الرجوب سيكرم فرسان الآولمبي الفلسطيني قريبا
رام الله- محمود السقا/ ما زال الفوز، الذي انجزه منتخب الكرة الأولمبي على نظيره الاردني حديث الشارع الكروي، بالنظر الى اهميته وقيمته المعنوية وانعكاساته على الكرة الفلسطينية، التي اضحت تتلمس دروب النجاح والنهوض والاصرار على التطور.
وتفاوتت ردود افعال الرياضيين، أكانوا من الساحة المحلية، او الاردنية، ففي حين التزم رئيس اتحاد الكرة اللواء جبريل الرجوب بتكريم خاص لفرسان الاولمبي يليق بما انجزوه على صعيد الكرة الفلسطينية، فان محمود الجوهري المستشار الرياضي لصاحب السمو الملكي الامير علي بن الحسين، اكد على مضي الكرة الفلسطينية قدما الى الامام وهذا ما وافقه عليه المدير الفني للمنتخب الاردني، علاء نبيل الذي قال: ان الاولمبي الفلسطيني فرض اسلوبه في الملعب، وقد نجح في ذلك، بينما اجمعت الصحافة الاردنية ان الاخطاء الدفاعية هي التي تسببت بخسارة منتخب بلادها.
تكريم خاص
وقال الرجوب: ان تكريما خاصا سيصار الى اقامته في ارض الوطن في وقت لاحق، وسيليق بحجم ما تحقق، اكان من خلال الفوز على الاردن او الاداء الطيب امام الاولمبي التونسي رغم الخسارة بثلاثة اهداف دون رد في ملعب الشهيد فيصل الحسيني.
واكد ان القاعدة التي يستند اليها اتحاد الكرة في تعاطيه مع اي منجز يتمحور حول الشعار القائل: لكل مجتهد نصيب، وقد اجتهد لاعبو الاولمبي وبذلوا من الجهد والعطاء ما جعلهم يتحالفون مع النصر والذي ما كان له ان يتحقق لولا الاداء الرجولي الحقيقي الذي رسخه اللاعبون، مجتمعون، على ارض الميدان وافرز نتيجة غير مسبوقة في تاريخ الكرة الفلسطينية.
واشار الى ان الكرة الفلسطينية انطلقت، ونحن راضون عما حصل لكننا نحتاج الى المزيد من العطاء والانجاز، كي نعيد الهيبة والوقار الى الكرة الفلسطينية بحسبانها السباقة على مستوى الوطن العربي، جنبا الى جنب مع الكرة المصرية.
واختتم حديثه قائلا: لقد ساهم الجميع في الفوز، الطاقم الفني والاداري والاعلام والاسرة الكروية، وهذه رسالة ينبغي استثمارها بحيث يتعين على الفرق ان تنتصر الى المنتخبات الوطنية من خلال اللعب النظيف، والبذل والعطاء، ونبذ الشغب، ومحاصرة كل من يحاول النزوع باتجاهه.
سليم شيبوب يبارك
وحرص السيد سليم شيبوب رئيس اللجنة الاولمبية التونسية، وعضو المكتب التنفيذي السابق في الفيفا بالرجوب، وبارك انجاز الاولمبي الفلسطيني وقال: ان الاولمبي الاردني منتخب عتيد مشيرا الى ان الكرة الاردنية نهضت وتطورت والفوز على الاولمبي الاردني معناه: ان الكرة الفلسطينية ماضية في الطريق الصحيح، والمفضية حتما الى المزيد من النجاحات.
بداية انبعاث
وعبرت ادارة بعثة الاولمبي عن كامل سعادتها وغبطتها في اعقاب الفوز، واعتبر السيد محمد ابو حلتم رئيس البعثة وعضو اتحاد الكرة ان ما تحقق سيكون بداية انبعاث للمنتخبات الوطنية، مشيرا الى ان الفوز يدفعنا كقائمين على لجنة المنتخبات كي نضاعف الجهود من اجل مراكمة هذا الانجاز والبناء عليه، وهو ما سيحدث في امد قريب.
واكد ان الخطوات المقبلة ستكون عبارة عن الشروع في الاعتماد على اللاعبين من مواليد العام 1989 كي يشكلوا النواة الحقيقية للمنتخب الاولمبي.
في الاطار ذاته رقص اللاعبون نشوة وفرحا وابتهاجا وهم يرددون: بالروح بالدم نفديك يا فلسطين، وشارك اللاعبين ابتهاجهم المدير الفني موسى بزاز وطاقمه المساعد والكادر التدريبي وكافة افراد البعثة.
