شريط الأخبار

"الخبرة" علي ابو حسنين كنت أحمل المسدس في المباريات

الخبرة علي ابو حسنين كنت أحمل المسدس في المباريات
بال سبورت :  

الخليل- كتب فايز نصّار/ لم تكن كلّ أمور الرياضة وردية في الزمن الجميل ، الذي شهد نجاح أبناء فلسطين في الابقاء على الحالة الرياضية ، وتنظيم ما تيسر من منافسات في ظروف صعبة جداً ، أقلها أنّ البطولات كانت تقام دون أيّ وجود لرجال الأمن ، مما جعل بعض المنظمين يلجؤون لحماية أنفسهم ، معتمدين طرقاً مشروعة ، وأخرى غير مشروعة .

ويعترف ضيفي علي أبو حسنين أنّه أرغم على وضع مسدس تحت جوربه ، لحماية نفسه خلال المباريات الأكثر صعوبة ، فيما كان شريكه في الطاقم التحكيمي يحمل الموس الكباس ، مقراً بأنّ الأمر كان غلطة عمره ، ومعتذراً عن هذا السلوك غير القانوني .

وكان أبو حسنين بدأ حكايته الرياضية من شواطئ غزة ، ودخل الأنشطة من بوابة الحركة الكشفية ، التي اعتقد أشبال فلسطين يومها أنّها خير رافد لجيش التحرير المأمول ، وخير لسان للتفاعل مع مختلف قضايا المجتمع المدني .

ولعب أبو السعيد عدة رياضات ، ولكنّه كان أكثر براعة في الكرة الحمراء ، فبرز كلاعب كرة سلة ، قبل أن يتخصص في تحكيم هذه اللعبة الصعبة ، بما جعله يتألق كحكم محلي ودولي ، ويساهم في تسيير اللعبة ردحاً طويلاً من الزمن .

ولم يلعب الحاج علي في حياته لغير خدمات الشاطئ ، الذي تولى فيه العديد من المهام الإدارية والرياضية ، من أهمها رئاسته للفريق خلال عدة دورات .

وخلال مسيرته الرياضية الطويلة كان سليل بيت جرجا شاهداً على كثير من القصص الرياضية الطريفة ، التي تمثل جزءاً من حراكه الرياضة والكشفي ، وأتركه يروي لكم بعضاً من فصول قصته في هذا اللقاء .

- اسمي علي سعيد حسن ابو حسنين " أبو السعيد " من مواليد قرية بيت جرجا يوم 19/3/1943 ، مؤسس ورئيس منتدى (رواد خبراء) الحركة الرياضية الفلسطينية .

- بدأت حياتي الرياضية مبكراً ، منذ كنت شبلاً في الكشافة البحرية ، التابعة لمركز خدمات نادي الشاطئ ، وكان للقائد الكشفي الأستاذ مسعود الجاجة ، ورئيس الكشافة في قطاع غزه ، القائد عبد الرؤوف الشوا من نادي غزة الرياضي الأثر الطيب ، في تطوير معلوماتي عن الكشافة وأهدافها .. ومن الكشافة انتقلت إلى الرياضة ، ولعبت كرة القدم كحارس مرمى للأشبال في النادي ، إضافة إلى ظهوري في رياضات كرة الطاولة ، وكرة السلة ، وكرة اليد ، والملاكمة ، وألعاب القوى .

- وكانت بداية قصتي مع الرياضة ربانية ، حيث شجعني والداي - رحمهما الله – على ممارسة الرياضة ، دون أن أنسى دور مدير مدرسة غزة الاعدادية الجديدة ، الحكم المرحوم يحيى الشريف ، وكان تركيزي أكثر على لعبة كرة السلة ، من البداية حتى الآن .

- وخلال مسيرتي في الملاعب لم ألعب إلا مع مركز خدمات نادي الشاطئ فقط ، فأنا من مؤسسي هذا النادي ، وما زلت أداوم فيه ، وأواظب على أنشطته ، وقد تقلدت فيه العديد من المناصب الرياضة ، منها عضو مجلس إدارة ، وأمين صندوق ، ومشرف رياضي ، إضافة إلى رئاستي للنادي عدة دورات .

- ومن النادي انطلقت للمشاركة في الفعل الرياضي الفلسطيني ، وتقلدت العديد من المناصب في الاتحادات ، والمؤسسات الرياضية ، والكشافة ، ومنها عضوية اتحاد كرة سلة ، ورئاسته لثلاث دورات في قطاع غزه ، وتولي مهمة نائب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة السلة ، وعضوية الاتحاد العربي لكرة السلة ، إضافة إلى عضويتي في اللجنة الفنية لرابطة الأندية الرياضية لقطاع غزة ، ناهيك عن دوري في إعادة تأسيس حركة الكشافة البحرية بنادي الشاطئ ، والتي لها الآن فعاليات متعددة .

