"الفدائي" .. تأهُّل تاريخي جديد إلى النهائيات الآسيوية

بالعلامة الكاملة وعشرة أهداف وشباك نظيفة
غزة- كتب اشرف مطر/ حجز المنتخب الوطني الأول لكرة القدم، مقعده، في نهائيات كأس
آسيا 2023، بعدما اكتسح منتخب الفلبين، برباعية نظيفة، في ختام لقاءات المجموعة
الثانية، التي أقيمت على استاد أولان باتور بدولة منغوليا.
وأكد "الفدائي" خلال المواجهة على
أحقيته ببلوغ نهائيات كأس آسيا للمرة الثالثة على التوالي، بعد استراليا 2015،
والامارات 2019، حيث لم يكتف فقط بالتأهل، بل قدم لنا العرض الفني المشوق الذي
ننتظره منه، رغم أنه لعب بخيارَي التعادل أو الفوز لتأكيد التأهل، إلا أنه انحاز
إلى الخيار الهجومي والحسم لكي لا يمنح الفلبين أية فرصة لدخول أجواء المباراة،
ففرض أفضليته الكاملة على مدار شوطي اللقاء، وسجل هدفين في كل شوط، ورفع عدد أهداف
فلسطين في تصفيات هذه المجموعة إلى 10 أهداف، فيما حافظ الحارس المبدع رامي حمادة
على نظافة شباكه على مدار اللقاءات الثلاثة.
وخاض "الفدائي" اللقاء بطريقة 4/3/3،
وبتشكيلة شهدت فقط تغييرين عن تلك التي واجهت اليمن، في ظل غياب النجمين محمود
وادي ومحمد خليل للإصابة في لقاء اليمن، وصعوبة لحاقهما باللقاء.
وعليه بدأ الفدائي
اللقاء بتشكيل مكون من: رامي حمادة في حراسة المرمى، وأمامه الرباعي محمد صالح
وياسر حمد ومصعب البطاط ومحمود أبو وردة، وفي الوسط الثلاثي محمد باسم ومحمود أبو
وردة ومحمد يامين، وفي الهجوم الثلاثي عدي الدباغ وتامر صيام وصالح شحادة.
ولعب الفدائي أول 20 دقيقة من اللقاء بتوازن
واضح، في محاولة منه لاكتشاف الفلبين التي تعتبر أفضل فرق المجموعة وخاضت المباراة
على أمل التأهل، وبعد ذلك بدأ بالضغط من خلال الثلاثي الهجومي، والدعم المتواصل من
أبو وردة ويامين، فيما ظهر الحارس رامي حمادة بأفضل حالاته الفنية.
وفي الدقيقة 31، وفي أول ظهور هجومي للنجم مصعب
البطاط من المحور الأيمن، انطلق بالكرة وأرسل عرضية متقنة قابلها صالح شحادة برأسه
قوية في شباك حارس الفلبين.
كان هذا الهدف
بمثابة الشرارة للفدائي لمواصلة الضغط، وعلى العكس سبب صدمة للاعبي الفلبين
وجهازهم الفني الذي اضطر لسحب لاعبين بعد الهدف مباشرة.
وقبل أن يلتقط منتخب الفلبين أنفاسه، كان نجم
اللقاء المتحرك محمود أبو وردة يستلم الكرة من المحور الأيسر، ويرسلها عرضية متقنة
على رأس صيام، وضعها بكل هدوء وثقة على يسار الحارس، لينتهي الشوط بتفوق واضح
لفلسطين بهدفين.
أكمل "الفدائي" الشوط الثاني، كما
أنهى الأول، وكان للكرات الركنية والعرضيات الأثر الحاسم في مواصلة تألق نجوم
الفدائي، فأرسل صيام ركنية ارتقى لها محمد يامين برأسه وفشل الحارس الفلبيني في
ابعادها لتعلن عن هدف ثالث.
" الفدائي" استمر في تحرره وتحركات لاعبيه
الإيجابية، وبرز دور خط الوسط الرائع بقيادة محمد باسم الذي واصل التألق للمباراة
الثانية توالياً، إضافة لصاحب الجهد الوفير أبو وردة والذي ترجم تألقه لهدف رابع
رائع قبل الخروج من جملة ثلاثية بدأها صيام من الجبهة اليسرى ومرر الكرة إلى
المنطلق سامر الجندي الذي يتألق من لقاء آخر، فأرسلها زاحفة بالمقاس داخل الصندوق
إلى أبو وردة قابلها كما جاءت في الشباك محرزاً رابع الأهداف.
في العشرين دقيقة الأخيرة، استشعر الجهاز الفني
للمنتخب أن الأمور حسمت، فبدأ في إجراء تبديلاته من باب الاطمئنان على باقي
اللاعبين ومنح آخرين فرصة الظهور مع "الفدائي"، فأشرك عدي خروب مكان عدي
الدباغ المصاب، خواكين عبد الله مكان محمد يامين، بدر موسى مكان محمود أبو وردة
ويزن العويوي في أول ظهور له مكان ياسر حمد.
ورغم تلك التغييرات، إلا أن الأمور ظلت على
حالها، برغم بعض محاولات الفلبين التي قوبلت بتألق للحارس حمادة، فيما أهدر بدر
موسى فرصة احراز الهدف الخامس من جملة متفق عليها أنقذها الحارس، لينتهي اللقاء
برباعية نظيفة، وتأهل تاريخي جديد.