القات والحجاب يحرمان رياضة اليمن من المشاركات الخارجية
ثار جدل واسع في الشارع الرياضي باليمن بعد إعلان اتحاد كرة القدم في اليومين الماضيين الاعتذار عن مشاركة المنتخب الأولمبي اليمني في الألعاب الآسيوية الـ15 المقرر بدء فعالياتها في الأول من كانون الأول المقبل بالعاصمة القطرية الدوحة، وكان المبرر هو ضعف الجاهزية للمنتخب إضافة إلى مخاوف تناول اللاعبين مادة القات الممنوعة من اللجنة الأولمبية الدولية.
ولم يكد الشارع الرياضي يفيق من هذه الصدمة حتى صعق من إلغاء مشاركة منتخب الجودو فئة الفتيات في منافسات بطولة مصر الدولية لكبار الجودو التي ستقام بشرم الشيخ في مصر يومي 24 و25 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بسبب منع ارتداء الحجاب بالنسبة للاعبات المشاركات في البطولة.
في قضية تعاطي لاعبي كرة القدم القات، توجد إشكالية كبيرة تبدأ من كون القات في اليمن جزءا من الحياة الاجتماعية ولا ينظر لمتعاطيه من الرياضيين على أنه ارتكب خطأ فادحا.
وثمة أسف كبير من حرمان اليمن من المشاركة في بطولة الدوحة كما هو الأسف على ضياع الأموال والاستعدادات هدرا، حيث بلغت التكلفة 130 ألف دولار.
وفي هذا السياق قال الناقد الرياضي أحمد الظامري في حديث للجزيرة نت إنه منذ دورة الألعاب الأولمبية التي جرت في أثينا عام 2004 أدرج القات في إطار المنشطات المحظورة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، وكان ينبغي حينها على وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية باليمن أن تسارعا في إرساء قوانين وتشريعات تمنع أو تحد من تعاطي الرياضيين هذه المادة، خاصة أثناء وقبل بدء البطولات والقيام بفحص فجائي ودوري للاعبين والكشف عن متعاطيها.
في المقابل قال العزي العصامي وهو صحفي رياضي بوكالة الأنباء الرسمية سبأ, إنه يحمل المسؤولية المباشرة للمدرب أمين السنيني الذي أعفي من منصبه والجهاز الفني والإداري للمنتخب الذين لم يشترطوا على اللاعبين منذ البداية وأثناء تنفيذ المعسكرات التدريبية الداخلية والخارجية عدم تناول القات.
إلغاء منتخب الجودو
وبشأن إلغاء مشاركة منتخب الجودو للفتيات في مصر بسبب منع ارتداء الحجاب، قالت مصادر حكومية إن وزارة الشباب والرياضة سعت خلال السنوات الأخيرة إلى تنشيط الرياضة النسوية بما يتناسب مع عادات وتقاليد الشعب اليمني وتعاليم الدين الحنيف, وذلك من خلال إنشاء مراكز وأندية رياضية متخصصة بالمرأة بمعزل عن الرجال، وتديرها وتشرف عليها في جميع الجوانب الفنية والتدريبية والتحكيمية والإدارية كوادر نسوية مؤهلة، ولذلك جاء قرار عدم المشاركة في بطولة شرم الشيخ.
من جهته قال العزي العصامي إن الحجاب التزام ديني وأخلاقي، موضحا أن الأمر يخص المسلمين ولا شأن للغربيين به حتى يفرض عليهم لوائح الاتحادات الدولية التي لا تتماشى من الالتزام بالحجاب، وأشار إلى أن الحجاب جزء من الحرية الشخصية "فلماذا يفرض على اللاعبات المسلمات خلعه، وممن من جهات تقول بالحريات الشخصية فيما هم بقوانينهم ولوائحهم يصادرون حرياتنا الشخصية حتى في الرياضة".