بكأس أمم أوروبا عام 1984 ونال لقب الهداف بنهايتها برصيد 9 أهداف سجلها في 5 مباريات .
السحر مع ما رادونا
عاد قميص هذا الرقم إلى أمريكا الجنوبية ليسحر العالم من جديد ولكن هذه المرة ليس في البرازيل وإنما في الأرجنتين وفيها أضاف مارادونا طابع السحر لهذا الرقم، لم لا وهو صاحب الهدف الأسطوري الذي سجله في مرمى إنجلترا بالمكسيك بعد أن تخطى مسافة 60 مترا بأقل من 11 ثانية وتجاوز 4 منافسين ثم حارس المرمى وسجل أغلى هدف له، وسبق له أن سجل هدف منتخبه الأول على إنجلترا أيضا وبموجب هذين الهدفين فازت الأرجنتين على عدوتها السياسية اللدود إنجلترا 2/1 وأذلتها، وكان مارادونا قد سجل لمنتخبه بهذا المونديال 5 أهداف وصنع 8 أهداف وغابت لمساته الساحرة عن هدف واحد وبتألقه توجت الأرجنتين بلقب كأس العالم 86 وبنهايتها نال لقب أفضل لاعب فيها وكانت مسيرة هذا اللاعب الدولية قد بدأت في كأس العالم للشباب التي استضافتها طوكيو عام 1979 وسبق له أن لعب لأندية ارجنينوس جونيورز وبوكا جونيور ثم احترف في أوروبا ليلعب في إسبانيا لبرشلونة لقاء 8 ملايين وثلاثمائة ألف دولار، وشهد عام 1984انتقاله لإيطاليا حيث لعب لنادي نابولي، بقي أن نذكر أن مارادونا اعتزل اللعب مبكرا، ومنحه الاتحاد الدولي جائزة أفضل لاعبي القرن مناصفة مع البرازيلي بيليه لكنه رفضها.
الذكاء مع زيدان
في فرنسا ظهر نجم اللاعب المتألق والذكي جزائري الأصل فرنسي الجنسية زين الدين زيدان الذي كان بيضة القبان بالمنتخب الفرنسي حيث أعطى هذا الرقم المزيد من السحر، تراه يسيطر على الكرة وكأنها ملتصقة بقدميه، صاحب كونترول رائع عليها يحميها بجسده بطريقة فريدة، كان مصغيا للنصائح يستمع ولا يتحدث إلا قليلا وطيبا، بالتعامل مثالا للاعب المقاتل، كان يتمتع بمراقبة ذكية للكرة فيأخذ مكانا رائعا داخل الملعب، قال عنه زيكو إنه ذكي وواع وبسيط وهو يعتبر من أفضل اللاعبين في العالم، حمل الرقم 8 في بداياته ثم تحول للرقم 5 مع ريال مدريد ومع المنتخب الفرنسي استقر على الرقم 10 ، ولد زيدان في 23/6/1972 في مدينة مرسيليا الفرنسية، سحر زملاءه الصغار بتقنيته المتميزة، لعب لنادي صغير اسمه لافوريستا وشهد عام 1981التحاقه بناشئي سانت هنري تحت إشراف المدرب الفرنسي فرانسيس كولادو، وشهد عام 1988 انتقاله لنادي كان ليلعب بالفريق الأول ومعه كانت له 71 مباراة سجل خلالها6أهداف وشهد عام 1992إنتقاله لبوردو ومعه كانت له أول مباراة احترافية في حياته وكانت ضد نانت وانتهت بالتعادل الايجابي 1/1، ومع هذا الفريق استطاع أن يثبت ذاته ويتفوق ويؤكد حضوره الجيد في المناسبات الكبيرة ومنها كأس أندية أوروبا ومعه لعب 176 مباراة سجل بنهايتها 39هدفا وفي عام 1996 لعب معه في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي وعندما أتته الفرصة للاحتراف بالدوري الإيطالي لم يتردد ومع جوفنتوس كانت مشاركته بخمسة مواسم منحته التوازن واللياقة البدنية العالية فلعب معه 212 مباراة سجل خلالها 31 هدفاً فتألق معه وساهم بتتويجه بلقب كأس أندية أوروبا لموسمي 1996و1997 كما توج معه بلقب الدوري الايطالي وكأس السوبر عام 1998 وفي نفس العام منحته مجلة فرانتس فوتبول الكرة الذهبية وفي عام 2000كان أفضل لاعب في العالم ومع انتقاله إلى إسبانيا وإلى النادي الملكي الساعي إلى المجد كانت له المشاركة في 5 مواسم من عام 2001حتى 2006 ومع الريال بات يلعب لأجل المتعة وتحقيق الفوز فلعب معه 228 مباراة سجل خلالها 50هدفا ومعه حقق كأس السوبر الإسباني عام 2001 وكأس دوري أبطال أوروبا عام 2002وسجل معه هدفه التاريخي الشهير في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في مرمى الفريق الألماني ليفركوزن من خارج منطقة الجزاء وكان ظهره للمرمى حيث لم ينتظر حتى تلمس الكرة الأرض ولعبها على الماشي بمقص الحارس الألماني، وشهد عام 2003تتويجه مع فريقه الريال بكأس إسبانيا وبلقب الدوري الإسباني وبنفس العام اختير كأفضل لاعب في العالم حسب تصنيف الفيفا، وعلى صعيد المنتخب الوطني الفرنسي كانت بداياته مع الديوك في مباراتهم ضد جمهورية التشيك عام 1994 عندما سجل هدفين فاز بهما منتخبه وعلى مدار 10 سنوات بصم قميص هذا الرقم ممثلاً بزيدان مع المنتخب الفرنسي فأبدع وأمتع ولعب 93مباراة دولية وأحرز الثلاثية الخالدة وهي كأس أمم أوروبا عام 1996 وكأس العالم عام 1998 وكأس العالم للقارات عام 2001، وتوج مع منتخبه بلقب الوصيف بمونديال ألمانيا عام 2006 وبنهايته انتهت حيات الكروية.
