زيارة زين الدين زيدان للجزائر ترفع الروح المعنوية في البلاد
عندما يستهل زين الدين زيدان زيارة للجزائر مسقط رأس والديه فانه يمنح هذا البلد الذي دمرته الحرب دفعة معنوية هو في أمس الحاجة إليها خاصة وأن الجزائر تعتبر دوما نجم الكرة الفرنسي نموذجا للنجاح.
ويفتتح قائد منتخب فرنسا السابق في اول زيارة للجزائر منذ 20 عاما مشروعا يوفر المعدات الطبية لمنطقة ضربها زلزال في عام 2003. وهذه المعدات تم شراؤها من ايرادات مباراة خيرية لكرة القدم اقيمت في فرنسا.
وخلال اقامته بالجزائر سيجد حتى أشد المعجبين به مشقة بالغة في الاقتراب من النجم المولود في فرنسا بسب اجراءات الامن المشددة حول اقامته لكن معظم الجزائريين يشعرون بالرضا لهذه الزيارة.
وقالت طالبة جامعية تدعى مالكة جدي (23 عاما) لرويترز "زيدان بطل. (ورغم انه) تربى في فرنسا الا ان على كل الجزائريين ان يفتخروا بمسيرته." واضافت "لقد شرف الجزائر ووضع مثالا لما يجب ان يفعله الشباب الجزائري."
وقال فريد ميني (30 عاما) وهو نادل في مطعم "زيارته تؤكد انه ما زال مخلصا لمشجعيه في الجزائر." ويريد البعض وجوده لانعاش منتخب كرة القدم الجزائري.
ويأمل آخرون أن يكون نموذجا يمنح الامل لملايين الاشخاص في بلد تقدر فيه نسبة البطالة بين من هم دون 30 عاما الى حوالي 70 في المئة. ويعتقد آخرون ان مجرد وجوده سيبدد سحابة من الكابة تخيم على البلاد منذ اندلاع صراع مسلح عام 1992 بين الحكومة والاسلاميين.
وقالت مدرسة تدعى نورا كحيل (32 عاما) ان زيزو وهو الاسم الذي يعرف به في فرنسا قد يوفر عناصر الريادة للرياضة الجزائرية وهو قطاع تعرض للتجاهل طويلا في بلد يغوص في دوامة العنف.
وقالت "الجزائر تحتاج حقا الى مهارات زيدان. علينا ان نقنعه بتقديم المساعدة لانعاش كرة القدم في بلادنا." واضافت "لا يشعر مشجعو كرة القدم هنا بالرضا عن اداء الفريق القومي خلال السنوات الماضية. زيدان قادر على ان يعطي قوة دفع لهذه اللعبة في الجزائر."
واعتزل زيدان الذي يعتبر على نطاق واسع افضل لاعبي جيله رياضة كرة القدم بعد تعرضه للطرد في نهائي بطولة كأس العالم الماضية في يوليو تموز لاعتدائه بالضرب بالرأس على اللاعب الايطالي ماركو ماتيراتسي. وكانت ايطاليا قد فازت بالكأس بعد ركلات الترجيح. ووصفه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وقتها بأنه افضل لاعب في العالم.
ويؤيد ذلك معظم الجزائريين. وقال عبد المالك شفيف وهو سائق سيارة اجرة عمره 33 عاما "حاولت بعض وسائل الاعلام الاجنبية عبثا تشويه صورته بعد نهائي كأس العالم. زيزو معروف بهدوئه وقيامه بضرب ماتيراتسي بالرأس كان لرفضه الاهانة." وكانت المباراة هي آخر مبارة لزيدان في البطولة. وانتقل والد زيدان ووالدته للعيش في مدينة مرسيليا بجنوب فرنسا عام 1962 والتي تربى فيها زيدان.
وسيتفقد زيدان المشروعات الخيرية التي ساهم في تمويلها بعد الزلزال الذي ضرب منطقة بومرداس بشمال الجزائر في عام 2003 والذي اودى بحياة 2300 شخص واصابة اكثر من عشرة آلاف اخرين فضلا عن تشريد مئة الف على الاقل.