شريط الأخبار

"الأولمبي"... بداية الحلم الفلسطيني في المحافل الدولية بمنظومةٍ من ذهبٍ لا يصدأ

الأولمبي... بداية الحلم الفلسطيني في المحافل الدولية بمنظومةٍ من ذهبٍ لا يصدأ
بال سبورت :  

الخليل- كتب محمد عوض/ أحياناً تخسر، مع أنك كنت، ولا زلت بكامل قواك، مع أنك كنت الأفضل، إذ يجب علينا الإيمان، وبشكلٍ مطلق، بأن كرة القدم، ستواصل صفعك، ولن تكون قادراً على رد صفعةٍ واحدة، لكنك ستثبت قوتك، وجدراتك، وتفوقك، وعزيمتك، وإصرارك، وتقدمك إلى الأمام، بقدرتكِ على تحمل أكبر عدد ممكن من الصفعات.
إذا كانت الإنجازات تدعو للفخر فحسب، فبعض الإنجازات يجب على الفخر ذاته أن يفتخر بها، فالدنيا تؤخذ غلاباً، وسوق المجد مناهبة، والحياة صراع، والعلياء تُنال بالعزائم، وترتقي بالصمود فوق الهزائم، ويجب دفع نفسك إلى الأمام كل يوم، وعليك أن تفهم إطراء الآخرين، لتتميز، لا أن يجعلك متعالياً، فتصبح ساذجاً.
عذراً على المقدمة الطويلة، لكن ارتأيتُ كتابة تلك الكلمات، لأنني على قناعةٍ تامة، بارتباطها في موضوع هذا التقرير، فالمنتخب الوطني الأولمبي، استطاع تحقيق إنجاز سيبقى منقوشاً على جدران الذاكرة، دائماً وأبداً، فأمم آسيا تحت سن 23 عاماً، والتي تضم نخبة النخبة الآسيوية، ونحن كنا ضمن هذه القائمة.
سيكون بإمكاننا اليوم، أن نقول عن الخسارة أمام اليابان مؤلمة، ليست بحجم ألم الهزائم من سنوات، بل ألماً مضاعفاً مائة مرة، ليس إلا لأننا أصبحا منافساً عنيداً، خسرنا، لكن كان بإمكاننا كسب نقطة، وهذا فخر، تطور الفكر، وتضاعف الطموح، والتطلع إلى الأمام، فلم يعد كافياً بالنسبةِ لنا التعادل، حتى أمام أهم أبطال القارة.
كوريا الشمالية، كسبت نقطة كاملة من فم الأسد، المنتخب الفلسطيني، وخرجت بتعادلٍ ثمين، لكن الأحق صعد في النهاية، فمع أن تايلاند حاول الوقوف نداً للفدائي الأصغر، إلا أنه سرعان ما انهار أمام الإصرار، والسعي الحثيث، والتفوق الفني والبدني، فتعرَّضَ لهزيمةٍ بخماسية، وشاهدنا سيناريو رائع.
إنجاز "الأولمبي"، يشكِّلُ بدايةً لرسم حلم دولي، ما يجب معرفته الآن، بأن ما تحقق سيرفع الطموح الفلسطيني، على كافة الأصعدة، وتحديداً الجماهيري، فلم نعد نقبل بنتائجٍ متواضعة، أو ألا نكون أنداداً أمام أهم منتخبات آسيا، وهذا لم يكن أيضاً كافياً للمستقبل، فنحن نريد منافسة على الصعيد العالمي.
ربما يرى البعض، بأن ما أقوله، يعدُّ شيئاً كبيراً، لكن كل منا يتحدث من حجم طموحه، ومن رؤيته المتّسعة، ومن أفقه العالي، تحقيق الإنجاز شيء مهم، والأهم الحفاظ عليه، والبناء فوقه، بشكل تراكمي، وفقاً لخطةٍ محكمةٍ بيدِ رجلٍ حديدي، يرى السماءَ أقرب طموح، والأهم معالجة الأخطاء، وباحترافيةٍ عظمى.
أتفهم غيرة الجمهور الفلسطيني على المنتخب الوطني الأولمبي، بالردِ الفاحش أو غير الفاحش، على مشجعين لمنتخبات أخرى، غالباً باتت خلف "الفدائي" على السلم الدولي، رغم إمكانياتها العالية، والذين استهدفوا صفحات البث للمباراة، أو صفحات دعم المنتخب الفلسطيني، للحطِ من معنوياتنا، أو النيل من عزيمتنا، لكن هيهات.
أيمن صندوقة، اتفقت معه شخصياً في بعض النقاط أو اختلفت، إلا أنه كان قائداً بمعنى الكلمة، وإذا وقعَ في أخطاء، فهذا جائز، ويمكن مناقشته لاحقاً، خاصةً من المختصين الغيورين على الفدائي، لا المختصين غير الغيورين، أو المختصين الغيورين من الشخص نفسه، وفي الغرف المغلقة، وعبر الاستماع لآراء المتابعين، والمواطنين، الذين يفتخرون به.
خسرنا بثلاثة أهداف لهدفين أمام قطر، لكننا كنا الأفضل، الأخطر، وأهدرنا فرصاً كانت كفيلة بإخراجنا بنتيجة ليست إيجابية فقط وتأهلنا، بل بنتيجة تاريخية كبيرة، كرة القدم تعتمد على الاجتهاد الكبير صحيح، لكن الحظ العاثر أحياناً يقف في طريقك، ويحول دون نول المراد، مع أنك تستحق أكثر من ذلك أيضاً.
ختاماً : يجب أن تفعل ما تستطيع لأطول فترة تستطيع، وعندما تصبح لا تستطيع، افعل شيئاً آخـر تستطيع، يمكنك التوقف لبعض الوقت، لكن لا تستسلم.

مواضيع قد تهمك