شريط الأخبار

نهائي واعد..

نهائي واعد..
بال سبورت :  


كتب فايز نصّار- الخليل

  حتى لو جرت رياح نهائي اليورو على غيرِ ما تشتهي سفننا، فالمنطقُ يقتضي أن نُصفق للفائز، حتى لو كان منتخب إنجلترا، لأنّ مشاعر أغلبنا تريدُ أن يتوّج الماتادور الإسباني في كرنفال النهائي البرلينيّ هذه الليلية.

  أزعم أنّ أهمَّ سبب لعزوف الطيبين في بلادي عن تشجيع إنجلترا هو مواقف الإنجليز التاريخية ضد شعبنا، وتسليمهم مفاتيحَ وطننا الفلسطيني لمن جاءت بهم مراكب المهاجرين، من كلّ حدب وصوب، منذ تبرع بلفور لهم من كيس غيره!

  وغير مقبول هنا أن يزعم أحدٌ: أنّ في هذا العالم من لا يخلطُ الرياضة بالسياسة، حيث يُفتِّش القائمون على أولمبياد باريس منذ مدة وثائق وأفكار وتوجهات قلَّةٍ من الرياضيين الروس، الذي سيمثلون بلادهم في الأولمبياد، دون عزفِ نشيدهم، ورفعِ علمهم، فيما يسمحُ لمن نشروا مشاهد من جرائمهم في غزة بالمشاركة بعيداً عن المساءلة.

  نعم.. نشجعُ إِسبانيا، التي تقف موقفا متقدما في رفض حرب الإبادة على شعبنا، وكانت في طليعة الداعين للاعتراف بالدول الفلسطينية، على عكس حكومةِ بريطانيا، المعاديةِ لشعبنا، والرافضةِ لفكرة الاعتراف بالدولةِ الفلسطينية.

  وحتى لو تركنا السياسة جانباً، وكنا محايدين في هذا الدقّ، الذي لا ناقة لنا فيه ولا جمل، سنشجع إسبانيا أيضاً، لأنّها كانت الطرفَ الأفضل في مبارياتها الست السابقة، وكلّ الأرقام تشير إلى أفضليتها على منتخبِ الأسودِ الثلاثة، الذي وصل النهائي زحفاً، ولم يقدم أوراقَ اعتمادهِ الفنية، إلا في قبل النهائي أمام هولندا.

  منذ انطلاق البطولة منتصفَ حزيران، ظهر المنتخبُ الإسباني بثوبِ البطل، وبدا كاملَ الأوصاف، بفضل العملِ المتواصلِ لمديره الفنيّ دي لا فوينتي، الذي رافقَ نجومه الواعدين منذ كانوا صغارا، وحققَ معهم نتائجَ مذهلة، في جميع منتخبات الفئات العمرية للاروخا، فقدم للعالم منتخباً لا يتأثرُ بإصاباتِ النجومِ وعقوباتهم، لأن في دَكَّتِهِ نجوما لا يقلون عنهم براعة.

  ننتظر معركةً ميدانيةً بين أفضليةِ الكرةِ الإسبانيةِ الجماعية، وسلاحها في الاستحواذ، وجموحِ رفاق بيلينغهام، العازمين على كتابةِ اسم إنجلترا بين المتوجين بلقبِ البطولة، ولكنّ المهمةَ لا تبدو سهلة، في مواجهة منتخب حالم، يريد فضَّ شراكةِ رقمِ الفوزِ بالبطولة مع المنتخبِ الألمانيّ.

مواضيع قد تهمك