دوري كرة السلة الفلسطيني على "السبهللة"

كتب كريم عدلي شاهين- فيينا
الاتحادات الرياضية الناجحة تحتاج الى اعضاء يتمتعون بخبرات ميدانية اكتسبوها خلال فترة طويلة من ممارستهم اللعبة مع الدراسة والتطور في مجال القيادة الادارية والفنية وليس عن طريق فرض اشخاص ليسوا سلويين وغير متخصصين، ويسيرون الامور بطريقة ارتجالية مع تكرار اخطاء الاتحادات السابقة واخطاء اخرى.
يعتبر الدوري الممتاز من ابجديات عمل الاتحادات وهو النشاط الرئيسي له، مع وجود اهداف جوهرية له وهي نشر وتوسيع وتنشيط اللعبة، جذب الجماهير، اكتشاف اللاعبين الموهوبين وتشكيل المنتخبات، عدا عن التسويق والرعايات ..الخ. من هنا يجب الاشارة الى انهاء الاتحاد الفلسطيني للدوري وايصاله الى ما يسمى بالفاينال فور لا يعني تحقيق انجاز تاريخي، لانه لم يحقق الاهداف المطلوبة منه، ويمكن اعتباره من افشل واضعف الدوريات اداريا وفنيا وتنظيميا في الدوريات السابقة جميعها لما رافقه من تخبطات، فوضى واشكاليات وعيوب والتي يمكن تلخيصها "بما تم تحذيره في مقالات سابقة" من خلال الامور التالية:
vاللاعب الاجنبي: كان على الاتحاد تحديد سقف زمني ثابت وشروط واضحة لتبديل اللاعب الاجنبي من اجل انصاف الجميع، بدل هذه التخبطات والظلم الذي وقع على البعض، فالاتحاد سمح لجميع الاندية بتغيير اللاعبين الاجانب بدون قيود وضوابط مرتين وثلاثة وفي اوقات حاسمة اثرت في حالات على الفرق ونتائجها.
vشؤون اللاعبين: كان يجب وضع تعليمات واضحة وحاسمة بمواعيد ثابتة محددة بخصوص قيد اللاعبين وليس حسب المزاج والمصلحة، وعدم احتكار الاندية للاعبين وتوزيعهم على الاندية على اسس عادلة لتحقيق العدل والمساواة والتنافس الشريف القوي، خاصة ان كل الاندية اصبحت تدفع رواتب مبطنة للاعبين.
vلائحة الانضباط والعقوبات: وضع لائحة انضباط وعقوبات ضرورة حتمية في اي دوري في العالم من اجل وقف ومنع اي تجاوزات مثل الانسحاب او التأخير او اللعب السلبي اوالخسارة المقصودة .. الخ.
v الاعتراضات: لم يتم البت في جميع الاعتراضات المقدمة وتم اتخاذ قرار ظالم بتدخل خارجي والبقية لم يؤخذ قرار فيهم، اثنين منهما معلقين ولهما تأثير مباشر على الترتيب والهبوط، وهذا كله بسبب مغمغة التعليمات.
المستوى الفني العام للاعبين والدوري:
§اللاعبين والفرق المشاركة: الدوري افتقر للدماء الجديدة فغالبية الفرق او جميعها لا تمتلك لاعبين شباب وناشئين واغلبية الاندية تعتمد على اللاعبين الذين تجاوزوا سن متوسط وكبير ومنهم حوالي 15 او اكثر بين 35 الى 43 عاما مع عدم اغفال وجود بعض اللاعبين الشباب القلائل والذين لهم بصمة في فرقهم، وافتقد الدوري الى الاجسام الطويلة والقوية للاعبين الجدد في الاندية. جميع الفرق المشاركة الـ 12 لم يتواجد فيها 12 لاعبا بسبب عدم تفريخ اللاعبين، فلعبت الاندية بـ 8 الى 11 لاعبا في معظم المباريات ان لم يكن جميعها وهناك اندية عريقة لعبت في بعض مبارياتها بـ 6 و7 لاعبين. وهناك فرق فرق تعتبر الصفوة اعتمدت في معظم مبارياتها على عدد محدود من اللاعبين 7 الى 8 فقط بسبب ضعف دكة الاحتياط وعدم وجود لاعبين.
§المستوى البدني للاعبين: ظهر ضعف عام في عناصر اللياقة البدنية بسبب ارتفاع معدل الاعمار وطول وضغط الدوري، باستثناء الاجانب وبعض اللاعبين.
§المستوى الفني الهجومي والدفاعي: هجوميا، لا يوجد شيء يمكن الحديث عنه فنيا لان الفرق عموما اعتمدت على الفردية والارتجالية الا في حالات تكتيكية قليلة من بعض اللاعبين في بعض الفرق وغالبيتها اعتمدت على اللاعب الاجنبي. دفاعيا كان هناك خلل كبير وفراغات بسبب عدم وجود دوران وتغطية دفاعية للاعبين سواء في دفاع المنطقة او الرجل لرجل ولم يكن هناك اي تحسن وتطور واضح في الاساليب الدفاعية الحديثة.
