أرقام قياسية غير مسبوقة.. لماذا يقتصر النجاح على عدد محدود من الأندية؟
تمر كرة القدم الحديثة حاليا بمرحلة غير مسبوقة من عدم التوازن المالي والتنافسي في ظل هيمنة الأندية فاحشة الثراء على اللعبة، وهو وضع أضحى أسوأ من أي وقت مضى، بل يزداد سوءا بشكل قد يجعله غير قابل للإصلاح.
وذكرت صحيفة إندبندنت (Independent) البريطانية أن تبني كرة القدم الرأسمالية المفرطة غير المنظمة خلق تفاوتا ماليا متزايدا بات يدمر عدم القدرة على التنبؤ المتأصل في هذه الرياضة.
ولم تعد الأندية الكبيرة فقط هي التي تفوز في كثير من الأحيان كما كان عليه الحال منذ زمن بعيد، بل إن هناك مجموعة صغيرة من الأندية فائقة الثراء أصبحت الآن متفردة ماليا، لدرجة أنها تفوز بمباريات أكثر من أي وقت مضى وتسجل أهدافا، بل وتحطم أرقاما أكثر من أي وقت مضى.
ووفقا للصحيفة، تسببت تلك الأندية في تحول وتغير كرة القدم بأكملها بسبب الاستخدام المفرط للمال، مما يعني مثلا أنك لكي تبدأ المنافسة تحتاج إلى حد أدنى من الإيرادات السنوية في حدود 400 مليون يورو في عام 2020، وفقا لأرقام مكتب الاستشارات "ديلويت" (Deloitte).
واعتبرت الصحيفة أن أندية مثل ليفربول أو مانشستر سيتي حين تعمل على زيادة هذه الإيرادات إلى أقصى حد من خلال ذكاء مثير للإعجاب يكون للتفاوت تأثير أكبر.
وأشارت إلى أن الفجوة تزداد بشكل خاص على أرض الملعب، وهو ما يجعلنا نشهد العديد من الأرقام القياسية التاريخية تحطم موسما بعد آخر، خاصة خلال العقد الماضي الذي اتسم بنهضة حقيقية لهذه الأندية الفاحشة الثراء وزيادة مهولة في حجم الأموال التي تم ضخها في اللعبة.
أرقام قياسية خلال العقد الماضي
وذكرت الصحيفة مجموعة من الأرقام القياسية التي شهدها العقد الماضي بالتزامن مع تزايد ثراء بعض الأندية:
• ثلاثية ألقاب للمرة الثانية في إسبانيا خلال موسم واحد.
• ثلاثية ألقاب للمرة الأولى في ألمانيا.
• ثلاثية ألقاب للمرة الأولى في إيطاليا.
• أول ثلاثية ألقاب محلية في إنجلترا.
• 3 ثلاثيات ألقاب في فرنسا خلال 4 سنوات.
• أول فوز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات على التوالي منذ 42 عاما.
• أول موسم من 100 نقطة على الإطلاق في إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا.
• 13 دوريا من أصل 54 دوريا أوروبيا تشهد حاليا أطول سلسلة من الألقاب من قبل فريق واحد أو أطول فترة هيمنة.
وتؤكد الصحيفة أن العديد من هذه الإنجازات بدا تحقيقها مستحيلا لعقود، لكنها حدثت جميعها الآن بنفس الوقت تقريبا في العقد الماضي مع توقع المزيد منها مستقبلا، وغني عن القول إنها حُققت جميعها من قبل الأندية الأكثر ثراء في الدوريات المعنية.
وأشارت إلى أن تركيز المال أدى إلى تركز الجودة وبالتالي النجاح في أيدي عدد محدود من الأندية، لكن هذا لا يعني أنه لا توجد استثناءات لهذه القاعدة، مثل المواسم المخيبة التي عانى منها مؤخرا ناديا مانشستر يونايتد وأرسنال أو الإنجازات غير المتوقعة لأندية مثل ليستر سيتي.
وما دام النظام مرتكزا على العامل البشري فطبيعي أن تكون هناك تقلبات وارتفاعات وانخفاضات وألا تحقق المؤشرات طويلة الأمد اتساقا تاما، لأن هذه بكل بساطة ليست الطريقة التي تسير بها الأمور.