"الغزال الأسمر" معين المغربي لا تنسوا منتخب الراحل عزمي نصّار
الخليل-
كتب فايز نصّار/ خطف المنتخب الليبي الأضواء في الدورة الرياضية العربية بعمان سنة 1999 ،
وكان رئيس الوفد الليبي الساعدي القذافي عينة من والده ، بتصرفاته غير المألوفة في
رحاب الملاعب ، لدرجة ان الرجل سجل نفسه كلاعب في المنتخب الأخضر ، على خلفية تسجيله
كلاعب محترف في أحد أندية الكالتشيو ، على اعتبار أنّه كان يملك أسهما في ذلك
النادي .
ويومها أحضر الساعدي في الطائرة سيارتين فخمتين ،
كانت احداها تحمل خيمته ، التي نصبها في باحة الفندق ، الذي كنت أقيم فيه مع الوفد
الإعلامي الفلسطيني ، حيث وقفنا عن قرب على بعض تصرفات الرجل الغريبة .
ووصلت تصرفات الاشقاء الليبيين الغريبة إلى
ستاد عمان الدولي ، الذي شهد فوزاً فلسطينياً كان بطله الكابتن ابو طلال ، الأمر
الذي لم يستوعبه لاعبو المنتخب ، الذي تحضر جيداً في ايطاليا ، وجاء إلى عمان
للفوز بالذهبية .
ومن غرائب تلك المباراة أنّ ظهيرنا الأسمراني
معين المغربي أكمل المباراة مصاباً ، وواصل الدفاع عن الفدائي ، كما فعله أبطال
كتيبة الفدائي في ليلة فلسطينية مشهودة .
وبدأ أبو أحمد اللعب في الاردن، من خلال فريق غزة
هاشم ، الذي يضم ثلة من أبناء القطاع شرقي النهر القديم ، ليظهر لفترة قصيرة مع
نادي الحسين اربد ، قبل عودته إلى رفح ، التي ظهر فيها من خلال الخدمات ، ويتألق
مع رجال الجيل الذهبي لعاصمة جنوب الجنوب .
وكان المغربي ضمن الفرقة الفلسطينية الخاصة ،
التي رفعت التحدي الفلسطيني في مونديال العرب ، وعادت إلى البلاد مقلدة بالبرونزية
، في إنجاز فلسطيني غير مسبوق ، يرجعه ضيفنا أولاً للمدرب الراحل عزمي نصار ، الذي
يطالب معين الكرة بتكريمه ، وتلك مقدمة حديثي مع المدافع الفذّ ، الذي أتركه يروي
لكم وجيز قصته في الملاعب ، من خلال هذا اللقاء .
- اسمي معين أحمد عبدالله المغربي " أبو أحمد
" من مواليد يوم15/12/1971 في الأردن ، ولقبي الغزال الأسمر .
- بدأت ممارسة كرة القدم في الحارات ، ثم برزت مع الفرق
المدرسية ، وتطور الامر بسرعة حين أصبحت أفضل لاعب في مدرستي ، ليبدا مشواري
في الملاعب من خلال نادي غزة هاشم في الأردن ، ثم مع نادي الحسين اربد ، قبل قدومي
إلى الوطن للعب مع نادي خدمات رفح ، الذي قضيت فيه أجمل أيامي في الملاعب
.
- وخلال مسريتي ساهم كثير من المدربين في بروزي ، وفي
مقدمتهم الكابتن جمال حرب مع النادي ، والراحل عزمي نصار مع المنتخب .
- وبحمد الله نلت إعجاب الجماهير ، التي كانت تتابع
أندية غزة هاشم ، والحسين ، وخدمات رفح ، وظهرت بشكل بارز في مركز الظهير
الأيمن .. وبصراحة لو عاد التاريخ لن أفكر باللعب مع شباب رفح ، ولكن سألعب مع
مركز الأمعري .
- وكان مثلي الأعلى في الملاعب النجم الكبير بشير جوده
محلياً ، والنجم البرتغالي لويس فيجو عالمياً ، فيما أكثر لاعب كنت أحب
الوصول إلى مستواه ياسر ريان ، وأكثر لاعب كنت أتفاهم معه محمد حسنين ، وافضل حارس
لعبت أمامه سامي فرحات .
- وخلال مسيرتي كانت لي ذكرياتك رائعة مع خدمات
رفح ، الذي لعبت معه مباريات حافلة بالاثارة والمتعة ، وحققت معه بطولات لا تنسى ،
إنها أيام ميلئة بعرق النجوم ، ووفاء الجماهير ، والتنافس المثير مع الجار شباب
رفح ، الذي طالما جمعتنا به لقاءات الديربي ، التي كانت تمتاز بالقوة ،
واللياقة ، والبسالة .