- وبدأت قصتي مع الكشافة منذ سنة 1953 حين تمّ تأسيس فرقة الكشافة في نادي الشاطئ ، فانتميت للفرقة مبكراً ، من مبدأ أنًها عمل اجتماعي ، ووطني ، يشكل رديفاً للجندي الفلسطيني ، ويساهم في تعميم فكرة الجهاد للعودة لفلسطين ، فتعلمنا الصبر ، والاعتماد على النفس في المواقف المختلفة ، ومصداقية العمل ، وجميع مبادئ الكشافة .

- أحمد الله أنني لم أرزق بأبناء ، وأعتبر عملي في الرياضة خدمة لكلّ الأجيال ، التي ساهمت في تربيتها في النادي ، والاتحاد ، وأعتقد أنّ أفضل رياضي تفاعل مع جهودي ، وساعدني في ذلك زوجتي الحجه فاطمة ، المدرسة في وكالة الغوث الدولية لمدة ٤٠ عاماً ، حيث كانت تعتبر الرياضيين أبنائها ، وأحمد الله أن جميع الأجيال ما زالت تعتبرني الأب الروحي لهم ، نظير ما قدمت لهم من مبادئ ، وانتماء ، ووطنية ، ورياضية ، وأرى أنً كثيراً الرياضين تفاعلوا معي ، ولا أستطيع حصرهم ، ولكن لا بدّ هنا من ذكر الحكم الدولي لكرة السلة حسين حمدان ، والحكم الدولي لكرة السلة سائد حميد ، والحكم نعمان رزق ، الذين كان لي الفضل في وصولهم إلى ما وصلوا إليه .

- ولا أستطيع حصر من أعتبرهم مثلي الأعلى داخل الملاعب ، أمّا خارج الملاعب فهناك الحطم الدولي يوسف الحشوة - شفاه الله - وابراهيم البربري ، وكإداري ريمون زبانه ، والبدرساوي ، ووليد أيوب ، والنائب يحي شاميه ، وجورج رشماوي – رحمه الله - .. وكثيرون .

- وخلال مسيرتي كان لي نشاط كبير في جمع التبرعات لصالح خدمات الشاطئ ، وغيره من المؤسسات الرياضية ، وذلك انطلاقاً من علاقتي مع الجهات الرسمية ، والأهلية ، حيث استطعت خلال رئاستي للنادي ، والاتحاد ، والمنتديين توفير كل ما يلزم من مستلزمات ، ومصاريف إدارية من وزارة الشباب ، والمجلس الأعلى ، ومن شركتي جوال ، واوريدو ، ومن حركتي فتح وحماس ، ومن السيد محمد دحلان ، ومن أصحاب رؤوس الأموال ، إضافة إلى أقاربي في الخارج ، ومن جيبي الخاص .

- أرى أنّ أفضل من خدم الرياضة قديما الحاج رشاد الشوا ، والحاج مطلق، ووكالة الغوث، ومنظمة التحرير ، وحاليا اللواء جبريل الرجوب ، واسماعيل هنيه ، وابنه عبدالسلام هنيه ، مع حفظ الألقاب لمن ذكرتهم .

- من أجل تعزيز دور الأندية أرى أنّه يجب أن تكون إداراتها منتخبة ، لا أن تكون نتيجة محاصصة بين الفصيلين الأكبر - فتح وحماس – لأنّ جميع الرياضيين ، والإداريين من أبناء الشعب الفلسطيني ، ولا يجب أن تفرض إدارات الأندية من المتنفذين ، وبنظري الإدارة الناجحة ، والتي تعمل بشكل جماعي ينعكس أداؤها على الأعضاء والمجتمع ، والأهم أنّ الأندية لا يجب أن تقصر اهتمامها على لعبه واحده ، بل يجب توزيع اهتمامها على كلّ الألعاب الجماعية ، والفردية ، دون إغفال دورها الثقافي ، والاجتماعي ، ويجب على الأندية أن تتفاعل مع برامج المجتمع حتى تصبح أندية مجتمعية ، لا أندية فردية ، أو حزبية .

- من وجهة نظري أفضل طريقه لتثبيت مصادر الدعم للنادي الاعتماد على اشتراكات الأعضاء ، ودعم الوزارة سنويا ، بميزانيه رسميه ، لا كمنحه من فخامة الرئيس ، مع ضرورة الاجتهاد مع البنوك ، والشركات ، وأبناء المجتمع الميسورين ، وأن يكون مبنى النادي به محلات ، وصالات ، وملاعب بيتية ، تساهم في الدخل .

- لم أساهم خلال مسيرتي في استقطاب لاعبين من خارج محيط النادي ، كوني من المؤمنين بفلسفة عدم جلب لاعبين ، أو مدربين من خارج النادي ، بل الاعتماد على الفئات العمرية ، ومدرسة الكره ، والمخيمات الصيفية ، لاكتشاف مواهب رياضية تحمل اسم النادي .