عودة السحر مع ميسي
عاد قميص هذا الرقم ليتألق من جديد بعد غياب دام سنوات عدة بعد اعتزال زيدان، لكن هذه المرة ليس في البرازيل أو فرنسا وإنما في إسبانيا ومع منتخب الأرجنتين التي قدمت للعالم فتاها الذهبي ليونيل ميسي الذي ولد في مدينة روزاريو الأرجنتينية عام 1987 يوم 24 يونيو بدأ بممارسته للعبة وهو في سن الخامسة وعندما بلغ سن العاشرة من عمره كان طوله لا يتجاوز المتر و11 سم نتيجة لنقص الهرمونات في جسمه وشهد عام 2000 تقديمه للنادي الكاتالوني برشلونة فأعجب به مسؤولو هذا النادي العريق فكان الاتفاق بين والده وإدارة النادي على علاج ميسي وشهد عام 2004/2005 تألقه في أول مباراة يلعبها بفئة الشباب وهذا ما دفع بالفنيين لإشراكه بأول مباراة مع الفريق الأول بالدوري الإسباني الممتاز عام 2004وكانت ضد نادي الباسيطي يوم 16 أكتوبر وكان عمره آنذاك 17عاما وخلالها سجل هدفه الرسمي الأول بالدوري الإسباني بعد تلقيه تمريرة رونالد ينيو الرائعة وشهد موسم 2007 استمرارية تألقه وحجز مكانه كأساسي" في نادي البارسا وفي 10مارس تمكن من إنقاذ برشلونة من هزيمة محققة أمام غريمه التقليدي اللدود النادي الملكي عندما تمكن من دك مرمى خصمه بثلاثية رائعة أدهشت الجميع خرج برشلونة بموجبها متعادلا 3/3 وشهد يوم 18 أبريل من نفس العام تسجيله هدفا تاريخيا شبيها بهدف مارادونا بمرمى الانجليز وكان بمرمى خيتافي ضمن إطار الدور نصف النهائي لكأس الملك الإسباني .
شارك ميسي في أول مباراة دولية مع المنتخب الأرجنتيني ولم يلعب فيها سوى دقيقتين أمام المجر يوم 17/8/2005 ومع منتخب التانجو عندما دخل كبديل في الدقيقة 63 نتيجة لطرده لأنه ضرب بكوعه أحد اللاعبين المجريين وسجل ميسي 13هدفا خلال 43مباراة دولية لعبها، أما أجمل مبارياته فكانت أمام الجزائر وسجل خلالها هدفين في مدينة برشلونة عام 2007 وفازت حينها الأرجنتين 4/3 ، ولأن السحر والإبهار أصبحا من أبرز صفاته فقد كان موسم 2008/2009 الأفضل تألقا وعطاء بالنسبة للفتى الذهبي عندما سجل العديد من الأهداف الحاسمة ومرر العديد من الكرات القاتلة في الدوري الإسباني ومن منا لا يذكر مباراة برشلونة مع الريال التي فاز بها البرشا 6/2 وكان نصيبه ميسي منها هدفين رائعين، واستمر هذا الفتى في تألقه لكن هذه المرة بدوري أبطال أوروبا حيث ظهر سحره وسلاسة استحواذه واختراقاته الرائعة المخيفة لدفاعات الخصوم لذلك شاهدناه وقد أبدع وأمتع وسجل أهدافا متميزة نال بموجبها لقب الهداف كما نال لقب أفضل لاعب في البطولة وظهر ذلك واضحا على وجه الخصوص في المباراة النهائية عندما سجل هدف فريقه الثاني الرأسي في مرمى فان دير سار حارس مرمى مانشستر يونايتد، ومع منتخب التانجو كان لهذا الفتى الذهبي حضور متألق عام 2005في هولندا في نهائيات كأس العالم للشباب حيث قاد منتخبه للتتويج بلقب هذه البطولة مما دفع المدرب بيكرمان لاستدعائه للمنتخب الأول فشارك معه في مونديال ألمانيا 2006 لكن بيكرمان لم يتجرأ ويزج به أساسيا، كما شارك مع منتخبه في مسابقة كوبا أمريكا ومع المنتخب الأولمبي الأرجنتيني الذي توج بالميدالية الذهبية ونال ميسي حينها لقب أفضل لاعب بمسابقة الكرة الأولمبية في بكين عام 2008 وبلقب ثاني أفضل لاعب في العالم حسب مجلة فرانس فوتبول وثاني أفضل لاعب في العالم حسب الاتحاد الدولي الفيفا سنة 2007و2008 وأخيرا" فاز بالكرة الذهبية العام الماضي 2009 متفوقا" على البرتغالي رونالدو لاعب مانشستر يونايتد وغيره من اللاعبين المتميزين، يتمتع ميسي بكونترول متميز على الكرة ويتصف بتمريراته الحاسمة ولعبه للكرة بكلتي القدمين وتسجيله الأهداف بالرأس ولأنه صغير العمر لم يتجاوز ال23عاما" فإن العالم ينظر لهذا اللاعب بأنه قادم وبقوة، لم لا وهو الذي اكتسح الألقاب ونال الإعجاب وتوج عام 2009 نجم نجوم العالم دون منازع ولا ينقصه سوى التتويج بكأس العالم مع منتخب الأرجنتينن ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل ينحني العالم أمام سحر وإبداعات هذا الفتى الذهبي مستقبلا"..؟