الصحافة الاردنية والاولمبي
وتفاعلت وسائل الاعلام المختلفة في الاردن الشقيق مع الحدث، من خلال مواكبة اللقاء وتغطية وتحليل كافة تفاصيله، والوقوف عن كثب على نقاط القوة والضعف في الاولمبي الاردني، لأن المسؤولين يعولون عليه كثيرا، خصوصا في التصفيات التمهيدية للاولمبياد الدولي المقرر في لندن العام 2012 فضلا عن اعلان الاشقاء بشكل واضح وصريح ان منتخبهم الاولمبي سيكون النواة الصلبة للمنتخب الاول.
واجمعت معظم وسائل الاعلام الاردنية ان الخسارة يتحمل اوزارها المدافعين وعنونت جريدة الرأي الاوسع انتشارا: "فلسطين تتفوق باخطاء دفاعية".
واشارت الى غياب التنظيم والانضباط في المنتخب الاولمبي فضلا عن انعدام التركيز.
الجوهري يفند الاسباب
وطبقا للمعلومات، غير المؤكدة، والمستقاة من اروقة ملعب المباراة، فان الجوهري همس في اذن القائمين على المنتخب الاردني قبل اللقاء وهما: علاء نبيل المدير الفني وخالد ابو العوض المدرب العام قائلا: اذا فاز الاولمبي الاردني بثلاثة اهداف، فان من المهم افساح المجال امام الاولمبي الفلسطيني كي يسجل هدفا.
ومن المؤكد فانه لم يدر في خلد الجوهري ان رد فلسطين كان عبارة عن تحقيق فوز قوامه: هدفان مقابل هدف.
وعلق الجوهري على اللقاء قائلا: لقد جاء طيبا في تفاصيله، وهو بالقطع تجربة مفيدة وقال: ان المنتخب الفلسطيني عاد ليثبت انه واعد وانه يسير في الطريق الصحيح، ولم يخف اعجابه بالعديد من عناصر المنتخب الفلسطيني، لا سيما الذي سبق له واستضاف الاردن في الخليل في وقت سابق لمناسبة افتتاح ملعب الحسين بن علي مشيرا الى ان ذلك اللقاء كان ينطوي على فواصل فنية مثيرة، والتي كان محورها اللاعب سليمان العبيد، صاحب المهارات الرفيعة، واكد ان المنتخب الذي لعب معه في الخليل كان الاكثر ديناميكية ونجاعة من المنتخب الحالي، لكنه اثنى على اداء المنتخب الحالي ولفت الى ان اللاعب الفلسطيني مقاتل في الملعب، وهذه الميزة قلما تتوفر في العديد من المنتخبات العربية.
علاء نبيل: رب ضارة نافعة
ورغم امتعاضه من الخسارة الا ان المدير الفني للاولمبي الاردني، علاء نبيل، وهو مصري الجنسية، قال بما معناه: رب ضارة نافعة، مشيرا الى ان الخسارة غير المتوقعة التي مني بها فريقه قد تكون افضل درس له كي يتعلم من اخطائه التي رسخها فوق الميدان.
ووافق علاء نبيل الجوهري فيما ذهب اليه بالنسبة لأفضلية المنتخب الفلسطيني الذي لعب في الخليل عن الحالي، واكد ان تلك التجربة كانت ناجحة بكل المقاييس ومثيرة ايضا.
واعتبر ان فريقه واعد ويسير في الاتجاه الصحيح، وقال: ان هناك اخطاء حدثت ولا انكرها وسنعمل على تلافيها والتي ما كان لها ان تظهر وتبرز لولا اقامة مثل هذه اللقاءات.
وشدد ان الاولمبي الاردني في حال استعداد دائم وانه يتلقى جرعتين تدريبيتين يوميا من اجل الابقاء على جاهزيته.
وردا على سؤال ما اذا كان استعد للقاء فلسطين قال: لقد دخلنا في معسكر تدريبي قبل الحدث بأحد عشر يوما.
حفل عشاء وتبادل الهدايا
واقام اتحاد الكرة الاردني حفل عشاء حاشدا في مدينة الحسين للشباب، حضره محمد عليان ممثلا لصاحب السمو الملكي الامير علي بن الحسين وامين سر الاتحاد الاردني، واحمد قطيشات، المدير الاداري السابق للمنتخبات الاردنية.
ونقل السيد محمد عليان تحيات الامير علي لرئيس اتحاد الكرة الفلسطيني، اللواء الرجوب، بالاضافة الى حرصه على تواصل الزيارات المتبادلة بين منتخبات وفرق البلدين، بهدف الاستفادة المتبادلة، وتأكيدا لخصوصية العلاقة.
واثنى محمد عليان على الروح القتالية التي يتمتع بها اللاعب الفلسطيني واصراره على الرقي بآدائه خصوصا في ظل انتظام البطولات الرسمية.
وتم على هامش الاحتفال توزيع الهدايا التذكارية على البعثة الفلسطينية، وكان هناك تكريم خاص للرجوب الذي قدم بدوره هدية تذكارية.