نفى مدرب نادي الهلال السعودي المقال الروماني كوزمين اولاريو أن يكون خلعه للقميص الذي يحمل صورة ولي العهد السعودي الأمير سلطان بن عبد العزيز وإلقاؤه على منصة التتويج بعد المباراة النهائية لبطولة كأس ولي العهد جاء من باب الإهانة، لافتاً إلى العلاقة القوبة التي تربطه برئيس النادي الأمير عبد الرحمن بن مساعد واحترامه وتقديره للعائلة المالكة السعودية.
وأكد المدرب الذي أقاله الاتحاد السعودي لكرة القدم من منصبه ومنعه من العمل في البلاد بعد ساعات من المباراة النهائية التي انتهت بفوز الهلال على الشباب الجمعة الماضي، في لقاء خصّ به برنامج "في المرمى" الذي يبث على شاشة "العربية" ويقدمه بتال القوس، أنه لا يمكن أن يسيء "لإنسان أسدى لي معروفاً. فأنا أعرف أن ولي العهد عم رئيس النادي وأعرف أنه يحبه ويقدره كثيراً، ورئيس النادي قدم لي صنيعاً لن أنساه أبداً عندما ساهم في علاج زوجتي. لا يمكن، مستحيل، مستحيل، أنا رجل لا أنسى من أسدى لي معروفاً".
وكان رئيس الاتحاد السعودي أصدر قراراً بإبعاد المدرب الروماني بعد على رميه قميصاً يحمل صورة الأمير سلطان بن عبد العزيز، ورفضه الصعود إلى المقصورة الملكية للسلام على راعي المباراة النهائية، الأمر الذي وصفه بيان الاتحاد السعودي بـ "التصرف غير المقبول تجاه رجال الأمن ومسؤولي التنظيم، رغم أن هناك تنسيقاً مسبقاً مع الناديين حول إجراءات التنظيم المتبعة في هذه المناسبة وإصراره على مخالفتها".
وفند كوزمين ثورة غضبه بعد المباراة بـ "منع بعض أبنائي اللاعبين من التتويج. فبعض الأشخاص تعاملو معي لحظتها بطريقة فظة ومزعجة وغير لائقة، ما دفعني لمغادرة المكان، وخلعت القميص ووضعته على منصة التتويج، ولم أرمه على الأرض، وإذا كان هذا التصرف فهم بشكل خاطئ، فأنا أعتذر وبالتأكيد لم أقصد الإساءة أبداً".

تقدير للعاهل وولي العهد السعوديين

وأشار المدرب الذي قاد الهلال للاحتفاظ بلقب البطولة بعد مباراة طويلة لجأ طرفها إلى شوطين إضافيين لحسم نتيجتها، إلى احترامه الجم للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، "فهذا الرجل له مبادرات كبيرة للإنسانية الذي يساعد الفقراء في كل العالم، ولديه مبادرات إنسانية معروفة يتحدث عنها الإعلام في كل مكان كعلاج المرضى ومشروعه العالمي لحوار الأديان، كما أحترم الأمير سلطان ولي العهد والذي أتمنى له الشفاء العاجل وكنت سعيداً بأن فوزنا بكأسه تزامن مع شفاءه، واعتذر مجدداً لكل من فهم ما حدث بطريقة خاطئة".
وحول تفاصيل حادثة خلعه للقميص الذي يحمل صورة ولي العهد السعودي، قال كوزمين في حلقة "في المرمى" التي بثت ، "كنت ألبس 3 قمصان، وكان الجو حاراً، بكل بساطة لم أفكر بالإساءة لأحد، فقط كان الجو حارا، تذكرت وأنا في طريقي لغرفة الملابس أن أحدهم قال لي بالعربية (تي شيرت تي شيرت)، كان يطلب قميصي للذكرى، وبعد ثوان من العصبية خلعت القميص ووضعته على منصة الاحتفال بهدوء ولم أرمه على الأرض وأكملت طريقي إلى غرفة الملابس"، مؤكداً أنه لم يبحث عن تسجيل أي إساءة لأي طرف، "بل كان تفكيري منصباً على أن اللاعبين أحق بالاحتفال مني أنا. وعندما تأكدت أني سأصعد للمنصة لأخذ الميدالية وبعض اللاعبين لن يصعدوا، شعرت بالخجل من نفسي واللاعبين، فكيف يمكن أن يكون ذلك.

فخور بدفاعي عن الرسول

واستشهد المدرب الروماني على احترامه للإسلام ورموزه باحتفالية الفوز بإحدى بطولات الموسم الماضي، حيث ارتدى كوزمين حينها قميصاً كتب عليه "إلا رسول الله"، الأمر الذي تسبب في "محاربتي في في بلادي، وقالوا لماذا فعلت ذلك وتسبب ذلك في أحراجي. لكني لا أخجل مما أفعل واعترف بكل شيء. أخذت ذلك القميص ووضعته في إطار وعلقته في مطعم من مطاعمي في بلادي".
وأضاف، "لا يمكن أن أسيء لأحد، أرجو أن تفهموني. لا يمكن أن أتعمد الإساءة خاصة لهذا الرجل العظيم وهو عم رئيس النادي الذي أعمل فيه ووالد أغلب أعضاء الشرف المهمين في نادينا أيضاً. لا يمكن، لا يمكن أن أفعل ذلك. لدي احترام واضح وصريح للجميع".
وفي نهاية حديثه لـ "في المرمى"، أكد المدرب الذي قاد الهلال للفوز بلقبي الدوري والكأس الموسم الماضي أنه يتفهم خصوصية الثقافة السعودية، و"احترمها جداً، احترمها دينياً وسياسياً واجتماعياً، بل بإمكاننا التعلم والاستفادة من بعضها إذا نظرنا له بالمنظار الصحيح".
كما شدد كوزمين على مساندته الدائمة لفريقه السابق "الذي سأكون اللاعب الثاني عشر في صفوفه حتى بعد مغادرته"، مشيراً في الوقت نفسه أنه قضى أوقاتاً جميلة في السعودية، "و كنت أشعر بالحب من أناس يحبون الرياضة وكرة القدم، أشكر السعوديين على حبهم وعلى تقديرهم وحفاوتهم".