شريط الأخبار

نجم الطائرة قيس الشرفي: الكرة الطائرة لا يفلح فيها إلا أصحاب المواهب

نجم الطائرة قيس الشرفي: الكرة الطائرة لا يفلح فيها إلا أصحاب المواهب
بال سبورت :  

رام الله- كتب محمد الرنتيسي/ خلف أبواب أنديتنا، نجوم ومواهب كثيرة، بحاجة لمن يقرع عليها باب الإستئذان، كي ينقل نجوميتها، من خلف الأبواب المغلقة، ويضعها أمام أصحاب القرار، ليأخذوا بيدها إلى مزيد من النجاحات، وينتقوا منها كل من هو جدير بتمثيل منتخباتنا المستقبلية، التي من المتوقع أن تزخر بالأسماء الصاعدة والواعدة.
روايتنا اليوم، تسرد حكاية "قيس" الذي لم يكن ينتظر "لبنى" هذه المرة، بل كان ينتظر أن يطوي الزمن صفحاته وبسرعة متناهية، كي يضع علَم الوطن على صدره، ويمثل منتخبنا الناشيء بالكرة الطائرة، في البطولة العربية الأخيرة في الأردن، بعد أن استقى حُب اللعبة، من والده وأقاربه وأبناء بلدته فقّوعة، المشهورة بالكرة الطائرة، فتعلم منهم الشيء الكثير من مهارات اللعبة، وساعدوه على بلوغ ما وصل إليه من مستوى فني أخّاذ، جعل اسمه على كل لسان، في بطولات الشباب والناشئين، فوالده لا زال يدفعه بالتشجيع، ووالدته بالدعاء، بأن يصل إلى أفضل المستويات، لا سيما وأن دعاء الوالدين، هو البلسم الذي يحقق كل الأحلام، في شتى مجالات الحياة، بما فيها المجال الرياضي، فيما رفاق دربه في نادي فقوعة، أعطوه الثقة، كي يصبح أحد ركائز فريقهم الأول، وإن كان لا زال غضّاً طرياً، ولم يتجاوز الـ(17) عاماً.
قيس قسام الشرفي، واحد من ناشئي نادي فقوعة، نشأ وترعرع في صفوف الفرق المدرسية في بلدته، عندما اكتشف موهبته معلم التربية الرياضية تامر حمارشة، ففرض نفسه بقوة عندما دافع عن ألوان مدرسته، وسرعان ما شق النجم الصاعد طريقه إلى فضاءات الكرة الطائرة، ليلتحق بفريق الناشئين بالنادي، وخلال فترة قصيرة، أصبح ركيزة أساسية بالفريق الأول، ومن ثم نجماً ساطعاً في منتخبنا الفدائي الشاب، وما يميز نجمنا الموهوب، أنه في كل يوم يتطلع إلى إضافة المزيد من الإنجازات على المستويين الشخصي والعام، ومن أكبر أهدافه الوصول إلى تمثيل الوطن ضمن المنتخب الوطني، في منافسات البطولات العربية، والإقليمية.


