الممتازة أ: الثقافي الكرمي يدخل من بوابات البيرة المفتوحة من دون استئنذان
القدس- كتب محمود السقا- اسدلت الستارة يوم امس في ملعب الشهيد فيصل الحسيني على منافسات الجولة الخامسة لدوري اندية الدرجة الممتازة أ باجراء اخر لقاء، وجمع الثقافي الكرمي مع مؤسسة البيرة وانتهى ثقافيا بهدفين مقابل هدف.
سجل للثقافي: قائده الميداني، مهند عمر، ومأمون رجب، في حين استعان البيرة بالمدافع الفذ، نديم البرغوثي، من اجل احراز هدف حفظ ماء الوجه، رغم ان اللاعب يعاني من اصابة.
وقفز الثقافي على ضوء هذا الفوز الى المركز السادس برصيد ست نقاط من اربعة لقاءات في حين احتل البيرة ذيل اللائحة برصيد ثلاث نقاط جمعها من فوز يتيم على مركز طولكرم في مستهل الدوري.
واستحق البيرة الخسارة، لأنه كان الأضعف اداءً ما يستدعي وقفة جادة ومسؤولة وسريعة لاعادة ترتيب اوراق هذا الفريق، الذي كان حتى امد قريب من الفرق، التي يحسب لها حساب، نظرا لتكامل وانسجام خطوطه، وهذا ما يفتقد له في الوقت الراهن.
وغلف الحذر الواضح اداء الفريقين في البداية فانعكس ذلك بالسلب على الملعب فبدت التمريرات مقطوعة وغير مركزة والاداء رتيب للغاية، وحاول الثقافي الاستحواذ على وسط الملعب، معتمدا على مهند عمر ومنصور مصلح وعمار كبها ومحمد ابو ليمون.
واربعتهم حاول ايصال الكرة باتجاه الثنائي: محمد ابو كشك وانور الزغارنة في الأمام، لكن عودة محمد عبدالجواد الى خط الظهر المكون من: انور صدقي وسامر خضر وغسان فواقه، ساهم بتنظيف المنطقة اولا بأول فقد لعبوا بمبدأ السلامة العامة، لكن هذا النهج لم يدم طويلا.
وضغط البيرة ووصل الى مرمى فهد الفاخوري اكثر من مرة وهدده بشكل حقيقي عن طريق جبران الكحلة، الذي ضرب الخط الخلفي بحركة تحسب له، وعندما لمح الحارس يغادر مرماه ارسل الكرة كما يجب لكن الارض انشقت واخرجت من بطنها المدافع برهان ابو شقرة فطوح بالكرة وهي في طريقها الى الشباك كي تصافحها.
ورد الثقافي بهجمة خطرة وكان محورها محمد ابو ليمون فغاص في ميسرة البيرة ودخل المنطقة وجهز كرة خالصة لمحمد الزغارنة لكنه سقط ارضاً فتخلص المدافعون من الكرة قبل ان يستفحل خطرها، ورفض عبدالله الطبال، بعناد غريب، توقيع اسمه على هدف السبق عندما واجه الحارس عنان وليد وسدد في الفضاء الخارجي، في ظل بدء انفتاح دفاع البيرة، خصوصاً من البوابة اليسرى.
واوصل رجال وسط البيرة الكرة الى حسام برغوثي الرابض في المحور الأيمن، لكن غياب التفاضل العددي من جهة والمساندة الفعلية من الخلف كان يدفعه كي يعتمد على نفسه فكان من الطبيعي ان تذهب محاولاته، على قلتها، من دون تهديد لمرمى الثقافي المحصن باسامة ابو عليا وبرهان ابو شقرة وفراس متاني وعبدالله الطبال.
وبدت العاب الثقافي اكثر نضجا وانضباطا وخطورة، من خلال استخدام الاطراف لتفريغ مساحات وثغرات من اجل افساح المجال لعمار كبها ومنصور صالح ومحمد ابو ليمون لتهديد المرمى البيراوي وفرض تفاضل عددي في فنائه الخارجي.
وعاد جبران الكحلة فأطلق قذيفة هائلة من كرة ثابتة حولها بحضور فهد الفاخوري الى ركنية، ورد عبدالله الطبال بكرة بعيدة المدى، فكادت تغالط عنان وليد، بيد انه امسكها على دفعتين.
وبدا المهاجم "ياو" وكأنه يغرد خارج السرب، ولم يقم بشيء يستحق الذكر، وترجم مهند عمر ركلة ركنية الى هدف السبق عندما تصدى برأسه للكرة فعانقت الشباك معلنة عن الهدف الافتتاحي، ورفض اللاعب نفسه ان يهدد مرمى البيرة اثر انكشاف الدفاع وآثر تهيئة الكرة الى عمار كبها القادم من الخلف، لكن الاخير تباطأ وربما اصابته "اللخمة" فتمت السيطرة على الموقف، وسدد "ياو" كرة رأسية خجولة ولم يجد فهد الفاخوري عناء في الامساك بها.
وكانت اطراف البيرة الخلفية هي نقطة ضعف الفريق، وكانت مسرحا لألعاب الثقافي، ومنها انطلقت الكرات العرضية الساقطة والزاحفة، ولم يكن رجال خط المناورة، جبران الكحلة ووليد فارس وايمن ابو حلوة ورامي الرابي افضل حالا، بسبب البطء في التمرير احيانا والاخطاء الفادحة في عملية التسلم والتسليم.
وبدأ الفريقان الشوط الثاني بالنزوع الى اللعب المفتوح، فظهرت المساحات الواسعة في كافة ارجاء الملعب، وكان من السهل الوصول الى المرميين، وجازف المدرب ناصر سليم بالاعتماد على ثلاثة مدافعين فسهل ذلك من مهمة مهاجمي الثقافي، الذين هددوا المرمى البيراوي، مرارا وتكرارا، في حين زج بخمسة لاعبين في الوسط لامتلاك المنطقة، وكان هذا النهج على حساب الدفاع، الذي بدا مكشوفا للغاية ومن دون معالجة.
ومن اول لمسة له وقع مأمون رجب اسمه على الهدف الثاني للثقافي مستغلا ارتداد الكرة من الحارس عنان وليد إثر رأسية محمد ابو كشك فأكملها في قلب المرمى.
ولجأ البيرة الى ورقة التبديل مضطرا فسحب سامر خضر وحسام البرغوثي ووليد فارس وحل بدلا منهم نديم البرغوثي وبلال شوخة وماريان في حين خرج محمد ابو ليمون وحل بديلا له سالم دروبي.
ولم يكن خط وسط البيرة في يومه لأن كافة كرات لاعبيه بدت باهتة وغير مركزة، خصوصا من جانب جبران كحلة، الذي لم يكن، ابداً، في يومه، فكان من الطبيعي ان تزيد معاناة المدافعين والمهاجمين سواء بسواء.
وفي ظل العجز الذي رسخه مهاجمو البيرة اضطر المدافع اللامع نديم البرغوثي الى الاعتماد على مجهوده الفردي فأطلق من مشارف المنطقة كرة زاحفة اخفق الفاخوري في احتوائها، واجرى الثقافي تبديله الاخير فسحب عمار كبها وحل بديلا له علي فحماوي، وحاول البيرة الاعتماد على الكرات الطويلة من اجل التعديل، الا ان صافرة الحكم انهت المواجهة.
ادار اللقاء: محمد جبرين، ساعده على الخطوط: كمال شريتح وهاني الحسنات ونادي جمجوم رابعا، راقب اللقاء: بسام الكيلاني.