شريط الأخبار

الحارس الأمين عماد عكة بين الحراسة وكرة السلة

الحارس الأمين عماد عكة بين الحراسة وكرة السلة
بال سبورت :  


الخليل- كتب فايز نصّار/  ليس سهلاً أن تثبت نفسك ضمن فريق عريق مثل سلوان ، وغير معقول أن تلعب كرة القدم في سلوان ، وكرة اليد والكرة الطائرة مع الغريم التقليدي الواي ، وأصعب من ذلك أن تحظى بشارة القيادة ، في ضاحية مقدسية تتنفس من رئة الكرة ، ولكن أبا هادي نجح في ذلك ، وفرض نفسه معشوقاً بين نشامى سلوان ، ومحبوباً من الأسرة الرياضية الفلسطينية قاطبة !

  في أكناف بيت المقدس تفتحت مواهب عماد عكة المتعددة ، وفي ضواحي العاصمة رسخ أقدامه رياضياً كامل الأوصاف ، فحمى بكفاءة واقتدار عرين سلوان لأكثر من عشر سنوات ، تزامناً مع تألقه في صفوف الجمعية المقدسية ، ضمن فريقي كرة اليد والطائرة ، وما للفريقين من أفضلية بين جميع الفرق الأخرى .

   وكان للطيب أبي هادي مكارم رياضية متعددة ، فلم يبرح الرجل الملاعب بعد اعتزاله المشهود قبل اندلاع الانتفاضة ، وراح يطلع بمهام متقدمة ، من خلال رئاسته لاتحاد الكرة الحمراء ، وحمله ملف اللجنة الأولمبية في الضفة ، وقيادته لكثير من الوفود الرياضية في المحافل العربية والآسيوية .

   من مقر عمله في السعودية تواصل معنا الحارس الأمين ، وعبر الأثير استعرضنا أبرز محطات نبوغ القائد المقدسي ، فكان هذا القبس من سيرته في الملاعب  .   

- اسمي عماد الدين علي عكه " ابو هادي " من مواليد القدس يوم 22/2/1958 ، وقد اطلق عليّ جمهور سلوان لقب ( الحارس الأمين) .

- كأي طفل تعلقت بالكرة منذ الصغر ، وبرزت موهبتي مبكراً في المدرسة ، التي تمثل الأم التي تلد النجوم ، والآلة التي تصقل اللاعبين ، وترسخ أسس مهاراتهم , رغم كوننا نفتقد اليوم هذا النموذج ، الذي وضعت من أجله أسس العملية التربوية , وبالتالي  أصبحت الرياضة لا تلعب دورها كما ينبغي في مدارسنا.

-  ويعود الفضل الأول في بروزي لمدرس التربية الرياضية في مدرسة شعفاط ، الأستاذ محمود فواقه , والأستاذ داوود النشاشيبي في مدرسة البيرة الثانوية , فلهما مني جزيل الشكر والمحبة ، والشكر موصول لكلّ إنسان علمني ، وساهم في تكويني , فلهم جميعاً مني كلّ الاحترام والحب والتقدير ، لأني أدين لهم بالفضل بما وصلت إليه في مسيرتي الرياضية.

- وبدأت مسيرتي الرياضية الحقيقية في نادي أهلي شعفاط ، قبل بروزي في مدرسة البيرة كلاعب مهاجم , لأنضم بعد ذلك كمهاجم في صفوف نادي الموظفين بالقدس ، مروراً نحو نادي سلوان ، الذي قضيت فيه أجمل أيامي كحارس مرمى ، تزامناً مع لعبي ضمن الفريق الأول للغريم جمعية الشبان المسيحية , في لعبتي كرة اليد ، والكرة الطائرة.

- ومن حسن حظي أني لعبت وراء النجم الراحل ماجد ابو خالد ، وأي حارس لعب مع المرحوم ماجد ابو خالد ، لا يستطيع أن ينكر كونه أفضل من لعب في خط الدفاع في الضفة الغربية.