تفوّق بالعلم والرياضة:
وكما تفوق قيس في دراسته، فهو من الأوائل في صفه ومدرسته، تفوق في ميادين الكرة الطائرة، وعن بدايته يقول في حديث لـ"أيام الملاعب": " اكتشفني معلم الرياضة في مدرسة فقوعة تامر حمارشة ، فاختار عدّة لاعبين وأخذ يُدرّبنا بعد انتهاء الدوام المدرسي، وكانت أول مشاركة لي ببطولة الكرة الطائرة المصغره في بيت لحم، وحصلنا خلالها على المركز الثاني، وانتقلت بعدها للتدريب مع فريق الناشئين بنادي فقوعة، مع الكابتن فؤاد مساد، الذي كان يعدّ الفريق للمشاركة ببطولة للناشئين في نادي جيوس، وفيها حصلنا على المركز الثالث، وتم اختياري لمنتخب الناشئين، الذي كان من المفترض أن يشارك في البطولة العالمية في روسيا، وبتلك الفترة أصبحت أتلقى التدريب مع الفريق الأول ، وخلال مشاركتنا ببطولة صبرا وشاتيلا التي نظمها نادي رمون العام الماضي، أشركني الكابتن عدنان أبو فرحة "إضطراريا" لتعويض النقصل الحاصل بالفريق بتلك البطولة، وشجعني على ذلك الكابتن أحمد حمارشة، الذي تعلمت منه الكثير بعد ذلك لتطوير المستوى، عندما تولى تدريب فريقنا الأول، وكانت أول مشاركاتي مع الفريق الأول بتلك البطولة، وشاء القدر أن تكون المباراة الأولى لي أمام فريق جيوس صاحب التاريخ وأحد أبطال اللعبة، فكنت بفضل الله على قدر التحدي، وظهرت بمستوى جيد، و"أثبتت حالي" ومنذ ذلك الحين أصبحت لاعباً أساسياً، وأصبح الفريق يعتمد عليّ في أقوى المنافسات، وخلال دوري الدرجة الأولى للموسم الماضي، لعبت أساسياً بالفريق، والحمد لله صعدنا للدرجة الممتازة".


إنجازات تتوالى:
يضيف الشرفي: "وضعت هدفاً أمامي، بتحقيق لقب لنادي فقوعة ببطولات الناشئين، فبدأنا الإستعداد بقيادة المدرّبيْن حسام ومحمود أبو فرحة، للمشاركة ببطولة الناشئين للموسم 2016، وحصلنا على المركز الثاني بعد الخسارة من النزلة الشرقية، فزادتني الخسارة عزيمة وقوة، وتصميماً على تحقيق الهدف المنشود، وفي الموسم الحالي 2017، حصلنا بفضل الله على لقب كأس فلسطين للناشين، وهو أول لقب رسمي لنادي فقوعة في تاريخه، وهكذا أصبح فريق فقوعة رقماً صعباً في معادلة الكرة الطائرة لفرق الشباب والناشئين، فمن أصل خمس بطولات للموسم الحالي، أحرز الفريق ثلاثة ألقاب، بينها البطولة الأغلى والأهم ممثلة بكأس فلسطين، وآخرها لقب بطولة "سوسن فقوعة" قبل أيام، أما على المستوى الشخصي، فحصلت على لقب أفضل لاعب في ثلاث بطولات متتالية: كأس فلسطين، بطولة "إنتصار الأقصى" في سنجل، بطولة "سوسن فقوعة" الأخيرة في فقوعة".


طاقة فنيّة:
" سعادتي لا توصف ليس لأني حصلت على لقب أفضل لاعب في فلسطين على مستوى الشباب، بل كوني شاركت مع زملائي اللاعبين في إحراز أول بطولة رسمية لنادي فقوعة"، قال الشرفي، مؤكداً أنه كان واثقاً من الحصول على اللقب، وهذا يعود لمساعدة زملائه في الملعب، ونتيجة لتعاون وتضافر مجهود الجميع، من إدارة وجهاز فني وداعمين وجمهور، وأضاف: "بشهادة الجميع، كان فريق فقوعة هو الأفضل واستحق البطولة، ومن هنا أستطيع أن أقول أن فقوعة سيظهر دائماً كمنافس قوي، وأهدي هذا النجاح لوالديّ، فهما أول من وفر لي كل ما إمكانيات التفوق، ولإدارة النادي، ولأهل بلدي، ولكل من ساندني وزملائي، وأعدهم بالمزيد".
نجمنا قيس، أكد أن كل لاعب يتطلع لبلوغ ما وصل إليه من سبقه من النجوم، وأن يسير على منوالهم، لافتاً إلى أنه يعتبر كل لاعبي فقوعة مثله الأعلى، مبيناً أن الموهبة والرغبة في التطور، هي من تساعد اللاعب على إظهار ما في داخله من طاقات فنية، وأضاف: "الكرة الطائرة لا يفلح فيها إلاَّ أصحاب المواهب.. الذين يبدءون منذ الصغر، أما الذين يأتون متأخرين فسرعان ما ينتهي مشوارهم".

مواضيع قد تهمك