"المُعَمِّر" إبراهيم العباسي رقم قياسي سلواني من بيت المقدس
الخليل- كتب فايز نصار/ قدمت عائلة العباسي للكتيبة السلوانية ثلة من النجوم ، الذين عزفوا ألحان المجد الكروي ، تحت ظلال الزي الأمجد ، وظهر في صفوف العميد المقدسي عشرات العباسيين الموهوبين ، ممن ساهموا بعرقهم في رفعة شأن جيران الحرم القدسي .
ومنذ تأسيس فيلق أحمد عديلة الكروي ، تألق مع سلوان كلّ من موسى وعلي ونضال ورجب وعصام وحسين وحاتم وعلاء ومحمد العباسي ، دون أن ننسى قائد أركان الدفاع السلواني الصلب إبراهيم العباسي ، الذي ضرب المثل في الوفاء لسلوان ، باستمراره مع الفريق مدة 25 سنة .
وحفلت مسيرة حامل الماء السلوانيّ بالإنجازات الكبرى ، لأنّه عاصر الجيل الذهبي المعتق ، ولعب حتى نهاية العقد الأول من هذا القرن ، محققاً الكثير من البطولات الهامة ، ومتوشحاً بعدد وفير من الألقاب الفردية.
وما زال الفارس العباسي ينثر المكارم الرياضية في كلّ مكان ، من خلال مجموعة " حمولة السيارة " صحبة كلّ من منير الغول ، ويوسف فتيحة ، وعز القاق ، وخليل بدر .
ولأن نضج القائد السلوانيّ لا يقتصر على الملاعب ، لم أجد صعوبة في سرد أهم محطات نبوغه في المحافل الرياضية ، فكان هذا القبس من سيرته الحافلة .
- اسمي ابراهيم محمود محمد العباسي " أبو محمد " من مواليد ٨/١٢/١٩٦٨ ولقبي في الملاعب القائد ، والبلدوزر.
بدايتي كانت في ملعب مدرسة سلوان ، الذي يبعد عن بيتي عدة أمتار فقط ، ومن خلال حصة التربية الرياضية ، مع المربي حسين أبو صوي ، ثم اللعب اواخر السبعينيات مع براعم نادي سلوان ، بقيادة المدرب علي العباسي ، لأبرز ضمن فريق المدرسة الذي فاز بدوري المدارس مرتين ، في الابتدائي والاعدادي ، ثم انتزاع لقب المرحلة الثانوية ٣ مرات متتالية ، خلال ٣ سنوات أمضيتها في المدرسة الرشيدية ، مع المربي علي العباسي .
تشمل قائمة المدربين ، الذين لهم الفضل علي حسين أبو صوي ، وعلي العباسي في الفريق الأول ، ومحمود حميد ، وسليمان عواد في المراحل السنية .
لم ألعب إلا لنادي سلوان فقط ، لأنّه يعتبر الأم والمدرسة والعنوان الأول والأخير بالنسبة لي ، وقد حافظنا بأمانة على قيمة الزي الرياضي المقدس الذي ارتديناه ... وكافة العروض التي تلقيتها من أندية خارجية كانت شفوية ولم أهتم بها ، حرصا مني على البقاء في صفوف نادي سلوان.
لعب أمامي في صفوف الفرق المساندة عدد مميز من المهاجمين ، أبرزهم أيمن بدران ، وفي الفريق الأول جمال وعز القاق ، ومحمد المالحي ، وماهر المعيرجي ، ومحمد بدران ، ومؤمن صندوقة وحسام زيادة ، وفي الحراسة لعب خلفي العملاق عماد عكه ، والمرحوم محسن أبو صوي ، وعصام العباسي ، وعوض وجميل البهلوان ، وحسين العباسي ، وسامي ابو ذياب ، وحاتم العباسي .
مثلي الأعلى في الملاعب جوهرة نادي سلوان علي العباسي ، وأمجد حامد لأنهما من خيرة المدافعين ، وخارج الملاعب كلّ من تعامل معي ، وأشرف على تدريبي ، وكل من تولى مهمة إدارية في نادي سلوان ، فكلهم أكن لهم الاحترام والتقدير ، واسمح لي ان أخص المشجع الوفي أمين العباسي ( ابو جلال) ، لأنه نموذج للمشجع المنتمي لنادي سلوان ، والمشرف الرياضي الناجح سليمان العباسي.