اللاعــب الاجنبـي:
يعتبر من اهم الامور التي يجب التطرق لها بتفصيل اكثر لانه محور المباريات، فهدف وجود اللاعب الاجنبي في الدوريات له فوائد كثيرة الا في الدوري الفلسطيني الذي كان هدف وجوده هو الفوز البحت، والبحث عن تحسين الترتيب والدخول الى الفاينال فور وعدم الهبوط من خلال الاعتماد عليه كليا، فكان يحرز بالمتوسط من ثلث الى اكثر من نصف نتيجة الفريق ككل وانانية العديد منهم كانت واضحة جدا. فلم يستفد اللاعب المحلي من اللاعب الاجنبي شيئا كثيرا خاصة في الجانب التكتيكي وكذلك ولم يحصل الكثير من اللاعبين في الاندية على فرصة للعب. وهنا لا بد من الاشارة الى نقطة مهمة جدا الى ان تألق اللاعب الاجنبي بهذا الشكل الملحوظ كان سببه المباشر هو ضعف اللاعب المحلي في الدفاع فرديا وجماعيا وليس بسبب قوته الكبيرة كما يعتقد. اما الاثر السلبي الاخر المؤثر جدا هو العبء المالي الكبير الذي تكبدته الاندية من مصاريف فمتوسط تكلفة اللاعب لا تقل عن 2000 دولار شهريا "وذلك حسب بعض المصادر" وكذلك اللاعبين المحليين الذين يتقاضون شهريا بما معدله 500-600 دولار شهريا بالمتوسط، ومواصلات الاندية ورواتب المدربين الاجانب. هذه المبالغ قد تصل الى 200 الف دولار او اكثر وهي مبالغ ضخمة جدا بالنسبة للمستوى المتواضع للاندية والدوري واللاعبين وكان يمكن الاستفادة منها في تطوير جوانب حيوية في السلة الفلسطينية.
نظام الفاينال فور:
من الناحية الفنية لم يكن له اي داعي اطلاقا لان الدوري كان طويلا وشاقا من مرحلتين (22) اسبوعا، وكان مقياس وانعكاس حقيقي لمستوى جميع الاندية والترتيب النهائي للدوري في المراتب الاولى هو المستوى الحقيقي للاندية وذلك حسب تقديري الشخصي. ومع ذلك للفاينال فور فوائد اخرى ولكنها ليست فنية منها زيادة الحضور الجماهيري، ترتيبات التتويج والظهور بشكل مبهر وكذلك التشخيص وغيرها. وبما ان الفاينال فور هو الذي سيحدد مصير الفائز بالدوري والوصيف والترتيب "مع التحفظ على العدالة في ذلك" فكان من العدل عمل شيء مماثل يشبه الفاينال فور لاندية القاع لان مستواها متقارب جدا وتستحق اعطاءها فرصة اخرى لتثبيت وجودها في الممتازة.
الحكـام والطاقم التحكيمي:
لهم كل التقدير والاحترام لادائهم وكفاءتهم العالية، الا ان هناك عيوب متعلقة بقلة عددهم، وغالبية او حتى في كل المباريات لا يوجد فيها طاقم طاولة كامل، والمراقب الفني لا يزال مثل السابق لا يجلس في المكان المخصص له. واكثر ما يعيب الحكام هو عدم تطبيقهم لبعض التعديلات الجديدة منها الزي الموحد "حصلت تجاوزات من بعض الفرق، وقد خسر عدد من الاندية مباريات مهمة في دول تحترم القانون واثرت عليها، ثانيا: لم يكن هناك التزام بالمواعيد بغض النظر عن التبريرات الجاهزة مسيبقا والتي كان يمكن علاج ذلك. لا تزال الساعات في بعض الصالات لا تعمل وفق الرجوع الى الــ 14 ثانية في الريباوند الهجومي وهذا مخالف ويؤثر على جميع نتائج المباريات. وظاهرة سلبية اخرى موجودة من فترة الاتحادات السابقة هو وجود اعضاء اتحاد واداريين واشخاص ولاعبين سابقين وغيرهم قرب مقعد الفريقين وطاولة التسجيل وحول الملعب.
دبابيس من الدوري
·الاحصائيات مثل السنوات السابقة لم تكن حاضرة مع اهميتها للجميع.
·التعليق على المباريات في البث التلفزيوني لا علاقة له بكرة السلة فهو متواضع جدا ويعتمد على الصياح ومصطلحات غريبة لا تمت للسلة بصلة، وكذلك التحليل فقير فنيا ممن يعتبرون من اصحاب الاختصاص.
·مسعف او معالج واحد فقط هو زياد ابو لطيفه موجود في الدوري لجميع الاندية الـ 12 .
·احد المسئولين السابقين في منصب في اتحاد كرة السلة تم ايقافه رسميا من اللجنة الاولمبية بسبب مخالفة قام بها وبعد ذلك كان متواجد كأحد الاداريين على دكة احتياط مع احد الفرق المشاركة في الدوري.
·التغطية الاعلامية الكاملة والوافية ليست بالشكل المطلوب الا عن طريق الصحفي النشيط بسام ابو عرة.
·جمهور قليل الا في بعض المباريات مع عدم اغفال الحماس في بعض المباريات القوية وجمهور كبير لقلنديا وهو فاكهة الدوري مع وجمهور بيت ساحور.
·التدخين في بعض الصالات كان حاضرا في المدرجات.
·اندية عريقة جدا يشاركون في المباريات بـ 6 او 7 لاعبين ويقاتلون بكل قوة من اجل تاريخها وبقاءها ومجاراة اوضاع صعبة فرضها الاتحاد بتعليماته ولوائحه غير المسئولة والضعيفة.
·قلة عدد المدربين المحليين وابتعاد عدد منهم في الدوري، مع تعاقد الفرق مع مدربين اجانب لم يقدموا شيئا لا على مستوى انظمة اللعب الهجومية ولا الدفاعية ولا حتى تفريخ لاعبين جدد واهدار المال عليهم.