قطر أوفت بالوعد ومحمد بن حمد خطف الأنظار
بدأ الإبهار من اللحظة الأولى لحفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الـ15 "الدوحة 2006" وتواصلت الروعة على مدى الساعات الثلاث للحفل، لكن الحدث الأكثر إثارة تأخر إلى نهاية الحفل مع إيقاد الشيخ محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني للشعلة العملاقة أعلى مدرجات ملعب خليفة الدولي.
وتلاحقت أنفاس نحو 50 ألفا احتشدوا في أكبر ملاعب العاصمة القطرية وهم يشاهدون الحفل الممتع الذي أشرف على تصميمه ديفد أتكينز الذي سبق له إخراج حفل أولمبياد سيدني عام 2000، لكن الجميع كان يشعر أن مفاجأة كبرى مازالت بالانتظار وهو ما تحقق بالفعل في اللحظات الأخيرة وبشكل لم يتخيله أحد.
فبعد دخول الشعلة إلى الملعب مع سفيرها الفخري الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني تناوب على حملها خمسة من أبرز نجوم الرياضة القطرية في تاريخها المعاصر، ثم بدأت ملامح المفاجأة عندما انتقلت الشعلة إلى الفارس محمد بن حمد وهو نجل أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وتحرك الفارس حاملا الشعلة ببطء وتركيز في أرجاء الملعب ما أثار جوا من الترقب قبل أن يفاجئ الجميع بالانطلاق بأقصى سرعة عبر سلم حاد الارتفاع في عرض خطف أنظار الجميع وانتهى بالوصول إلى منصة عالية توسطها المرجل الرئيس الذي قام الفارس محمد بن حمد بإيقاده قبل أن يتخذ شكل إسطرلاب ويرتفع إلى قمة برج "أسباير" الذي يرتفع لنحو 300 متر.
وسيبقى هذا المرجل متقدا حتى انتهاء منافسات الدورة في 15 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
وكانت الشعلة محورا رئيسا في التمهيد لما وعدت به قطر من تنظيم ناجح واستضافة لا تنسى للألعاب الآسيوية، حيث حظيت باهتمام كبير من البداية عندما قام بإيقادها ولي العهد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة العليا المنظمة للدورة في حفل كبير جرى في الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
ثم قامت الشعلة مع سفيرها الفخري الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني برحلة غير مسبوقة شملت 15 دولة وإقليما في قارة آسيا لمسافة بلغت نحو 50 ألف كيلومتر، قبل أن تعود إلى الدوحة في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي حيث كان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في مقدمة مستقبليها.
وأمضت الشعلة الأيام الخمسة السابقة على الافتتاح في جولة بأنحاء قطر في ظل اهتمام رسمي وحفاوة شعبية أسهمت في تأكيد التوقعات بأن قطر ستفي بوعدها بتنظيم دورة ناجحة تستحق وصف "ألعاب العمر".