شريط الأخبار

"الهداف" خليل البرهم قناص ولد في منطقة الجزاء..

الهداف خليل البرهم قناص ولد في منطقة الجزاء..
بال سبورت :  



الخليل- كتب فايز نصّار/ كنت عائداً إلى الخليل من ورشة عمل رياضية في طوباس صحبة الصديق جمال عاشور ، ولتسهيل الطريق أخترت المرور بأريحا، فرافقنا من طوباس إلى أريحا نجم النجوم خليل البرهم، الذي يعتقد أنه ولد في حضرة المرمى، فكان الحديث مع أبي محمد ذا شجون، مع قفشات رياضية وغير رياضية ، تعكس الشخصية المرحة للهداف الريحاوي.

  وكنت اقتربت من أبي محمد يوم ساهم في تسهيل سفر منتخب المدراس إلى الطائف السعودية، دون نسيان أول معرفتي به في موقف مثير للجدل، على هامش تعطل مصابيح الإنارة في أحد أعمدة ستاد أريحا، خلال مباراة الدوري بين شباب الخليل د، وهلال القدس ، حين رفض لاعبو الشباب استئناف اللعب حتى تعود الأنوار كاملة ، فأسقط البرهم الكرة للاعب خضر عبيد ، الذي جرى نحو مرمى الشباب ، وسجل هدفاً للهلال... يومها أسال الحدث الكثير من الحبر، ولم نعلم أن تعديلات الفيفا ستسمح لاحقاً بالإسقاط للاعب واحد في بعض المواقف.

 والحق يقال: إنّ العارفين يجمعون على ألمعية خليل ، وكونه من خيرة الهدافين ، الذين أنجبتهم الملاعب الفلسطينية ، ويكفيه فخراً إشادة ملهمه جمعة عطية بقدراته ، لأنّ البرهم سطّر في الملاعب أجمل الحكايات، وسجل أروع الاهداف ، التي لن ينساها عمالقة حراس المرمى الفلسطينيين .

  ولم يقبل خليل أريحا الاحتراف مع خيرة أندية الأردن ، مستجيباً لرغبة المرحوم والده ، الذي كان من كبار مشجعي الهلال الريحاوي ، ليبقى الرجل في بيته الريحاوي العتيق ، ويشارك مع الهلال في الحصول على كثير من البطولات ، كلاعب ومدرب .

  وكان تألق البرهم سبباً في اختياره مع عدد من المنتخبات والتفاهات ، فلعب لمنتخب المعلمين ، وشارك مع منتخب نجوم الضفة في مواجهة نجوم القطاع ، وكان لاعب تعزيز مع كثير من الأندية في عدد من المناسبات .

  بسيط جداً هو خليل البرهم ، ولكنّ أهدافه كانت قاسية على الحراس ، الذين عضت صواريخه شباكهم ، بما شكل خيوط قصة طويلة ، ها هو سيد الهلاليين يروي لكم بعض فصولها في هذا اللقاء . 


- اسمي خليل علي سليمان البرهم من مواليد أريحا يوم 21/4/1963، أطلق عليّ المتابعون لقب جلاد الحراس، خريج معهد خضوري بطولكرم ، وأعمل مشرفاً للتربية الرياضية ، في مديرية التربية والتعليم بأريحا.

- كانت بداية قصتي مع الكرة في الحارات ، ومع الفرق الشعبية ، ثم برزت قدراتي بشكل جليّ مع الفرق المدرسية ، حيث تألقت مع فريق مدرسة هشام بن عبد الملك ، التي حققت معها الكثير من البطولات في كرة القدم ، وكرة اليد ، وكرة الطاولة ، ليتم ضمي لفرق المراحل السنية في نادي هلال أريحا، حيث لعبت في بطولة الأشبال ، التي كانت تنظمها جمعية الشبان المسيحية على ملعب المطران ، الذي كان قبلة اللاعبين الموهوبين ، ممن كانوا يمنون النفس باللعب على هذا الملعب.

- ويعود الفضل الأول في اكتشاف موهبتي لأستاذي ومدربي القدير جمعة عطية ، الذي أعتبره أفضل مدربي كرة القدم في فلسطين ، وأعتز كثيراً به كملهم لي ، ولنجوم أريحا ، وقد شجعني أبو سليمان كثيراً عندما وصفني بالأسطورة ، التي لم ولن تتكرر في ملاعبنا.