ماذا قالوا عن ميسي..؟
قال مارادونا: أنا أرى نفسي من جديد في ميسي إنه أفضل لاعب على الإطلاق حاليا، أما يوهان كرويف النجم الهولندي فقال: ما يقوم به ميسي يشبه الخيال إنه يدهشك بألعابه ويجعلك تتساءل كيف... إنه ساحر حقيقي، أما مدير برشلونة الرياضي بيغير ستاين فقال: طالما لدينا لاعب في برشلونة مثل ميسي فلا يجب علينا أن نقلق لأن البطولات لن تتركنا أبدأ، أما جوارديولا مدرب برشلونة فقال: لم أشاهد في حياتي مثل ميسي وربما لن أشاهد أبدا. بدورها صحيفة موندو الكاتالونية قالت بعد فوز ميسي مع البارشا بكأس العالم للأندية: لا بيليه ولا مارادونا ولا دي ستيفانو، ميسي هو الأفضل وقالت صحيفة بولا البرتغالية: إن العالم الكروي بيد ميسي وبرشلونة هو الزعيم بفضل ميسي .
البقية المميزون
بعد هذا الشرح المسهب عن عباقرة الرقم 10 في العالم وهم بيليه ومارادونا وزيكو وبلاتيني وزيدان وميسي لابد لنا أن نقف مع بقية اللاعبين المتميزين الذين حملوه وبصموا وأمتعوا فكان في البرازيل ريفيلينو وسيلفا وريفالدو وحاليا رونالدينيو وروبينيو، وفي الأرجنتين كان كمبس وفيرون، وفي ألمانيا رومينيغة وماتيوس وأورجواي روبن باز وفي انجلترا لينيكر ومايكل أوين وحاليا روني، وفي أيرلندا روبي كينن وفي البرتغال لويس فيغو وفي فرنسا الجزائري الأصل زين الدين زيدان وفي ايطاليا كان باجيو وتوتي، وفي السويد كان ابراهيموفتش لاعب البرشا وفي هولندا كلويفرت وحاليا نيستلروي وفي رومانيا حاجي، وفي الولايات المتحدة كان كلاوديو يوريا وفي الكاميرون كان باتريك مبوما.
عربيا:
حمل قميص هذا الرقم في مصر حمدي نوح ومسعد نور ومحمود الخطيب وحاليا عماد متعب، وفي سوريا نبيل نانو ومروان مدراتي و حاليا فراس الخطيب وعبدالرزاق الحسين، وفي قطر كان مبارك سالم ومحمود صوفي، وفي الكويت كان عبد العزيز العنبري، وفي البحرين يوسف السبيعي، والسودان مصطفى النقر، ومن الجزائر كان بلومي وماروك، ومن الإمارات كان عدنان الطلياني وحاليا إسماعيل مطر، ومن العراق كان حسين سعيد، ومن السعـودية كان فهد المصيبيح وسعيد العويران، وآسيويا: كان الإيراني علي دائي واليابانيان أوكاتا وناكومورا
الرقم 10هل فقد سحره أم توازنه
بعد هذا السرد لنجوم قميص الرقم 10 يطرح نفسه السؤال التالي: هل صحيح أن هذا الرقم فقد سحره وألقه ....؟
الاتحاد الأرجنتيني قالها صراحة إنه فعلا فقد سحره بعد اعتزال مارادونا وحاول ترجمة الأقوال إلى أفعال عندما ألغى هذا الرقم مؤقتا من عداد قمصانه، وقال الاتحاد الأرجنتيني في بيانه مبررا إن اللاعب الأسطورة قد لا يتكرر ولأن ظاهرة الفتى الذهبي قد لا تتكرر أيضا فإننا نقترح إلغاء قميص هذا الرقم من سجلات الكرة الأرجنتينية، لكن الفيفا رفض هذا الاقتراح فكان هذا الإلغاء مؤقتا حتى نهاية مونديال ألمانيا 2006، لكنه عاد ومنح هذا القميص لفتاه الذهبي الساحر ميسي بينما وجد وزير الرياضة البرازيلي السابق زيكو أن الكرة تغيرت اليوم وأن اللاعب الذي يجب أن يحمل الرقم 10 يجب أن يكون الأفضل لكنه لن يكون كما كان عليه من مستوى فني رائع مثل بيليه ومارادونا لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل غير زيكو نظرته بعد ظهور الفتى الذهبي الجديد ميسي..؟ لا ندري .
