لقاء الديربي المستكمل للجارين، يحسم بفوز باهت للثقافي الكرمي
رام الله- محمود السقا/ عزز فريق الثقافي الكرمي رصيده النقطي، فقفز الى اثنتي عشرة نقطة، ليتبوأ بذلك المركز الرابع على سلم ترتيب دوري الشهيد أبو علي مصطفى لأندية الدرجة الممتازة (أ)، اثر فوزه العادي، وربما الأقرب الى الباهت امام نظيره المركز بهدف من دون رد في اللقاء، الذي لم يكتمل، وجرى على ملعب قلقيلية، وتوقف وقتذاك عند الدقيقة الثامنة والثلاثين.
وبعد هذه الخسارة، فإن رصيد مركز طولكرم تجمد عند عشر نقاط، تبوأ بها المركز الخامس خلف جاره الثقافي الكرمي، الذي تقدم عليه على سلم الترتيب.
ورغم النقص العددي، الذي عانى منه المركز، الا ان لاعبيه ادوا ما عليهم، ووصلوا الى مرمى الثقافي وهددوه بالعديد من الفرص السانحة والخطيرة، لكن التسرع حال دون النيل من شباك الحارس فهد الفاخوري، الذي خرج مطرودا بالبطاقة الحمراء، اثر سلوك غير رياضي رسخه تجاه الجماهير.
وانطلقت المباراة من حيث انتهت، أي في الدقيقة (38)، وكان التهديد الاول لصالح الثقافي، كامل العدد، في حين لعب المركز بعشرة لاعبين، وجاء التهديد من خلال محمد ابو كشك، فغاص في عمق الصندوق وسدد، عن قرب، واطلق قذيفة هائلة تصدى لها ضرغام المسيمي بثبات وحضور يحسب له، ولم يطل رد المركز وكاد مصطفى كنعان يوقع اسمه على الهدف الاول حينما انفرد تماما بالمرمى، لكن المدافعين خلصوا الكرة من امامه.
ولعب الفريقان بحماس طاغ، وكان لاعبو المركز هم الاكثر حيوية ونشاطا، واختتمت الدقائق السبع الاولى بانفراد محمد ابو كشك مستغلا خطأ دفاعيا كاد يكلف كثيرا، لكن ضرغام المسيمي كان في يومه، وفي قوة حضوره، فأنقذ الموقف ببسالة حينما غادر مرماه في الوقت المناسب وافلح في قطع الكرة.
ولعب المركز معتمدا على اغلاق المنطقة الخلفية عن طريق محمد ومعمر سليم وكريم يوسف وثائر البناء وعمار كرسوع، وبدت ميمنة المركز الخلفية هي بوابة عبور الثقافي المفضلة، بسبب تلكؤ المساندة من وسط الميدان، وتحمل كرسوع عبئا مضاعفا جراء توالي التوغلات من جهته.
ولم تظهر في الدقائق العشر الاولى اية افضلية لاحد الفريقين، رغم النقص العددي لدى المركز، وعكس الطاقم التحكيمي مستوى طيباً وكان الدولي وليد الصالحي قريبا من الكرة وكانت قراراته متوازنة وحاسمة ومتعقلة.
وقام معن جمال بمجهود فردي مثير عندما تسلم الكرة من الخلف، وتوغل بها وعكسها عرضية لكن لم تجد من يترجمها، بفعل غياب الكثافة العددية.
واصر الثقافي على الدخول من العمق الدفاعي، في بعض الفترات، معتمدا على تدخلات محمد ابو كشك وسالم دروبي، وكان ينضم اليهما من الخلف عمار كبها وعلي فحماوي.
وكاد محمد ابو ليمون يوقع اسمه على الهدف الاول عندما استغل انكشاف ميسرة المركز واطلق كرة صاروخية ابدع ضرغام المسيمي في تحويلها الى ركنية.
وبرزت خطورة الثقافي من خلال الامساك بوسط الميدان وبناء هجمات منظمة ومنسقة، وفرض تفاضل عددي في الامام واستخدام الاطراف في الوصول الى مرمى المسيمي، لكن ما يؤخذ على اللاعبين البطء في الاداء، وعدم التفكير بتسريع وتائر اللعب، ومع ذلك فقد تخلخل خط المركز الخلفي بسبب الكرات العرضية والركنيات، التي كانت تحرج الحارس كثيرا، واجرى الثقافي تبديله الاول فخرج سالم دروبي وحل حسيب العلي بديلا له في خطوة لم ترق للاول.
وفي ظل الأفضلية النسبية التي فرضها الثقافي، كان المركز يلجأ الى خيار الكرات السريعة والمرتدة، واعتمد على سرعة معن جمال وانقضاض مصطفى كنعان الرجولي على الكرة، لكن دفاع الثقافي المكون من: اسامة ابو عليا وبرهان ابو شقرة وفراس متاني وعبد الله الطبال كان متيقظا لكل طارئ.
واضطر الصباح الى سحب محمد ابو ليمون، بسبب العقم الهجومي، الذي صبغ اداء فريقه، ودفع بورقة مأمون رجب، للاستفادة من خبرته في الحسم، ونزع لاعبو المركز باتجاه اللعب رجلاً لرجل، خصوصا لمفاتيح اللعب، للحد من خطورتهم وتدخلاتهم المفاجئة.
واغفل الثقافي لفترات طويلة الدخول من ميسرة المركز، واصر على البوابة المقابلة، وفي اول كرة عرضية من عمق الوسط تهادت الكرة امام ثلاثة مهاجمين من الثقافي واستمات المسيمي في الوصول اليها لكن محمد ابو كشك خطفها لأنه كان الاقرب اليها فوضعها بهدوء في الشباك، معلنا عن تقدم الثقافي.
واخرج الحكم البطاقة الحمراء في وجه الحارس فهد الفاخوري، بسبب السلوك غير الرياضي الذي عكسه تجاه الجماهير، ولعب مكانه جمال ابو سفاقة، وحل مكان محمد ابو كشك.
ومنح الحكم ست دقائق كوقت بدل ضائع، في ظل تكافؤ عدد اللاعبين وكان بمقدور معن جمال ان يحرز هدف التعادل اثر انفراد تام بالمرمى، لكنه تسرع فسدد من دون تركيز خارج المرمى، وجاء الدور على مصطفى كنعان فسدد كرة عادية وهو يواجه الحارس عند فوهة المرمى لينتهي اللقاء بهدف مقابل لا شيء للثقافي.
وعكس لاعبو الفريقين فيما بينهم روحا رياضية عالية ومسؤولية عالية في الانضباط، عندما أصروا على مصافحة بعضهم بعضا، في اشارة اكثر من رائعة وتنطوي على معان ودلائل نأمل بتكرارها لدى كافة فرقنا.
ادار اللقاء باقتدار: وليد الصالحي ساعده على الخطوط: مهيوب الصادق وحسين طقاطق وعمر دولت، راقبها: زايد ابو اسنينة