- وبحمد الله لعبت للفريق الأول في سنّ مبكرة ، وكانت أول مبارياتي مع الفريق الأول أمام مركز طولكرم ، حيث سجلت أول أهدافي في مرمى الحارس العملاق ، الراحل سليمان هلال ... وبسرعة فرضت نفسي كهداف لهلال أريحا ، وكنت من أفضل هدافي الوطن ، واشتهرت بتسجيل الأهداف الثنائية ، والثلاثية ، والرباعية ، بل كثيراً ما سجلت أكثر من أربعة أهداف في مباراة واحدة، ومن ذلك تسجيلي عشرة أهداف في مباراة مع مركز جنين، يوم فزنا 11 / صفر ، حيث كنت أعرف طريق المرمى ، وأعرف بالبديهة كيف تهز الشباك بالقدم ، وبالرأس، ومن داخل وخارج منطقة الجزاء.

- والأكيد أنّ الفرق التي كنت أوجهها كانت تخصص لاعباً ، أو أكثر لمراقبتي ، مما عرضني للخشونة أحياناً ، ولكن قوتي البدينة كانت تساعدني في الصراع مع المنافسين، والوصول إلى الشباك بأهداف ملعوبة، يذكرها الحراس عماد عكة، والبهلوان، وزاهر النمري، ومحمد صندوقة ، ومحمود محي الدين، وعبد خليل ، وزياد بركات، وخليل بطاح، وهشام يعقوب ، ورباح الكببجي، والهصيص.. وغيرهم .

- مثلي الأعلى داخل وخارج الملاعب نجم مركز طولكرم الكابتن عارف عوفي، وليس هناك لاعب محلي كنت أتطلع للوصول إلى مستواه، أمّا عالمياً فكنت معجباً بالنجم الأرجنتيني مارادونا د، وأفضل من شكل معي ثنائياً شقيقي أحمد البرهم .

- لم ألعب في حياتي إلا لهلال أريحا ، الذي يمثل بالنسبة لي قصة عشق لا تنتهي ، حيث لعبت له شبلاً ، وناشئاً ، وتألقت في الوقت نفسه مع الفريق الأول ، وكنت الهداف الأول للهلال على مدار سنوات طويلة، ولو عاد بي الزمان لن ألعب إلا للهلال، وقد سنحت لي العديد من الفرص للاحتراف مع أقوى الفرق الأردنية ، لكنني رفضت ، وفضلت البقاء مع هلال اريحا.

- وخلال مسيرتي في الملاعب رافقت هلال أريحا في عدة رحلات إلى الأردن الشقيق ، ولعبت مع خيرة أندية الأردن الوحدات ، والفيصلي والحسين اربد ، والجيل ، وبالنظر لبروزي وتألقي في تلك المباريات تلقيت عروضاً من أندية الفيصلي ، والوحدات ، والأهلي، والجزيرة، وكان أهم تلك العروض من النادي الفيصلي، بتدخل مباشر من المرحوم الشيخ سلطان العدوان، ولكني فضلت البقاء مع هلال اريحا ، استجابة لرغبة المرحوم والدي، الذي تكفل بدفع مائة دينار أردني، كراتب شهري لي، مقابل مواصلة اللعب مع نادي الهلال... وخلال زيارتي للعاصمة الأردنية عمان سنة 1983، التقيت النجم غسان البلعاوي، الذي نصحني باللعب مع الفيصلي، لأنّ فريق الوحدات كان يعاني من انقسام بين اللاعبين.

- لا أنسى ذكريات المباريات القوية ، ضمن ديربي أريحا ، بين الشباب والهلال ، حيث شاركت في عدد من الديربيات ، وبحمد الله كان الفوز حليفنا في جميع المواجهات ، وكانت تلك اللقاءات مميزة ، وقوية ، من حيث المستوى ، والأداء ، والإثارة ، والحضور الجماهيري الكبير، وما زال الجميع يتذكر الأهداف الخرافية ، التي سجلتها في مرمى الشباب.

- وبحمد الله لعبت أجمل مبارياتي فوق الملاعب الترابية، التي شهدت أفضل العروض، الجميلة، والقوية في الزمن الجميل، وما زالت ذكريات تلك المباريات الجميلة محفورة في ذاكرتي.

