نجم الكرة الحاج نهاد الزغير "من حراس أولى القبلتين"..
الخليل- كتب فايز نصّار/ تعودت الوفود الرياضية "التي تزور فلسطين " زيارة المسجد الأقصى المبارك ، برفقة رياضيين فلسطينيين من حراس أولى القبلتين .. وكثيراً ما واجه هؤلاء افتعالاً للجدل غير المبرر من الخارجين عن النص المرابط ، من النائمين في عسل الأمنيات .
وقدر لي أنّ أكون مرة شاهداً على مثل هذه الأمور ، التي يتصدى لها سدنة المسجد العتيق ، مفندين كلام من يصطادون في المياه الآسنة ، وشارحين للضيوف تاريخ المسجد الأقصى ، مع عرض صور عن معاناة المسجد ومرابطيه من تصرفات المحتلين .
ويقف في مقدمة سدنة المسجد الرياضي المقدسي نهاد الزغير ، الذي يعرف عدد أشجار الزيتون في أقصانا ، كونه لا يبرح المسجد ، إلا عندما يتعرض للاعتقال التعسفي ."أو للأبعاد عن الاقصى" بقرار عسكري.
ومن ساحات المسجد الأقصى ظهرت مواهب "أبي الحسن" الرياضية ، فلعب الكرة في أكناف الحرم ، وشارك بفعالية في تأسيس فريق كروي حمل اسم جمعية الأقصى ، قبل أن يندمج هذا الفريق مع أعرق أندية العاصمة " الموظفين " الذي أصبح البيت الرياضي للناشط الرياضي نهاد الزغير .
وطور الزغير نفسه من خلال عدد من الدورات المتقدمة ، التي شارك فيها ، ووظف قدراته التدريبية في تأسيس الكثير من النجوم المعروفين ، الذين ظهروا في عدد الأندية والمنتخبات الفلسطينية واحترام ومحبة الجميع .
وقاد أبو الحسن عدة منتخبات مقدسية شرفت الوطن في مشاركات خارجية ، وتوج بعدة جوائز فردية ، كمقدمة للجائزة الأهم يعتز بها ، التي تتصل بمحبة الرياضيين واحترامهم له .
وطالما غابت شمس جار المسجد الأقصى عن الملاعب ، بسبب اعتقاله من سلطات الاحتلال ، ولكن ذلك لم يمنعه من مواصلة رسالته الرياضية الفلسطينية ، التي تصلح سيناريو لفيلم رياضي مقاوم ، أتركه يروي لكن أبرز محطاته في هذا اللقاء .
- اسمي نهاد بدر يونس الزغير " أبو الحسن " من مواليد القدس يوم 26/4/1978 ، و لقبي الحج .
- كانت بداياتي مع كرة القدم في ساحات المسجد الاقصى ، حيث لعبت الكرة في ساحات المسجد ، وبعدها تم تأسيس فريق للمسجد الاقصى ، كان اسمه جمعية المسجد الأقصى ، ثم انتقلنا للتدريب في ملاعب القدس ، وخاصه ملعب المطران ، مع تواصل لعبنا يوميا في ساحات المسجد الأقصى المبارك في الأيام التي لا تدريب فيها ، وكان أكثر مدرب له فضل عليّ المدرب مروان العطاري .
- أنهيت الثانوية العامة ، ثم التحقت بمعهد فنجت بنتانيا تخصص كرة القدم ، وحصلت على شهادة تدريب فرق الناشئين عام 2000 ، لأنهي سنة 2006 دورة مدربي الكبار ، وأحصل على أعلى شهاده تعطي للمدربين من الاتحاد الأوروبي ، ثم حصلت على العديد من الشهادات التدريبية ، والدورات الخارجية والداخلية .
- لم ألعب في حياتي إلا لجمعية المسجد الاقصى المبارك ، وبعدها انتقلت مع جميع اللاعبين والمدربين إلى نادي الموظفين ، الذي بقيت فيه حتى اليوم.
- وكانت بدايتي مع التدريب اثر اعتذار المدربين مروان العطاري ، وماهر الترياقي عن تدريب نادي الموظفين ، الذي كان من الأندية التي ليس لها دخل ، ولا دعم ، ولا مقر ، لذلك توليت تدريب الفرق المساندة منذ كان عمري 16 سنة ، وبعد خمسة أعوام توليت تدريب الفريق الأول حتى يومنا هذا .
- أفضل طاقم تدريبي عملت معه يضم عدداً من عدة المدربين ، الذين عملت معهم في المنتخبات ، ومنهم الكابتن محمد الصباح ، والكابتن جمال أبو بشاره ، والكابتن خضر عبيد ، والكابتن عبد الناصر بركات ، والكابتن ناصر دحبور ، والكابتن مهند عمر ، والكابتن خليل شما ، والكابتن محمود جراد السنو ، والكابتن عماد الزعتري ، والكابتن موسى البزاز ، وجميعهم أفتخر أنني عملت معهم .
