"الهداف" عايش الكركي... حكاية من إبداعات ملعب المطران
الخليل- كتب فايز نصّار/ كان محمد عايش الكركي أحد مؤسسي نادي الأنصار ، وكان يفضل العمل كجندي ، بعيداً عن مراكز القيادة من الناحيتين الإدارية والفنية ، فكان يعمل في تدريب اللاعبين ، ويقدم أبو علي الترياقي للقيادة .
ومشكلة "أبو محمود" أنّه حديّ الطبع ، ويعبر عن غضبه بسرعة حتى داخل الملعب ، ولكنّه - في الوقت نفسه - يحب النظام والترتيب ، لدرجة أنّنا فزنا – يوماً - بنتيجة كبيرة في بطولة سداسيات بملعب المطران ، فسالته عن رأيه بالفريق ، فردّ بغضب : ( زفت ) لأنّ أحد اللاعبين كان يلبس جورباً مختلف اللون .. إنّه باختصار مخلص ، ومتفان ، ومتواضع ، وحساس ، وفيّ للأصدقاء ، وهو شخصية اجتماعية محبوبة جداً ، وله علاقات متينة مع كبار الرياضيين ، وخاصة في غزة "
بهذه الكلمات لخص الإعلامي ياسين الرازم حكاية النجم محمد عايش الكركي ، صاحب الرأس الماسية ، التي طالما جلبت الانتصارات المؤثرة لفرق الهلال ، والموظفين ، والأنصار .
وساهم نجمنا في بعث الحركة الرياضية بعد الانتفاضة الأولى ، وشارك يوم 21/12/1991 في مباراة هامة احتضنها ملعب اليرموك ، وجمعت نادي الأنصار المقدسي، بفريق الأسد المرعب الشعبي، بمشاركة الشهيد عاهد زقوت، وفخر الكرة الفلسطينية ناجي عجور، الذي لعب شوطاً مع الفريق المقدسي ، وآخراً مع تفاهم الأسد الغزي ّ، وقاد اللقاء يومها الرائع اسماعيل مطر ، ومعه منير الخطيب ، وعارف الجمل ، وانتهى بتعادل إيجابي ، ليحصل الانصار على كأس خاصة بالمناسبة .
وقضى الكركي معظم أيامه مع الهلال المقدسي ، وحقق معه الكثير من الانجازات ، وشارك معه في لقاء التفوق أمام الوحدات في الزرقاء ، حيث سجل هدف الفوز ، في حكاية لا تنسى من حكايات الكرة المقدسية ، التي يشهد عليها ضيفنا في هذا اللقاء .
- اسمي "محمد عايش" سلامة الكركي " أبو محمود" من مواليد القدس يوم 4/4/1958، ولقبي " صاحب الرأس الذهبي " .
- كانت بدايتي مع الكرة من خلال اللعب في الحيّ ، ثم التحقت بنادي الهلال ، حيث لعبت له ، ولنادي الموظفين، ونادي الأنصار المقدسي كقلب هجوم، وقد سجلت الكثير من الأهداف ، وخاصة بالرأس ، وكان أكثر مدرب له فضل عليّ مهدي حجازي ، والمرحوم ماجد ابو خالد .
- أفضل تشكيلة لعبت معها تضم محمود محيي الدين ، ودرويش الوعري ، وناجي الدجر ، ومروان مسودة ، وجودي مسودة ، وعمر حمو ، وموسى الدباغ ، وعماد الزعتري ، ومحمد طالب ، ومحمد الترياقي ، ومعن القطب ، والراحل الكبيرماجد أبو خالد.
- أفضل تشكيلة لنجوم فلسطين أيامي تضم المرحوم سليمان هلال ، وأبو السباع ، ومحمود عايش ، والمرحوم جميل الهرباوي ، وابراهيم نجم ، والمرحوم جبريل الدراويش ، والمرحوم ماجد ابو خالد ، وناجي عجور ، وحاتم صلاح ، وموسى الطوباسي
- ساق الله على أيام الديربي المقدسي بين الهلال وسلوان ، حيث كانت القدس تتحول إلى ما يشبه منع تجول، وكانت الجماهير تأتي من جميع مدن فلسطين لمتابعة المباراة، وكان ملعب المطران يكتظ بالآلاف ، ولكن أين ملعب المطران الآن ؟ لقد تحول إلى مجرد ذكريات.
- أهم إنجازاتي حصولي على لقب أفضل لاعب سنة 1978 ، في بطولة سداسيات الشتاء بأريحا .
- من أجل تطور الكرة المقدسية أقترح الاعتماد علي أبناء النادي ، وأن تعمم المدارس الكروية في كلّ مكان ، ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
- وحتى يتحسن مستوى الدوري الفلسطيني أعتقد أنّه يجب الاعتماد على الاكاديميات الكروية، والنظر في مشاكل الأندية التي أرهقتها المصاريف ، والاعتماد على اللاعب المحلي ، مع وجود لاعبين أو ثلاثة تعزيز فقط .
- لاعبي المفضل محليا عماد الزعتري ، وعربيا محمود الخطيب ، وعالميا بكنباور ، واللاعب الذي اتوقع له مستقبل محمد يامين .
- أرى أن هناك الكثير من الإعلاميين ، ممن ترفع لهم القبعات ، وفي المقابل هناك بعض الإعلاميين دون المستوى .
-ومن دواعي شرفي أنني تعرفت على شيخ الرياضيين الفلسطينيين الكابتن نادي خوري حفظه الله ، وأطال في عمر النجم درويش الوعري ، الذي أعتبره زميلاً ، وصديقاً من الزمن الجميل ، كما أعتز كثيراً بعلاقتي مع الأستاذ ياسين الرازم ، فهو إنسان محترم ، تعرفت علية في الانتفاضة ، أيام مباريات الأحياء الشعبية .
- أرى انّ اللواء جبريل الرجوب وضع الكرة الفلسطينية على الخريطة العربية والآسيوية، ولكن يجب إعادة النظر في الاحتراف، الذي أرهق الأندية مادياً ، مع تحري وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
- من القصص الطريفة التي حصلت معي في الملاعب خلال مباراة جمعتنا مع الهلال أمام الوحدات في عمان على ملعب الزرقاء ، حيث عكس اللاعب عماد الزعتري كرة في الهواء ، فارتقيت لها أعلى من المدافع مصطفى أيوب ، وكان خلفي النجم موسى الطوباسي ، الذي صرخ : " عايش .. سيب .. عايش سيب " فلم أسمع له ، وسجلت الهدف من أعلى نقطة في الهواء ، فركضت لموسى ، وقلت له : " شفت يا موسى . هيني سجلت .. كيف لو سبت .. كان ما فزنا " ويومها كان الهدف هدف الفوز .