ضحايا الكأس

كتب محمود السقا- رام الله
في كافة بلدان العالم غالباً ما يكتنف بطولة الكأس
مفاجآت صاخبة ومثيرة، وربما يتجلى ذلك بوضوح في البلدان العريقة، كروياً، مثل
انكلترا واسبانيا والمانيا.
في اسبانيا، على سبيل المثال، وليس الحصر، فان
فريق "ليغانيس"، الذي يتبوأ المركز الثالث عشر على لائحة
"الليغا"، أي الدوري، تكفل بإخراج ريال مدريد، فخسر ذهاباً بهدف مقابل
لا شيء، وفاز في قلب معقل "الريال" بهدفين لهدف وتأهل.
في بطولة كأس فلسطين، فان شباب الخليل، متصدر
لائحة دوري الوطنية موبايل للمحترفين، سقط بركلات الحظ الترجيحية امام الجار، يطا،
الذي يلعب ضمن منافسات دوري اندية الدرجة الاولى، وانزلق في نفس المطب، ترجي واد
النيص، فخرج هو الآخر من البطولة اثر سقوطه امام فريق العيسوية.
ماذا يعني مغادرة فريقين محترفين من مسابقة
الكأس؟
هل يعني ان مستويات الفرق الكروية في فلسطين،
بمختلف درجاتها، باتت متماثلة، لا سيما في ظل الضائقة المادية، التي تعصف بالسواد
الأعظم من الفرق؟ أم ان الامر لا يعدو كونه مسألة طبيعية، لأن بطولة الكأس، تختلف
جذرياً، عن الدوري، ففي حين ان بطولة الدوري، تحتمل منطق التعويض، من خلال تعدد
اللقاءات، ذهاباً وإياباً، فان منافسات الكأس، لا تحتكم الى هذا المنطق، لأن مبدأ
التعويض غير وارد، فنظام الاقصائيات هو السائد والمُهيمن، ثم إن الفرق الصغيرة،
تريد ان تثبت ذاتها امام "الكبار" اذا جاز التعبير، فترى لاعبيها يبذلون
قصارى جهدهم وعرقهم، من اجل اصابة هذا الهدف الكبير، وفي تقديري ان هذا هو التفسير
المنطقي لسقوط الفرق الكبيرة امام الأقل منها منزلة، أكان في الوطن الفلسطيني ام
خارجه.