- وخلال مسيرتي تشرفت بالمشاركة بالعديد من الوفود الرياضية ، التي مثلت فلسطين في مصر ، وقطر ، وشاركت مع اتحاد السلة في البطولات العربية في مصر ودبي ، ناهيك عن اللقاءات المحلية مع المحافظات الشمالية ، كما شاركت شخصيا في لقاءات مع رياضيين في دولة الكويت .

- من أجل مزيد من الحضور الجماهيري في الملاعب أقول : إنّ الجماهير الفلسطينية تعشق الملاعب ، ويجب أن يتحسن التنظيم لاستيعاب المزيد من عشاق اللعبة ، مع الحذر من ظاهرة التعصب ، التي تشكل أبرز آفات الرياضة ، ومع ذلك أرى أن الحضور الجماهيري في مباريات المحافظات الجنوبية كبير ، ولا يعيق هذا الحضور إلا جائحة كورونا .

- بصراحة أعتقد أن إعلامنا الرياضي ينقسم إلى أربعة أنواع ، الأول منافق بامتياز ، وهذه الفئه ليست من الإعلاميين ، والنوع الثاني حزبي فاشل بامتياز ، ويمثل ضررا على الإعلام الرياضي ، ونسبة هؤلاء كبيرة بسبب النكبة الثانية ، المتمثلة في الانقسام ، أمّا النوع الثالث فيشمل مجموعة من الإعلاميين ، ممن يستغلون كلمة إعلامي لأمور خاصه ، فيما النوع الرابع يشمل إعلاميين ترفع لهم القبعة ، لانتمائهم الفلسطيني الحقيقي ، وهم عدد لا بأس به ، ومعروفون لمجتمعنا ، ومع ذلك التمس الخير في إعلامنا ، مع ملاحظه أنّه من العيب مدح المسؤول ، وانت تعرف أنّه ليس كفؤاً ، ويكون مدحك له لأسباب عائلية ، أو نادوية , أو تنظيمية ، او مناطقية .

- كثيرة هي المواقف الطريفة التي مرت بي خلال مسيرتي الرياضية الطويلة ، ومنها عندما كنت حكم سلة ، حيث كان هناك فريقان يهيمنان على اللعبة ، وكان النهائي غالباً يجمع بين هذين الفريقين ، وبالنظر لشدة تعصب جماهير افرقين كنت ألبس جوارب كرة قدم ، وأربطها بمغيطه ، وأضع المسدس في الجرابين ، وهذا طبعاً خطأ مني ، لكن النفس أماره بالسوء ، وكان زميلي يضع الموس الكباس في جوربه ، وفي احدى المباريات وقع المسدس من رجلي ، فانبطحت فوقه ، وأخفيته بلباقة تحت البلوزة ... وأعترف هنا بتصرفي الخاطئ ، وأعتذر ، لكن تعصب الجمهورين اللامحدود كان السبب ... مره أخرى أعتذر !

- أمّا الحادثة الثانية فحصلت عندما كنت في معهد سبلين بلبنان سنة 1965 ، حيث اتفقت إدارة المعهد مع شركة koc بالكويت ، لعمل لقاء رياضي ، وكنت حارس للمرمى ، فسدد أحد لاعبي الفريق المنافس الكرة بعد خط ال 18 ، فارتميت على اليمين ، لتلمس الكرة رجل الدفاع ، وتتحول إلى الجهة الاخرى ، ولمّا دخلت الكرة الشباك كان هناك طفلين صغار بجانب المرمى ، فقام أحدهما بشتيمة والدي ، فقلت له : " ليش يا شاطر بتسب أبوي " ؟ فعاد وشتمني ، فقلت له : " ليش يا ولد ، فكرته كويتي " ؟ فأجابني : " ليش تخليها تخش علينا جول " ؟ فقلت له ما اسمك ؟ فأعطاني اسمه ، وأنا أعرف والده شخصية اعتبارية من عندنا من غزه ، فسألته : أين تسكن ؟ فأشار بأصبعه إلى بيتهم بجانب الملعب ...وبعد عشرات السنين أصبح هذا الطفل الفلسطيني ، الذي شتمني – وأحببت طفولته - وزيراً محترماً ، وقبل سنتين قابلته ، وقلت له : أنت شتمتني ، وتداولت معه القصة ، التي لا يعرفها ، فأحمر وجهه ..المهم الآن هو أكتر شخصيه أحبها وأحترمها ، وهو ابن عائله كريمة ، رياضي أبا عن جد .

- وطبعاً هناك قصص كثيره في حياتي الرياضية ، والإدارية ، ولكن في النهاية أقول لشبابنا الفلسطيني الرياضيين : كونوا وحدويين ، وانبذوا الانقسام اللعين !

مواضيع قد تهمك