حجازي الجعبري: المرحلة القادمة أصعب !
الخليل - فايز نصار / أسدلت الستارة على بطولة الدوري التصنيفي في الضفة ، وبصعوبة ضمن المعتق شباب الخليل لنفسه مكانا بين صفوة الفرق ، التي ستمثل الدرجة العليا للتنافس ، وتنفس عشاق العميد الصعداء ، بعد الخروج بسلام من كابوس كان ثقيلا ، على من يقدرون قيمة شباب الخليل ، على خارطة الكرة الفلسطينية ، من حيث الريادة والنتائج والجماهير ، التي فرضت نفسها فاكهة للمدرجات .
وبعد الوصول بسلام الى شاطئ الأمان ، تتجه الأنظار لاجتماع الهيئة العامة ، الذي سيمثل محطة هامة في تاريخ النادي ، لأن أبناء النادي سيجردون حصاد السنوات الثلاث الماضية ، ويقفون على جوانب القصور التي تسببت في المعاناة في الظروف الصعبة ، ويستخلصون العبر لتجاوز الزلات ، وتعزيز الايجابيات .
ليس مجرد نادي
رئيس النادي السابق حجازي الجعبري يرى بان الشباب ليس مجرد نادي ، لأنه يشكل مشروعا طليعيا ، طالما كان السفير الناجح للمحافظة الكبرى ، ولمدينة جد الأنبياء ، بل أنه كان العنوان الأول لتألق الكرة الفلسطينية ، كما شهدت مواجهات النادي الكبرى ، مع الفرق الدولية المختلفة ، وآخرها في بطولة أريحا عندما أطاح بالجزيرة والفيصلي .
ويرى حجازي الجعبري أن الفريق مر في ظروف صعبة في الدوري التصنيفي ، حيث احتل المركز العاشر ، وتأهل للممتازة "أ" بعد مباراة فاصلة مع مركز عسكر ... والفضل هنا لكل أبناء النادي المخلصين ، الذين تعبوا لتجاوز المرحلة الصعبة ، مشيدا بدور الهيئة الإدارية ، ومؤكدا أن الوقت ليس للحديث عن الأخطاء والنجاحات ، فالانتخابات يجب أن تكون المحطة الأهم لتقييم الأوضاع لتقويمها ، قبل الدخول في المرحلة الأصعب ، التي ستشهد تنافسا محموما بين عشرة فرق ، وما يتطلبه الأمر من احتياجات تشغيلية كثيرة جدا ، ولان المطلوب من الشباب أن يلعب كي يكون البطل ، لا أن ينازع من اجل البقاء .
التحديات القادمة
المرحلة الصعبة مضت بسلام ، والمرحلة الأصعب – يقول الجعبري – هي المرحلة القادمة ، لأن هناك تحديات كبيرة تنتظر العميد ، وتشكل مصاعب للقيادة القادمة ، ولذلك على من سيتقدم لحمل الأمانة ، أن يعرف الوضع جيدا ، وأن يعرف ماذا بإمكانه أن يقدم ؟ وبماذا سيخدم النادي ؟
ولعل ما يزيد التحدي -يضيف حجازي الجعبري – وجود اتحاد قوي ، يدفع بالمشروع الرياضي للدخول في صميم الأجندة الدولية ، وفي الأمر جدية عالية واستمرارية يحرص عليها الاتحاد بعيدا عن الأسماء والعناوين ، والنتيجة أن الاستحقاقات الرياضية ستكون كثيرة ، ويجب الانطلاق بسرعة إلى مواقع العمل والتدريب ، وترتيب محيط النادي ... وقد أصبحت الأمور أفضل بعد توفر ملعب التدريب ، المفروش بالعشب الصناعي ، لأن عدم وجود ملعب وعدم توفر احتياجات التدريب طالما استنزفت إمكانيات النادي .
إدارة حديثة
ويرى الجعبري أن الشكل الإداري التقليدي اصبح غير مجدي ، فالكل يتحدث الآن عن اندية تحتاج إلى إدارات حديثة ، تعرف كيف تسوق مشاريعها . وكيف تنافس ؟ وكيف تحافظ على استمرارية العطاء؟ لذلك فالنادي -يقول الجعبري – بحاجة إلى عناصر تتصف بالمهنية العالية ، والخبرة الكافية ، والتأهيل الرياضي ، والاهم أن يكون بإمكانها العمل تحت الضغط ، لضمان الاستمرارية .