استنتاج وتساؤل منطقي
وبمناقشة منطقية أخيرة لهذا السؤال نستنتج أن الرقم10 فقد سحره فعلا بالسنوات الماضية لكنه لم يفقد بريقه وتوازنه ومازال يوجد العديد من النجوم الدوليين الذين يحملونه وأبرزهم على الإطلاق الأرجنتيني لاعب برشلونة الفتى الذهبي ليونيل ميسي وقبل ذلك كان المتألق زين الدين زيدان الذي قال عنه زيكو إنه مراوغ وذكي ويعتبر قبل اعتزاله من أروع اللاعبين في العالم، لكن ميسي شيء آخر فهو لاعب صغير العمر 23عاما، الطريق أمامه سالكة للمزيد من التألق فهو موهوب يحمل لمسات مارادونا وتمريرات بلاتيني وتسديدات زيكو ورأسيات بيليه وذكاء زيدان ولا ينقصه شيء حتى يدخل التاريخ الكروي من أوسع أبوابه سوى التتويج مع المنتخب الأرجنتيني بكأس العالم القادمة وبكأس كوبا أمريكا، وأعتقد أن هذين الأمرين ليسا بعيدين وأننا في قادم الأيام لابد أن نشاهد أن هذا الصغير قد صار كبيرا، فتألق وسحر عيون عشاق اللعبة كما فعل بيليه ومارادونا وزيدان وحينها لابد أن نرفع القبعة احتراما لهذا الفتى الذهبي الساحر الجديد والموهوب القادم.
حكاية أرقام القمصان
إذا كانت مسيرة كرة القدم عبر مراحلها المختلفة قد شهدت جملة من التطورات المتلاحقة فإن ثمة رابطة قوية بدأت تظهر بين اللاعب والرقم والمواهب، فالرقم 1 مثلا، كان ومازال مخصصاً لحراسة المرمى في حين تخصصت الأرقام 2-3-4-5 على الأغلب بخط الدفاع، كما دخلت إليه أرقام جديدة، بينما كانت أرقام 6-7-8-9 تجد مكانها بخط الوسط في حين كانت أرقام 10-11-12-13-14-15إلى آخره من أرقام ظهرت حديثا مخصصة لخط الهجوم، وكما ذكرنا آنفا فإن قميص الرقم 9 كان الأبرز بين قمصان اللاعبين في النصف الثاني من الأربعينيات وعلى حامله أن يتصف بصفات مميزة تجعل منه لاعبا كرويا متمكنا وهدافا وقناصا موهوبا وسريعا وذكيا، تبعا لذلك فقد وجدنا لاعبين عالميين حملوا قميص هذاالرقم وتميزوا فيه أمثال دي ستيفانو وهيديكوتي، بينما تميز عربيا المصري صالح سليم والسوري جوزيف شهرستان ومع استمرارية تطور اللعبة المرفقة بالتغيير المستمر للخطط وطرق اللعب ظهر نجم الرقم 10 ساطعا ليزيح الرقم 9 جانبا ويتربع مكانه ومن أبرز صفات حامل هذا الرقم أنه كان مفتاحا للحظ والشهرة وصانعا متميزا للألعاب وعلى حامله أن يكون فنانا من الطراز النادر كما كان عليه أشهر من حمل هذا الرقم "بيليه"
الظهور والتألق مع بيليه
لأن البرازيل كانت ومازلت مصدر إشعاع حقيقي في كرة القدم العالمية فإن الفضل يعود في إشهار هذا الرقم يعود إليها من خلال نجمها المتألق بيليه الذي منحه اهتماما متميزا وجعل منه مصدر فخر ومحط أنظار الكثيرين في شتى أنحاء العالم من لاعبين ومتابعين، وبتصدره لائحة أفضل لاعبي القرن منح كرة القدم البرازيلية تميزا كبيرا، فبفضله مع زملائه جمعت البرازيل بين الأداء الراقي والممتع السلس والسحر حتى أن كرة السامبا ارتقت لمستوى الأساطير وبتخصصه بتنفيذ الكرات الثابتة وبتسجيله للأهداف بالرأس والقدمين ومن مختلف الأوضاع والزوايا أصبح بيليه استثناء وبموجبه بات قميص هذا الرقم متميزا عن بقية الأرقام بتألقه ورفعة مستواه وهذا ما عرض مشهره بيليه لمزيد من الضغوط النفسية والخشونة غير المبررة من قبل الخصوم .
