فتوى سعودية بعدم جواز سجود اللاعبين تثير جدلاً بين علماء الأزهر
أثار قيام عدد كبير من لاعبي كرة القدم بالسجود شكراً لله عقب تسجيل الأهداف جدلاً فقهياً بين عدد من علماء الأزهر، بعد أن تبنى أحد العلماء السعوديين فتوى تؤكد عدم جواز سجود اللاعبين باعتباره فعلاً مسيئاً للإسلام.
وأكد الدكتور صالح بن مقبل العصيمي عضو الجمعية الفقهية السعودية في تصريحاته لصحيفة "شمس" السعودية الجمعة 27-2-2009 أنه سينشر قريباً بحثاً من 40 صفحة بشأن "عدم جواز سجود اللاعبين في الملاعب بعد إحرازهم الأهداف"، معتبراً أن ذلك لا يجوز ويسيء للإسلام.
وقال العصيمي: "يجب أن نسأل أنفسنا أولاً: هل تسجيل الهدف نعمة يشكر الله عليها أم لا؟ إذا كان نعمة فيجب على من يقول بهذا أن يجيز وأن يدعو في صلاة الجمعة وغيرها بأن يجلب النصر والفوز، ثانياً: هل سجود الشكر وسيلة دعوية؟ وبظني أنها مجرد حركات لا تقدم أي معلومة إلى مَن يراك من غير المسلمين، ومن الممكن إذا سجد لاعب في أحد الدوريات الأوروبية ستعتبرها جماهير فريقه تحية منه لهم، في حين أن جماهير المنافس سيعتقدون أنها حركة لاستفزازهم من قبل هذا اللاعب المسلم ويشوّه صورة الدين الإسلامي في الخارج".
وأكد العصيمي رفضه إنشاء محكمة رياضية في المملكة العربية السعودية لأن بلاده تحتكم الشريعة الإسلامية ولا يجوز أن تتعامل بأنظمة أخرى بعيدة عن الشرع، مشيراً إلى أنه يمكن لديوان المظالم أن يفصل بين الأندية في مشاكلها دون الحاجة إلى محكمة جديدة.
انقسام بين علماء الأزهر
من جانبه،أعلن أستاذ ورئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الازهر الدكتور جودة عبد الغني بسيوني رفضه الشديد للفتوى، مؤكداً مشروعية سجود لاعبي الكرة لله، "فاللاعب الذي يسجد يشكر الله تعالى على نعمة توفيقه لإحراز هدف، فهو يرى أن إحرازه لهذا الهدف نعمة تستوجب الشكر".
وأكد بسيوني أن سجود لاعبي الكرة يعد "إقامة لشعيرة" وهي شكر الله ولا يعد بدعة أو أمراً مكروهاً.
واتفق معه في الرأي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الفتوى الشيخ علي أبوالحسن، مؤكداً " أنه لا حرج شرعاً من سجود لاعبي الكرة عقب إحرازهم الأهداف "لأنه يدخل في باب شكر الله بدلاً من أن يفعل اللاعب أي شيء آخر"، مضيفاً "لا أرى حرجاً مطلقاً في ذلك لأن اللاعب لم يتجه للمرمى ويسجد له مثلاً، بل سجد شكراً لله وهذا يسمى (سجود الشكر) وهو مباح شرعاً".
أما الشيخ محمد جبريل فاتفق رأيه مع العصيمي حول عدم جواز سجود اللاعبين بعد تسجيل الأهداف، مشيراً إلى أن الرياضة سلوك محبب ويدعو إليها الدين الإسلامي ولكن بشرط ألا تلهي الفرد عن ذكر الله.
وقال إن "سجود اللاعبين عادة وليست عبادة، ويجب على الفرد أن يكون على علم بكيفية شكر النعمة التي أهداها له الله؛ لأن هذا الشكر يجب أن يكون عملياً وليس مجرد كلام نظري بحركات لا تفيد، بأن يقوم الفرد الذي أنعم الله عليه بالقوة في مساعدة الضعيف"، مدللاً على ذلك بعدد من اللاعبين الأجانب الذين أقدموا على السجود على الرغم من أنهم من غير المسلمين أمثال الفرنسي تييري هنري لاعب برشلونة الإسباني الذي سبق وأن سجد وعاد وأكد أنه لم يعلن إسلامه ما يسيء إلى الإسلام .