ويعتذر حجازي الجعبري عن الترشح للانتخابات القادمة ، لأن وقته لا يسمح ، بسب مشاكله المتعددة ، ورغم ذلك فانه يضع نفسه في خدمة الإدارة التي تزكيها الهيئة العامة ، لأنه يبقى – كما قال – جنديا في خدمة الشباب بقدر ما يسمح له وقته .
توليفة تضم الجميع
ولأن الإدارة تضم تسعة أشخاص ، يرى الجعبري ان على الهيئة القادمة توسيع اللجان وتنويعا ، لاستيعاب كل الراغبين في المشاركة في العمل ، فالنادي بحاجة لجهود كل المكلفين ، وبحاجة لكل الجهود المتعاضدة ، والتي تستطيع رفد النادي بالمال والجهد والتشجيع المادي والمعنوي .
ويرى الجعبري أن الإدارة القادمة يجب أن تضم توليفة من ذوي الخبرة والدراية ، من الأعضاء الذين سبق له الاطلاع بالمهام الإدارية ، ومن الشباب المؤهلين ، والطامحين لخدمة النادي ، ملحا على ضرورة أن يتنحى كل من يجد انه غير قادر على العمل في المرحلة القادمة الصعبة ، والاهم أن على من يعمل في عدة مشاريع أن يتنحى لان المرحلة تحتاج إلى شبه متفرغين .
ويفضل الجعبري التوافق على تسعة عناصر يدعمهم الجميع ، لتجنب آثار معركة انتخابية ، قد تكون في غير صالح النادي ، لأن كثيرا من الذين لا ينجحون في الانتخابات يديرون ظهرهم للنادي ، كما أن الناجحين من كتليتين قد لا يتعاونون مع بعضهم البعض .
البرنامج المنتظر
وحول البرنامج المطلوب للمرحلة القادمة يرى حجازي الجعبري أن على الإدارة القادمة التركيز على توسيع قاعدة العمل ، من خلال تنوع اللجان ، لتشمل كافة المجالات ، فالرياضة ليست كرة قدم فقط ، والشباب ليس مجرد نادي للرياضة فقط ، فالمطلوب تنشيط الجوانب الاجتماعية والفنية والثقافية والكشفية ، وهذه الأنشطة تستوعب كل أبناء النادي ، الراغبين في العمل .
وعلى الإدارة القادمة -يقول الحجعبري – أن تضع تصورا واضحا لسبل توفير الموارد البشرية والمادية ، ومن الناحية البشرية يجب أن تتعزز جهود تطوير المدرسة الكروية ، والتوجه لمزيد من الجهات الداعمة ، والاستفادة من خبرات مختلف المؤسسات ، ووضع خطة إستراتيجية لإعداد اللاعبين ، الذين سيكونون نجوم الفريق للمرحلة القادمة ، والحفاظ عليهم ، وضمان استمرارهم مع النادي .
والأمر يقتضي – يقول ابو محمد – تشكيل لجنة خاصة تتولى اختيار نجوم التعزيز وفق الحاجة والإمكانيات ، وعلى هذه اللجنة أن تولى تطوير المدرسة واختيار اللاعبين الواعدين والوافدين ، وهذه اللجنة يجب أن تكلف بأمور تسجيل وإعداد وتمويل عقود اللاعبين، استعدادا لمرحلة الاحتراف القادمة .
تفعيل اللجان
ويجب أن تشمل الخطة القادمة للنادي الاهتمام بالعلاقات العامة ، والتركيز على تسويق مشاريع النادي محليا ودوليا ، والأمر يتطلب مؤهلين قادرين على مخاطبة المؤسسات الدولية على أعتاب الاحتراف ، والأفضل – يضيف الجعبري – أن يعاد تشكيل اللجنة الاستشارية العليا للنادي ، لاستقطاب القدرات البشرية ، من المستوى العالي ، وتفعيل أبناء البلد من أهل الرأي ، وأصحاب رؤوس الأموال .
وقبل هذا وذاك لا بد من الارتقاء بدور الهيئة العامة ، التي لا يجوز أن يبقى عملها موسميا ، ولا بد من تعزيز الهيئة ، مع الاهتمام بمستوى الأعضاء ، ومدى حاجة النادي لقدراتهم ، فالنادي بحاجة لاستقطاب أعضاء جدد ، من أصحاب الخبرة ، ومن ممثلي قطاع المال والأعمال ، ومن الشخصيات الاعتبارية المؤثرة في المجتمع، في جميع المجالات، لأن شباب الخليل ، يكرر الجعبري ليس مجرد ناد !