ولد سيمون دونا سمنتو عام 1940في البرازيل وسجل عبر مسيرته الكروية 1281 هدفا منها 12هدفا في 4 مونديالات، كما لعب 1321 مباراة منها 111 مباراة دولية مع المنتخب البرازيلي، ولقب بملك الكرة في العالم والجوهرة السوداء، كما لقب أفضل لاعب القرن العشرين مناصفة مع الأرجنتيني مارادونا وذلك حسب تصنيف الفيفا، مرت على اعتزاله 3 مراحل الأولى عام 1971عندما أعلن اعتزاله الدولي والثانية عام 1974 عندما أعلن اعتزاله المحلي مع سانتوس والثالثة عام 1977 عندما أعلن اعتزاله الخارجي مع كوزموس الأمريكي. الجدير بالذكر أن بيليه اعتزل في سن 37 عاماً بعد أن حقق أمجاداً لا تنسى بمساهمته بفوز منتخبه البرازيل 3 مرات بكأس العالم أعوام 1958و1962و1970
متابعة التألق مع زيكو
بعد اعتزال الجوهرة السوداء بيليه حمل مواطنه سيلفا قميص هذا الرقم، وكان من أبرز صفات حامله الهدوء بالتمرير والسيطرة المتميزة على الكرة لكن ظهور بيليه الأبيض زيكو أعاد لهذا القميص زهوته ورغم ارتدائه في بداياته مع الكرة لأرقام 7-8-11 إلا أنه التزم به رسميا مع بداية شهرته مع فلامنغو، يرى بيليه الأبيض "زيكو" أن الفضل بإشهار هذا الرقم وإكسابه لشهرته يعود لمعلمه بيليه الذي يحمل كل المميزات التي يجب على كل لاعب كفء أن يتحلى بها من مهارة ولياقة بدنية عالية وقوة جسدية وتسديدات رائعة من الزوايا الميتة وذكاء فائق ومع بيليه وكما يقول زيكو أصبح قميص هذا الرقم هدافا من أخطر اللاعبين وسط الملعب وعن خبرته مع قميص هذاالرقم مع ناديه فلامنغو البرازيلي وأودينزي الإيطالي وكاشيما أنتلرز الياباني، قال زيكو إن جماهير هذه الأندية ما أن تشاهده حتى يقولوا هذا هو بيليه الجديد وأضاف قائلا:زادت الضغوطات علي كثيرا مع وصولي للمنتخب البرازيلي عام 1976 ومطالبة الجمهور لي بحمل قميص هذا الرقم لأنني كنت برأيهم الأفضل، فمن ديدا اخترت لذة العمل لأنه كان يلعب كفنان، ومن سيلفا السيطرة على الكرة ومن بيليه ضربات الرأس ومن بلاتيني أسلوبه الرائع بالتمرير المميز والدقيق. جدير بالذكر أن بيليه الأبيض لعب للمنتخب البرازيلي من منتصف السبعينيات حتى لحظة اعتزاله حوالي 68 مباراة دولية سجل خلالها 48هدفا، كما مثل بلاده في مونديالين متتالين عام 1982و1986 سجل بنهايتهما 5أهداف، أما مجموع أهدافه فبلغ 650هدفا سجلت في جميع مبارياته الدولية والودية وعلى صعيد الأندية والمنتخبات وكان أبرز لقب يعتز به هو ملك الركلات الثابتة وركلات الجزاء
الإبهار مع بلاتيني
إذا كانت البرازيل قد منحت قميص هذا الرقم اهتماما كبيرا عندما قدمت صاحبه على أنه الأرفع مستوى والأخطر تهديفا فإن هذا الاهتمام قد تجاوزها ليصل إلى أوروبا وإلى فرنسا تحديدا من خلال نجمها المتألق بلاتيني الذي قدم نفسه بنفحات برازيلية وسحر فرنسي فكان صانعا مميزا للألعاب وهدافا من الطراز النادر بالرأس والقدم بدليل أنه واصل إبهاره وتوج بالكرة البرونزية عامي 1977 و1980 واحتكر الكرة الذهبية عامي 1983و1984 ، بلاتيني لعب أكثر من 50 مباراة دولية تجاوزت أهدافه خلالها 40هدفا، وخلال مسيرته الكروية المتميزة هذه لعب لنادي سان إتيان وفاز معه بلقب الدوري الفرنسي ثم شارك مع منتخبه في مونديالي 1982و1986 وسبق له أن بدأ مبارياته الدولية عام 1976 وواصل تألقه على صعيد الأندية فلعب لجوفنتوس الإيطالي وتوج معه بلقب كأس ودوري إيطاليا كما وصل معه لنهائي أندية أوروبا أبطال الكؤوس وتوج بكأسها ونال لقب هداف الدوري الإيطالي لموسمين متتاليين وقاد منتخب بلاده للتتويج بكأس أمم أوروبا عام 1984 ونال لقب الهداف بنهايتها برصيد 9 أهداف سجلها في 5 مباريات .
السحر مع ما رادونا
عاد قميص هذا الرقم إلى أمريكا الجنوبية ليسحر العالم من جديد ولكن هذه المرة ليس في البرازيل وإنما في الأرجنتين وفيها أضاف مارادونا طابع السحر لهذا الرقم، لم لا وهو صاحب الهدف الأسطوري الذي سجله في مرمى إنجلترا بالمكسيك بعد أن تخطى مسافة 60 مترا بأقل من 11 ثانية وتجاوز 4 منافسين ثم حارس المرمى وسجل أغلى هدف له، وسبق له أن سجل هدف منتخبه الأول على إنجلترا أيضا وبموجب هذين الهدفين فازت الأرجنتين على عدوتها السياسية اللدود إنجلترا 2/1 وأذلتها، وكان مارادونا قد سجل لمنتخبه بهذا المونديال 5 أهداف وصنع 8 أهداف وغابت لمساته الساحرة عن هدف واحد وبتألقه توجت الأرجنتين بلقب كأس العالم 86 وبنهايتها نال لقب أفضل لاعب فيها وكانت مسيرة هذا اللاعب الدولية قد بدأت في كأس العالم للشباب التي استضافتها طوكيو عام 1979 وسبق له أن لعب لأندية ارجنينوس جونيورز وبوكا جونيور ثم احترف في أوروبا ليلعب في إسبانيا لبرشلونة لقاء 8 ملايين وثلاثمائة ألف دولار، وشهد عام 1984انتقاله لإيطاليا حيث لعب لنادي نابولي، بقي أن نذكر أن مارادونا اعتزل اللعب مبكرا، ومنحه الاتحاد الدولي جائزة أفضل لاعبي القرن مناصفة مع البرازيلي بيليه لكنه رفضها.
