"في المرمى".. المهمة صعبة.. لكنّها ليست مستحيلة

كتب فايز نصار- القدس الرياضي
أضحى التشاؤم سيّد الموقف، بعد خسارة الفدائي القاسيّة من النشامى سهرة الخميس الماضي، لأنّ رصيد ممثلنا تجمَّد عند ثلاث نقاط، يرى من يؤمنون بما تبقى من بصيص أمل أنّه يمكن أن يبنى عليها، وقد تلحق بنا إلى الملحق، إذا فزنا في المباريات الثلاث القادمة، أمام العراق وسلطنة عُمان والكويت.
المهمة تبدو صعبة، ولكنّها ليست مستحيلة، إذا عرفنا أن عالم الساحرة المستديرة مليء بالمتغيرات، التي جعلت منتخب ساحل العاج يتوج بعرش افريقيا، بعد بدايته السيئة، حيث خسر من غينيا الاستوائية بالأربعة، ومن نيجريا بهدف، وتأهل للدور الثاني ببركة الثوالث، وجعلت المنتخب الايطالي يتوّج بكأس العالم سنة 1982، رغم أنّه تعادل في مبارياته الثلاث في الدور الأول.
لا أقول أن منتخبنا مرشح للتدارك، ولكن من يعلم، فلعل الفدائي- الذي أضاع نقاطاّ لا تضيّع في أربع مباريات على اقل تقدير- يفعلها، ويستغل تردي معنويات أسود الرافدين المزعزعة، بعد التعادل غير المستحق مع الكويت، ويحقق فوزاّ يكون بداية لعودة الأمل، خاصة وأن هناك فترة كافية للإعداد للمباراتين الأخيرين أمام السلطنة والكويت.
كل المؤشرات توحي بأنّ الفدائي خارج حسابات المجموعة، وفي الأمر ورقة رابحة لجهازنا الفنيّ، لأنّه يبعد لاعبينا عن الضغط، ويجعلهم يؤدون الكلّ في الكلّ، ليتحول الضغط على المنافسين، وخاصة لاعبي المنتخب العراقي، الذين قد يبالغون في الحذر من محاولة الفدائي التدارك، ولعبه مباراة العمر، لتحقيق فوز قد يكون شرفياً، إذا لم يتكمن رجالنا من وصول ملحق الإنقاذ.
ولانّ المباراة تمثل الأمل الأخير لمنتخبنا، يجب أن تجنب الالتحامات البدنيّة مع العراقيين الأفضل في الألعاب الهوائية، والأفضل تحضيراً من الجانب البدنيّ، أمّا إذا فرضت على لاعبينا هذه الصراعات فيجب عليهم كسبها، والأمر يقتضي أن يعتمد لاعبونا بناء الهجمات من خلال مراحل البدء والبناء والانهاء، وتناقل التمريرات الارضية، وتجنب الكرات الطويلة، واعتماد الاختراقات البنية أكثر من الكرات العرضيّة.
ولأن المدير الفنيّ الإسباني كاساس يكون درس جيداً أوراق منتخبنا، يجب على جهازنا الفني المباغتة بأوراق جديدة، من خلال تغيير في طريقة اللعب، التي أرى أنّ أنسبها أسلوب 4-2-3-1، مع الاستفادة من قدرات العائدين عدي خروب، وعميد محاجنة، وتغيير في مواقع ومهما بعض اللاعبين، وخاصة في الخطّ الأمامي حيث تتضارب مهام الدباغ وأبو علي.
كلّ هذه لن يفيد، إذا لم يلعب الفدائيون المباراة بتركيز، ويحاولوا جرّ أسود الرافدين إلى مواقع لم يحسبوا حسابهم، ومنعهم من الاقتراب من منطقتنا، بتشكيل دفاعي هرمي بعيداً عن رامي حمادة، مع حسن الاستفادة من الهجمات المعاكسة، والكرات الثابتة التي قد نحصل عليها.
مهمة الفدائيين في هذه المباراة صعبة، ولكنّها ليست مستحيلة، والأمل في أن يوفق الله رجال أبو جزر لفوز قد يعيد الأمل لمنتخبنا، الذي يملك جيلاً من اللاعبين، الذين يجب أن نستثمر قدراتهم جيداً.