شريط الأخبار

تصنيفي الممتازة يجول الملاعب بسلاسة

تصنيفي الممتازة يجول الملاعب بسلاسة
بال سبورت :  

متابعة فايز نصار / الخليل

بنجاح كبير اكتملت مباريات الأسبوع الثاني من دوري الممتازة التصنيفي ، ووصل القطار إلى المحطة الثانية وسط تفاعل محمود من مختلف العناصر ، التي لها علاقة بالانجاز الرياضي ، بما يوحي بان الجميع أيقنوا بان الأمر جاد هذه المرة ، وان أيام التسيب الكروي قد ولت ، وشيع جثمانها بهمة الرجال الرجال .

سلاسة الدوري

والحق يقال : إن أشد المتفائلين لم يتوقع هذه السلاسة في تنظيم الدوري ، بالنظر الى الفترة الوجيزة ، التي تلت انتخاب المجلس الجديد ، والتي جعلت البعض يعتقد بان التحضير للدوري لم يكن كافيا ، فخشي الخيرون من عثرات لم يحسب حسابها ، ولكن الطيبين في هذا الوطن كانت لها الغلبة ، فأنجبوا لنا مباريات طيبات ، في تنظيمها ، طيبات في سلاستها ، طيبات في تفاعل معظم الفلسطينيين معها ، طيبات في فهم المسئولين في الأندية بان التراجع عن التصنيف ليس في خلد القائمين على تنظيم الدوري .

اهتمام رسمي

نعم .. لقد أصبح الدوري التصنيفي حديث الشارع الرياضي الفلسطيني ، وأصبح مصير الأندية " الممتازة " محور أحاديث السمر في ليالي الصيف الأخيرة ، والسهرات الرمضانية الأولى ، لدرجة أن هذه الأحاديث وصلت إلى أعالي الهرم ، من خلال الاهتمام الذي يبديه المسئولون في مختلف المواقع القيادية ، حرصا منهم على نجاح هذا الدوري ، وتشجيعا منهم للمثل الكروية ، التي يساهم الدوري في ترسيخها للمفاضلة بين الأندية ، تبعا لعطائها فوق المستطيل الأخضر ، لا تبعا للأفكار المسبقة ، والألقاب ، التي يجب أن تؤكد من خلال النتائج ، عندما تعلن صافرات الحكام انتهاء المباريات .

ملهم القلم والقدم

جولتان مضتا ، وثلاث جولات ستنظم في السهرات الرمضانية ، وفي الأمر إنعاش لكرة القدم الرمضانية ، التي تترافق مع الوفاء لشاعر الثورة محمود درويش ، الذي يعود من لحده كل مباراة ، في إشارة وفاء من شباب فلسطين ، لملهم ثورتهم ، ومرخ نضالها بالكلمات ، التي ليست كالكلمات ، بالأناشيد العذبة ، المغموسة بالغضب ، والمصباح الذي طالما حمله أبو الدراويش من بيت إلى بيت ، بالعرس الفلسطيني الذي لا ينتهي ، في ساعة لا تنتهي ... في ساحة لا تنتهي ... بالعرس .. لا يصل فيه الحبيب إلى الحبيب ، إلا قتيلا أو شهيد ... نعم انه الوفاء لصاحب مديح الظل العالي ، إيذانا بعرس لا ينتهي في الملاعب ، الثرية بالمواهب الكروية ، والمكتظة بالباحثين عن المتعة الكروية في مختلف الملاعب .

وفاء للظل العالي

صحيح أنه لم يكن في أجندة محمود درويش مساحة لمتابعة مبارياتنا ، وقد يكون لم يشاهد يوما في ملاعبنا ، وقد يكون لا يحفظ أسماء أنديتنا ، ولكنه أسمع كل الدنيا صوت الفلسطيني ، عندما طلب من سجانه أن يسجل بأنه عربي ... الم يضرب الرجل أوفى أمثلة الوفاء لقهوة الأم ، بالحنين لفلسطين أم الكل ؟ ألم يقدم نفسه ذخيرة للمنتفضين ،عندما صدح " وسقطت قربك فالتقطني ، وأضرب عدوك بي .. فأنت الآن حر .."؟

هذا هو درويش الذي نحتفي به في ملاعبنا ، تاجا للدوري التصنيفي ... وهذا هو درويش الذي كانت متابعاته لمارادونا وبيليه وبكنباور وبلاتيني ، فاصلا بعث في أشعاره همة فلسطينية متجدد ، بعيدا عن القدر الفلسطيني المسجل .. التهجير .. المخيم .. الحواجز .. الحصار .. والحرمان من الحرية والاستقلال.

