شريط الأخبار

"حدث هذا".. ارحموا العنابي

حدث هذا.. ارحموا العنابي
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصار/ على بركة الله انطلق مونديال ألف ليلة وليلة من الخيمة العربية الكبرى في دوحة العرب ، بحضور رياضي وسياسي كبير ، ساهم في ترطيب الاجواء المشحونة بين الجيران والأشقاء ، ممن شاهدوا لوحة حضارية تؤكد أنّ إنجازات الشعوب لا تقاس بمساحات الدول وتعداد شعوبها ، وقدراتهم المالية فقط ، لأنّ حسن التخطيط ، واستغلال الموارد المادية والبشرية بشكل مدروس يحقق النجاحات .

ويبدو أن قطر " الكبيرة بفعلها " حققت الكثير من الأهداف الرياضية ، وغير الرياضية قبل انطلاق هذا المحفل الكروي ، في انتظار مزيد من الأهداف ، التي تساهم في تغيير النمط الغربي حولنا كعرب ، ومسلمين ، وشرقيين ، لأنّ في هذا العالم من يستكثر على أمة - كرّمها الله من فوق سبع سموات - أن تشارك في الإنجازات الحضارية ،وكانّ هذه البسيطة مطوبة باسم جده الأول !

وقد اختصر صاحب الهمة الشاب القطري غانم المفتاح ملخص الحكاية في حواره البريء مع النجم العالمي مورجان فريمان "" وجعلناكم شعوباً وقبائل " ليكمل راعي الدار الشيخ تميم الحكاية بوصفه الحدث بالمهرجان الإنسانيّ ، الحضاري ، الذي اجتمع فيه الخلق من كلّ ملة ، وجنس ، وعقيدة ، على أمل أن تكون ليالي ألف ليلة وليلة الكروية ملهمة للخير والأمل ، وأن لا يتوقف التواصل الإنساني في مختلف المجالات .

ولعل من أجمل ما سرده الحفل الافتتاحي إيجازه تاريخ المنطقة بأسلوب سهل ممتنع ، يتحدث عن كلّ شيء في أقل المواقف ، فيروي تاريخ المنطقة ، التي لا يراها البعض إلا مجرد ناقة تساق في صحراء مهجورة ، ولا يسمع بها الآخرون إلا من خلال براميل النفط المتدفقة ، ليعرض المشهد الافتتاحي لمحة عن تاريخ مجيد ، وصل على كلّ شيء ، دون نسيان المهمة الرياضية بعرض شعارات المونديال السابقة ، وكوكتيل من أغانيها !

والحق يقال : إن اكثر ما أعجبني في المنظم القطري أنّه يسير نحو الهدف بشكل مستقيم ، ولا ينظر لما يقوله القواعد حول الجزئيات ، لأنّ العالم المركوب من الصحافة غير المهنية ساق ، وما زال يسوق أشياء من صنع الخيال حول القدرات والامكانيات ، فكان الردّ العنابي الرسمي بالصمت ، وترك ما يحصل على الأرض يفحم المغرضين من العجم ، ويخرس الخوالف من " مبدعي " العرب !

ولا نستطيع هنا تعداد ما ستجنيه المنطقة من إنجازات بعد هذا المونديال الصحراوي ، ولكن لا يختلف اثنان بأنّ قطر وعدت فأنجزت ، ولا أريد ان اسمع هنا من يتحدث عن النفقات ، التي صرفت على بنية تحية رياضية وغير رياضية ، ستعود بالفائدة الاستثمارية على هذه الدوحة الجميلة على المدى القريب والبعيد ، وستصل الفائدة لكلّ امتنا بأذن الله .

وعلى الجانب الآخر يبدو أن كثيراً ممن تابعوا اللقاء الافتتاحي ، الذي جمع قطر بالأكوادور كانوا يرشحون العنابي للبطولة ، فراحوا يسوقون النكات ، ومنهم من سخر من الموقف ، وكأنّ خبيراً في هذا العالم رشح قطر للمنافسة ، لأنّ طموحات قطر المعلنة محاولة تجاوز الدور الأول ، أو على أقل تقدير تقديم عرض لائق ، لأنّ من يعرف البير وغطاه يقدر حجم الفوارق الفنية !

وبلغ الأمر في الخوالف ترشيح منتخبات عربية للعب بدل قطر – على سبيل الدعابة - وكأنّ هناك منتخباً عربيا جاب الديب من ديله ، ونجح منذ أول مشاركة عربية سنة 1934 في تحقيق إنجازات خارقة ، اللهم تأهل السعودية ، والمغرب ، والجزائر للدور الثاني ، فيما كانت بقية المشاركات عابرة ، وآخرها في روسيا حيث خسرت مصر ثلاث مباريات ، واكتفت السعودية بالفوز على مصر ، واكتفت تونس بالفوز على بنما ، فيما تعادلت المغرب مع اسبانيا .

أعجبني كثيراً نجم الزمن الجميل كاظم لداوية ، الذي دعا محبي الكرة إلى التفريق بين قطر المنظمة ، وقطر المشاركة ، لأنّ منتخب قطر يضم لاعبين ينشطون في الدوري القطري ، بما حرمهم من التعود على اللعب أمام الجماهير ، والاحتكاك مع فرق عالية المستوى ، فكانت صدمتهم بالأجواء الضربة الأولى ، التي أصابتهم في مقتل ، ففقدوا التركيز ، ليستغل الأصفر الاكوادوري الوضع ، ويباغتهم بهجمات ضارية افقدتهم اللحمة النفسية ، لتأتي الأهداف الثلاثة - المسجلة والملغاة - وتنهي كلّ شيء ، لأنّ العنابي لم يدخل المباراة ذهنياً ، ولم يعد قادراً على فعل شيء .. أقول هذا لأنّ من شاهد منتخب قطر سابقاً صدم بالمستوى الذي قدم .

المهم أنّ قطر علقت الجرس ، وبذات مونديالها الخليجي العربي ، في انتظار مبادرات مشابهة من دول أخرى تملك امكانيات مثل قطر ، لأنّ كثيراً من إمكانيات أمتنا المادية أهدرت على الأسلحة ، وموائد البذخ والقمار ، على أمل ان يكون هذا مونديال الدوحة يوماً جديداً لأمتنا !

مواضيع قد تهمك