الذكاء مع زيدان
في فرنسا ظهر نجم اللاعب المتألق والذكي جزائري الأصل فرنسي الجنسية زين الدين زيدان الذي كان بيضة القبان بالمنتخب الفرنسي حيث أعطى هذا الرقم المزيد من السحر، تراه يسيطر على الكرة وكأنها ملتصقة بقدميه، صاحب كونترول رائع عليها يحميها بجسده بطريقة فريدة، كان مصغيا للنصائح يستمع ولا يتحدث إلا قليلا وطيبا، بالتعامل مثالا للاعب المقاتل، كان يتمتع بمراقبة ذكية للكرة فيأخذ مكانا رائعا داخل الملعب، قال عنه زيكو إنه ذكي وواع وبسيط وهو يعتبر من أفضل اللاعبين في العالم، حمل الرقم 8 في بداياته ثم تحول للرقم 5 مع ريال مدريد ومع المنتخب الفرنسي استقر على الرقم 10 ، ولد زيدان في 23/6/1972 في مدينة مرسيليا الفرنسية، سحر زملاءه الصغار بتقنيته المتميزة، لعب لنادي صغير اسمه لافوريستا وشهد عام 1981التحاقه بناشئي سانت هنري تحت إشراف المدرب الفرنسي فرانسيس كولادو، وشهد عام 1988 انتقاله لنادي كان ليلعب بالفريق الأول ومعه كانت له 71 مباراة سجل خلالها6أهداف وشهد عام 1992إنتقاله لبوردو ومعه كانت له أول مباراة احترافية في حياته وكانت ضد نانت وانتهت بالتعادل الايجابي 1/1، ومع هذا الفريق استطاع أن يثبت ذاته ويتفوق ويؤكد حضوره الجيد في المناسبات الكبيرة ومنها كأس أندية أوروبا ومعه لعب 176 مباراة سجل بنهايتها 39هدفا وفي عام 1996 لعب معه في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي وعندما أتته الفرصة للاحتراف بالدوري الإيطالي لم يتردد ومع جوفنتوس كانت مشاركته بخمسة مواسم منحته التوازن واللياقة البدنية العالية فلعب معه 212 مباراة سجل خلالها 31 هدفاً فتألق معه وساهم بتتويجه بلقب كأس أندية أوروبا لموسمي 1996و1997 كما توج معه بلقب الدوري الايطالي وكأس السوبر عام 1998 وفي نفس العام منحته مجلة فرانتس فوتبول الكرة الذهبية وفي عام 2000كان أفضل لاعب في العالم ومع انتقاله إلى إسبانيا وإلى النادي الملكي الساعي إلى المجد كانت له المشاركة في 5 مواسم من عام 2001حتى 2006 ومع الريال بات يلعب لأجل المتعة وتحقيق الفوز فلعب معه 228 مباراة سجل خلالها 50هدفا ومعه حقق كأس السوبر الإسباني عام 2001 وكأس دوري أبطال أوروبا عام 2002وسجل معه هدفه التاريخي الشهير في المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في مرمى الفريق الألماني ليفركوزن من خارج منطقة الجزاء وكان ظهره للمرمى حيث لم ينتظر حتى تلمس الكرة الأرض ولعبها على الماشي بمقص الحارس الألماني، وشهد عام 2003تتويجه مع فريقه الريال بكأس إسبانيا وبلقب الدوري الإسباني وبنفس العام اختير كأفضل لاعب في العالم حسب تصنيف الفيفا، وعلى صعيد المنتخب الوطني الفرنسي كانت بداياته مع الديوك في مباراتهم ضد جمهورية التشيك عام 1994 عندما سجل هدفين فاز بهما منتخبه وعلى مدار 10 سنوات بصم قميص هذا الرقم ممثلاً بزيدان مع المنتخب الفرنسي فأبدع وأمتع ولعب 93مباراة دولية وأحرز الثلاثية الخالدة وهي كأس أمم أوروبا عام 1996 وكأس العالم عام 1998 وكأس العالم للقارات عام 2001، وتوج مع منتخبه بلقب الوصيف بمونديال ألمانيا عام 2006 وبنهايته انتهت حيات الكروية.