- من الصعب عليّ اختيار أفضل تشكيلة ممن لعبوا معي في سلوان , على اعتبار أنني عاصرت ثلاثة أجيال ، من النجوم متقاربي المستوى والانتماء , لذلك أرى أنهم جميعا نجوم لنادي سلوان .

- كنت معجباً بحارس الأهلي المصري الراحل ثابت البطل , أمّا الحارس الذي تمنيت الوصول إلى مستواه ، فهو حارس مركز بلاطة محمد خليل.

- مثلي الأعلى خارج الملاعب والدي المرحوم علي عكه , ومثلي الأعلى في الملاعب المرحوم احمد عديلة ، فكلاهما دعمني لأصل الى ما وصلت اليه .

- كل مهاجم كان يواجهني كنت أعتبره أخشاه ، وكان له هيبة في قلبي ، ولكي أكون منصفاً فهم جميعا اخوة لي ، ولهم معزة في القلب , لهذا فإنّ كلّ مهاجم لعب أمامي هو أخطرهم ، وأميزهم في نظري .

-  لا يمكن لي إحصاء نجوم فلسطين ، فما أكثر المبدعين من رفح وجنين حتى الظاهرية ، فكلهم يستحقون أن يكونوا من النخبة دائما ، وكثرة هؤلاء النجوم يصعب عليك أن تختار بينهم . 

- أتذكر جيدا مبارياتنا مع منتخب الدوري الاسلامي في الداخل ، بمشاركة نجوم القدس .. وكان لتلك المباريات دور هام في توطيد العلاقات بين أبناء العاصمة القدس ، وأبناء الضفة والقطاع ، ورجال فلسطين التاريخية ، وقد تشرفت بتدريب هذا المنتخب ، ولعبت أنا والطوباسي ، وعدد من نجوم الزمن الجميع 3 مباريات أمام نجوم الدوري في الداخل .

- بالنسبة لي التدريب علم وثقافة وأساليب ، ولا يستطيع أيّ فرد أن يكون مدرباً ، إلا إذا تسلح بالعلم والمعرفة ، والمهارات الرياضية.

- بفضل الله كونت نفسي ، من خلال عدة دورات متقدمة في كرة القدم ، وكرة السلة ، والكرة الطائرة ، وحصلت على شهادات متقدمة في كرة السلة من اللجنة الأولمبية الدولية , وعلى شهادات في التحكيم ، ومزاولة التحكيم في كرة القدم ، وكرة السلة , وأشرفت على تدريب نادي اهلي شعفاط ، ونادي سلوان ، ونادي الهلال في كرة القدم ، إضافة إلى تدريب نادي هلال القدس ، ونادي بيت حنينا ، ونادي بيت صفافا ، ونادي الخريجين العرب في كرة السلة ، وشمل الأمر تدريب نجوم منتخب القدس بكرة القدم للرجال ، والمنتخب الوطني الفلسطيني بكرة السلة للرجال .

- أجمل ما في مسيرتي مباراة اعتزالي سنة 1986 ، لأنّها أعادت الحياة لملعب المطران ، بعد إغلاقه من قبل مدرسة المطران ، للحفاظ على أملاك المدرسة ، ومع ذلك تم فتح الملعب ، وإقامة مباراة اعتزالي , وجمعت المباراة يومها فريق نادي سلوان ، بمنتخب نجوم الضفة الغربية , وتعذر وجود نجوم القطاع الحبيب للظروف السياسية المعروفة ، وقد تركت هذه المباراة بصمه في حياتي ، بالنظر لوجود عدد كبير من نجوم نادي سلوان ، واخواني نجوم الضفة ، حيث كانت المباراة صورة حقيقية ، جسدت المحبة والانتماء ، بين  هؤلاء النجوم ، الذي رووا أرض ملعب المطران بعرقهم ودمهم الغالي .