لا للأحكام المتسرعة

بالوفاء لأمير شعرائنا وصل قار الدوري إلى المحطة الثانية .... ولا نقبل هنا أن يسارع النقاد ، ومحللو المباريات إلى إصدار الأحكام المتسرعة حول حظوظ الفرق ، لأن الأندية التي انطلقت بقوة ، وحصلت على العلامة الكاملة بست نقاط ، لا يجب أن تتيه وتنام في العسل ، لأن الأمر لا يعني إلا إثباتا لجاهزيتها ، ورفعا لمعنوياتها ، ولكن حذار من المبالغة في الاحتفالات يا أمعري ، ويا مركز ، ويا بيرة .. لأن كل فريق لم يلعب إلا 180 دقيقة فقط من 1890 دقيقة ، هي مواقيت المباريات ال 21 ... والأمر نفسه ينسحب على الأندية العاثرة ، التي لم تخرج من اليومين الأولين إلا بنقطة ، أو أنها خرجت خاوية الوفاض ، فهذا لا يعني أنها فقدت فرصتها ، لأن الجولات ال 19 القادمة كفيلة بتغيير كل شيء ، رغم تأكدنا من أن بعض هذه الفرق ضعيف ، ولا يستطيع أن يقدم أكثر مما شاهدنا ، وبالتالي فمصيره بدا يكتب بأقدام لاعبيه ، فيما نؤكد أن بعض هذه الفرق يملك إمكانيات أفضل ممات شاهدنا ، والفرصة سانحة للاستدراك في المباريات القادمة .

أقول هذا .. وأنا اعلم أن المباريات الأولى تشكل مؤشرا على تحضيرات الفرق ، ولكن اكرر ان الفرصة مواتية للاستدراك ، بالإرادة والعزيمة ، وبحسن التسيير ، وحسن استغلال كل مقدرات الأندية ، بعيدا عن الحسابات غير الفنية ، وبعيدا عن الأفكار المسبقة .

قبل فوات الآوان

لم يفت القطار ، نستطيع القول الآن ، ولكننا قد لا نستطيع قول ذلك في المحطات القادمة ، لان تصنيفي الممتازة كما قلنا في الحلقة السابقة هو امتحان للأندية ، وهو يشبه امتحان الثانوية العامة ، وفي الامتحان يدخل المتنافسون إلى القاعات ، فيلاحظ المراقبون ان المجتهدين يسارعون إلى الإجابة على الأسئلة ، فيما ينتظر الكسالى الفرج من ربهم ، وعبثا سينتظرون لأن الوحي لم ينزل بعد المصطفى عليه السلام .. وعندما يتأكد النائمون في العسل من ذلك سيحاولون اللجوء إلى الغش كما يفعل الفاشلون ، ولكن أنى لهم ذلك في أجواء الرقابة المشددة ... وقدر هؤلاء أن ينتظروا قول المراقب : ضع القلم !! والأمر نفسه يسقط على امتحان الدوري ، لأن الأندية الجاهزة دخلت في الموضوع بسلاسة ، فيما ما زالت الأندية التي تأخر استعدادها تبحث من أين تنطلق في حل الأسئلة ، والدوري يا جماعة الخير ، أسئلة صعبة ، لا يجيب عليها إلا كل فطن أحسن الاستعداد والتحضير ، والنتائج ستعلن بعد واحد وعشرين جولة ، عندما يقول الحكام بصوت واحد : ضعوا القلم بصافرات نهاية الدوري ، ويومئذ ستقل نسبة النجاح عن الخمسين في المائة .

تكامل العمل

ولا يجب أن يحسب الواحد منا أن اللاعبين وحدهم يستطيعون تحقيق النتائج الجيدة ، لأنك لو ملكت احد عشر مارادونا ، وعينت على رأسهم مدربا متواضع الخبرة والإمكانيات والتاهيل ، فانك لن تجني إلا الخيبة والفشل .، ولو أنك ملكت احد عشر ميسي ، وعينت على رأسهم المدرب شوستر ، فانك لن تجني النجاح ، أذا لم يكن في الأفق إدارة قوية عارفة بشؤون التسيير الرياضي ، وقادرة على استغلال كل الطاقات الكامنة ، وقادرة على حسم كل العثرات ، من خلال ما تملك من كفاءة ونزاهة والتزام !

صفوة الممتازة

الشهية تأتي أثناء الأكل ... انه شعار الأندية التي بدات الدوري بقوة ، وتلك التي تشحذ الهمة للاستدراك ، ولا عزاء للأندية التي لا تفكر في استخلاص العبر مبكرا، في هذا الدوري المصيري ، وكل دقيقة تأخير لن تكون في مصلحة الأندية ، التي بدا المحللون في وضعها تحت خط النجاة ، في جدول ترتيب الدوري، الذي لن يبتسم في نهاية هذا الدقّ لأكثر من عشرة أندية ، ستشكل صفوة الممتازة في الضفة الغربية !

مواضيع قد تهمك