منذ بدأت اللعب في صفوف الفريق الأول يوم ٤/١/١٩٨٥ أمام شباب رفح ، على ملعب رفح البلدي ، ظهر عدد كبير من نجوم جيلي ، أذكر منهم خلدون الفهد ، وعماد ناصر الدين ، وأيمن سالم ، ونائل اسعد ، ومراد اسماعيل ، ومحمد عودة ، ومحمد ابراهيم عبد ربه ، وحميدان ابو اسنينة ، ورجب ابو ميالة ، ومن سلوان كان هناك لعديد من النجوم ، من أبرزهم عز القاق ، وفتح الله ومعمر عاصي ، وشقيقاي علاء ونضال ، وعوض الله البهلوان... وغيرهم ، ومن النجوم الذين عاصرتهم رغم أنهم أكبر مني سنا علي العباسي ، وعماد عكه ، وعرفات حميد ، وجمال القاق ، والمرحوم محسن أبو صوي ، وأحمد صيام ، ومحمد المالحي ، وأمجد حامد ، وموسى عاصي ، وخليل بدر، وغازي سرحان ، وعامر الغول ، وصفوان شعبان ... وغيرهم.
ارتحت باللعب في صفوف الناشئين مع فتح الله عاصي ، وبما أني لعبت في كافة الخطوط لفترة طويلة ، فإنني ارتحت باللعب بجوار كل اللاعبين ، وقائمتها طويلة .
شاركت مع منتخبات وتفاهمات عديدة ، أهمها منتخب فلسطين الذي خاض اللقاء التاريخي أمام قدامى فرنسا عام ١٩٩٣ على ملعب أريحا.
- وشاركت في رحلات خارجية مع فرق محلية ، أبرزها جبل المكبر كلاعب تعزيز ، في بطولتين عربيتين بالأردن والسعودية ، كما شاركت في كافة المنتخبات ، التي شكلتها اللجنة اللوائية في القدس ، أثناء لعبي مع نادي سلوان ، وشاركت في جلّ منتخبات وتفاهمات الضفة الغربية .
- لم تنظم لي مباراة اعتزال ، ولكني تلقيت تكريماً متعدداً في مناسبات مختلفة ، ومن يومها أتابع دوري المحترفين، والاحتراف الجزئي لتشجيع نادي سلوان ، والحرص على حضور جميع مبارياته .
شمس نادي سلوان حاضرة ، ولم تغب على الإطلاق ، وهناك ارهاصات ونتائج متذبذبة ، بسبب منظومة الاحتراف المكلفة ، والتي أثرت تداعياتها على جميع الأندية ، وليس على سلوان فحسب .
أهم الإنجازات التي حققتها كوني لعبت أطول فترة زمنية في تاريخ نادي سلوان ، حيث لعبت خلال ٢٥ سنة مع الفريق المصنف ، وفزت مع النادي بلقبي سداسيات الشتاء عامي ٨٥ و٨٦ ، وبطولات عديدة بعد انتهاء الانتفاضة.
اللاعب المفضل محليا من المخضرمين أمجد حامد ، وعربيا محمود الخطيب ، ودوليا بيليه ، أما حالياً فالأفضل عدي الدباغ ، وعربياً الافضل محمد صلاح ، ودوليا الأفضل سيرجيو راموس .
- المدرب المفضل محليا علي العباسي ، وعربيا المرحوم محمود الجوهري ، ودوليا السير فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد السابق
الإعلام الرياضي جيد ويتطور ، ومن النماذج منير الغول ، الذي بدأ منذ نعومة أظافره صحافيا ، بما يؤكد أنّ الإعلام الفلسطيني بخير، ولك الشكر على هذه المبادرة يا أخ فايز ، لأنها تمثل لمسة وفاء لجيل معتق ومخضرم ، ومن الإعلاميين الذين اعتز بصحفيين أحمد عديلة ، والمرحوم محمد العباسي.
- - عرفات حميد جرافة نادي سلوان ، ومايسترو خط الوسط ، ولاعب الفن والأخلاق .
- - الراحل أحمد عديلة ممن وضعوا تاريخ نادي سلوان على منصات الفخر والاعتزاز .
- منير الغول رفيق دربي منذ ٤٦ عاما ، يعتبر ركناً أساسياً في معادلة الإعلام والرياضة ، واليوم مع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح عنوانا لكل فلسطين .
- منتخب فلسطين هو الأمل الذي تبنى عليه الطموحات ، وأتمنى أن يمثلنا في المناسبات العربية والقارية خير تمثيل ، وأن أشاهده عما قريب في المونديال .
- - الأندية المقدسية هي وزارات متنقلة ، لا زالت صامدة رغم كل الظروف الصعبة ، التي تقيد عملها وتحد من نشاطاتها .
أتمنى ان يكون هناك دوري موحد يشمل القدس والضفة والقطاع ، وأتمنى أن يوفق نادي سلوان في استمرار تقديم رسالته الرياضية ، وأن يطور آلية عمله ، وأن يعود إلى دوري المحترفين.
في الختام أشعر بفخر شديد أننا أنجزنا مهمات عديدة مع نادي سلوان ، وقد كنت مرتاحا ، رغم المسؤولية الصعبة ، التي ألقيت علي ، من خلال تكليفي بقيادة الفريق الاول لسنوات طويلة .