- من أهم إنجازاتي حصولي على جائزة أفضل حارس مرمى في سداسيات مؤسسة البيرة مرتين ، وجائزة أفضل حارس مرمى في سداسيات الشتاء لهلال اريحا مرتين ، والفوز ببطولة الدوري التصنيفي للضفة الغربية أيام الرابطة ، والحصول على كأس لجنة الزكاة في مباراة جمعت بين بطل الدوري التصنيفي نادي سلوان ، وبطل كأس الضفة نادي شباب الخليل ، كما حصلت على عدة كؤوس في مناسبات وطنية وخيرية ، وتشرفت بمهمة مسؤول اللجنة الاولمبية في الضفة الغربية ، وبكوني أحد أعضاء اللجنة الاولمبية في الدورة العربية ، وبكوني رئيس البعثة الفلسطينية ، في دورة التضامن الاسلامي الدولي في السعودية .

-  تلقيت عروضاً أردنية للعب من أندية الوحدات والأهلي ، وفعلاً لعبت مع الأهلي مدة عام ، وبعدها توقفت بسبب ظروف العمل . 

- كنا نعتبر مباراة سلوان والهلال مهرجاناً كروياً مقدسياً بامتياز ، بالنظر لعلاقة اللاعبين المميزة مع بعضهم ، وتبعاً لقوة المباراة ، والأعداد الكبيرة من الجمهور الذي يحضرها ، والمشاحنات قبل المباراة بأسابيع ، ورغم ذلك كان التنافس شريفاً داخل الملعب ، وكانت الصداقة والمحبة تجمع اللاعبين خارج الملعب .

- لا استطيع أن أقول لك من هو لاعبي المفضل ، لأني لعبت مع عدد كبير من النجوم ، ومنهم  اسماعيل المصري , وماجد ابو خالد , وعلي العباسي , وكاظم اللدوية , وموسى الطوباسي , وحاتم صلاح , وعارف عوفي , وابراهيم نجم , وزكريا مهدي ، ومحمد الأسمر, وسامر بركات , ومحمد الصباح , وعبد خليل , وعرفات حميد , وعماد الزعتري , ووليم خوري , ونقولا زرينة , وسامي ابو الغصين , واسماعيل مطر , وخليل بطاح , وغسان البلعاوي , وعلاء حالوب , وإبراهيم ابو الشيخ , وأحمد ابو دلو , وجودي مسودة ... وكثير غيرهم اعتذر لعدم ذكرهم جميعاً .

- أرى أنّ الإعلام الرياضي له فضل كبير في نشر اسم عماد عكة في ربوع الوطن الغالي , واليوم أقدر الإعلاميين أكثر ، بالنظر لتفانيهم في إيصال المعلومة الدقيقة الصحيحة ، وأقول للإعلاميين : أعانكم الله أيها الجنود المجهولين في رياضتنا الفلسطينية .. كل الحب والتقدير يا رجال السلطة  الرياضية الرابعة.

- أقول للراحل الغالي ماجد ابو خالد : شكراً لك ، لأنك دعمتني في بداية حياتي ، ومنحتني الثقة للوقوف بين الثلاث خشبات ... رحمك الله ، فقد كنت أخ لي خارج الملعب ، وقائد داخل الملعب .

- أقول للمرحوم الإعلامي الرياضي محمد العباسي ( ابو الرائد) : لقد كنت توأم الروح ، أنت والحاج شعبان شعبان ، طوبى لروحك يا صاحب الكلمة الصادقة الحرة الهادفة ، وصاحب كلمة الحق ، وصاحب المواقف الثابتة ، التي لا تنحني أبدا , أنت نِعم الرفيق الذي سندت به ظهري... رحمك الله يا أبا الرائد , فقد كنت صاحب مزاج صعب ، وقلب طيب ، وأفتخر بمصاحبتك  في ايطاليا سنة 1990 .