- وتحفل الذكريات بمباريات رائعة لعبتها مع الخدمات في
مواجهة أندية المحافظات الشمالية ..ساق الله على ايام تلك المباريات ، التي
كانت تمتاز بالتنافس الكبير بين أندية شقي الوطن ، رغم كونها كانت تقام على ملاعب
التراب ، أحن لأيام تلك المباريات ، التي كانت تجمع النجوم على المحبة ، وكانت
ثرية بالفنون الكروية الجميلة .
- وأعتز بمشاركتي مع الخدمات في بطولة أريحا الشتوية ،
حيث حقاقنا نتائج رائعة ، ومشاركتنا في بولة الخليل الصيفية ، التي فزنا بلقبها ،
ويومها عرض عليّ إداريون من نادي شباب الخليل اللعب للشباب ، ولكن الصفقة لم تتم .
- وتحفل ذاكرتي بلوحات من تألق منتخبنا في الدورة
العربية بالأردن سنة 1999 ، وحصولنا علي الميدالية البرونزية في الدورة ، بعد
عروضنا الجيدة في المباريات التي لعبناها ، وخاصة أمام منتخبات قطر، والامارات ،
وسوريا ، وليبيا .
- وبعد اعتزالي اللعب حاولت تجريب حظي مع التدريب ،
لأنني أرى أنّ لديّ امكانيات في هذا المجال ، وأردت توظيف خبرتي لخدمة الكرة ،
ولكن مع الاسف لم يحالفني الحظ .
- من أهم إنجازاتي في الملاعب حصولي مع خدمات رفح على
لقب الدوري ثلاث مرات ، إضافة إلى كأس السوبر ، وكأس فلسطين ، وتتويجي مع الفدائي
بالميدالية البرونزية في الدوره العربية في عمان .
- بصراحة أول خطوة لتحسين مستوى الدوري الممتاز في غزة
إنهاء الانقسام البغيض ، الأمر الذي سيساهم في النهوض الشامل بكرة القدم ، ومختلف
الرياضات الأخرى .
- كل التحية والتقدير لاتحاد كرة القدم ، الذي عمل
الكثير في السنوات الأخيرة ، متمنياً التوفيق لكل العاملين في الاتحاد في مهامهم
القادمة ، لأنّ كرة القدم الفلسطينية تشكل واجهة لكل مظاهر حياتنا ، وتستطيع إيصال
أبلغ الرسائل للعالم حول قضيتنا الفلسطينية ، آملاً من الاخوة في الاتحاد عدم
نسيان المدرب الراحل عزمي نصار .
- بالنسبة لي أفضل النجوم في تاريخ الكرة الفلسطينية
فادي لافي من الضفة ، وعبد اللطيف البهداري من غزة ، وصفوان عبدالله من الشتات ،
ويعجبني كثيراً النجم مروان الترابين ، وأفضل نجم عربي بالنسبة لي محمد صلاح ،
وأفضل لعب في العالم ليونيل ميسي .
- وبالنسبة للمدربين أرى أنّ أفضل مدرب فلسطيني محمود
المزين ، وافضل مدرب عربي جمال محمود ، وافضل مدرب عالمي يورغن كلوب .
- أعتقد أنّ الإعلام الرياضي الفلسطيني تطوراً كثيراً في
السنوات الأخيرة ، ولكنه ما زال بحاجة إلى المزيد ، حتى يطلع بدوره كاملاً في خدمة
المنظومة الرياضية ، ومساعدة أركانها .
- كلّ التحية والتقدير للزميل نادر النمس ، الذي نجح في
ترك بصمة مؤثرة ملاعب ومدرب ، متمنياً له التوفيق في حياته الشخصية ن وعمله
الرياضي ، وتحية خاصة للزميل الفنان جبران كحلة ، الذي كان من خيرة نجوم
الفدائي ، مع أمنيات التوفيق والنجاح له في حياته العملية والرياضية .
- أدين بفضل كبير للمدرب جمال حرب ، الذي أرى أنّه من
خيرة مدربينا ، والذي تعلمنا منه الكثير ، فكل الاحترام والتقدير له ، متمنياً له
الصحة والعافية .
- من أطرف ما حصل معي في الملاعب يوم خلع كتفي الأيمن ،
خلال مباراة المنتخب المعروفة أمام منتخب ليبيا ، ومع ذلك واصلت اللعب حتى النهاية
، ويومها تعادلنا بهدفين لهدفين ، بعد الهدف الرائع للكابتن صائب جندية ، وتأهلنا
للدور الثاني .