عودة السحر مع ميسي
عاد قميص هذا الرقم ليتألق من جديد بعد غياب دام سنوات عدة بعد اعتزال زيدان، لكن هذه المرة ليس في البرازيل أو فرنسا وإنما في إسبانيا ومع منتخب الأرجنتين التي قدمت للعالم فتاها الذهبي ليونيل ميسي الذي ولد في مدينة روزاريو الأرجنتينية عام 1987 يوم 24 يونيو بدأ بممارسته للعبة وهو في سن الخامسة وعندما بلغ سن العاشرة من عمره كان طوله لا يتجاوز المتر و11 سم نتيجة لنقص الهرمونات في جسمه وشهد عام 2000 تقديمه للنادي الكاتالوني برشلونة فأعجب به مسؤولو هذا النادي العريق فكان الاتفاق بين والده وإدارة النادي على علاج ميسي وشهد عام 2004/2005 تألقه في أول مباراة يلعبها بفئة الشباب وهذا ما دفع بالفنيين لإشراكه بأول مباراة مع الفريق الأول بالدوري الإسباني الممتاز عام 2004وكانت ضد نادي الباسيطي يوم 16 أكتوبر وكان عمره آنذاك 17عاما وخلالها سجل هدفه الرسمي الأول بالدوري الإسباني بعد تلقيه تمريرة رونالد ينيو الرائعة وشهد موسم 2007 استمرارية تألقه وحجز مكانه كأساسي" في نادي البارسا وفي 10مارس تمكن من إنقاذ برشلونة من هزيمة محققة أمام غريمه التقليدي اللدود النادي الملكي عندما تمكن من دك مرمى خصمه بثلاثية رائعة أدهشت الجميع خرج برشلونة بموجبها متعادلا 3/3 وشهد يوم 18 أبريل من نفس العام تسجيله هدفا تاريخيا شبيها بهدف مارادونا بمرمى الانجليز وكان بمرمى خيتافي ضمن إطار الدور نصف النهائي لكأس الملك الإسباني .
شارك ميسي في أول مباراة دولية مع المنتخب الأرجنتيني ولم يلعب فيها سوى دقيقتين أمام المجر يوم 17/8/2005 ومع منتخب التانجو عندما دخل كبديل في الدقيقة 63 نتيجة لطرده لأنه ضرب بكوعه أحد اللاعبين المجريين وسجل ميسي 13هدفا خلال 43مباراة دولية لعبها، أما أجمل مبارياته فكانت أمام الجزائر وسجل خلالها هدفين في مدينة برشلونة عام 2007 وفازت حينها الأرجنتين 4/3 ، ولأن السحر والإبهار أصبحا من أبرز صفاته فقد كان موسم 2008/2009 الأفضل تألقا وعطاء بالنسبة للفتى الذهبي عندما سجل العديد من الأهداف الحاسمة ومرر العديد من الكرات القاتلة في الدوري الإسباني ومن منا لا يذكر مباراة برشلونة مع الريال التي فاز بها البرشا 6/2 وكان نصيبه ميسي منها هدفين رائعين، واستمر هذا الفتى في تألقه لكن هذه المرة بدوري أبطال أوروبا حيث ظهر سحره وسلاسة استحواذه واختراقاته الرائعة المخيفة لدفاعات الخصوم لذلك شاهدناه وقد أبدع وأمتع وسجل أهدافا متميزة نال بموجبها لقب الهداف كما نال لقب أفضل لاعب في البطولة وظهر ذلك واضحا على وجه الخصوص في المباراة النهائية عندما سجل هدف فريقه الثاني الرأسي في مرمى فان دير سار حارس مرمى مانشستر يونايتد، ومع منتخب التانجو كان لهذا الفتى الذهبي حضور متألق عام 2005في هولندا في نهائيات كأس العالم للشباب حيث قاد منتخبه للتتويج بلقب هذه البطولة مما دفع المدرب بيكرمان لاستدعائه للمنتخب الأول فشارك معه في مونديال ألمانيا 2006 لكن بيكرمان لم يتجرأ ويزج به أساسيا، كما شارك مع منتخبه في مسابقة كوبا أمريكا ومع المنتخب الأولمبي الأرجنتيني الذي توج بالميدالية الذهبية ونال ميسي حينها لقب أفضل لاعب بمسابقة الكرة الأولمبية في بكين عام 2008 وبلقب ثاني أفضل لاعب في العالم حسب مجلة فرانس فوتبول وثاني أفضل لاعب في العالم حسب الاتحاد الدولي الفيفا سنة 2007و2008 وأخيرا" فاز بالكرة الذهبية العام الماضي 2009 متفوقا" على البرتغالي رونالدو لاعب مانشستر يونايتد وغيره من اللاعبين المتميزين، يتمتع ميسي بكونترول متميز على الكرة ويتصف بتمريراته الحاسمة ولعبه للكرة بكلتي القدمين وتسجيله الأهداف بالرأس ولأنه صغير العمر لم يتجاوز ال23عاما" فإن العالم ينظر لهذا اللاعب بأنه قادم وبقوة، لم لا وهو الذي اكتسح الألقاب ونال الإعجاب وتوج عام 2009 نجم نجوم العالم دون منازع ولا ينقصه سوى التتويج بكأس العالم مع منتخب الأرجنتينن ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل ينحني العالم أمام سحر وإبداعات هذا الفتى الذهبي مستقبلا"..؟
ماذا قالوا عن ميسي..؟
قال مارادونا: أنا أرى نفسي من جديد في ميسي إنه أفضل لاعب على الإطلاق حاليا، أما يوهان كرويف النجم الهولندي فقال: ما يقوم به ميسي يشبه الخيال إنه يدهشك بألعابه ويجعلك تتساءل كيف... إنه ساحر حقيقي، أما مدير برشلونة الرياضي بيغير ستاين فقال: طالما لدينا لاعب في برشلونة مثل ميسي فلا يجب علينا أن نقلق لأن البطولات لن تتركنا أبدأ، أما جوارديولا مدرب برشلونة فقال: لم أشاهد في حياتي مثل ميسي وربما لن أشاهد أبدا. بدورها صحيفة موندو الكاتالونية قالت بعد فوز ميسي مع البارشا بكأس العالم للأندية: لا بيليه ولا مارادونا ولا دي ستيفانو، ميسي هو الأفضل وقالت صحيفة بولا البرتغالية: إن العالم الكروي بيد ميسي وبرشلونة هو الزعيم بفضل ميسي .