- أقول للكابتن موسى العباسي (ابو الوفا) : لقد كنت أبحث عنك قبل كل مباراة ، لأحصل منك عل جرعه الثقة و التميز ، لأنك نموذج الأناقة والهدوء .. شخصياً كنت أعتبرك أمير الفريق ، من خلال أناقتك ورفعة اخلاقك .. أنت انسان طيب وراقي لم نسمع إلا صوت أقدامك في تسجيل الاهداف .. باختصار لقد كنت صاحب الرأي السديد في الفريق .. شافاك الله يا أخي أبا الوفا !

- أقول للمدرب والأخ عقيل النشاشيبي : انت نعم الإنسان الهادئ ،  وصاحب النظرة الثاقبة .. أنت خير من اكتشف النجوم والمواهب ، والخبير في عالم كرة القدم .. لن ننساك وانت تجوب  ربوع الوطن ، بحثاً عن المواهب لصقلها ، أنت فعلاُ كشّاف النجوم .

- أنا على تواصل دائم مع اتحاد السلة ، وأفتخر أنّ كلّ أعضائه  يعملون بمهنية عالية , وقد أثبتوا علو كعبهم في العمل المؤسساتي ، وتجسيد العمل من أجل كرة السلة الفلسطينية.

- الحمد لله كنت ضمن مجموعة من الرياضيين المقدسيين ، الذين شكلوا تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية ، للمساهمة في الاشراف على جميع النشاطات ، التي تنظمها الاتحادات في العاصمة المقدسية ، وقد تم انتخابي كأول رئيس للتجمع في دورته الاولى. 

- من حكاياتي في الملاعب في مباراة جمعت على معهد الخضوري نادي سلوان بمركز طولكرم , وبعد مرور عشر دقائق على انطلاق المباراة كانت النتيجة 2-0 لصالح المركز ، لأضع نصب عينيي الفوز ، فكانت المباراة تاريخية بالنسبة لي , وصمدت أمام تألق  محمود عايش ، وعارف عوفي ، ونجحت في صدّ جميع تسديدات عارف عوفي ، التي تجاوزت الخمسين تسديدة ... وبعد كلّ صده ، كنت أذهب وأعانق عارف ، الذي جعلني أتألق في هذه المباراة ، التي انتهت بالتعادل ..ومن الطريف انّ الجمهور الكرمي راهن يومها على وزني ، وكان السؤال من الجمهور : كيف يستطيع حارس  بهذا الجسم صدّ كلّ هذه الكرات ؟

- وفي مباراة نادي سلوان بطل الضفة ، مع النادي الأهلي بطل الدوري الأردني ، انتهت المباراة بفوز الأهلي ، بهدف سجل في آخر ثانية من المباراة ، والغريب أن الهدف سجل من حالة تسلل واضحة  ، بقرار من الحكم محمد السكران ، الذي أضاع مجهودنا ، ويومها أقر الإعلام الاردني بأن الهدف كان من تسلل واضح ! ... أذكر يومها أنني من شدة التعب ، جلست داخل المرمى ، وأخفيت رأسي في أرض الملعب ، وإذا بالرياضي الكبير المرحوم اسماعيل أبو رجب ، يخاطبني بصوت الاب الحنون ، ويرفعني عن أرضية الملعب ، ويقول لي  كلماته التي لا أنساها ما حييت : انهض يا عماد ، وارفع راسك  ، لو ان عندي اثنين مثلك ، سأهزم جميع الأندية العربية .. والحقيقة أنني حزت على جوائز وأوسمة كثيرة ، ولكن هذه الكلمات هي أغلى الأوسمة ، التي علقت على صدري.

- وفي الختام لا يسعني إلا مطالبة صاحب القرار ، الأخ  اللواء أبو رامي بضرورة وضع الرجل المناسب ، في المكان المناسب ، والاهتمام بالألعاب الفردية ، وفي الفئات السنية ، وإعطائهم الاولوية للوصول الى منصات التتويج.

مواضيع قد تهمك