- وفي مسيرتي التدريبية أشرفت على تدريب عدة منتخبات وتفاهمات ، منها منتخب منتخب طلائع القدس لمواليد 1991 ، ومنتخب القدس مواليد 1988 المشارك في بطولة وديه في مصر سنة 2000 ، ومنتخب القدس مواليد 1982 المشارك في كرنفال بإيطاليا سنة 2002 ، ومنتخب القدس مواليد 1984 سنة 2002 ، ومنتخب القدس المشارك في بطولة في النرويج بالتعاون مع الكابتن عماد الزعتري ، إضافة إلى تدريب منتخب خليط ، يضم لاعبين من القدس ، ومن مخيمات اللاجئين من لبنان ، ومن قطاع غزه ، للمشاركة في بطوله وديه بمدينة ميلانو الايطالية ، ناهيك عن تدريب فريق برج اللقلق ، الذي عسكر في العاصمة النمساوية فيينا ، كما عملت مديراً فنياً لمنتخب فلسطين للشباب ، الذي شارك في تصفيات آسيا بالعاصمة اليمنية صنعاء .
- وكان لي شرف العمل كمشرف فني لمدربي مؤسسة خطوات لمدة 4 سنوات ، وتدريب فريق نادي الموظفين- برج اللقلق.
- وأثناء مسيرتي التدريبية مع الفرق المساندة حصلت على عشرات البطولات ، وكان فريقنا من الفرق المميزة على مستوى الضفة الغربية ، وتشرفت باللعب مع منتخب القدس كلاعب ، وشاركت في بطولة القدس الدولية ، التي اقيمت في العاصمة العراقية بغداد ، وحصلت على جائزة أفضل مدرب شباب عام 2006 ، في الاستفتاء الذي نظمته رابطة أندية القدس ، وعلى لقب أفضل مدرب للناشئين في الاستفتاء نفسه ، وصعدت مع نادي الموظفين 3 درجات في ثلاث سنوات ، وحصلت على لقب أفضل شخصيه تطوعية في الوطن سنة 2016 .
- ومن الإنجازات التي وفقنا الله فيها - أنا وطاقم النادي - تنظيم دوري العائلات ، حيث شارك في البطولة الاخيرة 168عائلة ، حيث عاد هذا الدوري بالفائدة الكبيرة على الرياضة وعلى القدس ، من ناحية سياسية واقتصادية .
- كثيرة هي الذكريات الأليمة في مسيرتي الرياضية ، ومنها إصابة لاعب النادي ، وحارس المرمى أسعد قرش ، حيث أصيب برأسه إصابة بالغة جداً ، أثرت علي شخصيا ، وعلى الفريق ككل ، ولكن الحمد لله بعد عمليات صعبه جداً ، ها هو اليوم ينعم بالصحة والعافية ، ولكن الإصابة أبعدته عن الملاعب .
- ولا شكّ بأنّ أهم المشاكل ، التي واجهتني في مسيرتي الاعتقالات المتكررة ، والتي كان آخرها سجني لمدة ثلاث سنوات ، حيث أفرج عني قبل ثلاثة شهور .
- مثلي الأعلى في الملاعب النجم عيسى كنعان ، وخارج الملاعب كلّ شخص يقوم بعمل ايجابي ، فأنا آخذ منه ما هو ايجابي ، لأنّه لا يوجد شخص كامل ، وقدوتي في الحياة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- هناك كثير من النجوم الذين أسستهم أثناء مسيرتي التدريبية ، ومعظمهم ينشطون مع أندية المحترفين ، والاحتراف الجزئي ، منهم لاعب شباب الخليل موسى سليم ، ولاعب سلوان أيوب مراغه ، ومصطفى عويس ، وحارس منتخب فلسطين لسنوات عديده عمر الزعانين ، وهناك عدة لاعبين لعبوا سابقا لعدة أندية ، منهم فرج أبو رموز ، ومحمود شرف .
- من وجهة نظري أفضل تشكيلة لنجوم فلسطين أيامي هي تشكيلة المنتخب ، الذي شارك في الدورة العربية بالأردن ، وحصل على المركز الثالث ، وضمت الحارس لؤي حسني ، وفادي لافي ، وصفوان راجح ، ومحمد السويركي ، وصائب جنديه ، وزياد الكرد ، وجمال الحولي .
- من أجل تطوير عمل المدربين في فلسطين أقترح تنظيم دورات تدريبية ، يشرف عليها محاضرون لهم بصمه في عالم كرة القدم ، مع تكثيف الدورات التدريبية .
- لاعبي المفضل محلياً موسى سليم ، وعربياً محمد صلاح ، ودولياً ميسي ، ومدربي المفضل محليا حسن حسين ، وعربيا المدرب التونسي معين الشعباني ، ودولياً جورديولا ، والمدرب الذي أتوقع له مستقبل أيمن صندوقه.
- أعتقد أنّ الإعلام الرياضي في بعض الأحيان يكون جزءا من المشكلة الرياضية ، لأنّه ليس هناك أي نقد ، ودائما الإعلام يمدح اللاعبين والمنتخب ، حتى لو كان الأداء ضعيفاً ، وهنا أنصح رجالات الإعلام بأن يكونوا واقعيين ، في طرح المشاكل الموجودة في الرياضة الفلسطينية ، وبيان نقائص اللاعب الفلسطيني .
- أنصح اتحاد كرة القدم بأن يكثف بطولات الفئات المساندة ، حتى لا يقتصر الأمر على بطولة واحدة في السنه ، وأن تكون هناك لجان مساندة للاتحاد في كل مدينة .