البقية المميزون
بعد هذا الشرح المسهب عن عباقرة الرقم 10 في العالم وهم بيليه ومارادونا وزيكو وبلاتيني وزيدان وميسي لابد لنا أن نقف مع بقية اللاعبين المتميزين الذين حملوه وبصموا وأمتعوا فكان في البرازيل ريفيلينو وسيلفا وريفالدو وحاليا رونالدينيو وروبينيو، وفي الأرجنتين كان كمبس وفيرون، وفي ألمانيا رومينيغة وماتيوس وأورجواي روبن باز وفي انجلترا لينيكر ومايكل أوين وحاليا روني، وفي أيرلندا روبي كينن وفي البرتغال لويس فيغو وفي فرنسا الجزائري الأصل زين الدين زيدان وفي ايطاليا كان باجيو وتوتي، وفي السويد كان ابراهيموفتش لاعب البرشا وفي هولندا كلويفرت وحاليا نيستلروي وفي رومانيا حاجي، وفي الولايات المتحدة كان كلاوديو يوريا وفي الكاميرون كان باتريك مبوما.
عربيا:
حمل قميص هذا الرقم في مصر حمدي نوح ومسعد نور ومحمود الخطيب وحاليا عماد متعب، وفي سوريا نبيل نانو ومروان مدراتي و حاليا فراس الخطيب وعبدالرزاق الحسين، وفي قطر كان مبارك سالم ومحمود صوفي، وفي الكويت كان عبد العزيز العنبري، وفي البحرين يوسف السبيعي، والسودان مصطفى النقر، ومن الجزائر كان بلومي وماروك، ومن الإمارات كان عدنان الطلياني وحاليا إسماعيل مطر، ومن العراق كان حسين سعيد، ومن السعـودية كان فهد المصيبيح وسعيد العويران، وآسيويا: كان الإيراني علي دائي واليابانيان أوكاتا وناكومورا
الرقم 10هل فقد سحره أم توازنه
بعد هذا السرد لنجوم قميص الرقم 10 يطرح نفسه السؤال التالي: هل صحيح أن هذا الرقم فقد سحره وألقه ....؟
الاتحاد الأرجنتيني قالها صراحة إنه فعلا فقد سحره بعد اعتزال مارادونا وحاول ترجمة الأقوال إلى أفعال عندما ألغى هذا الرقم مؤقتا من عداد قمصانه، وقال الاتحاد الأرجنتيني في بيانه مبررا إن اللاعب الأسطورة قد لا يتكرر ولأن ظاهرة الفتى الذهبي قد لا تتكرر أيضا فإننا نقترح إلغاء قميص هذا الرقم من سجلات الكرة الأرجنتينية، لكن الفيفا رفض هذا الاقتراح فكان هذا الإلغاء مؤقتا حتى نهاية مونديال ألمانيا 2006، لكنه عاد ومنح هذا القميص لفتاه الذهبي الساحر ميسي بينما وجد وزير الرياضة البرازيلي السابق زيكو أن الكرة تغيرت اليوم وأن اللاعب الذي يجب أن يحمل الرقم 10 يجب أن يكون الأفضل لكنه لن يكون كما كان عليه من مستوى فني رائع مثل بيليه ومارادونا لكن السؤال الذي يطرح نفسه هل غير زيكو نظرته بعد ظهور الفتى الذهبي الجديد ميسي..؟ لا ندري .
استنتاج وتساؤل منطقي
وبمناقشة منطقية أخيرة لهذا السؤال نستنتج أن الرقم10 فقد سحره فعلا بالسنوات الماضية لكنه لم يفقد بريقه وتوازنه ومازال يوجد العديد من النجوم الدوليين الذين يحملونه وأبرزهم على الإطلاق الأرجنتيني لاعب برشلونة الفتى الذهبي ليونيل ميسي وقبل ذلك كان المتألق زين الدين زيدان الذي قال عنه زيكو إنه مراوغ وذكي ويعتبر قبل اعتزاله من أروع اللاعبين في العالم، لكن ميسي شيء آخر فهو لاعب صغير العمر 23عاما، الطريق أمامه سالكة للمزيد من التألق فهو موهوب يحمل لمسات مارادونا وتمريرات بلاتيني وتسديدات زيكو ورأسيات بيليه وذكاء زيدان ولا ينقصه شيء حتى يدخل التاريخ الكروي من أوسع أبوابه سوى التتويج مع المنتخب الأرجنتيني بكأس العالم القادمة وبكأس كوبا أمريكا، وأعتقد أن هذين الأمرين ليسا بعيدين وأننا في قادم الأيام لابد أن نشاهد أن هذا الصغير قد صار كبيرا، فتألق وسحر عيون عشاق اللعبة كما فعل بيليه ومارادونا وزيدان وحينها لابد أن نرفع القبعة احتراما لهذا الفتى الذهبي الساحر الجديد والموهوب القادم.