"في المرمى"... الكرة الذهبيّة..
كتب فايز نصّار- القدس الرياضيّ
تكاثر الجدلُ حول أحقيّة تتويج النجم الإسبانيّ رودري بجائزة الكرة الذهبيّة، التي تمثل نيشاناً لأفضل لاعب في العالم، ومصدر الجدل أنّ في الساحة من يعتبرون النجم البرازيلي فينيسيوس هو الأحقّ بالجائزة.
منذ توّج الإنجليزي ستانلي ماتيوس بأول لقب ذهبيّ سنة 1956 لم يتوقف مثل هذا الجدل، لأنّ رضا الناس غاية لا تدرك، ولأن التتويج لا يعتمد معايير من وحي العلوم الدقيقة، ونتيجته يحسمها تصويت الفنيين والإعلاميين والجمهور، وهؤلاء بشر تختلف آراؤهم، كما تختلف بصمات أصابعهم.
ولم يكن الخلاف كثيراً خلال ال 15عاماً الماضيّة، لأنّ الكرة الذهبيّة كانت محسومة بين ميسي، الذي ظفر بها 8 مرات، ورونالدو الذي توّج بها 5 مرات، ولم يتسلل بينهما إلا مودريتش 2018، وبن زيما 2022، وكلاهما من نجوم مدريد.
ولا شكّ بأنّ الأسطورتين يستحقان التتويج، رغم الغُبن الذي أصاب بعض النجوم، ممن عضَّهم التصويت بنابه، وفي مقدمة هؤلاء الفرنسي بلال ريبري، الذي خطف منه رونالدو الكرة سنة 2013، رغم أنّ زوج الجزائريّة فاز بالثلاثية مع البايرن، تماماً كما حصل مع النجم شنايدر، الذي خطف منه ميسي الجائزة سنة 2010، قفزاً على ما فعله ويسلي مع الريال ومنتخب الطواحين.
لا يختلف اثنان على ألمعية رمانة ميزان السيتي رودري، والذي عمل العجايب في البريميرليغ، وحقق مع الفريق الكثير من الألقاب، تماماً كما فعل مع لاروخا، حيث قاد الثيران لعرش أوروبا، وانتزع لقب أفضل لاعب في البطولة، وفي الحالتين كانت له أهداف ومساهمات تهديفيّة مؤثرة، رغم كونه لاعب ارتكاز، يؤكد ذلك ما حصل للسيتي الموسم الماضي عندما غاب رودري عدة مباريات، وما يحصل له الآن، حيث أصبح الفريق السماويّ يفوز بطلوع الروح بعد إصابة رودري.
وفي المقابل، كانت كلّ المعطيات تشير إلى أنّ نجم الريال البرازيلي فينيسيوس سيفوز بالجائزة، بالنظر لمساهمته الملموسة في الإنجازات الهامة، التي حققها الريال، الذي توّج بلقبي الشامبيونزليغ، ولاليغا، والسوبرين الأوروبيّ والإسباني، ولكن الساعات التي سبقت الإعلان عن هويّة الفائز حملت أخباراً غير سارّة لنجم الريال، الذي قرر مقاطعة الحفل، رغم تتويج الميرينغي بلقب أفضل نادي، وتتويج المدرب أنشيلوتي بذهبية المدربين.
من حقّ محبي فيني الصراخ بوجه ما يعتبرونه ظلماً، وفي مواجهة من يذهبون إلى أنّ الجائزة أنصفت القائد الإسبانيّ، وردت الاعتبار إلى نجوم الوسط، ممن يعيشون في ظلّ المهاجمين، وردّت الاعتبار أكثر للنجمي تشافي وإنييستا، اللذين جانبهما اختيار المصوتين على الجائزة.
بالنسبة لنا ليس مهماً من يفوز بالجائزة، والأهم أن نواصل الاستمتاع بإبداعات النجوم، وأن نقرأ كلّ يوم درساً رياضياً جديداً من وحي هذه التتويجات.. ولكن بصراحة لم يستوعب الكثيرون تصرف الريال- الذي طالما تعلموا منه الدروس- بالغياب عن الحفل الكبير!