- أعتقد أنّ أغلب أهدافي كانت جميلة ومهمة، وكثير منها سجلته من مسافات بعيدة ، ولكن الأهم والأغلى بينها هدفي في مرمى شباب اريحا الشقيق على ملعب الحسين بالخليل ، في مباراة فاصلة للصعود للدرجة الممتازة منتصف الثمانينات ، ولا أنسى هدفي في مرمى سلوان المقدسي على ملعب أريحا من منتصف الملعب ، وهدفي الخرافي في مرمى حارس البيرة زياد بركات على ملعب أريحا من زاوية صعبة جداً .

- أعتز كثيراً بجميع المباريات ، التي لعبتها مع الهلال ، ومنها مباراتنا أمام نادي الجيل الاردني سنة 1982، حيث سجلت برأسي أربعة أهداف، وأعتز أيضاً بمباراتنا مع مركز طولكرم مطلع الثمانينات على ملعب المطران، حيث تعادلنا بهدفين لهدفين، كما أعتز بلعبي مع منتخب نجوم الضفة أمام نجوم القطاع.

- وخلال مسيرتي الرياضية الطويلة كانت لي محطة مع التدريب، فأشرفت على تدريب الفريق الأول لهلال أريحا، وحصلت معه على لقب بطولة أريحا الشتوية ، ولكن مسيرتي مع التدريب لم تطل ، بالنظر لانشغالي بالتحكيم ، الذي وصلت فيه إلى أعلى المراتب ، وحملت الشارة الدولية ، بعد حضور دورات متقدمة في مصر وتونس ، وذلك بعد ترشيحي للشارة الدولية من قبل اتحاد الكرة سنة 2002 ، حيث حصلت على الشارة في دولة الامارات العربية المتحدة .

- واستمرت تجربتي التحكيمية عدة سنوات، حيث قدت الكثير من المباريات الصعبة، التي كانت تجمع الفرق القوية ، وخاصة مباريات الديربي، وأذكر أنّ أصعب المباريات، التي قدتها جمعت مركزي بلاطة وطولكرم على ملعب قلقيلية في شهر رمضان ، وكانت ضمن الدرجة الممتازة، كما توليت رئاسة لجنة الحكام في أريحا ، وكنت عضواً في لجنة الحكام المركزية ، التي كان يرأسها الحاج حسني يونس ، حيث شاركت في تعيين حكام المباريات المهمة.

- أرى انّ أفضل حكام العصر الذهبي المرحوم راسم يونس، وحسني يونس، وعبدالله الخطيب، وبسام الكيلاني، والمرحوم محمد روبين، ونادي خوري، وفارس خليل، ورشاد الهندي، وأحمد الاسمر، وعبد الرؤوف ابو سنينة، وأحمد الناجي، ورافع ابو مرخية، والمرحوم صايل سعيد ، وأحمد حسان، وعبد الناصر الشريف، فيما أبرز حكامنا الحاليين عماد بوجه، ومحمد خليل البرهم، وبراء ابو عيشة، واسحق الكيلاني، ومعاذ عوفي ، واشرف ابو زبيدة ، ورأفت رومه ، وفاروق عاصي، ومحمد الخطيب، وأحمد ذوقان ، وخلدون ابو قبيطة.

-وخلال مسيرتي في الملاعب حققت مع الهلال الكثير من الإنجازات ، منها عدة ألقاب في سداسيات الشتاء ، وبطولة أريحا الشتوية، التي كان ينظمها نادي هلال أريحا، إضافة إلى تتويجي مع هلال أريحا بلقب بطولة الدرع كمدرب موسم 1997/1998، وحصولي مع الهلال على لقب بطولة هلال أريحا الشتوية كمدرب سنة 2008. 

- وخلال مسيرتي في الملاعب قابلت كثيراً من النجوم الذين أعتز بهم ، ومنهم موسى الطوباسي، والمرحوم ابراهيم نجم، المرحوم ماجد ابو خالد، وسامر بركات ، وماجد البلبيسي ، وزياد بركات ، ومروان الزين، ورزق الشاعر ، وعبد الناصر بركات، وخليل بطاح، وحاتم وحازم صلا ح، والمرحوم جبريل الدراويش ، وحسين حسونة ، والمرحوم عبد العظيم ابو رجب ، وصلاح الجعبري ، ونايل الدغيري ، وأيمن الحنبلي، والمرحوم محمد صبحا، عارف عوفي، ومحمود عايش ، وطلال فايز ، ومحمد الأسمر، وناصر مطر .

