المطالبة بتجديد دماء التحكيم الفلسطيني
رام الله- محمود السقا/ ارتفعت اصوات عديدة مطالبة بالعمل على تقليل منسوب الأخطاء، التي يرتكبها الحكام، والتي بدأت تتراكم شيئاً فشيئاً، ما دفع العديد من مدربي الفرق الى ايصال اصواتهم لاتحاد الكرة ولجنة الحكام المركزية برئاسة عضو الاتحاد، محمد ابو سرور.
وتضاعفت موجة المطالبين بالوقوف على اداء الحكام، في اعقاب الأخطاء الجسيمة، التي تم ارتكابها في منافسات بطولة النائب المرحوم اكرم الهيموني التنشيطية، ونظمها بنجاح كبير شباب الخليل، وفاز ببطولتها فريق الامعري، وتخللها بعض الأخطاء التحكيمية، وهناك من اشار الى ان مثل هذه الأخطاء مرفوضة ولا يمكن التزام الصمت حيالها في منافسات اياب الدوري المقررة في الثامن عشر من الشهر الجاري، لأنها مصيرية، ولا تحمل اي خطأ على الاطلاق.
ويعاني التحكيم الفلسطيني من غياب عنصر الشباب لأسباب متعددة لا مجال لذكرها، وظلت اطقم الحكام السابقة على حالها من دون حقنها بالدماء الجديدة، وكان من الطبيعي ان ينعكس ذلك، بالسلب، على سير المنافسات، خصوصاً وان اعمار السواد الأعظم من الحكام تجاوز الخامسة والاربعين عاما.
رصد الظاهرة
رصدنا ردود افعال المهتمين والمتابعين وبعض مدربي الفرق وتفاوتت الاراء، لكن اتفق الجميع على ضرورة الزج بالعنصر الشبابي كي يأخذ دوره حتى وان كان يفتقد للخبرة، وهذا ما عبر عنه رئيس دائرة الحكام في اتحاد الكرة، محمد ابو سرور، الذي قال: الأخطاء واردة في عالم التحكيم، وتقع حتى في البلدان الأكثر تطوراً ونهوضاً في عالم الكرة والأمثلة متعددة ولا حصر لها.
ادرك حساسية الموقف بالنسبة للفرق سواء، التي تتطلع للمنافسة على كأس الدوري او التي تسعى جاهدة لتفادي الهبوط.
لقد اقمنا دورات متعددة للحكام، واستقطبنا خمسين حكماً، كلهم من خريجي كليات التربية الرياضية، لكننا لا نستطيع المغامرة والزج بهم لقيادة منافسات الدوري، وقد فضلنا ان يقودوا لقاءات البطولات الاتحادية الرسمية، التي يعتزم اتحاد الكرة اطلاقها خلال الشهر الجاري.
اؤكد للجميع ان خمسة عشر طاقماً من الحكام الشباب سيكونون جاهزين خلال موسمين.
الحل الأمثل
يرى عبدالفتاح عرار، مدرب فريق واد النيص، ان الحل الأمثل للتقليل من منسوب اخطاء الحكام استخدام مبدأ الثواب والعقاب، وتساءل لماذا لا تتم معاقبة المخطىء؟
وقال: ان حجم الأخطاء مرشح للزيادة بسبب تقدم الحكام الحاليين في العمر، ولفت الى ضرورة اختيار الحكام المناسبين للقاءات الحساسة.
مهيوب الصادق حكم دولي مساعد، وهو من الحكام المتميزين في الدوري قال: لقد بادرت الى ترجمة القانون الصادر عن الفيفا لعامي 2009 – 2010، وقد اوعز رئيس الاتحاد بطباعته، لكنه ما زال حبيس الأدراج.
واكد انه مثلما يحتاج اللاعب الى تدريب متواصل كي يحافظ على لياقته البدنية وحضوره، فان الحكم لا يختلف عن اللاعب في هذا الجانب، يضاف الى ذلك التوسع في دورات الصقل والتبصير بالقانون وبمواده السبع عشرة، وبالوقوف على جهوزية الحكام، وهذا ما يبادر اليه الفيفا قبل كأس العالم حيث يخضع الحكام الى اقامة دورتين قبل ثلاثة اشهر وقبل شهر من الحدث العالمي، كي يقف عن كثب على جاهزية الحكام، ومن المهم ان نتبع هذا النهج في فلسطين.
وحذر مهيوب الصادق من الزج بالحكام المستجدين لقيادة منافسات الدوري، وفضّل ان يقودوا لقاءات بطولات الدوري للفرق المساندة وتعيين مراقب فني لهم.
برنامج تلفزيوني
وذهب مدرب الامعري غسان البلعاوي الى ابعد من ذلك عندما طالب التلفزيون الرسمي في فلسطين ان يخصص برنامجاً اسبوعياً يرصد من خلاله اخطاء الحكام، ويستعين بخبير في التحكيم من اجل شرح الاخطاء، التي وصفها بالقاتلة، وراهن ان مثل هذه الخطوة ستقلل من منسوب الأخطاء بنسبة قد تصل الى 90%.