رام الله - خالد عمار/ نظم نادي هواة السيارات القديمة رحلة بالسيارات القديمة من طراز فولكس فاجن خنفساء أو كما تعرف بالصرصور في فلسطين بمشاركة العشرات من عشاق هذه الهواية المتميزه .

و انطلقت الرحلة من شارع الارسال في رام الله بعد تجمع السيارات وتسجيلها ومعاينتها من قبل المختصين, وواصلت طريقها عبر بلدة بيرزيت حيث الريف الفلسطيني بكل جماله تكسوه حقول الزيتون وموسم القطف الذي يتحول الى عرس تراثي يشارك فيه جميع الاسرة ، ليضيف لهذا الحدث المار في احضان الطبيعة روعة ومتعة لا توصف كللتها التواصل العفوي بين المشاركين بسياراتهم والمزارعين الذين لوحو للموكب وأزالوا جزءً من التعب في ذلك النهار الخريفي الحار على غير العادة .

وأسهمت الالوان المختلفة للسيارات المشاركة ذات سنوات الانتاج التي تراوحت ما بين الستينات و السبعينات في روعة الصورة واضفت للمشهد رونقاً ونكهةً خاصة على طول الطريق المزركشه بجمال القرى والبلدات المتصلة بحقول الزيتون والحنظة والازهار خيرات الارض المباركة وصولا ً الى مدينة نابلس العريقة .

لقد كان الموكب عرساً فلسطينياً بكل معنى الكلمة ، الناس والريف والسيارات القديمة المشاركة وحتى المسافرة على الطريق انخرطت في هذه الفعالية بدون سابق انذار ، فكثير من السيارات قدمت التحية بطريقتها اما بالاضاءة او بالزامور لتدخل البهجة والسرور الى القلوب .

وعند حوارة انضمم للموكب ثلاث سيارات مشاركة من القدس وسلفيت و رام الله واثناء عبور الحاجز العسكري الاسرائيلي الجاثم على مدخل البلدة قام جنود الاحتلال باحتجاز بطاقات الهوية للمشاركين و ايقافهم وتأخيرهم بحجج مختلفة ، كعادة الاحتلال لم يعجبه اننا شعب يحب الحياة و ان في فلسطين فيها هذا النوع من الأندية و الرياضة التي تتواصل مع جغرافيا الوطن كما هو الحال في العالم كافة .

ويواصل المشاركون سردهم لهذه الرحلة قائلين " بعد عناء وجدال مع جنود الاحتلال تمكنا من مواصلة الرحلة حتى دخلنا نابلس فكان في استقبالنا عدد من السيارات المشاركة التي انضمت للموكب وزادت من زخم الحدث ، فقمنا بجولة صباحية في شوارع المدينة وشاهدنا المرور الذين ابدو اعجابهم بالرحلة والحدث وكل ما يتعلق به , وزرنا الاحياء القديمة وانضم الينا مجموعة اخرى من السيارات لنقف على قمة جبال نابلس لنشاهد المدينة شامخة ببنائها القديم الحديث وعراقتها الاصيلة ، وخطفنا المشهد الى عمق الطبيعة باصوات الطيور التي ترقص في سماء المكان وتتحفنا باصواتها الشديه ، ليسرقك البصر الى الغرب البعيد حيث يأسرك ساحل البحر الابيض المتوسط كمرآة تعكس ضوءها بدفء وحنان وكأنه يدعوك للاستلقاء والسكينة بعد عناء التعب .

وفي ساعات المساء زاد عدد المشاركين بعد انضمام سيارات قديمة من مختلف ارجاء الشمال ليتجه الموكب الى قلب المدينة وسط تشجيع من المواطنين الذين اصطفوا على جانبي الطريق وهم يراقبون عرساً امتزجت فيه الصورة اللافتة مع تنوع الزمامير وتحية المشاركين ليشمل الاحتفال شارع عمان ومركز المدينة ورفيدا والبلدة القديمة والمخفية واطراف هذه المدينة التاريخية .

وقال هاني الفار عضو الهيئة الادارية لنادي هواة السيارات القديمة واحد المشاركين في الحدث ان الهدف من الرحلة هو وترسيخ وحدة الشعب و تعزيز اواصر المحبة بين هواة السيارات القديمة و الالتقاء بعشاق وهواة ومحبي هذه الهواية و دفع الجمهور لاحتضانها واظهار فلسطين على رأس المهتمين في المحافظة على التراث الانساني العظيم و أثبات ان السيارة القديمة حاضرة و قويّة في الشارع و انها قادرة على قطع المسافات بين المدن و الدول اذا وفرت لها الصيانة اللازمة.

واضاف ان المجموعة تتطلع الى تنظيم المزيد من الرحلات و الفعاليات عبر نادي هواة السيارات القديمة ليتم تغطية كافة المدن و المناطق الفلسطينية, وصولاً الى الدول المجاورة و حتى المشاركة في المعارض السنوية و الدولية للسيارات القديمة حول العالم.

وقال ان السيارة تعتبر قديمة اذا مّر على انتاجها ثلاثين عاما فاكثر وان نادي هواة السيارات القديمة قد حصل على التراخيص اللازمة لمباشرة عمله و سوف يعلن عن فتح باب العضوية قريباً من لاحصاء السيارات القديمة في فلسطين من اجل المساعدة في احياء العديد من هذه السيارات بالتعاون مع الجهات الحكومية و الخاصة و الدولية ، والعمل على اقرار قانون السيارات القديمة المطّبق في الدول المجاورة و الحصول على اعفاء جمركي و توفير قطع الغيار اللازمة لهذة السيارات, و العمل على احياء تاريخنا, فمن هذه السيارات من مرت عليها فترات مختلفة من الحكومات من الانتداب البريطاني حتى حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية ، فمن لا تاريخ له لا مستقبل له .

واوضح ان هذة الفعالية اقيمت تحت رعاية محلات الفار و كلاء أديداس و العديد من الماركات العالمية و كانت تحت شعار فولكس فاكن بيتل باص وباربيكيو.

وشكر الفار بلدية نابلس على التنسيق مع النادي لانجاح الرحلة عبر التنسيق مع الرتباط المدني و شرطة المرور و ادارة منتزه "سما نابلس " وجميع الذين ساهموا في هذا الانجاز .

جدير بالذكر ان قائمة اصحاب السيارات القديمة المشاركة ضمت كل من :

مصطفى السلال,عيسى عصفور,زهير صايج,عامر الجنيدي,فادي العاروري, امير الفار, زين صقر, ماركو بصير , هاني الفار, حسن ابو خضير , أحمد حجازي, معتزعاصي ،احمد عبد الصمد, عبد الباقي اسماعيل , ايهاب الشافعي, عمر الخياط, رياض صوالحة, حسام ابو قديم, ماهر شرف, فراس عبد النبي, د. مصطفى مقبول, وعدي دويكات.