- ومن نجوم القطاع الحبيب أذكر اسماعيل المصري ، واسماعيل مطر، وناجي عجور، وزكريا مهدي، وغسان بلعاوي ، وزهير عفانه ، وصلاح النمس ، وخالد ابو كويك ، وعبد القادر الابزل ، وفارس ابو شاويش ، والشهيد عاهد زقوت.

- ولا أنسى نجوم أريحا نادر وخالد مرعي ، والمرحوم جميل الهرباوي د، وحمد بدوي ، وجمعة عطية، وبدر مكي د، والمرحوم غسان عريقات، ومعن ومنذرعريقات ، ومحمد بزبز ، وعبد السلام الخطيب ، وفيصل صافي ، وعارف الولجي ، وعماد وعصام ابو الهوى ، وابراهيم ورمضان الفتياني ، ومحمد السلايمة ، وأحمد الزغاري ، وخالد عمار، وعماد الحسيني ، وحافظ عدس ، ولطفي وشوقي حسن ، وعيسى الغرام ، ويوسف نوفل ، وأحمد عطا ، وخالد ابو العسل ، وحسن حجاج ، والمرحوم مصطفى الفهد ، والمرحوم سلطان مرعي ، والمرحوم حسن الفاروقي ، والمرحوم بهجت عبد الرؤوف ، وتوفيق مرعي ، ومحمود السويطي ، وأحمد عيد ، ومحمد ويحيى عاصي ، وخالد داود ، ويوسف فرح ، ووائل وصالح غروف ، وسيف السراديح ، وخليل شاكر، وجمال عبدالله ، وعادل داود ، وهاني عيد ، والمرحوم محمد عيد ، وأحمد البرهم ، وجميل عايش، وعيد برهم.

- بالنسبة لي لاعبي المفضل محلياً عدي الدباغ ، وعربياً محمد صلاح ، ودولياً ليونيل ميسي ، واللاعب الذي أتوقع له التألق مهاجم فريق جبل المكبر شهاب القنبر .

- أرى أنّ الإعلام الرياضي الفلسطيني تطور بشكل سريع ، وأصبح اكثر مهنية ، وحرفية في تغطية ، ومواكبة كافة الأحداث ، محلياً ، وعربياً ، وعالمياً ، وبحمد الله لدينا إعلاميين مميزين ، نفتخر بهم.

-أعتز كثيراً برفيق الملاعب الكابتن عبد السلام الخطيب، الذي كان زميل الدراسة والملاعب، وهو نجم من خيرة النجوم ، الذين أنجبتهم الملاعب، كلً الاحترام لهذا النجم الخلوق، الذي كان يمتاز بالسرعة ، والمهارة العالية في المراوغة، وتسجيل الأهداف.

- ولا أنسى نابغة الملاعب نادر مرعي ، نجم النجوم ، ومرعب الحراس، الذي امتاز بالمهارات العالية، فملك قلوب الجميع ، وكان قدورة لي ، ولكثير من اللاعبين ، داخل الملعب وخارجه.

- بدون مجاملة أرى أنّ الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم من أفضل الاتحادات عربياً ، وقارياً ، من حيث التطور ، حيث نجح الاتحاد بقيادة اللواء أبو رامي في خلق حالة رياضية في زمن قياسي ، بما أبهر الجميع ، لأن نجاحنا الكبير أصبح قصة نفتخر ونعتز بها.

- من القصص الطريفة التي حصلت معي في الملاعب ما حدث على ملعب نابلس ، في احدى مباريات دوري الدرجة الأولى أمام فريق عيبال النابلسي .. فبعد اشتراكي مع أحد اللاعبين في كرة رأسية فقدت وعيي لمدة دقيقة تقريباً ، فسألت زميلي وائل غروف : في أيّ اتجاه نهاجم ؟ ..وبعد عودة ذاكرتي أخبرني بما حدث ، وهو يضحك ..

- وهناك قصة ثانية حصلت في احدى بطولات سداسيات الشتاء ، التي كان ينظمها نادي هلال اريحا ، حيث خرجنا فائزين على فريق هلال القدس ، فسمعت مدربهم يقول للاعبيه بعد انتهاء المباراة : قلت لكم ..امسكوا البرهم ، فردّوا عليه : كلّ اللاعبين اسمهم البرهم ، حيث كانت الرقابة عليّ ، وكان شقيقي أحمد يسجل الأهداف بفضل سرعته في الانطلاق ، والوصول الى المرمى..!

مواضيع قد تهمك